[حجر]

وفقه الله وسدده

وياليتكم تقرأون هذه المقالة للدكتور عبد الرحمن العشماوي من هذا الرابط :


http://www.al-jazirah.com.sa/2007jaz/may/30/ln9.htm



دفق قلم
الحذاء الذكي
عبدالرحمن صالح العشماوي

استقبال سمو ولي العهد - وفقه الله - للشاب الموهوب أحمد بن خالد النعيمي الذي فاز بالمركز الثالث في فئة العلوم الاجتماعية والسلوكيات في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة في الولايات المتحدة الأمريكية مقابل اختراعه الجميل (الحذاء الذكي) للمكفوفين، أقول: هذا الاستقبال من ولي العهد رسالة رسمية مفتوحة للمجتع بفئاته كلِّها تحثُّ على الرعاية للموهوبين والحرص عليهم وتشجيعهم، والانطلاق بمواهبهم إلى الأمام.

وإذا كنَّا هنا نشيد بهذا التوجيه، ونبارك للشاب السعودي أحمد هذا التفوُّق، ونرجو أن يوجِّه نيَّته إلى الله عز وجل لأن هذا الاختراع يُعدُّ - بإذن الله - كالصدقة الجارية لصاحبه ولكل من دعمه من والدين وأساتذة ومسؤولين، إذا كنَّا هنا نشيد ونبارك، فإننا أيضاً ندعو إلى رعاية جميع المواهب رعايةً جادَّةً بتبنِّيها مادياً ومعنوياً، وأن تكون رعايتنا متجاوزةً للأهداف الصغرى الوقتية من بريق إعلامي ومدح وإشادة عابرين، إلى وضع خطط عمليةٍ تتحوَّل بالأفكار المضيئة من أوراق البحوث وعقول المخترعين إلى واقع الحياة. وهنا تبرز مسؤولية أجهزة الدولة والمسؤولين فيها من جانب، وأصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال من جانب آخر.

لدينا جهات معروفة تقوم على العناية بالموهوبين ولكننا ما زلنا نرى أن جهودها مقصورة على أخبارٍ إعلامية تنشر بين حين وآخر عن بعض الأفكار والاختراعات ثم لا نرى بعد ذلك أثراً ملموساً في واقع الحياة، مما يجعل السؤال المتعلق بذلك قائماً: أين تحويل تلك الأفكار والاختراعات إلى شيء يتداوله الناس بينهم؟ لقد زرت قبل فترة من الزمن إحدى المؤسسات المعنية بالمواهب، فما وجدت إلا جهوداً محصورةً في لقاءات وحفلات تكريم ولم تسمع الأذن، ولم ترَ العين شيئاً ملموساً، حتى ولو كان برنامجاً عملياً موضوعاً للتنفيذ والتطبيق.

تحدثت الأخبار الرئيسة في الإذاعة والتلفاز ونشرت الصحف هذا الخبر الجميل عن (الحذاء الذكي) فهل سيتوقف تشجيع المواهب، والإشادة بالاختراعات المفيدة عند هذا الحد؟ وهل سنرى الحذاء الذكي قادماً إلينا بعد تصنيعه من اليابان أو الصين أو كوريا أو ماليزيا أو غيرها؟؟

مازلت أذكر ذلك الشاب الذي مرَّ بي قبل أكثر من عشرة أعوام، وأطلعني على ملفَّات اختراعات رائعة كهربائية وميكانيكية، من بينها مكيِّف بدون تيار كهرباء، وسيارة بدون حاجة إلى ماء، وقد فرحت به كل الفرح ووجهته إلى (مدينة الملك عبدالعزيز للتقنية) ومرَّ بي بعد أيام ليخبرني أن هناك مَن حذَّره مِن خطورة انكشاف سر أفكاره إذا تقدم للمدينة، ولكنني شجعته على الذهاب إليها تاركاً أقاويل الناس، وقد غاب عني بعدها، فلم أره ولم أسمع عن اختراعاته حسَّاً. إنها مسؤولية كبيرة تحتاج إلى تطبيق حقيقي حتى لا تضيع الجهود.

إشارة:

تبقى صروح الحق شامخة وإن

أغرى وأزبد عندها الإعصار