|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
البلد: بريدة
المشاركات: 49
|
الوصاية على الفكر والإرادة هي آفة العقل الجمعي
طرح أخي الكريم ( المتزن ) موضوعا شديد الأهمية والحساسية عن العقل الجمعي لدينا وتخلفه مقارنة بالدول المتقدمة وقد أضفت إليه تعليقا بخصوص هذا الموضوع ولكنه لم ينل حظه من الاطلاع والمشاركة أو الرد حوله فأحببت أن أضيف إليه بعض التعديل والإضافة لكي أطرحه في شكل موضوع مستقل عل رسالتي تصل إلى من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .......!!
العقل الجمعي ياسادتي الكرام هو حسب فهمي هو مايدور حول مايسميه البعض الرأي العام يقترب منه أو يبتعد قليلا .... لافرق ! فتحديد المصطلح بشكل نتفق عليه جميعا يجب ألا نقف عنده كثيرا لكي لانستغرق فيما لاطائل من ورائه ولأننا لن نتفق عليه فديدننا الاختلاف وأيضا هذه لامشكلة !وإن شئتم فلتأتوني بمصطلح قريب من مصطلح ( الرأي العام ) وسوف أوافقكم عليه فورا ! من المسؤول عن تسيير العقل الجمعي ؟ المسؤول عن تسيير العقل الجمعي ليسوا مجموعة محددة من الأفراد بأشخاصهم بل إن الأمر أكبر من ذلك بكثير وأرجو أن تطيلوا النظر والتأمل فيما سأقول : نحن أمة تنوء بحمل تاريخها الثقافي وترزح تحت وطأته إلى درجة التضخم ! هذا التضخم الذي يكبر ويكبر لكي يكون جزءا أساسيا من واقعنا بحيث يلجم عقولنا عن النقد والتغيير الإيجابي ! ويرغم السواد الأعظم منا على القبول به كما هو من قبل عرّابي هذا الماضي التليد البعيد عن طائلة النقد والتمحيص ! يولد الفرد منا ويعيش وهو هدف لمجموعة كثيرة من الضغوطات التي تتعاضد أو ربما تتحارب لتشكيل شخصيته وتساهم في جعلها نموذجا مشابها أو مطابقا للآخرين ورقما مضافا إلى غيره من القطيع ... لا أكثر ! ولنكن أكثر جرأة ولنستعرض جملة من هذه المؤثرات الثقافية التي تتسابق لكي تشكل أنموذجا يتخذ شكل الوصاية على عقل الفرد وسلوكه !ولنبدأ من البيت ! من هنا من البيت تبدأ مسيرة الوصاية على عقل الفرد وسلوكه من خلال الوصاية الأبوية لتمتد إلى الوصاية الأسرية لكي تتضخم إلى أطراف الأسرة فالكل يريد أن يأخذ نصيبه من كعكة الوصاية التي يكون للأب أوفر الحظ والنصيب منها افتراضا ! ولكي لاأكون متجنيا في نقد الوصاية الأبوية فإني هنا أؤكد على الدور الإيجابي للتربية السليمة التي تراعي في مسيرتها احتياج المتربي إلى من يوجهه ويراقبه ويأخذ بيده بعيدا عن فرض الوصاية عليه والتي تطبع في نفسه اللبنة الأولى لخضوع الشخصية لجملة المؤثرات اللاحقة لتكوين شخصيته ! بعد أن يخرج الطفل من البيت وهو لايزال وسوف يظل يخضع لتلك الوصاية الأبوية التي سوف يحرص أطرافها بداية من الأب للاحتفاظ بها أطول قدر ممكن من عمر هذا المستهدف _وهي وصاية تتأكد في حق المرأة باعتبارها قاصرا وبالتالي فهي بحاجة إلى من يحقق مصالحها ويقوّي ضعفها وهذا هو الهدف الأساسي من وضع الوصاية عند المشرع سبحانه ولكن الأمر لم يكن كما أراده المشرع في واقعنا ... !_ أقول بعد أن يخرج من البيت إلى المدرسة حيث ينتقل إلى عالم ربما لايحظى بما يحظى به البيت من مشروعية الوصاية ولكنه مع ذلك يصارع لكي يأخذ نصيبه منها ! فالمعلم ومدير المدرسة والمرشد عندما يتجوازون ا دورهم التعليمي إلى التربوي فهم ينغمسون في أداء دور الوصاية وأنا لاأريد أن أؤكد كل مرة أذكر فيها الوصاية على ماهو مقبول منها وماهو مرفوض ولكني أحاول أن أأكد على تحول شخصية الفرد منذ الصغر وانصهارها في بوتقة الشكل الواحد للقطيع ! حتى أنك تجد أن التميز بين الطلاب بين الفسخ وداخل الفصول في ظل غياب المدرس يكون بمن يستطيع أن يفرض الوصاية على الآخرين من الزملاء ! في فترة المراهقة تجد بالشارع وعلى الأزقة الملتوية داخل الأحياء حيث تتكون الشلل أنه لابد من زعيم لكل شلة يكون قادرا على فرض الوصاية على الآخرين بحيث يكسب احترامهم وبالتالي انصياعهم بغض النظر عن مشروعية قيادته لهم ! المهم هو أن يكون هناك قائد وقطيع يمشي خلفه ! لايزال هذا المسكين يخضع ويخضع لجملة المؤثرات ويوطن نفسه لكي تكون أكثر تقبلا لهذا الانصهار وهذا التشكل الأوحد ! يحارب في نفسه كل دعوة للخروج عن منظومة الشكل الواحد ! هنا يصل إلى سد متين وحصن حصين تشكل عبر مئات السنين ! ألا هو منظومة الأعراف والتقاليد السائدة والتي توجب عليه في كثير من الأحيان أن يغيب عقله تماما لكي يخضع مجبرا لما هو سائد وأن يتابع مسيرة القطيع كما سار عليها غيره وأن يسجل في هذا إبداعا من نوع فريد يتجلى بمحافظته على تتبع الخطوات التي سار عليها السابقون واللاحقون ! أمر مثير للسخرية والإحباط في وقت واحد يجعل العقل _ حين التفكر فيه _ أول ضحاياه !! سوف أتحاشى ذكر أمثلة تفضح عوار هذه العادات والتقاليد وتكشف سوأتها تجنبا لإثارة حزازات النفوس ولكن اللبيب بالإشارة يفهم كما يقال ! وعوضا عنها سوف أذكر مثالا على احتقار المهن اليدوية ورفض الامتهان بها لمجموعة وصنف من الناس ... وأي رفض أو أي محاولة لتخطي هذا العرف من قبلهم يعتبر سببا لازما وموجبا لإنكار الأصل ! هكذا وبكل بساطة يتم تسويق فكرة منافية للعقل والمنطق السليم ويتم القبول بها لتدخل في نطاق قانون العقل الجمعي( أو الرأي العام ) المغيب عن التفكير السليم ! فكيف أمكن الربط بالأصل الذي هو قدر حتمي بالمهنة التي هي فعل مكتسب !!؟ وهكذا أيضا أصبحت لدينا عقول لاتفكر فهنيئا لنا بهذه العقول !! وهنيئا لنا أيضا بهذه الوصاية العرفية !! هذه هي ثقافتنا وهذا هو ديدننا ! الانتظام في سرب القطيع وعدم الخروج عليه ! ماذا بقي من أنواع ونماذج الوصاية التي تكثر وتتكاثر في مجتمعنا السعيد ؟ بقي الكثير ياسادتي الكرام ! ولازالت القائمة حبلى ينوء بها عقلي المرهق منها ! الدولة وما أدراك مالدولة !! رغم أن الدولة حريصة عندنا أن تصور نفسها بمن يعطي هامشا من الحرية للفرد بشرط أن لايقارب هذا الهامش الخطوط الحمراء ( باختصار كل ماله علاقة بالسياسة أو مشاركة بالحكم ) إلا أنها بالغت كثيرا في رسم هذه الخطوط وزيادة درجة لونها الأحمر !! إلى درجة أن كل ماله علاقة بالسياسة من قريب أو بعيد أصبح هدفا سهلا للقضاء عليه وتغييبه عن الواقع جملة وتفصيلا !! خذ على سبيل المثال التحجير على إقامة منظمات المجتمع المدني وإقامة النقابات المهنية وبيروقراطية العمل الإداري بل وحتى إقامة الدراسات الإحصائية وعقد المؤتمرات الدولية إلا بإذن مسبق من جهات عليا !! بل إن خوفها من مقاربة العمل السياسي الشعبي دفعها لكي تعمل بشكل مضحك ومثير للسخرية بالفعل عندما أصبحت تقوم - نيابة عن المواطن - بمهام لايمكن تخيل أن يقوم بها غير المنظمات الأهلية ولنضرب على سبيل المثال المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان التي صدرت بمرسوم ملكي وتم تشكيل أفرادها والقبول بهم حسب ذلك المرسوم ! وهكذا أصبحت الدولة وتنظيماتها تأخذ شكلا مهيمنا على تفكير الفرد وسلوكه وها نحن نضيف لبنة قوية من لبنات الوصاية تقتل روح الفرد وتخضعه أكثر وأكثر للانصهار بالواقع وانشغاله بلقمة عيشه بعيدا عن أي طموح يتجاوز كونه رقما مضافا ...... لا أكثر !! التيار الديني السائد : أي محاولة لمخالفة ماهو سائد من تفكير مذهبي أو ديني يعتبر خروجا على النص يجازى صاحبه بالإقصاء ووصفه بما يتناسب معه _ حسب التفكير الديني السائد _ من الأوصاف الجاهزة والمعلبة التي أصبحت تتكاثر بتكاثر هذا الخروج من النص ! وهكذا تتعطل روح الاجتهاد إلا لمن يملكون شرعية هذا الاجتهاد في نظرهم من أصحاب اللحوم المسمومة ! هذه الشرعية هي الشرعية التي يضفيها ( القطيع ) وهذا الاجتهاد هو اجتهاد مشروط بعدم التوسع فيه وعدم مصادمته لما هو سائد بغض النظر عن مشروعية هذا السائد ! وكما قال الشيخ سلمان العودة : ( إن مواجهة الناس بمايكرهون هو أكثر صعوبة من مواجهة الدولة ) ...... شكل آخر من أشكال الوصاية ! نحن ياسادتي الكرام نرزح تحت منظومة متكاملة من الوصايا التي تقتل أي روح خلاقة !! أحيانا أشعر بالاختناق عندما أحاول أن أستحضرها جميعا ................. !! السر يا سادتي الأفاضل في ( كماخة العقل الجمعي ) هو الوصاية على الفرد من قبل هذه المؤثرات الثقافية التي ذكرت بعضها ولم تسعفني الذاكرة ربما بذكر غيرها وفي نظري أن بعضا مما ذكرت كافيا لوأد أي روح قيادية تنطلق لتشكل واقعا إيجابيا ! نعم ! إنها الوصاية ! هي كلمة السر فاحفظوها جيدا ! ولا يغرركم ما تشاهدونه من محاولات فردية معارضة لهذا ( السائد ) فهي لاتعدو أن تكون كمحاولات أصحاب السفينة الغارقة في البحر المتلاطم فالبعض منهم لايلبث أن يموت غرقا أو بين أسماك القرش أو تقذفه الأمواج إلى جزيرة نائية لكي يعيش ويموت وحيدا ! يولد الفرد منا ويعيش ومن ثم يموت وهي يراقب نفسه هل أخل بشيء من هذه الوصايات وهل كان مرضيا عنه من قِبَلِ عرّابي هذه الثقافة ( الأصيلة ) . ........!! هذه الثقافة التي تكثر فيها الثوابت المصطنعة وتضيق فيها المساحة المتروكة للنقد والتغيير لايمكن أن تكون بيئة خصبة لخلق أي كائن إبداعي يريد أن يصنع واقعا إيجابيا مغايرا .........!! لكم كل الشكر والتقدير ........ |
![]() |
![]() |
#2 |
Guest
تاريخ التسجيل: Apr 2007
البلد: بريدة
المشاركات: 439
|
الف ىشكر مقاااااااال رااائع جداً ,, استعراض شامل لأنواع الوصايات ,, والوصاية ايضاً يختلف تعريفها من فرد الى فرد ومن مجموعة الى مجموعة ومن اديولوجية الى اديولوجية
![]() العقل الجمعي لاشك أن الوصاية تساهم في تشكيلة ,, والوصاية جزء من تشكيل ذلك العقل ,, العقل الجمعي بامكانننا ان نطلق عليه : ثقافة المجتمع ,, التي لها موقف من الاشياء ومن الافكار , ومن الامور الصغيرة جداً الى الايمان . شكراً لك سيدي شديدي الملاحظة وموضوع اكثر من رااائع تحياتي لك ![]() |
![]() |
![]() |
#3 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
البلد: بريدة
المشاركات: 49
|
مرحبا بك أخي الكريم : ولد الرفيعة كل الشكر والتقدير على مرورك وإضافتك لرائعة .. |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#4 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
البلد: بريدة
المشاركات: 49
|
مرحبا بك أخي الكريم : ولد الرفيعة كل الشكر والتقدير على مرورك وإضافتك الرائعة .. |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|