[أبو عمر القصيمي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
الإقعاء له عدة صفات منها إقعاء منهي عنه ، و من ذلك أن ينصب ساقيه وفخذيه ويجلس على إليتيه ويعتمد على يديه كإقعاء الكلب فهذا ورد النهي عنه .
وهناك صفة من صفات الإقعاء وهي أن ينصب قدميه ويجعل ركبتيه في الأرض ويجلس على عقبيه ، فهذه جاء في صحيح مسلم من طريق أبي الزبير أنه سمع طاوس يقول قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين فقال هي السنة فقلنا له : إنا لنراه جفاء بالرجل فقال ابن عباس بل هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم .
فهذا الحديث كما قرأتم رواه مسلم ، وهذا في الجلسة بين السجدتين ، وفي الحقيقة أني لم أجد أحد يعمل بها بين السجدتين إلا القلة القليلة ، وقرأت في كتاب الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ( صفة الصلاة ) أن هذه الصفة يعمل بها أحياناً بين السجدتين وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أحياناً يجلس هذه الجلسة بين السجدتين ، وقال الشيخ رحمه الله : وقد عمل بها بعض الصحابة والتابعين .
ورد الشيخ رحمه الله على من أنكر هذه الجلسة بين السجدتين .

وقد كنت قبل فترة عند الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد حفظه الله فقلت له : يا شيخ هل الإقعاء بين السجدتين سنة ؟ قال الشيخ : نعم هذا ثبت من حديث ابن عباس في صحيح مسلم . فقلت : يا شيخ هل أطبقها في الصلوات الخمس ؟ فقال الشيخ : نعم هي من السنن التي يعمل بها أحياناً وليس دائماً ، ولكن من السنة أن تعمل بهذه الجلسة أحياناً وتجعل الإفتراش أكثر لأنه هو الوارد أكثر .
هذا معنى إجابة الشيخ حفظه الله لي على هذا السؤال .
فأنصحكم ونفسي بتطبيق هذه السنة أحياناً عملاً بالأحاديث والسنن ، وقد أنكر بعض العلماء رحمهم الله هذه الصفة في الجلسة بين السجدتين ، ولكن الحق أحق أن يتبع والله أعلم .

أنتظر تعليقاتكم وفوائدك في هذه المسألة ، ولم أكتب الموضوع إلا للمذاكرة والعمل بالسنة الثابتة .

[الـصـمـصـام]

جزاك الله خيراً على هذا العرض ، من خلال ذلك نفهم أن الإقعاء له معنيان ..
واحد منهي عنه ، و الآخر سنة واردةٌ ..

جزاك الله خيراً ، لكم انتفعنا بما تطرحه أخي المباركـ ...

[وحيد المعنى]

لا حرمك ربي الاجــــر


مشـــــــاركـــة رائعة


وبصراحـــة انت دائما مميز في طرحــــك

[النادم]

بارك الله فيكم أستاذنا ( عمر ) ..

وقد بوّب ابن خزيمة - رحمه الله - على هذا الحديث فقال : "باب إباحة الإقعاء على القدمين بين السجدتين ، وهذا من جنس اختلاف المباح ؛ فجائز أن يقعي المصلي على القدمين بين السجدتين ، وجائز أن يفترش اليسرى وينصب اليمنى" .

ورأى بعض العلماء الكبار أن الإقعاء منسوخ ، واستظهر أن الأحاديث الكثيرة التي فيها صفة الجلوس بين السجدتين : الافتراش = تنسخ ما نقل ابن عباس - رضي الله عنهما - .

وكأنه نظر إلى ما يشبه أن ابن عباس تفرد بهذا المذهب ، وأخذ به بذلك الجزم والحزم ، وهو مماثل لما كان من ابن مسعود - رضي الله عنه - في التطبيق في الركوع ، فإنه كان يفتي به ، ولم يبلغه نسخُهُ ، وقد ورد نسخُهُ عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - من طريق ابنه مصعب وغيره عنه .

إلا أن للنسخ شروطـًا معلومة ً في أصول الفقه ، ولا يتحقق بعضها - أو كلها - هنا ، فمن الشروط أن يُعلم تأخّر الناسخ عن المنسوخ ، ولا دليل هنا على أن الافتراش كان بعد الإقعاء ، والله أعلم .

لكن قال الترمذي بعد أن أخرج الحديث : "هذا حديث حسن ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ لا يرون بالإقعاء بأسًا ، وهو قول بعض أهل مكة من أهل الفقه والعلم ، وأكثر أهل العلم يكرهون الإقعاء بين السجدتين" .

لكنّ النص ثابت - كما هو ظاهر - ، وفعله ابن عباس - رضي الله عنهما - وأكّد على فعله ، بل نُقل عن العبادلة من الصحابة أنهم كانوا يُقعون ، وأقعى طاوس راوي هذا الحديث .

مع أن الافتراش صح في أحاديث أخر ، منها حديث أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه - المشهور في صفة الصلاة ، وكون النبي - صلى الله عليه وسلم - افترش ؛ لا ينافي أنه كان يقعي أحيانـًا - كما نقل ابن عباس - ، ويكون الأمر على ما قال ابن خزيمة .

والسنن المهجورة في الصلاة عددٌ ، بل بلغ الأمر أنه إذا طبّقها بعض الحريصين على إظهار السنة وإحيائها = أ ُنكر عليه ، والله المستعان .

[الـبـــــــــــارق]

مدري والله

[المعتز بدينه]

لي عودة

[تأبَّط رأياً]

الشكر للاخوة على إثراء الموضوع

وقد أفاد أخونا المحب عمر وكذلك أخي النادم.بارك الله فيهما.

[المعتز بدينه]

أخ عمر 55 أيضا من السنن جلسة الإستراحة ولا يعمل بها الآن إلا قليلا وأعدكم ببحث عنها وسأتكلم حول الإقعاء

[أبو عمر القصيمي]

الأستاذ الفاضل الصمصام
بارك الله فيك على تشريفك وتعليقك ، وكما قلت وفقك الله بأنه أنواع وصفات .

أخي الغالي وحيد المعنى
آمين وإياك ، لقد أحرجتني كثيراً أثابك الله .

أستاذنا أبا عبدالله النادم
هذه الإضافة المفيدة استفدنا منها كثيراً ، فلا تبخل علينا بمثل هذه الفوائد ولك منا الدعاء .
وبالنسبة لكلام الشيخ رحمه الله وقد مال إلى النسخ فقد استغربت كثيراً عندما قرأت ذلك ، لأن منهج الشيخ في هذه المسائل اختلف قليلاً في هذه المسألة ، أسأل الله أن يجزيه عنا خير الجزاء .

الأخ البارق
حياك الله ، ونتمنى أن تبحث وتخبرنا بالفائدة إذا علمت .

المعتز بدينه
ولنا عودة إن شاء الله إن عدت فشكراً لك .

أستاذي تأبط رأياً
نفع الله بك وكتب سعيك ويسر أمرك .

[أبو عمر القصيمي]

أخي المعتز بدينه :
لم أقرأ مشاركتك قبل الرد السابق ، وعلى هذا فأشكرك على تعليقاتك الرائعة والمفيدة ، وننتظر مقالك عن جلسة الإستراحة لكي يصبح موضوعاً شاملاً عنها، فـ شد حيلك وفقك الله .

[عابق الذكرى]

اقتباس المشاركة الأصلية بواسطة الصمصام جزاك الله خيراً ، لكم انتفعنا بما تطرحه أخي المباركـ ...

أنا أشهد
أخي عمر55
جزاك ربي عنا خيرا .. وجعلك ذخراً للاسلام والمسلمين ..
حفظك الله ورضي عنك وملأ قلبك نوراً على نور .. وزادك قرباً منه ..
وتقبل فائق تقديري وخالص دعواتي

أخوك ومحبكـ/عابق الذكرى

[الشفوق]

اخي الغالي عمر55.... اشكرك على هذا الموضوع الرائع ... وهذه معلومه القيمه ...


فبارك الله فيك وجعلك ربي نوراً يهتدى به اللأسلام...وجعلك الهي مبارك اينما كنت...


اخوك..

الشفوق

[أبو عمر القصيمي]

الأخ العزيز عابق الذكرى
حياك الله وبارك فيك على دعواتك الطيبة أسأل الله أن يتقبل منك

أخي الشفوق
بارك الله فيك وسعدت كثيراً بمرورك

تنبيه / الذي أعلم أن الكثير من الشباب وغيرهم يجلسون في الصلاة جلسة أظنها لم ترد ، وهي أن يجعل ظهور قدميه في الأرض ويجلس على بطونهما ، ولو دققت لوجدت أكثر المصلين يجلسون هذه الجلسة دائماً ، ولا يعملون بسنة الإفتراش والتورك ، فيا حبذا التنبه لهذا الأمر والتذكير فيما بيننا بالسنة

[حجر]

فائدة جميلة
شكر الله لك