هكذا تمضي الدنــــيا
تمضي بنا مراكب الحياة ، ويمر بنا الزمن سريعاً . . . سريعاً كومض برقٍ ، أو كنور شمسٍ في ضحى يومٍ ماطر .
تقبل علينا الدنيا كحوراء فاتنة ، تأخذ بلب كل ذي لب وتأسره بجمالها ورونقها . حتى إذا ماأقبل عليها وظن أنه قادر عليها طارت من بين ذراعيه إلى مكان قصى وربوةٍ مطلة ، فيصرف بصره تلقاء تلكم الربوة التى لاتكاد ترى من ضوء تلك الفاتنة التى حلت عليها . فينطلق نحوها يحث الخطى ويجد في السير ، حتى إذا بلغها عاودة الكرة وأنتقلت لربوة والحال دواليك دواليك .
تفعل بنا كفعل صائد السمك العابث الذي يرفع الطعم إذا أوشكت السمكة على الوقوع في شركه ثم يعاود الكرة تلو الكرة والسمك كحاله ولا غرو في ذلك لأنها بكل بساطةٍ سمكة .
لكن العيب كلا العيب والشين كلا الشين أن يصدر مثل ذلك ممن جمله الله بالعقل وزينه المولى بالإسلام وحباه التوحيد والإيمان .
|