|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
( 2 ) اللقـاء الشيخ محمد يتحدث : بـدأت فصـول هـذه القصة عندمـا انطلقـت من " السعـوديــة " متجهــاً إلى " تـشـــاد " ، وتحـديـداً . . إلى العـاصمــة " نجامينا " . . كان ذلكـ في صيف عــام 1416هـ ، وكانــت رحلتي رحـلــة دعــويَّـــة ، وكان مرافقي هنــاكـ هو رئيس جمـاعــة أنصـــار السـنَّـــة المحمديَّـــة فــي " تـشـــاد " . وللعـلــم . . فإن " تــشــــاد " دولــة عربيَّــة ، تقع إلى غــرب " الـسُّــودان " ، وعــدد الـنَّـــاطقين فيها باللغــة العربية يؤهلهــا لأن تـكــــون دولة عربيــة ضمن جامعــة الــدُّول العربيــة . وكــان من ضمن الأعمــال التي علي القيـــام بهـا فــي " تــشـــاد " الاطلاع على سير العمــل في مسجــد تبرعـت ببنـائـه إحــدى المحسـنـــات ، ويقــع فـي بلدة ليست بالبعيدة كثيراً عن العــاصمــة ، وتــدعــى : " الـحــديــدة ". انطلقت أنا وصاحبي [ رئيس الجماعة ] ومعنا اثنان آخران متوجهين إلى هنــاكـ . . كنا نعلو ونهبط في السيـــارة طــوال الطريق ، إذ لا يـوجــد في " تــشـــاد " الكثير من الطرق المعبدة ، فقد بلغ بهم الفقر المدقع حــدًّاً غـيــر متصــور ، ولكـ أن تتخيّل أنه لا يوجد في " تــشـــاد " طرق معبدة ، سوى بعض من الشوارع المعبدة الصالحــة لسير السيــارات عليها ، وتـقــع هــذه الشــوارع المعـدودة في العاصمة " نجامينا " . ولــذا . . فقد كـنّــا بالطبــع نسير على التــراب . . ولــكـ أن تتخيــل حالنا في هذه الطرق الصحراويــة . . ! كـمــا قلت لـكــمـ . . سـفــري إلــى " تــشــــاد " كـان صيفــاً ، وفـي الوقــت الــذي كــانــت فيـه " نــجـــد " تــغــلي بفعــل أشعـــة الشمــس ، كــانــت الأمــطــار تـهـــطــل بـغـــزارة عـلــى " تــشــــاد " . وهـذا ما انعكــس سلبــاً على الــطّريق التي كــنَّــــا نـسـلـكـــهـــا . . كــنّـــا خـائــفيــن من التّــيــه . . ولـذا . . كـنــا نـراقـب الطريق باستمــرار ، ونــحـــاول ســؤال من نــصــادف في الـطــريق ، وأنّــى لـكـ أن تـجـــد أحــداً هـنـــا . . في الــبــرّ ! ! بـعـد مسير طـويــل ، لمحنــاه من بعيــد ، شخــص يسيــر عـلـى مـهـل ، انعطفــنــا باتجــاهــه ، بنفــس الـوقـــت الــذي بــدأ هــو بالتلويــح لنا بالمجيء . طـبـعــاً . . يـهـمُّــه مجيئنــا كثيراً ، فـلــو تركنــاه ، فربمــا سيحتــاج ليومين أو ثلاثة ريثمــا تبصــر عينــاه سيــارة أخــرى في هــذه الصحـــراء الـمـــجـــدبــــة ! ! اقتــربنـــا منــه ، ومــا إن اتضحت ملامــح الرجــل حتى هتف صاحبي : - أبو بكــر ! ! من الواضــح جداً أن صاحبي قد تعرّف هـذا الرجــل . . سألنــاه عن الطريق . فقــال : - أنتم متوجهــون إلى " الـحــديــدة " ؟ ؟ رد صاحبي : - نعم . - إذاً سأرافقكمـ . . فموسى هنــاكـ . - أيــن ؟ - في " الحـديــدة " . - إذاً . . هيّـا بنــا . ركــب أبــو بـكــر معنــا ، وعنـدمــا عـرفــه بنــا صاحبنــا رئيس الجمــاعـة ، التفــت إلينــا ، ثم وجــه سؤالــه إلى الســائق : - هل حججت ؟ ؟ - نعم . التفت إلى صاحبنا رئيس الجمـاعـة : - وأنــت ؟ ؟ - نعـم ، الحمد لله . التفت إلي وأعاد علي نفس الســؤال : - وأنت ؟ - نعم ، ولله الحمد . التفت إلى آخــرنــا ويبدو أنّــه كــان موقنــاً بالإجــابة : - وأنت أيضاً ؟ ؟ - نعم . أطـلــق صــرخــةً غريبـة وحـزينــةً في الـوقــت ذاتــه ، لـم تـكــن صــرخــة بالمعنـى الفعلــي . . - كلكم إلا أنــا ! ! كــان صـوتــاً يعبــر عن ألــمٍ كـامـن في صــدر هـذا المخلوق الـذي أمـامــي . التفــتُّ إلـى صـاحــبي مستوضحــاً الأمــر ، وكأنــه فهـم السُّــؤال الذي يدور في رأســي ، فـأجــابنـي : - هـذا أخــونــا أبـو بـكــر من " السنغــال " . - من " السنغــال " ؟ ؟ - نعم ، خـرج يـريــد الحــج قبل سـتِّ سـنـيـن ، وانقطعــت بـه الـطّـــريـق هـنـــا . يـا إلهــي . . سـتُّ سـنــيــن ! ! التفــتُّ إلــى أبـي بـكــر والذي كـان غـارقــاً في صمــت حــزيــن . . تـشــوقــت لـسـمــاع خـبـره . . يبــدو أنَّ وراء هـذا الـَّرجــلُ قـصــة غريبـة ، وعجيبـة أيضــاً . . لـكــن . . مــا هـي ؟ الله أعـلــم . . الذي أعـرفــه . . أن عمر هـذه القصة يمتدُّ لـسـتِّ سـنــوات . . وفقـط . . سـألـتــه أن يـخـبـرنــي خـبـره وقـصـتـه . . فـبــدأ ينبـش فـي ذاكـرتــه . . ويـسـتـعـيــد لي ذكـريــات مـاضـيـه الألـيـم . . رفــع رأســه . . ومـضـى يـسـرد لـي تـلـكـ الـقـصَّـة الـعـجـيـبـة . . قــــال : . . . * * * * *
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ، فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ ) يحيى بن معاذ _ رحمه الله _ آخر من قام بالتعديل أبـو خـبـيـب; بتاريخ 04-05-2007 الساعة 10:03 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|