|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
09-07-2002, 05:14 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
المشاركات: 765
|
دواءُ الداء الذي ينتشر بشكل عام بين الإناث أكثر من الذكور بنسبة تصل إلى الضعف.
إتماماً للموضوع السابق ...
الموضوع السابق:(داء ينتشر بشكلٍ عام بينَ الإناث أكثر من انتشارهِ بين الذكور بنسبةِ تصل إلى الضعف) ............... توقفنا عند أسباب وعلاج هذا الداء ، فنقـــول: إنَّ هناك مسببــاتٍ طبيــةً بحتـه لا يمكن تجاهُـلُهَــا إزاءَ المصابين بالحزنِ والاكتئاب ، ومن أشهـرِ هذه الأسبــاب : كثرةُ تعاطـي الأدويــةِ والعقـاقيـر التي تؤدي بدورهـا إلى تغيراتٍ كيميائيةٍ في الدمــاغ الناتِـجِ عنهــا الإصــابةِ بالاكتئاب نفسِه ، ومن ذلك أيضـاً تعــاطي المخدرات والمسكرات المؤديــةِ إلى الإدمـان المروع ، والإحسـاس بأنَّ الحيـاةَ لا شيءٌ بـدونِ معــاقرتِـها ، ومن ذلك العواملُ الوراثية ، وبعضُ الأمراض العضويـة ، ولكن الذي يعنيــنا هنا في هذا المنتدى الهادف هي تلكُــم الأسبــاب التي تناولتهــا الشريعةُ الغرَّاء من خلال ذمِّــها والتحذيرِ منها في غير ما آيـةٍ أو حديث لكـافةِ شؤونِ الدينِ والدنيــا . فقد جاءَ في القرآن الكريم ما يدل على أن خــواءَ القـلب من ذكر الله ويبـــسَ اللســانِ منه أمارةٌ من أمراتِ الضيق والنَّــكَـد والحــزنِ وكسفِ البــال ، فقد قال الله تعالـى :((وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )) طه. وقد جــاءَ في السنة مايدُل على أن مواقعــة المعــاصي والاستهــانةَ بِــها سببٌ رئيس من أسبــابِ حلولِ هذا البــلاء فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :(( إذا كَثُــرَت ذُنُــوبُ العبـد ولم يكن لهُ مايكفِّرُهــا من العمَــل ابتلاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ بالحُـــزن ليكَــفِّــرَهــا عـنـــه ))رواه أحمد. ومن أسبــاب ذلكَ أيضــاً إجــلابُ الشيطــان بخيــلِهِ ورجلـه على بن آدم فيوسوسُ إليــهِ ليخـنــس ، ويقذِفُ في قلبِــهِ الحُــزن والكآبه ، مِن خلالِ تشويشِــه بكـمٍ هائــلٍ من الأحــلامِ والرؤى الشيطــانيةِ في المنــام حتى تُــصبِــحَ في حياتِ الفــرد هاجِــســـاً مُقـلِقــاً عِـتندَ كُـلِّ غمضــةِ عـيــن ولذلك يُصـابُ المُكتـئـب بالأرقِ المُزمِــن وقـلةِ النــوم ، وقد صحَّ عند مسلمِ أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر نوعــاً من الرؤى وهي التي تكونُ تحزينــاً من الشيطان يحزُنُ بها بن آدم . وسببٌ آخر من أسباب هذه الأزمـة يبرز من خلالِ كثرةِ الديون والحمالاتِ الماليــة مع العجزِ والكَـسَـــل علـى إيفـاءها ، أوِ الجُبنِ والبُخل الذي يصيبُ المرءَ حينمــا يُبتَـلَـى بالفَرَقِ وَسَعَــارِ الكـانِـــز ، ومما يدلُّ على أن هذا الأمر يُـعَـدُّ أساســاً في حُدُثِ مثلِ هذهِ الظاهِرة مارواهُ أبو داوود في سُننه (( أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجدَ ذات يوم فإذا هو برجلٍ من الأنصــار يقالُ لهُ أبو أُمامَه فقال : يا أبا أُمامه ، مالي أراكَ جالِســاً في المسجد في غيرِ وقتِ الصلاه ، قال : همــومٌ لزمتـنــي وديونٌ يارسول الله ، قال : أفلا أُعلِّــمُـكَ كلاماً إذا قُـلتَه أذهب الله همــك وقضـى عنكَ دَينَك ، قالَ بلى يارسول الله ، قال : قُـل إذا أصبحـتَ وإذا أمسيت [ اللهمََّ إنـي أعوذُ بِكَ من الهَمِّ والحَــــزَن وأعوذُ بك من العـجــزِ والكَــسَــل وأعوذُ بك من الجُــبـنِ والبُــخـل وأعوذُ بك من غَـلَــبَـتِ الدينِ وقهرِ الرجال ] قال أبو أُمامه ففعلتُ ذلك فأذهبَ اللهُ همِّي وقضى عني ديني )) هذهِ بعض الأسبــابِ لا كُــلهـا ، وقد رأينـا صِـلتَهـا الوثيقَـه بما جاءَ التحذيرُ عنه في ملتِــنا السمحه ، ومنهــاجِنَــا الأغــر ، في حينِ إنَّ جِــماعَ هذهِ الأسباب هو البُعــدُ عن هدايةِ الله والاستقامةِ على طريقِه والتعلقِ بالأسبابِ الدنيويه بعيــداً عن مُسبِبــها سبحــــانه ، ومن تعلق شيئـاً وُكِــلَ إليــه ، ومن وكلَ إلى غيرِ الله فقد وكلَ إلى ضيعــةٍ وخراب . ((فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ))الأنعام. .... أيهــا الإخوه والأخوات ، من بابِ أن نوجِدَ شيئــاً من التكامل ولو كانَ مقتضبــاً حول الحديث عن ظاهرة الحزن والاكتئاب فإنهُ من اللازمِ لنا أن نشيرَ بلمحةٍ سريعةٍ إلى أنجع الأدويةِ الشرعيةِ الروحانية ، والتي لهـا أثرٌ فعَّـال من خلالِ نصوصِ الشارِع ، والواقِعِ المجرَّب ، حتى من أخِصَّائِي الطب النفسي أنفُسِهِـم ، ناهيكُـم عمـا بسَـطَــهُ أطباءُ القلوبِ وصيارفتُـه من علماءَ إسلاميين هم قطبُ الرَّحى والقــدحُ المُــعـلَّـى في هـذا المضمار ، فأولُ هذه الأدوية مكــانَةً هوَ قيامُ الأُمَّــه بـمجموعِــها فيمــا فَــرَضَ اللهُ عليهــا مِن الجهــادِ في سبيــلِ الله ، والدعوةِ إليــه ، والحَذَرِ من متاع الدُّنــيـا وزينتِــها إذ بمثل ذلك يكونُ الانشراحُ والطمأنينة ، ويزولُ الضوقُ والضنــك ، يقول الرسولُ صلى الله عليه وسلم :(( إذا ظنَّ الناسُ بالدينارِ والدرهم ، وتبايعوا بالعينة ، وتبعوا أذنـبــابَ البَــقَـــر ، وتركوا الجهــادَ في سبيــلِ الله انزلَ الله بِــهـم ذُلاً فلم يرفعـهُُ عنهُــم حتى يُراجعــوا دينـهم ))رواه أحمد. وأخرج الطبراني مرفوعــاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنهُ قال :(( علـكُــم بالجِهــاد فإنهُ بابٌ من أبوابِ الجنــه يدفعُ الله به عن النفوس الهــمَّ والغَــم)) ولقد صدق الله إذ يقول :((قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ))التوبه. ودواءٌ آخر للحزن والاكتئاب يكمنُ في الموقف الصحيح مع القضـاءِ والقدر وبلوغِ منزلةِ إيمان العبد بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه وأن الأمور بيد الله مقاديرُهــــا فليسَ يأتيهِ منهيُهـــا ولا قاصرٌ عنه مأمورُهــا وأن الأرزاقَ مقسومةٌ ، والآجالَ محتومَــه ، وأنَّ نفســاً لن تموت حتى تستكمـلَ رزقهـا وأجلها ، فالمرء يتوكل على ربه دون توترٍ ولا ريبةٍ ولا قلق إذ بمثلِ هذا يستقبلُ الدُّنيـا بشجاعةٍ ويقين ولسانُ حاله يقول كما قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه :( أيُ يوميَّ من الموتِ أفِر يومَ لا يُقدر أو يومَ قُــدِر ، يوم لا يُقدَر لا أحذرُه ، أو يومَ قُـدِر لا ينجُــو الحــذِر) ومن الإدويةِ تحقيقُ الرضى عن الله سبحانـه ، إذ هو المَحَــك أمامَ العبــد ، فمن قلَّ رضاهُ عن الله صار مرتعـاً للأوهامِ والأحزان والأدواء ، وقد سُئِـل الحسن البصري رحمه الله (من أين أُتيَ هذا الخلق من قِلَّـةِ الرضى عنِ الله) ونقلَ أبو حاتم البُستِيُّ عن بعضِ السلف قوله :(لا أعلمُ درجةً أشرفَ ولا أرفعَ من الرضى وهو رأس المحبه ، ولذلك دعى به زكريا لولدِهِ فقال : واجعلهُ ربي رضيا). والرضى عن الله لا يكون إلا باستحضارِ العبد لحكمةِ الله في الأقدار وأنهُ لا يعطي ولا يمنع إلا لحكمةِ بالغه مما يهون على المرء ما يلاقيه من المصائب والأقدارِ المؤلمـه بل حتى في حال الفرح كما قال سليمانُ عليه السلام ( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر). ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم حينَ وفاةِ ابنه ابراهيم :((تدمعُ العين ويحزنُ القلب ولا نقولُ مايسخِطُ الرَّب ولولا أنهُ وعدٌ صادق وموعودٌ جامع وأن الآخرَ منا يتبعُ الأول لَوَجِدنــا عليكَ يا ابراهيمُ وجـداً وإنَّـا بك يا ابراهيمُ لمحزونون))رواه البيهقيَّ وابن ماجه.فهو صلى الله عليه وسلم يعني بذلك لولا أنه يعلم حكمةَ الله في قبضه اليه لحزنَ عليهِ حُزناً شديدا . ومن الأدويةِ أيضا كثرة التسبيح ، والسجود والعباده عملاً بقوله تعالى :(( 96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) )) وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حَـزََبَـهُ أمرٌ فزعَ إلى الصلاة ، وكان يقول صلوات الله وسلامه عليه :(( من لزِمَ الاستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجا ، ورزقه من حيثُ لا يحتسب )) ........... قد قلت ما قلت إن صواباً فمن الله وإن خطأً فمن نفسي والشيطان. آخر من قام بالتعديل ع.السحيم; بتاريخ 09-07-2002 الساعة 05:19 AM. |
09-07-2002, 06:08 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2001
البلد: ارفع راسك انت سعودي
المشاركات: 472
|
إبــــــــــــــــــــــــــــــــــــداع
الصراحه كفيت ووفيت اخوي ع.السحيم.........
وشكر الله سعيك وجزاك الله الف خير.... تحياتي ظل الخيال....
__________________
|
10-07-2002, 04:12 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
المشاركات: 765
|
جزاك الله خير ظل الخيال....
|
الإشارات المرجعية |
|
|