بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الإسماعلية المكارمة في نجران

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 03-02-2007, 10:57 PM   #1
البيان
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 2
الإسماعلية المكارمة في نجران

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد إخواني المسلمين : فأحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحديثنا سيكون بإذن اله تعالى تحت العناصر التالية :
• التعريف بالإسماعيلية المكارمة .
• الصفات الشخصية لأفراد الإسماعيلية المكارمة .
• مراجع وكتب الإسماعيلية المكارمة .
• ثم أئمة الإسماعيلية المكارمة المعاصرين .
• ونتكلم كذلك عن مراتب الدعوة عند الإسماعيلية المكارمة .
• ثم العبادات عند الإسماعيلية المكارمة وعقائدهم .
• ثم مصادر دخل الأموال عند الإسماعيلية المكارمة .
• ونتكلم بعد ذلك عن عودة بعض الإسماعيلية المكارمة إلى معتقد أهل السنة والجماعة .
• ثم الخاتمة التي نسأل الله حسنها .
فنقول وبالله التوفيق والسداد : الإسماعيلية المكارمة – إخواني في الله – يعودون إلى حِمْيَر ، وحمير هو حمير بن سبأ بن يشجُب بن يعرُب بن قحطان والذي كتان من ملوك اليمن وهو أول من وضع التاج على رأسه . ومن الإسماعيلية المكارمة الحامدي والحمَّادي والفهد ؛ والفهد من بني صلاح بن داود بن عبد اله بن عمرو بن علي بن صبيح بن حسن بن مكرم . وإلى الفهد هذا ينتسب مكارمة نجران والدعوة الإسماعيلية نسبت إليهم في نجران فكل إسماعيلي يسمى في نجران مكرمي وإن كان من غيرهم ، و الإسماعيلية المكارمة قد تولوا الزعامة الدينية في المذهب الإسماعيلي في اليمن منذ قديم حيث ورد في أسماء الدعاة في حال الستر والكتمان بعد انقضاء الدولة الصليحية الكثير من أئمتهم . وأشهرهم عماد الدين إدريس بن الحسن بن عبد الله بن علي بن محمد بن هاشم المكرمي الذي توفي في قرابة القرن الثامن ، وقد اشتهر بتآليفه الكثيرة والتي هي عمدة في المذهب والمعتقد الإسماعيلي ومنها كتاب زهر المعاني وعيون الأخبار . واستمرت رئاسة الدعوة في أيديهم إلى أن تولاها المكارمة الهنود ثم بعد ذلك عادت إليهم ، و الإسماعيلية المكارمة – إخواني في الله – يعتبرون أنفسهم أعلى رتبة على سائر القبائل ، ولهذا – أي قبائل الإسماعيلية الأخرى – ولهذا لا يزوجونهم ولا يتزوجون منهم حفاظاً على مكانتهم ، وحتى لا تؤخذ منهم السيادة الدينية . وللشيخ المكرمي السيادة على مشايخ القبائل الإسماعيلية في مدينة نجران وذلك بحكم مركزه الديني ويعتبر الطعن في هذا الداعي الطعن في القبيلة ، لذلك تجد مشايخ القبائل يحامون عنه كما يحامون عن أعراضهم .
أما عن انتقال رئاسة الدولة الإسماعيلية المكرمية إلى مدينة نجران فأقول إخواني في الله : بعد أن استلم الداعية الإسماعيلي محمد الدعوة حصل بينه وبين الشيعة الزيود حرب هزم فيها فخرج إلى القنفذة يريد الهرب إلى الهند إلا أن قبيلة يام في نجران دعوه ليكون بينهم فحضر إلى بلاد نجران وسكن بلدة بناها وأسماها الجمعة وهي الآن خراب ، وبوصول الداعي محمد بن إسماعيل المكرمي هذا إلى نجران تولى السلطة الدينية . استمرت قرية الجمعة مركزاً للمكرمي حتى سنة 1352 للهجرة حيث انتقل بعد ذلك إلى منطقة تسمى ( حبُونا ) وفي عام 1370 للهجرة انتقل إلى منطقة خشيوة وهي مقر الدعوة الإسماعيلية المكرمية في العالم وأصبحت مدينة نجران في جنوب المملكة العربية السعودية موطن الفرقة الإسماعيلية المكرمية إلى اليوم .
أما عن الافتراق الذي وقع في الإسماعيلية المكارمة – إخواني في الله – في وقتنا الحاضر والذي أدى إلى انقسامهم إلى فرقة حسينية وفرقة محسنية كان بسبب أن كل داعي منهم أي من الإسماعيلية المكارمة يوصي عند وفاته بمن يخلفه ومن يأتي بعده ففي عام 1413 للهجرة كان داعي الإسماعيلية يسمى الحسين بن الحسن المكرمي أي داعي الإسماعيلية المكارمة فكان يسمى هذا الداعي بالحسين بن الحسن المكرمي ونائبه يدعى محسن بن الحسن المكرمي وهو وكيله والمسؤول عن بيت المال وكان محسن يعظم ويقدس لاعتقاد الأتباع أنه هو الخليفة لحسين إلا وأنه بعد وفاة الحسين وجدوا خلفه ورقة الوصية والتي تنص على أن الخليفة بعد ذلك الإمام رجل يسمى الحسين بن إسماعيل المكرمي وقد كان يسكن هذا الرجل مدينة الطائف المعروفة بالقرب من مكة المكرمة ، أقول صارت هذه االوصية بمثابة الصاعقة على محسن لأنه بموجب تنفيذها سيفقد منصبه ومكانته وتعظيمه من قبل الأتباع والأهم من ذلك كله أنه سيفقد بيت المال الإسماعيلي فرفض هذه الوصية وأعلن خروجه على الحسين بن إسماعيل ونصب نفسه داعياً مطلقاً للمكارمة الإسماعيلية ، وعندها انقسم المكارمة إلى قسمين : قسم انساق مع محسن وقسم أيد الحسين بن إسماعيل وذهب المؤيدون لحسين لمدينة الطائف وبشروه بانتقال الإمامة إليه فاستبشر وجاءوا به إلى مدينة نجران ليستلم منصبه ويستقر في خشيوة المقر الرئيسي لمذهب الإسماعيلية المكارمة في العالم . عند ذلك لجأ محسن إلى استخداما السحر وذلك لصرف الحسين بن إسماعيل عن هذا المنصب فأثر السحر في نفس الحسين وترتب من هذا السحر أنه كره خشيوة وأصيب بمرض وعندها استولى محسن على خشيوة وبسط نفوذه على بيت المال أما الحسين بن إسماعيل فقد استقر في منطقة تسمى دحضة واستمر أتباع الحسين بن إسماعيل في ممارسةالضغوط على محسن حتى شهر ذي القعدة من عام 1416 للهجرة حيث استطاع الحسين بن إسماعيل وأتباعه أن يستعيدوا المركز الرئيسي للطائفة الإسماعيلية المكرمية وكذلك الجامع الكبير وبيت المال الإسماعيلي بعد أن تركها محسن ، أقول ولا يزال الخلاف قائماً بينهما إلى هذا اليوم وبذلك تكون الإسماعيلية المكرمية قد افترقت إلى فرقتين فرقة حسينية وفرقة محسنية .
أما عن الصفات الشخصية لأفراد الإسماعيلية المكارمة – إخواني في الله – فإنهم يتميزون بعدة أوصاف منها :
أنهم يلبسون عمامة بيضاء علىالرأس أو غترة بيضاء يلوون اطرافها على رؤوسهم ومنها أنهم يسبلون ثيابهم إلى تحت الكعبين ويرون أن هذا هو السنة والمتدين منهم يعفي لحيته ويحلقها من ناحية الوجنتين كما أنهم يفضلون مخالفة أهل السنة والجماعة في أغلب الصفات
العامة .
أما إذا أردنا أن نتكلم عن مراجع وكتب الإسماعيلية المكارمة فمن هذه الكتب كتاب الذخيرة في الحقيقة للداعي علي بن الوليد والذي حققه الإسماعيلي محمد حسن الأعظمي وكتاب مسائل مجموعة من الحقائق العالية والدقائق والأسرار السامية والذي جاء في مقدمة هذا الكتاب هذه اللفظة : جاء فيها لا يجوز الاطلاع عليها إلا بإذن من له العقد والحل ومن كتبهم أيضاً إخواني في الله كتاب الافتخار والينابيع للداعي أبو يعقوب السجستاني تحقيق الإسماعيلي مصطفى غالب وكتابي تأويل الدعائم ودعائم الإسلام للنعمان بن محمد وكتاب خمس رسائل إسماعيلية تحقيق الإسماعيلي عارف تامر والكتاب الشهير عند الإسماعيلية المكارمة والمسمى بكنز الولد لإبراهيم الحامدي إضافة إلى كتاب تاج العقائد ومعدن الفوائد لعلي بن الوليد وكتاب أساس التأويل للقاضي نعمان بن حيون تحقيق الإسماعيلي عارف تامر .
أما مراتب الدعوة عند الإسماعيلية المكارمة
فأول هذه المراتب : مرتبة الإمام أو داعي الدعاة وهو رأس الدعوة وممثل القيادة العليا عند الإسماعيلية المكارمة .
المرتبة الثانية : هي مرتبة الحجة أو الباب وهو نائب الإمام ولديه أسرار الإمام ومستودع أعماله .
المرتبة الثالثة : داعي البلاغ أو مرتبة داعي البلاغ وهو المسؤول عن تبليغ الأوامر التي يرسلها داعي الدعاة إلى الأقاليم والبلدان ومسؤول عن سريتها وضمان وصولها .
المرتبة الرابعة : مرتبة الداعي المطلق الذي له كافة الصلاحيات بالسفر إلى الأقاليم للدعوة ويلحق به الجناح الأيمن والجناح الأيسر وهما جناحان جزئيان يقدما للداعي المطلق الخدمات أثناء جولاته للدعوة للمذهب الإسماعيلي وخصوصاً المذهب الإسماعيلي المكرمي .
المرتبة الخامسة : مرتبة الداعي المأذون ومهنته أخذ الميثاق على المستجيبين للدعوة أي يأخذ الميثاق والعهود والأيمان المغلظة من أولئك الذين يدخلون إلى معتقد الإسماعيلية المكرمية أو غيرها أو باقي فرق الإسماعيلية كالبهرة والأغاخانية .
تأتي المرتبة السادسة وهي : مرتبة الداعي المحصور ويعتبر مسؤولاً عن التبليغ في منطقة محصورة معينة ويأخذ الميثاق على المستجيبين في منطقته والداعي المأذون والمحصور هما الفسوحان لهم بالمكاسرة والدعوة للمذهب ومعنى المكاسرة أي المجادلة ومنافحة باقي الفرق الإسلامية عن المذهب الإسماعيلي .
وذلك أقول بعد وصولهم إلى درجة عالية من الفلسفة والجدل وأيضاً يقومان بإمامة الناس في صلاة الجماعة والعيدين والجنازة ، وجمع الزكاة ودفعها لمن هو أعل منه وبقيادة جماعة محدودة في موسم الحج وتعليمهم مناسكهم .
المرتبة السابعة : وهي مرتبة المكالب وهو الجندي الأول من مريدي الدعوة ووظيفته التجسس واستنشاق الأخبار المتعلقة بالدعوة .
ننتقل الآن – أحبابي في الله – إلى العبادالت عند الإسماعيلية المكارمة وأول هذه العبادات هي عبادة الوضوء فوضوء المكارمة شبيه بوضوء أهل السنة إلا أنهم يتلفظون بالنية عند بدء الوضوء ولهم عند غسل كل عضو دعاءاً خاصاً به حيث جاء في كتاب صحيفة الصلاة وهي العمدة عندهم بل لا يخلو بيت إسماعيلي مكرمي من هذا الكتاب وهو صحيفة الصلاة جاء في الصفحة السابعة ما نصه " ويتمضمض بالماء ثلاث مرات ويقول في كل مرة اللهم اسقني من كأس محمد نبيك "
انتهى . وهكذا فلكل عضو دعاء مختلف وهم لا يرون غسل القدمين عند الوضوء ويرون مسحها فقط موافقين في ذلك جميع فرق الشيعة إلا أن المشاهد الآن عند بعض العامة من المكارمة في مدينة نجران أنهم بدأوا يغسلون أرجلهم وهم كذلك لا يرون المسح على الخفين أو الجوربين ولا الصلاة بهما .
ثاني هذه العبادات – إخواني في الله – الأذان ، فأذان الإسماعيلية المكارمة يختلف عن أذان أهل السنة إذ يوجد فيه بعض الزيادات والأذان عندهم على هذا النحو يقولون " الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن علياً ولي الله أشهد أن علياً ولي الله حي علىالصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي علىالفلاح حي على خير العمل حي على خير العمل وبهذه الجملة أي بهذه الجملة قولهم حي على خير العمل يوافقون أذان الشيعة الزيدية فيقولون حي على خير العمل حي على خير العمل محمد وعلي خير البشر وعترتهما خير العتر محمد وعلي خير البشر وعترتهما خير العتر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله لا إله إلا الله " . انتهى أذان الإسماعيلية .
ثالث هذه العبادات – أحبابي في الله – هي الصلاة فصلاة الإسماعيلية المكارمة تشبه نوعاًَ ما صلاة أهل السنة في الظاهر أي ظاهراً ، إلا أنها تختلف في أمور منها :
التلفظ بالنية عند إرادة كل صلاة وبعد أن يكبر الإسماعيلي المكرمي للصلاة يدعو بهذا الدعاء حيث يقول فيه : " وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ثم يقول على ملة إبراهيم ودين محمد وولاية علي وأبرأ إليه من أعدائه الظالمين " انتهى . يقصدون طبعاً بالظالمين هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة الخلفاء الثلاثة الراشدين رضي الله عنهم الذين اغتصبوا بزعمهم الخلافة من علي رضي الله عنه وظلموه .
وهم في صلاتهم سواء كانوا فرادى أو جماعة لا يقولون آمين لا سراً ولا جهراً ويسدلون أيديهم في الصلاة أي يرسلونها ولا يضمونها على الصدر وهم يوافقون بذلك جميع فرق الشيعة وقد ذكرتهم في مصادرهم ولكل واحد من الإسماعيلية المكارمة سجادة يصلي عليها ويلاحظ على صلاتهم السرعة فهم لا يخشعون في صلاتهم ولا يطمئنون .
من عاداتهم الغريبة – إخواني في الله – أن أحدهم إذا أراد أن يصلي وضع كل ما معه من محفظة ومفاتيح وأوراق أمامه على طرف السجادة وهذا مشاهد ومعروف عند أهل السنة وبالذات في الحرمين الشريفين أسأل الله أن يشرفهما ؛ فأهل السنة يرون هذا واضحاً جلياً في صلاتهم وكذلك فهم يجمعون بين صلاة الظهر والعصر جمع تقديم والمغرب والعشاء جمع تقديم دائماً .
ننتقل الآن – أحبابي في الله – إلى مساجد المكارمة وصلاة الجماعة ، فيحرص الإسماعيلية المكارمة على بناء المساجد بجوار مزارعهم ولكن الغريب في الأمر والملفت للانتباه أن أغلب مساجدهم لا تفرش وإنما يقتصرون على وجود عدد كبير من السجادات الفردية والصفوف في مساجد المكارمة مقسمة ففي الجامع الكبير في خشيوة يكون الصف الأول لأصحاب الهجرة ومعنى الهجرة هم من هاجر من منطقة حراز في اليمن من المكارمة ولا يحق لأحد غيرهم أن يقف فيه ويليهم في الصفوف صف التجار وأهل المناصب ثم عامة الناس وأما المساجد التي لا يوجد فيها أهل الهجرة فإن التجار والأعيان مقدمون فيها .
وأما صلاة الجماعة فإنهم لا يصلون إلا بوجود إمام معين من قبل الداعي المكرمي أو نائبه وهؤلاء الأئمة معروفون بهيئتهم المميزة والمتمثلة بوجود خاتم فصه أسود على الخنصر في اليد اليمنى وذو لحية محلوقة الوجنتين وهم لا يصون مع السنة في مساجدهم أبداً وإن اضطروا كما في الحرمين الشريفين أسأل الله أن يزيدهما شرفاً وتعظيماً وهيبة في قلوب الموحدين أقول إذا صلوا في الحرمين الشريفين فإنهم يصلون بنية الإفراد ويعيدونها أما صلاة الجمعة فالإسماعيلية المكارمة لا يؤدون صلاة الجمعة معللين ذلك بأن صلاة الجمعة لا تقام إلا بوجود إمام عادل تقي وكأنه لا يوجد فيهم تقي ولا عادل وهذا طعن صريح في داعيهم وإمامهم الكبير المكرمي فإما أن يؤدي هذا المكرمي صلاة الجمعة أو يعترف بعدم عدله وتقواه وهذا أحد الإخوان ممن من الله عليه بالهداية منهم وهو يصف لنا كيف كان يصلي معهم ظهر الجمعة
فيقول : " أتينا إلى المسجد وإذا بالصف الأول التجار والناس في المسجد يتكلمون ويتحدثون فلما أقيمت الصلاة في تمام الساعة الواحدة وعشرين دقيقة ظهراً بينما كانت تقام صلاة الجمعة الساعة الثانية عشرة والربع في مساجد أهل السنة فصل الظهر أربع ركعات جهراً ( أي المكارمة ) ثم خطب الإمام خطبة عامية حتى أنه يقرأ القرآن بالعامية واسمه سيدي محسن والناس يتحدثون خلال خطبته ثم انتظر قليلاً في حدود سبع دقائق ثم أقيمت صلاة العصر وكان ذلك في حدود الساعة الثانية وخمسين دقيقة تقريباً ثم انتهينا وصف الجميع للسلام على الإمام وتقبيل يده وركبته " . انتهى كلامه .
أما صلوات الإسماعيلية المكارمة في المواسم فمنها – إخواني في الله – صلاة ليلة السابع عشر من رجب حيث ورد في كتاب صحيفة الصلاة الكبرى والذي تقدسه المكارمة صفحة 313 ما نصه " إن ليلة السابع عشر من رجب لها فضل عظيم لأن في مصباحها بعث النبي صلى الله عليه وسلم والعامل فيها له أجر عشرين سنة يصلي فيها اثنين وعشرين ركعة يقرأ فيها باثنين وعشرين سورة من قصار المفصَّل " انتهى .
أما الصلاة على الميت ودفنه فيتشرف الإسماعيلية المكارمة بصلاة الداعي الإسماعيلي على الميت المكرمي أو من ينيبه ويقدمون له نظير ذلك مالاً ويزيد المبلغ إذا نزل القبر ويزيد أكثر إذا أذن في القبر ويزيد أكثر إذا حفر اللحد بيده من اعتقاداتهم أنه إذا توفي الميت قام اقاربه بذبح شاة يسمونها العقيقة ولا يكسرون من عظامها شيء ثم بعد ذلك يقبرون عظامها وفرثها ويعتقدون أن في ذلك الأجر العظيم .
أما الصيام فالإسماعيلية المكارمة لا يعتمدون على رؤية الهلال في دخول شهر رمضان وإنما يعتمدون على جدول الكبيسة كما في كتابهم صحيفة الصلاة الكبرى والذي فيه أن أشهر السنة لا تتغير فشهر تام وشهر ناقص وبهذا يكون رمضان دائماً تاماً ولهذا فهم يصومون رمضان ثلاثين يوماً دائماً ومن الأيام التي تصام عندهم يوم الثامن عشر من ذي الحجة الذي يسمونه بعيد غدير خُم والذي تزعم جميع فرق الشيعة أنه اليوم الذي نصب فيه علي رضي الله عنه بخليفة الرسول صلى الله عليه وسلم .
أما الحج فيعتمد المكارمة في الوقوف بعرفة على جدول الكبيسة فهم في الغالب يتقدمون على المسلمين بيوم أو يتأخرون بيوم وذلك بحسب رؤية الهلال في كل شهر وتفاوت الأيام في ذلك عند أهل السنة وهذا أحد الإسماعيلية المكارمة وهو يحدثنا عن ذلك بذكاء يحسد عليه حيث يقول ما نصه : " اجتمعنا في اليوم الثامن قبل يوم عرفة وتجمهرنا في عرفات تحت قيادة الداعي المكرمي وقد أحاط بنا جمع من أهل السنة وسألونا عما نعمل قبل الوقفة فأجبناهم بقراءة أدعية مأثورة فانصرفوا بعد سماع هذا الجواب الساذج ثم انصرفنا إلى مزدلفة وقضينا فيها ليلتنا جوار طريق الطائف الذي يسلكه الحجاج القادمون من هذه المدينة وكلما سألنا الجمع السني القادم إلى عرفة عن سبب انصرافنا عنها أجبناهم بأنا قادمون من الطائف وسننزل مكة ثم نقدم منها إلى عرفة وهكذا قضينا تلك الليلة ثم عدنا إلى عرفة وصرنا شركاء لعامة الحجيج " . انتهى كلامه من كتاب سلك الجواهر صفحة 82 . وكذلك – إخواني في الله – إذا لم يتمكن الإسماعيلية المكارمة من الوقوف بعرفة بحسب حسابهم فإنهم يقلبون الحج إلى عمرة .
ننتقل الآن إلى فقرة عقائد المكارمة وقبل أن ندخل في بيان العقائد يجب التنبه إلى أن كتب الإسماعيلية المكارمة وجميع كتب فرق الإسماعيلية الأخرى تنقسم إلى قسمين كتب الظاهر وكتب الباطن ، أما كتب الظاهر – أحبابي في الله – فإنها كتب لجميع الناس سواء أكانو من عوام الإسماعيلية أو من غيرهم وذلك لكي لا يطلع أحد على حقيقة المذهب وأفكاره وتعاليمه وأما كتب الباطن وكتب العقيدة التي يدينون بها فلا يطلع عليها إلا الخاصة ولا يسمح لغير الخاصة أن يطلعوا عليها وحتى هم أنفسهم لا يمكن أن يسمح لأحد باقتناء مثل تلك الكتب وقراءتها من خواصهم إلا بعد أخذ العهود والمواثيق على ألا يطلعوا أحداً هذه الكتب ولا يُخبَر بما فيها وانظر إلى الداعي الإسماعيلي حسين بن علي بن الوليد وهو يأخذ العهود والمواثيق بالكتمان في مقدمة كتابه والمسمى المبدأ والمعاد والذي أرسله إلى أحد خواصه مع تحذيره إياه بألا يطلع على هذا الكتاب الباطني سواه حيث يقول لتلميذه في مقدمة هذا الكتاب ما نصه : " وأنا آخذ عليك وعلى كل من أذنت لك بإيقافه عليه عهد الله المسؤول المؤكد وميثاقه المغلظ المشدد الذي أخذه على ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وأئمة دينه الهادين وحدودهم الراشدين صلوات الله عليهم أجمعين وإلا فأنت ومن وقف عليه براء منهم أجمعين ألا نسخت منه حرفاً ولا أقل ولا أكثر ولا وقف عليه إلا أنت أو من أذنتُ له بالوقوف عليه وأنك تعيد إلي هذه النسخة بعد أن تفرغ من قراءتها والله على ما نقول وكيل " . انتهى من مقدمة كتاب المبدأ والمعاد . - أقول إخواني في الله – ولا زال دعاة الإسماعيلية يحاز\ولون كتمان هذه الكتب ومنهم دعاة الإسماعيلية المكارمة حيث أنك إذا أتيت إلى الداعي الإسماعيلي المكرمي تسأله عن العقيدة وعن الكتب التي يقرؤها تجده وبكل استغفال يمد إليك نسخة من كتاب صحيفة الصلاة الذي تحتوي على أحكام فقهية في كيفية الصلاة ، إلا أنه بعد إخراج المطابع لكتب الإسماعيلية الباطنية أسقط في أيدي دعاتهم وظهر عوار مذهبهم لأن من كانت فطرته سليمة يأبى أن يترك نور الكتاب والسنة ويذهب إلى غياهب ظلام الفلسفة والإلحاد وبعد هذه المقدمة – إخواني في الله – عن كتب الإسماعيلية ننتقل إلى عقيدتهم في الله تعالى ، فإن الإسماعيلية المكارمة يعتقدون بأن الله لا يوصف بوصف ولا يسمى باسم مخالفين بذلك صريح القرآن والسنة بزعمهم بأن ذلك من تنزيه الله تعالى وانظر إلى الداعي الإسماعيلي ابراهيم الحامدي وهو يجرد الله من الاسم والصفة فيقول في كتابه كنز الولد صفحة 13 ما نصه : " فلا يقال ( يعني الله ) فلا يقال عليه حياً ولا قادراً ولا عالماً ولا عاقلاً ولا كاملاً ولا تاماً ولا فاعلاً إلى أن قال ولا يقال عنه ذات لأن كل ذات حاملة للصفات " . انتهى كلامه .
أما قولهم في الإمامة فالإمامة تدور عندهم حول النقاط التالية :
النقطة الأولى : أن الإمامة أصل من أصول الإسلام وأساسه ولهذا قالوا بني الإسلام على سبع دعائم الولاية وهي أفضلها والطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد كما جاء ذلك في كتاب دعائم الإسلام للقاضي النعمان المجلد الأول صفحة 2 .
النقطة الثانية التي تدور عليها الإمامة عند الإسماعيلية المكارمة أن الإمام مفروض الطاعة قال المعز : " إن الله قد فضلنا وشرفنا واختصنا واجتبانا وافترض طاعتنا على جميع خلقه " انتهى من كتاب المجالس والمسايرات للقاضي النعمان .
النقطة الثالثة : أنهم يعتقدون أنه لا تخلو الأرض من إمام أبداً سواء كان هذا الإمام ظاهراً أو مستوراً قال الداعي حسن بن نوح ما نصه : " إن الأرض لا تخلو طرفة عين من قائم بحق لهداية عباد الله و خلقه إما ظاهراً مشهوراً أو باطنا مستوراً " . انتهى من كتاب الأزهار صفحة 189 .
النقطة الرابعة في مسألة الإمامة عندهم : هو اعتقادهم ألا يكون أحد إماماً إلا من أولاد علي وهما الحسن والحسين رضي الله عنهما ثم في أولاد الحسين لا في أولاد الحسن ثم في أولاد إسماعيل لا في أولاد أحد غيره انتهى من كتاب دعائم الإسلام المجلد الأول صفحة 89 وجاء ذلك أيضاً في كتاب المصابيح في إثبات الإمامة للكرماني صفحة 109 وكذلك يعتقدون بأن كل واحد من أئمتهم معصوم كما جاء في كتاب المصابيح في إثبات الإمامة صفحة 96 ويعتقدون بذلك بأن الإمام أفضل ممن سبقه من الأئمة قال النعمان في كتاب المجالس والمسايرات ما نصه : " لا يأتي إمام إلا أعطاه الله فضل الإمام الذي مضى قبله وعلمه وحكمته " . انتهى .
ويقول الحامدي في كتابه كنز الولد صفحة 99 وهو يعرض بتكفير الصحابة رضي الله عنهم ما نصه : " فمنهم ( أي من أصحاب رسول الله ) فمنهم من أقر بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأصر على مخالفة عليٍّ وصيِّه فلم ينفعهم إقرارهم بالرسول " . انتهى كلامه .
ننتقل الآن – إخواني في الله – إلى عقيدة الإسماعيلية المكارمة في التقيا فيروون فيها الرواية المشهورة عند جميع فرق الشيعة وهي قول جعفر الصادق كذباً وزوراً ما نصه : " التقيا ديني ودين آبائي " كما جاء ذلك في كتاب أسرار اللطقاء صفحة 92 وكذلك جاء في كتاب المجالس المؤيدية صفحة 403 . وكذلك قالوا عن الأئمة أنهم قالوا اكتموا سرنا ومن أذاع سرنا فقد جحد حقنا . انتهى
أما عن التأويل الباطني عند الإسماعيلية فمن الخصائص التي اختصت بها الإسماعيلية بل ويرونها من مفاخرهم هو تمسكهم بالتأويل الباطني مفرقين بين الظاهر والباطن إلى حد أن قالوا إن الظاهر هو الشريعة والباطن هو الحقيقة وصاحب الشريعة هو الرسول محمد صلوات الله عليه وصاحب الحقيقة هو الوصي علي بن أبي طالب انتهى من كتاب الافتخار للسجستاني صفحة 71 وهكذا جعلوا علياً رضي الله عنه شريكاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في نبوته وشريعته وهذه العقيدة – إخواني في الله – هي نفس عقيدة غلاة الصوفية والتي سوف أفصلها في محاضرة الصوفية بإذن الله تعالى كذلك فإن الإسماعيلية المكارمة يقولون بأن الرسالة مشتركة بين سبعة نفر وهم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد والقائم صلوات الله عليهم كما جاء ذلك في كتاب إثبات النبوءات للسجستاني صفحة 131 ، ويقولون أيضاً أن كل خلف يكون أفضل من كل سلف فنوح أفضل من آدم وإبراهيم أفضل من نوح إلى أن تهيأ ظهور من هو أفضل من إبراهيم وهو موسى ثم ظهر من هو أفضل من موسى وهو عيسى إلى أن تهيأ ظهور من هو أفضل من عيسى وهو محمد إلى أن تهيأ ظهور من هو أفضل من محمد وهو القائم . انتهى من كتاب الإيضاح لأبي فراس صفحة 43 وقريب من هذا القول جاء في كتاب كنز الولد للحامدي صفحة 268 .
أما إذا تكلمنا عن استخدام دعاة المكارمة الإسماعيلية للسحر أقول – أحبابي في الله – فهذا مشهور بينهم ومتداول وشائع عنهم وما الخلاف الذي وقع بين الداعي محسن والداعي حسين واستخدام كل واحد منهما للسحر إلا شاهد على تفشي هذا الأمر عندهم بل في كتبهم حث على التوسل بالجن والشياطين ففي أخص كتب الإسماعيلية المكارمة وهو كتاب صحيفة الصلاة الكبرى صفحة 662 والذي لا يخلو بيت إسماعيلي مكرمي من هذا الكتاب يقولون بالحرف الواحد ما نصه : " توسل بحق المقري والنغيشم وشمشا وبيشا وهيشا وبريشا كبا كبا كبا ينجلي ينجلي ينجلي " . انتهى من كتاب صحيفة الصلاة .
أما عن سب وشتم الصحابة رضوان الله عليهم فإن الإسماعيلية يشاركون الرافضة في سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سبعة فقط وهذا الأمر ليس من الأمور السرية في المذهب الإسماعيلي بل هو منتشر حتى بين عامة المكارمة . فتجد السب والشتم لخير الأمة من الصحابة بل تجد العامي من الإسماعيلية المكارمة إذا غضب وأراد أن يسب أو يشتم يقول ( عليك ما على أبي هريرة ) – أي من العذاب – عياذاً بالله تعالى ، كما يلقبون أهل السنة والجماعة بقوم عائشة أو قوم أبو هريرة ، كذلك فإن المكارمة – إخواني في الله – يعتقدون أن الكواكب فاعلة ومؤثرة بذاتها وهي التي تولي تخليق الجنين في بطن أمِّه عياذاً بالله تعالى ؛ حيث قال إمامهم الحامدي في كتابه المشتهر لديهم والمسمى بكنز الولد صفحة 142 وما بعدها ما نصه : " والمتولي لنقش الصورة ( أي صورة الجنين في بطن أمه ) والمتولي لنقش الصورة عطارد بشراكة الشمس والقمر فأول من فعل منه القلب بقوة الشمس ثم الرِّجلان ( أي أرجل الجنين ) بقوة زحل ثم الرأس بقوة القمر وعطارد يزيد في كل قوة وهو يرسم التصوير ( يعني يرسم التصوير للجنين في بطن أمه عياذاً بالله تعالى ) وهو يرسم التصوير والزهرة ( أي كوكب الزهرة ) والزهرة تتولى التذكير والتأنيث " . انتهى كلامه من كتاب كنز الولد .
كما أنهم يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الدين وتعلمه على أيدي البشر فأخذ من أبي بن كعب الوصايا وأخذ من زيد بن عمرو الطهارة وأخذ من عمرو بن نفيل الصلاة وأخذ من زيد بن أسامة الزكاة وأخذ من خديجة بنت خويلد الحج وفرائضه وقد ذكرت هذه العقيدة في كتاب كنز الولد لإبراهيم الحامدي صفحة 210 ، كذلك فإن الإسماعيلية المكارمة يعتقدون بأن العقل الأول عندهم محل لجميع الصفات والأسماء الإلهية تماماً كما تعتقد الفلاسفة والصلاة عندهم تتوجه لهذا المظهر الخارجي وهو العقل الذي يعبدونه ويسمونه بالحجاب ، إذن العقل عندهم أصبح الحجاب الحقيقي لأنه لا يمكن وصول الإنسان إلى ذات الله لأنه عرية عن الصفات فالعقل الأول عندهم هو الذي يعرف ويعبد ولهذا يسمونه بالحجاب أو المحل ويعتقدون بأن العقل الأول هو المقصود بالقلم في سورة القلم وهو الخالق المصور - أعوذ بالله أعوذ بالله – وهو الخالق المصور الذي أبدع النفس الكلية والنفس الكلية عند الإسماعيلية المكارمة هي اللوح المحفوظ وهي ما تسمى عندهم أيضاً بالتالي ثم بواسطة العقل والنفس السابق والتالي وجدت جميع الموجودات عياذاً بالله تعالى وهذا كله مذكور في رسالة مطالع الشموس ومذكور أيضاً في كتاب الذخيرة في الحقيقة تارة بالتصريح وتارة بالإشارات الخفية على طريقة الفلاسفة أهل الزندقة والإلحاد أقول إخواني في الله إن هذه الخرافات لم يأت ذكرها في القرآن الكريم ولا قالها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى في كتابه المحكم ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع
عليم ) والله سبحانه وتعالى هو المستحق وحده لنعوت الجمال وصفات الكمال والأسماء الحسنى ومن اعتقد أن صفاته تجلت في غيره أو أن غيره يستحق شيئاً من أسمائه أوصفاته فهو كافر مشرك بلا ريب والله سبحانه وتعالى – إخواني في الله – هو المبدع لكل شيء وكل شيء مفتقر إليه محتاج إليه لا حول ولا قوة إلا بالله خالق السموات والأرض وما فيهن وهو الذي يدبر الأمر ويصرف الأقدار وكل ما سواه عبدٌ تحت قدرته خاضع لعظمته ذليل لجبروته وسلطانه لا وجود لشيء إلا بإيجادالله ولا بقاء له إلا بالله ولا نفع فيه إلا ما شاء الله ولا حكم له إلا تبعاًُ لحكم الله ولا خير فيه إلا ما يمنحه الله ولا يستحق غيره إلا النقص والعيب والفاقة والحاجة والذل والمسكنة والجهل والضياع إلا إذا آتاه الله تعالى من فضله كل الناس ضال إلا من هداه الله وكلهم جائع إلا من يرزقه الله وكلهم عار إلا من يكسوه الله وكلهم فقير إلا من يغنيه الله لا شريك لله تعالى في ذلك كله لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا عقل أول ولا نفس كلية مع أنها خرافة ولا نبي ولا وصي ولا أحد ومن اعتقد غير ذلك فهو كافر بالله تعالى مشرك مستحق للخلود في النار معاند لدين الإسلام مضاد لحقيقة التوحيد مكابر للرسول فيما جاء به من الهدى والنور .
ننتقل الآن أحبابي في الله إلى مصادر دخل الأموال عند الإسماعيلية المكارمة فالأموال التي تصب في بيت المكرمي من كل حدب وصوب لهي أهم سبب في بقاء هذا المذهب وذلك لأنه في تكديسها في يد ذلك الداعي المكرمي يستطيع بها تنفيذ خططه الدعوية وشراء الذمم ولهذا السبب تجد الداعي المكرمي – إخواني في الله – يدافع عن مذهبه بكل ما أوتي من قوة هو وحاشيته المستفيدة من بيت المال لذلك تفنن المكرمي في إيجاد مصادر الدخل لهذا البيت ومنها :
المصدر الأول : الخمس : وهو خمس ممتلكات المكارمة من رواتب أو عقار أو مدخرات أو تجارة أو أرصدة وهذا مقرر في كتبهم ككتاب الهمة في آداب اتباع الأئمة للقاضي النعمان وقد جاء في الصفحة 69 ما يؤيد هذا الأمر وهم بذلك يوافقون الشيعة الإثنا عشرية في هذا الخمس .
المصدر الثاني : هو زكاة الأموال وتقدر بخمسة في المئة ولكن أتباع المكرمي في نجران اشتكوا من دفع خمسة في المئة لهذا الداعي واثنين ونصف في المئة للدولة وفقها الله وحماها الله من كل سوء فأجاز لهم الداعي التخفيف إلى اثنين ونصف في المئة على اعتبار أن ما يدفع للدولة حق مغتصب وهذه الزكاة لا يحق للأتباع أن يوزعوها على الفقراء بل لابد أن تسلم إلى يد الداعي المكرمي أو من ينوب عنه ليصرفها بمعرفته .
المصدر الثالث عند الإسماعيلية المكارمة هو ما يسمى بالصلة وهي تمثل الصلة بين الإمام والأتباع ونظراً لغيبة الإمام فإنها تدفع إلى الداعي المطلق المكرمي القائم مقامه وكلما دفع التابع أكثر كلما زادت الصلة .
المصدر الرابع من هذه المصادر ما يسمى بالفطرة وهي زكاة عيد الفطر المعروفة ولكنها عند الإسماعيلية المكارمة لا تدفع من قوت البلد بل تدفع نقداً وتقدر بخمسة عشر ريال عن كل شخص ولابد أن تسلم إلى المكرمي أو من ينيبه ومن فعل خلاف ذلك فعليه أن يدفع فطرة جديدة مع كفارة نقض المخالفة .
المصدر الخامس : النذر وهو النذر المعروف في الشريعة الإسلامية لكنه لا يقبل عند المكارمة إلا نقداً ويسلم بيد الداعي أو من ينوب عنه وأفضل أوقات دفعه شهر رجب وشهر رمضان ويوم غدير خم الموافق من كل عام .
المصدر السادس : نذر المقام وهو نذر يتقرب به لأحد القبور مثل قبر حاتم أبي الخيرات في حراز في دولة اليمن أو قبر الحسين أو قبور كربلاء والنجف في العراق ويسلم النذر ومقداره 500 ريال إلى الداعي المكرمي والمكارمة يفعلونه سنوياً طلباً للبركة من صاحب القبر ومن الملاحظ أنه بعد حرب الخليج ارتفعت قبور العراق إلى أكثر من ثلاثة آلاف ريال سعودي ولكن كيف ترسل النذور إلى قبور العراق أقول
إخواني في الله يستخدم هذه الطريقة : وذلك أن يرسل المكرمي فاكس من مدينة نجران إلى دولة الهند بأسماء طالبي النذور فيذهب أحد الهنود لزيارة القبور المنذور لها والدعاء عندها وبهذه الطريقة تصل الأموال من جنوب المملكة العربية السعودية إلى قبور أئمة آل البيت في دولة العراق .
أما المصدر السابع والأخير من مصادر دخل الأموال هو ما يسمى عندهم بالتسليم وهو أن يطلب من الداعي أو نائبه كتابة بسم الله على سجلاتهم التجارية تيمناً وبركة حيث يجمع من هذا الفعل مبالغ كبيرة لأنه يفعل كل سنة وعند كل خسارة .
ننتقل الآن – أحبابي في الله – إلى موضوع مهم وهو عودة الإسماعيلية المكارمة إلى معتقد أهل السنة والجماعة فقد كان لطبيعة نجران الجغرافية المغلقة أثراً في انعزالها عن بقية المناطق المجاورة وإضافة إلى استقلالها في الطباع والعادات بل والمذهب أيضاً أي المعتقد فقد تبنت المعتقد الإسماعيلي منذ أيام الدولة الصليحية المتمثلة في قبيلة يام والتي أصبح لها السيادة في المنطقة وكانت قبيلة يام بجميع بطونها على المعتقد الإسماعيلي بقيادة الزعيم الديني المكرمي الذي يرجع أصله إلى حِميَر قحطان كما ذكرت ذلك آنفاً واستمرت هذه القبيلة على هذا المعتقد حتى دعوة ذلك الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حيث أن قبيلة يام بقيادة الزعيم الديني المكرمي قد هاجموا الدعوة السلفية الإصلاحية في وقعة الحاير والتي سبقها القبض على جماعة من اليامية في منطقة قذلة بين القويعية والنفود على يد الإمام الملك الصالح عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمه الله تعالى وكان من ضمن الأسرى الأمير مجحود زعيم آل عرجاء حيث قبض عليه وسجن في الدرعية وفي أثناء سجنه تأثر بالدعوة الإصلاحية السلفية ودخل في دعوة التوحيد وقد كان قبل ذلك على المعتقد الإسماعيلي المكرمي فقال في ذلك أبيات تبين توبته واعتناقه الدعوة السلفية ومنها قوله وهو ينادي الملك عبد العزيز رحمة الله عليه في ذلك الوقت فيقول :
عبد العزيز اسمع خلاص تعافيت
ولا تصدق ناقلين الوحاني
يا طول ماني مشرك ثم صليت
والحمد لله يوم ربي هداني
ومعنى الوحاني إخواني في الله الضغائن والأحقاد وقد أخرج الأمير مجحود من السجن وأصبح داعية للتوحيد حيث أرسل معه الملك عبد العزيز رحمه الله بعض الدعاة من العلماء لدعوة قبيلة يام فنزل في المنطقة الشمالية من وادي نجران وهي منطقة معروفة باسم يدمة فهدى الله على يديه ثلاثة من فروع قبيلة يام وهم آل عرجاء وآل فهاد وآل رشيد واستمرت هذه الفروع الثلاثة من فروع قبيلة يام على مذهب أهل السنة والجماعة وعلى معتقد أهل السنة والجماعة إلى وقتنا الحاضر وقد تأثر بهم بعض آل فقيح وبعد آل مطلق فدخلوا معهم في مذهب أهل السنة والجماعة أما بقية بطون يام فلا تزال على المذهب والمعتقد الإسماعيلي إلا بعض الأفراد والمجموعات البسيطة ممن فتح الله على قلبه ونور بصيرته برؤية الحق أسأل الله أن يهديهم وأن ينصر بهم الدين وأن يعيدهم إلى كتاب الله وسنة رسول الله وأنا حقيقة أقول – إخواني في الله – هذه القبيلة قد اشتهرت بالشجاعة وبالشهامة وبالرجولة وبالقوة فتحولهم وانتقالهم إلى معتقد أهل السنة والجماعة نصر عظيم لأهل السنة أسأل الله أن يهيدهم وينصر بهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وفي الختام إخواني في الله أقول لمن يعتنق هذا المذهب وهذا المعتقد الحذر الحذر والنجاة النجاة ..
ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين وقوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين واتقوا يوماً ترجعون فيه إلىالله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون .
وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين .
وقال الذي آمن يا قوم اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع و إن الآخرة هي دار القرار من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب وياقوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ماليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار لا جرم أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد .
واحذروا يا معشر الإسماعيلية المكارمة أن تقولوا ما نحن بتاركي دين آبائنا وأجدادنا وقومنا فإن الحق أحق أن يتبع وإن آباءكم وأجدادكم وقومكم لن يغنوا عنكم من الله شيئاً يوم القيامة
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتيى الله بقلب سليم .
ولا تكونوا كالذين قالوا لأنبيائهم لما جاءوهم بالحق :
إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون .
بل قولوا يا معشر المكارمة كما قال المؤمنون :
وإذا سمعوا ما أنزل إلىالرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فأثابهم الله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم .
فيا أهل نجران ممن يدين بدين الإسماعيلية لستم على دين الإسلام لا والله لستم على دين الإسلام فأسلموا تسلموا ودينوا بدين الحق تغنموا وادخلوا في دين النبيين والمرسلين من آدم إلى محمد عليهم السلام دين التوحيد الحق وعبادة الله وحده واتباع رسله ظاهراً وباطناً تدخلوا الجنة بسلام واطلبوا هذا الدين في القرآن والسنة التي يرويها أهل السنة وعلماؤهم مشهورون وفي الجزيرة العربية معروفون فاقصدوهم واسألوهم واهتدوا بالهدى والنور والله تعالى يهديكم إلى صراطه المستقيم ودينه القويم لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض و رب العرش الكريم حسبي الله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون هذا وإلى لقاء قادم بإذن الله تعالى مع فرق وديانات جديدة وصلى الله على نبينا وحبيبنا وخليلنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .
البيان غير متصل   الرد باقتباس


إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:27 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)