بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » لا بــدّ من عــرفـــــــات . .

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 04-05-2007, 09:55 PM   #3
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382





( 2 )



اللقـاء





الشيخ محمد يتحدث :



بـدأت فصـول هـذه القصة عندمـا انطلقـت من " السعـوديــة " متجهــاً إلى " تـشـــاد " ، وتحـديـداً . . إلى

العـاصمــة " نجامينا " . .



كان ذلكـ في صيف عــام 1416هـ ، وكانــت رحلتي رحـلــة دعــويَّـــة ، وكان مرافقي هنــاكـ هو رئيس

جمـاعــة أنصـــار السـنَّـــة المحمديَّـــة فــي " تـشـــاد " .



وللعـلــم . . فإن " تــشــــاد " دولــة عربيَّــة ، تقع إلى غــرب " الـسُّــودان " ، وعــدد الـنَّـــاطقين

فيها باللغــة العربية يؤهلهــا لأن تـكــــون دولة عربيــة ضمن جامعــة الــدُّول العربيــة .



وكــان من ضمن الأعمــال التي علي القيـــام بهـا فــي " تــشـــاد " الاطلاع على سير العمــل في مسجــد

تبرعـت ببنـائـه إحــدى المحسـنـــات ، ويقــع فـي بلدة ليست بالبعيدة كثيراً عن العــاصمــة ، وتــدعــى :

" الـحــديــدة ".



انطلقت أنا وصاحبي [ رئيس الجماعة ] ومعنا اثنان آخران متوجهين إلى هنــاكـ . .


كنا نعلو ونهبط في السيـــارة طــوال الطريق ، إذ لا يـوجــد في " تــشـــاد " الكثير من الطرق المعبدة ،

فقد بلغ بهم الفقر المدقع حــدًّاً غـيــر متصــور ، ولكـ أن تتخيّل أنه لا يوجد في " تــشـــاد " طرق معبدة ،

سوى بعض من الشوارع المعبدة الصالحــة لسير السيــارات عليها ، وتـقــع هــذه الشــوارع المعـدودة

في العاصمة " نجامينا " .


ولــذا . .

فقد كـنّــا بالطبــع نسير على التــراب . . ولــكـ أن تتخيــل حالنا في هذه الطرق الصحراويــة . . !




كـمــا قلت لـكــمـ . .

سـفــري إلــى " تــشــــاد " كـان صيفــاً ، وفـي الوقــت الــذي كــانــت فيـه " نــجـــد " تــغــلي

بفعــل أشعـــة الشمــس ، كــانــت الأمــطــار تـهـــطــل بـغـــزارة عـلــى " تــشــــاد " .


وهـذا ما انعكــس سلبــاً على الــطّريق التي كــنَّــــا نـسـلـكـــهـــا . .



كــنّـــا خـائــفيــن من التّــيــه . .

ولـذا . . كـنــا نـراقـب الطريق باستمــرار ، ونــحـــاول ســؤال من نــصــادف في الـطــريق ،

وأنّــى لـكـ أن تـجـــد أحــداً هـنـــا . .

في الــبــرّ ! !



بـعـد مسير طـويــل ، لمحنــاه من بعيــد ، شخــص يسيــر عـلـى مـهـل ، انعطفــنــا باتجــاهــه ،

بنفــس الـوقـــت الــذي بــدأ هــو بالتلويــح لنا بالمجيء .



طـبـعــاً . . يـهـمُّــه مجيئنــا كثيراً ، فـلــو تركنــاه ، فربمــا سيحتــاج ليومين أو ثلاثة ريثمــا تبصــر عينــاه

سيــارة أخــرى في هــذه الصحـــراء الـمـــجـــدبــــة ! !


اقتــربنـــا منــه ، ومــا إن اتضحت ملامــح الرجــل حتى هتف صاحبي :

- أبو بكــر ! !


من الواضــح جداً أن صاحبي قد تعرّف هـذا الرجــل . . سألنــاه عن الطريق .

فقــال :

- أنتم متوجهــون إلى " الـحــديــدة " ؟ ؟


رد صاحبي :

- نعم .

- إذاً سأرافقكمـ . . فموسى هنــاكـ .

- أيــن ؟

- في " الحـديــدة " .

- إذاً . . هيّـا بنــا .



ركــب أبــو بـكــر معنــا ، وعنـدمــا عـرفــه بنــا صاحبنــا رئيس الجمــاعـة ، التفــت إلينــا ،

ثم وجــه سؤالــه إلى الســائق :

- هل حججت ؟ ؟

- نعم .


التفت إلى صاحبنا رئيس الجمـاعـة :

- وأنــت ؟ ؟

- نعـم ، الحمد لله .



التفت إلي وأعاد علي نفس الســؤال :

- وأنت ؟

- نعم ، ولله الحمد .


التفت إلى آخــرنــا ويبدو أنّــه كــان موقنــاً بالإجــابة :

- وأنت أيضاً ؟ ؟

- نعم .



أطـلــق صــرخــةً غريبـة وحـزينــةً في الـوقــت ذاتــه ، لـم تـكــن صــرخــة بالمعنـى الفعلــي . .

- كلكم إلا أنــا ! !


كــان صـوتــاً يعبــر عن ألــمٍ كـامـن في صــدر هـذا المخلوق الـذي أمـامــي .



التفــتُّ إلـى صـاحــبي مستوضحــاً الأمــر ، وكأنــه فهـم السُّــؤال الذي يدور في رأســي ،

فـأجــابنـي :

- هـذا أخــونــا أبـو بـكــر من " السنغــال " .

- من " السنغــال " ؟ ؟

- نعم ، خـرج يـريــد الحــج قبل سـتِّ سـنـيـن ، وانقطعــت بـه الـطّـــريـق هـنـــا .



يـا إلهــي . . سـتُّ سـنــيــن ! !


التفــتُّ إلــى أبـي بـكــر والذي كـان غـارقــاً في صمــت حــزيــن . .

تـشــوقــت لـسـمــاع خـبـره . .


يبــدو أنَّ وراء هـذا الـَّرجــلُ قـصــة غريبـة ، وعجيبـة أيضــاً . . لـكــن . .

مــا هـي ؟


الله أعـلــم . .


الذي أعـرفــه . . أن عمر هـذه القصة يمتدُّ لـسـتِّ سـنــوات . . وفقـط . .


سـألـتــه أن يـخـبـرنــي خـبـره وقـصـتـه . .


فـبــدأ ينبـش فـي ذاكـرتــه . . ويـسـتـعـيــد لي ذكـريــات مـاضـيـه الألـيـم . .



رفــع رأســه . . ومـضـى يـسـرد لـي تـلـكـ الـقـصَّـة الـعـجـيـبـة . .


قــــال :


.


.


.



* * * * *
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _


آخر من قام بالتعديل أبـو خـبـيـب; بتاريخ 04-05-2007 الساعة 10:03 PM.
أبـو خـبـيـب غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 12:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)