بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » هل أنت من هؤلاء ؟ ... " تعال بنا نؤمن بربنا ساعه "

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 30-05-2007, 12:23 AM   #1
الناقد1
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
هل أنت من هؤلاء ؟ ... " تعال بنا نؤمن بربنا ساعه "


قال تعالى : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 135 ) أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ( 136)
===============================
تفسير تلك الآيات من تفسير الجلالين :

134-(الذين ينفقون) في طاعة الله (في السراء والضراء) اليسر والعسر (والكاظمين الغيظ) الكافين عن إمضائه مع القدرة (والعافين عن الناس) ممن ظلمهم أي التاركين عقوبتهم (والله يحب المحسنين) بهذه الأفعال ، أي يثيبهم

135 - (والذين إذا فعلوا فاحشة) ذنباً قبيحاً كالزنا (أو ظلموا أنفسهم) بما دونه كالقبلة (ذكروا الله) أي وعيده (فاستغفروا لذنوبهم ومن) أي لا (يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا) يداوموا (على ما فعلوا) بل أقلعوا عنه (وهم يعلمون) أن الذي أتوه معصية

136-(أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها) حال مقدرة ، أي مقدرين الخلود فيها إذا دخلوها (ونعم أجر العاملين) بالطاعة هذا الأجر


==============================
تفسير الآيات من تفسير ابن كثير

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى :
( الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)
ثم ذكر تعالى صفة أهل الجنة فقال "الذين ينفقون في السراء والضراء" أي في الشدة والرخاء والمنشط والمكره والصحة والمرض. وفي جميع الأحوال كما قال "الذين ينفقون بالليل والنهار سرا وعلانية" والمعنى أنهم لا يشغلهم أمر عن طاعة الله تعالى والإنفاق في مراضيه والإحسان إلى خلقه من قراباتهم وغيرهم بأنواع البر وقوله تعالى "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس" أي إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم: وقد ورد في بعض الآثار" يقول الله تعالى: يا ابن آدم اذكرني إذا غضبت أذكرك إذا غضبت فلا أهلكك فيمن أهلك" رواه ابن أبي حاتم. وقد قال أبو يعلى في مسنده: حدثنا أبو موسى الزمن حدثنا عيسى بن شعيب الضرير أبو الفضل حدثني الربيع بن سليمان النميري عن أبي عمرو بن أنس بن مالك عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كف غضبه كف الله عنه عذابه ومن خزن لسانه ستر الله عورته ومن اعتذر إلي قبل الله عذره". وهذا حديث غريب وفي إسناده نظر. وقال الإمام أحمد: حدثنا عبدالرحمن حدثنا مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال "ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" وقد رواه الشيخان من حديث مالك. وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبدالله وهو ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله"؟ قالوا: يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه قال "اعلموا أنه ليس منكم أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله مالَك من مالِك إلا ما قدمت وما لوارثك إلا ما أخرت". قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تعدون الصرعة فيكم؟" قلنا الذي لا تصرعه الرجال قال "لا ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب" قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتدرون ما الرقوب؟" قلنا الذي لا ولد له قال "لا ولكن الرقوب الذي لا يقدم من ولده شيئا". أخرج البخاري الفضل الأول منه وأخرج مسلم أصل هذا الحديث من رواية الأعمش به "حديث آخر" قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت عروة بن عبدالله الجعفي يحدث عن أبي حصبة أو ابن أبي حصين عن رجل شهد النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال "أتدرون ما الرقوب؟" قلنا الذي لا ولد له قال "الرقوب كل الرقوب الذي له ولد فمات ولم يقدم منهم شيئا" قال "أتدرون من الصعلوك"؟ قالوا الذي ليس له مال فقال النبي صلى الله عليه وسلم "الصعلوك كل الصعلوك الذي له مال فمات ولم يقدم منه شيئا" قال: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم "ما الصرعة"؟ قالوا: الصريع الذي لا تصرعه الرجال فقال صلى الله عليه وسلم "الصرعة كل الصرعة الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه ويقشعر شعره فيصرع غضبه" "حديث آخر". قال الإمام أحمد: حدثنا ابن نمير حدثنا هشام هو ابن عروة عن أبيه عن الأحنف بن قيس عن عم له يقال له حارثة بن قدامة السعدي أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله قل لي قولا ينفعني وأقلل عليَّ لعلّي أعيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب" فأعاد عليه حتى أعاد عليه مرارا كل ذلك يقول "لا تغضب" وهكذا رواه عن أبي معاوية عن هشام به ورواه أيضا عن يحيى بن سعيد القطان عن هشام به: أن رجلا قال يا رسول الله قل لي قولا وأقلل عليّ لعلي أعقله فقال "لا تغضب". الحديث انفرد به أحمد "حديث آخر". قال أحمد حدثنا عبدالرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبدالرحمن عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل يا رسول الله أوصني قال "لا تغضب" قال الرجل: ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله انفرد به أحمد " حديث آخر" قال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية حدثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب ابن أبي الأسود عن أبي الأسود عن أبي ذر صلى الله عليه وسلم قال: كان يسقي على حوض له فجاء قوم فقالوا: أيكم يورد على أبي ذر ويحسب شعرات من رأسه؟ فقال رجل: أنا فجاء فأورد على الحوض فدقه وكان أبو ذر قائما فجلس ثم اضطجع فقيل له يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع". ورواه أبو داود عن أحمد بن حنبل بإسناده إلا أنه وقع في روايته عن أبي حرب عن أبي ذر والصحيح ابن أبي حرب عن أبيه عن أبي ذر كما رواه عبدالله بن أحمد عن أبيه "حديث آخر" قال الإمام أحمد حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا أبو وائل الصنعاني قال: كنا جلوسا عند عروة بن محمد إذ دخل عليه رجل فكلمه بكلام أغضبه فلما أن أغضبه قام ثم عاد إلينا وقد توضأ فقال: حدثني أبي عن جدي عطية هو ابن سعد السعدي - وقد كانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وانما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ". وهكذا رواه أبو داود من حديث إبراهيم بن خالد الصنعاني عن أبي وائل القاص المرادي الصنعاني قال أبو داود: أراه عبدالله بن بحير " حديث آخر" قال الإمام أحمد: حدثنا عبدالله بن يزيد حدثنا نوح بن معاوية السلمي عن مقاتل بن حيان عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أنظر معسرا أو وضع عنه وقاه الله من فيح جهنم ألا إن عمل الجنة حزن بربوة ثلاثا ألا إن عمل النار سهل بسهوة. والسعيد من وقي الفتن وما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ما كظمها عبدالله إلا ملأ الله جوفه إيمانا". انفرد به أحمد وإسناده حسن ليس فيه مجروح ومتنه حسن "حديث آخره في معناه" قال أبو داود حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا عبدالرحمن يعني ابن مهدي عن بشر يعني ابن منصور عن محمد بن عجلان عن سويد بن وهب عن رجل من أبناء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه ملأ الله جوفه أمنا وإيمانا ومن ترك لبس ثوب جمال وهو قادر عليه - قال بشر: أحسبه قال تواضعا - كساه الله حلة الكرامة ومن توج لله كساه الله تاج الملك". " حديث آخر" قال الإمام أحمد: حدثنا عبدالله بن يزيد قال حدثنا سعيد حدثني أبو مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلى قال "من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء. ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث سعيد بن أبي أيوب به وقال الترمذي: حسن غريب " حديث آخر" قال عبدالرزاق أنبأنا داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن رجل من أهل الشام يقال له عبدالجليل عن عم له عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله تعالى "والكاظمين الغيظ" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأه الله جوفه أمنا وإيمانا" " حديث آخر" قال ابن مردويه: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد أنبأنا يحيي ابن طالب أنبأنا علي بن عاصم أخبرني يونس بن عبيد عن الحسن عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تجرع عبد من جرعة أفضل أجرا من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله". رواه ابن جرير وكذا رواه ابن ماجه عن بشر بن عمر عن حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد به فقوله تعالى "والكاظمين الغيظ" أي لا يعملون غضبهم في الناس بل يكفون عنهم شرهم ويحتسبون ذلك عند الله عز وجل ثم قال تعالى "والعافين عن الناس" أي مع كف الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم فلا يبقي في أنفسهم موجدة على أحد وهذا أكمل الأحوال ولهذا قال "والله يحب المحسنين". فهذا من مقامات الإحسان وفي الحديث "ثلاث أقسم عليهن ما نقص مال من صدقة وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ومن تواضع لله رفعه الله". روى الحاكم في مستدركه من حديث موسى بن عقبة عن إسحق بن يحيي بن أبي طلحة القرشي عن عبادة بن الصامت عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من سره أن يشرف له البنيان وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه ويعط من حرمه ويصل من قطعه". ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقد أورده ابن مردويه من حديث علي وكعب بن عجرة وأبي هريرة وأم سلمة رضي الله عنهم بنحو ذلك وروي من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كان يوم القيامة نادى مناد يقول: أين العافون عن الناس هلموا إلى ربكم وخذوا أجوركم وحق على كل امرئ مسلم إذا عفا أن يدخل الجنة".

ويقول ابن كثير" رحمه الله " في تفسير قوله تعالى :
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 135 )
قوله تعالى "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم" أي إذا صدر منهم ذنب أتبعوه بالتوبة والاستغفار قال الإمام أحمد حدثنا يزيد حدثنا همام بن يحيى عن إسحق بن عبدالله بن أبي طلحة عن عبدالرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن رجلا أذنب ذنبا فقال: رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لى فقال الله عز وجل: عبدي عمل ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا آخر فقال: رب إني عملت ذنبا فاغفره فقال تبارك وتعالى علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا آخر فقال: رب إني عملت ذنبا فاغفره لي فقال الله عز وجل: عبدي علم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به أشهدكم أني قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء". أخرجاه في الصحيحين من حديث إسحق بن أبي طلحة بنحوه " حديث آخر" قال الإمام أحمد حدثنا أبو النضر وأبو عامر قالا حدثنا زهير حدثنا سعد الطائي حدثنا أبو المدله مولى أم المؤمنين سمع أبا هريرة قلنا يا رسول الله: إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد فقال: "لو أنتم تكونون على كل حال على الحال التي كنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم. ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم" قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال "لبنة ذهب ولبنة فضة وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم لا ييأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول له الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين". ورواه الترمذي وابن ماجه من وجه آخر من حديث سعد به. ويتأكد الوضوء وصلاة ركعتين عند التوبة لما رواه الإمام أحمد بن حنبل حدثنا وكيع حدثنا مسعر وسفيان الثوري عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي رضي الله عنه قال: كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه. وإذا حدثني عنه غيره استحلفته فإذا حلف لي صدقته وإن أبا بكر رضي الله عنه حدثني وصدق أبو بكر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما من رجل يذنب ذنبا فيتوضأ ويحسن الوضوء- قال مسعر- فيصلي - وقال سفيان ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله عز وجل إلا غفر له". وهكذا رواه علي بن المديني والحميدي وأبو بكر بن أبي شيبة وأهل السنن وابن حبان في صحيحه والبزار والدارقطني من طرق عن عثمان بن المغيرة به وقال الترمذي: هو حديث حسن وقد ذكرنا طرفه والكلام عليه مستقصى في مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ومما يشهد بصحة هذا الحديث ما رواه مسلم في صحيحه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ - الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" وفي الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه توضأ لهم وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه" فقد ثبت هذا الحديث من رواية الأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين عن سيد الأولين والآخرين ورسول رب العالمين كما دل عليه الكتاب المبين من أن الاستغفار من الذنب ينفع العاصين وقد قال عبدالرزاق أنبأنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بلغني أن إبليس حين نزلت هذه الآية "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم" الآية بكى وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا محرز بن عون حدثنا عثمان بن مطر حدثنا عبدالغفور عن أبي نضرة عن أبي رجاء عن أبي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار فأكثروا منهما فإن إبليس قال أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء فهم يحسبون أنهم مهتدون" عثمان بن مطر وشيخه ضعيفان وروى الإمام أحمد في مسنده من طريق عمرو بن أبي عمرو وأبي الهيثم العتواري عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "قال إبليس: يا رب وعزتك لا أزال أغوي بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهما ما استغفروني" وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عمر بن خليفة سمعت أبا بدر يحدث عن ثابت عن أنس قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله إني أذنبت ذنبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أذنبت فاستغفر ربك قال فإني أستغفر ثم أعود فأذنب قال فإذا أذنبت فعد فاستغفر ربك فقالها في الرابعة وقال استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المحسور" وهذا حديث غريب من هذا الوجه وقوله تعالى "ومن يغفر الذنوب إلا الله" أي لا يغفرها أحد سواه كما قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن مصعب حدثنا سلام ابن مسكين والمبارك عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بأسير فقال: اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم "عرف الحق لأهله" وقوله "ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون" أي تابوا من ذنوبهم ورجعوا إلى الله عن قريب ولم يستمروا على المعصية ويصروا عليها غير مقلعين عنها ولو تكرر منهم الذنب تابوا منه كما قال الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل وغيره قالوا: حدثنا أبو يحيي عبدالحميد الحماني عن عثمان بن واقد عن أبي نضرة عن مولى لأبي بكر عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة" ورواه أبو داود والترمذي والبزار في مسنده من حديث عثمان بن واقد - وقد وثقه يحيى بن معين به - وشيخه أبو نصر المقاسطي واسمه سالم بن عبيد وثقه الإمام أحمد وابن حبان وقول علي بن المديني والترمذي: ليس إسناد هذا الحديث بذاك فالظاهر أنه لأجل جهالة مولى أبي بكر ولكن جهالة مثله لا تضر لأنه تابعي كبير ويكفيه نسبته إلى أبي بكر فهو حديث حسن والله أعلم. وقوله "وهم يعلمون" قال مجاهد وعبدالله بن عبيد بن عمير وهم يعلمون أن من تاب تاب الله عليه وهذا كقوله تعالى "ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده" وكقوله "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما" ونظائر هذا كثيرة جدا. وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد أنبأنا جرير حدثنا حبان هو ابن زيد الشرعبي عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو على المنبر "ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون". تفرد به أحمد
ويقول رحمه الله في تفسير الآية الأخيره
( أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ( 136)
ثم قال تعالى بعد وصفهم بما وصفهم به "أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم" أي جزاؤهم على هذه الصفات "مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار" أي من أنواع المشروبات "خالدين فيها" أي ماكثين فيها "ونعم أجر العاملين" يمدح تعالى الجنة


دمتم بخير
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن
الناقد1 غير متصل  


قديم(ـة) 30-05-2007, 06:53 PM   #2
الناقد1
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
^^^^^
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن
الناقد1 غير متصل  
قديم(ـة) 30-05-2007, 09:05 PM   #3
تالي حياتي موووت !
عـضـو
 
صورة تالي حياتي موووت ! الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
البلد: بـــــــريــدهـ
المشاركات: 1,527
بـصــــــراحــه خــــــــيـوا مــاكمـــــــلـت المـقــــال ..

ســــــــــوري ^ ـ ^ طــــــويل ..


لكـــــــن حــــــبت أشــــارك بـمـــــــوضــــــوعــــك ..

كــــل الـشكـــــر لكـ ..

فـي مــــيزان حـسـنــــاتـكـ أن شــا اللهـ ..
__________________
تمَّ بحمد الله وفضله لبس البلوزه الخمْريَه




[BLINK]تـرـرـرقبوآ [/BLINK]الهديه بهذه المنآسبه
تالي حياتي موووت ! غير متصل  
قديم(ـة) 31-05-2007, 03:10 PM   #4
الناقد1
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
اللهم آمين
شكراً لمرورك تالي
وقد وضعت أولاً تفسير الجلالين " المختصر " للآيات
ثم وضعت تفسير ابن كثير " المفصل " ، وللقارئ الكريم الأخذ بأيهما شاء

دمت بخير
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن
الناقد1 غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 12:24 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)