[رجل الثلج]

صديقي الغالي الناقد1 ...

عداوة الإنسان لما جهل تعود جذورها المعرفيّة إلى قوله سبحانه ( وكان الإنسان ظلوماً جهولاً ) ...وهذا الأصل في الإنسان يخرج إلى الدنيا جاهلاً فمن خلال المعطيات التي وهباه الله إياه وهي السمع والبصر والفؤاد يرتفع هذا الجهل إلى علمٍ نور , ولذا كل من علم شيئاً جهل غيره وغابت عنه أشياء ...
من هنا تدرك أن جهالة الإنسان هي رفض لشعاع النور وهو العلم أياً كان العلم والإنسان عدو ماجهل , وحين بتعرف الإنسان ويتعلم تجده يثني على ماجهله ولذا صدق الفقهاء لما قالوا والحكم على الشيء فرع عن تصوره كي لايحكم الإنسان دون تصور حقيقي مبني على علم للمسألة ...

الذي يثير الدهشة هو تلازم العداوة بين شريحة من النساء _في مجتمعنا_ وبين الكتاب وأقل منها التكنولوجيا , وهذا من خلال استقراء قد يصيب وقد يخطيء ...

يقول بعض علماء الانثربولوجيا الاجتماعيّة _ على ما أظن _ إن أول ماتصادف الإنسان معرفةٌ ما أو حقيقة ما أو اختراع ما يقابل لرفضه ظنا منه أن الرفض هو بقاء على حقيقة الفكرة لديه وأن القبول هو زعزة لذاته وقناعاته , فتصبح القواعد التي شكلها في ذاته هي قواعد غير قابلة للتغير إلا بالقوة ...
يقول الغربي كينز : تكمن الصعوبة ليس في الأفكار الجديدة , بل في التخلص من الأفكار القديمة التي تتغلغل في كل زاوية من عقلنا ...

وعداوة المفيد فكرة قديمة أو نمطيّة سلوكيّة بيئيّة , وتجربتي بدأت بأن رَكَزْتُ الفكرة الأولى وهي أن الكتاب والتقنية طريق من طريق المعرفة , ومن لايحب التعلم عليه أن يدع غيره يتعلم , فما تكرهه يحبه غيرك ومايكرهه غيرك تحبه ...
وبحمدٍ من الله صارت زوجتي وبرعمي الصغيرذي 6 سنوات يتسابقون للمعرفة عبر أبواب التقنية والكتاب , كل يدخل إلى مايحب فبرعمي الصغير يطامر في غياهب مسابقات الأطفال في النت حتى أصبح يحل بعض مشاكل التقنية , أما الزوجة فصار النت عالمها التي تأوي إليه مع صويحباتها في منتدياتٍ محافظةٍ تفيد وتستفيد وتغيرت للأفضل بحمد الله , بداية الطريق صعب لكن مع الصبر والحكمة تُزال العقبات ...

أخي الناقد 1 تخيل أن النساء في منتدياتهن يلقين هذا السؤال وأفاجأ بأن زوجتي هات حش فيّ وأني متخلف معادي سابقاً للتقنية وأنه الآن لايعرف من التقنية سوى رسمها ...وكل يدعي أنه هو أبو أو أم العريف !!


تحياتي القلبيّة لك ولموضوعك ....