بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ذكــــــــــريـــــــــــات جــــــــــامـــــعــــــــيــــــــة !

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 21-06-2007, 01:14 AM   #1
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
[align=justify]
[ 2 ]

المرحلة الجامعية تلوح في الأفق !


الوقت : بعد صلاة العصر – في يوم من أيام الربع الأول لعام 1424 هـ .

المكان : مجلس جدي المعتاد ( الشبَّة ) – مدينة رفحاء .

الاختبارات النهائية على الأبواب ، يُلقى الستار في هذه الأيام على مرحلة جميلة بعض الشيء من مراحل عمري ، لترفع عن مرحلة جديدة لم أستوعب حقيقتها ، وأنها ستكون – فيما بعد – مرحلة تجعل مني شخصًا آخر مختلفا عن ماضيه إيجابًا ... وسلبًا كذلك .

جريدة الجزيرة / محليات ، وتصريح لأحد المسئولين في وزارة التربية والتعليم يذكر فيه أن التعيين في قسم اللغة العربية سيكون مضمونًا لمدة ستة سنوات .

في المدرسة ، حدثت أصدقائي في المعسكر الغربي من الصف ( جهة المطاوعة ) عن ذلك الخبر ففرحوا له ؛ لأنه في سابق قرارهم أنهم سيسجلون في جامعة الإمام محمد بن سعود / فرع القصيم ، وأخذوا يحدثوني عن الشباب هناك ، وأن هناك فئة من الشباب ( المطاوعة ) يدرسون في تلك الجامعة ، وذكروا لي أسماء عرفت أكثرها ؛ لأنني أقابل حامليها سنويًّا في المركز الصيفي .. فقط ، ولم أتساءل يومًا عن سبب اختفائهم في بقية السنة ، أسماء محددة تظهر لمدة شهرٍ في المركز ، ثم تختفي تمامًا ، لكن زملائي يعرفون كل شيء عن ( شباب القصيم ) وهذا ما يطلق على شبابنا الذين يدرسون هنا ، وليس غريبًا علي أن أكون على جهل بأولئك ؛ فلم أكن يومًا منذ دخولي مع الشباب على علاقة اجتماعية عميقة معهم ، لا لاختلاف سلبي ونحوه ، إنما هو أمرٌ مختوم على جبيني منذ الصغر ، وإلى لحظة كتابة هذه الأسطر ، أقابلهم بالحلقة ... نعم ، في التوعية الإسلامية ... بالتأكيد ، بالاستراحة .. لاشك ، في رحلة برية .. ربما ، ماعدا ذلك فلا تجمعني بهم أية علاقة ، وكان ذلك - ولا زال - يحزنني كثيرًا ؛ حين أسمع لأحاديثهم وتعليقاتهم التي تدل على أنهم يتقابلون في أوقات أخرى ، لكن هذا قدر من استسلم لمرض الخجل الذي هو مختلف – كما هو معروف – عن الحياء الذي لا يأتي إلا بخير .

شدني حديث زملائي حول جامعة الإمام والشباب هناك ، بدا لي أنه عالم جميل جدا ، في الحقيقة .. كنت أرى جماله من جهة كونه بديلا إيجابيا جميلا لمرحلة وصفتها قبل أسطر فقلت : ( جميلة .. بعض الشيء ) ، عشت ( جمال ) هذه المرحلة التي طويت ... نعم ، لكنني عشت جمالها ( بعض الشيء ) ، وكان هناك ( بعضا ) آخر أعتبره جانبًا مظلمًا من الناحية النفسية .

حدثت أهلي عن رغبتي بالدراسة الجامعية ، ومع أن هذه الرغبة تخالف رأيهم أو رغبتهم في أن أتوجه للعمل مباشرة ، أو بالدراسة القصيرة ثم العمل في المنطقة الشرقية ؛ إلا أنهم استسلموا لهذه الرغبة ، لكي لا يقعوا في الخطأ ذاته الذي وقعوا فيه قبل سنتين في العام الدراسي 1422 – 1423 هـ وكنت أنا الضحية ، حين أجبروني على دخول ثالث ثانوي / علمي ، مع أنني رغبت بالشرعي بعد تجربة سلبية في العلمي في الصف الثاني ثانوي ، وكانت نتيجة إرغامي على ثالث ثانوي / علمي انسحابًا في آخر السنة ، ثم إعادة دراسة الثالث ثانوي ... لكن في القسم الشرعي .

وحيدًا قررت خوض هذه المرحلة ، لي أصدقاء سيخوضونها كما سأخوضها ... نعم ، لكن يبدو أن لسان حال كل واحدٍ منهم ( نفسي .. نفسي ) .. مع الأسف ، ملاحظة تسرعت في إيرادها هنا ، لكنها حقيقة مؤلمة بعض الشيء ، استعدت ألمها للتو فقيّدته هنا ، ولحديث ( نفسي .. نفسي ) هذا بقية في حلقات قادمة .

خرجت من الاختبارات النهائية بنسبة 90% ، وبين عيني جامعة الإمام محمد بن سعود في منطقة القصيم .
[/CENTER]
__________________
يا صبر أيوب !
الثائر الأحمر غير متصل  


قديم(ـة) 21-06-2007, 01:17 AM   #2
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
[align=justify]
[ 3 ]

بريدة ... قبل الجامعة !


المصدر الوحيد الذي سمعت فيه اسم مدينتنا ( بريدة ) في طفولتي كان لسان حسن كراني الذي له الفضل في معرفتي أن بالمملكة العربية السعودية مدنًا غير الخفجي والنعيرية وحفر الباطن و رفحاء ، والرياض ، طبعًا قد يسأل سائل : لماذا خصصت هذه المدن ؟ جوابي : أن طفولتي وزعت بين الخفجي مسقط رأسي ، ومدينة رفحاء التي احتضنت مراهقتي ؛ فكنت أنتقل بينهما ومن الطبيعي – لمن يعرف الطريق القديم بين رفحاء والخفجي – أن النعيرية وحفر الباطن في طريقنا ... فقط ، هذا هو السبب ، أما مدينة الرياض فلا حاجة لذكر سبب معرفتي بها .

فقدت الاتصال ببريدة بعد أن انقطعت عن حسن كراني حين غزو الأطباق الفضائية لأسطحنا عام 1416هـ في آخر سنة في المرحلة الابتدائية ، وبعد خمسة سنوات – وانتبهوا للموقف الطريف – وتحديدا في عام 1421هـ ، وبعد سنة من الدخول في عالم الاستقامة – إن صح التعبير - ؛ عُيِّن مدرسٌ جديدٌ لحلقتنا اسمه عبداللطيف الجفن ، وهو مربٍّ فاضل من أهل القصيم ، له فضل علي عظيم لا أنساه ، ومع أنه من أهل بريدة إلا أنني لم أسمع من شيخنا عبداللطيف ولا من زملائه من الأساتذة الأفاضل من أهل القصيم إلا : عندنا أشغال في القصيم ، سوف نسافر للقصيم ، كذا في القصيم .. وهكذا . حتى الآن لم أسمع بمدينة بريدة ، وقد نسيت اسمها تمامًا .

في آخر السنة ، وفي رحلةٍ لمركزٍ صيفي كان خاصًّا بطلاب الحلقات ، دخلنا مدينة بريدة ، وأذكر أنني قد سألت بفضول : إيش هذه ؟ فرد أحد المشرفين : هذه بريدة . قلت : متى نصل القصيم ؟ فضحك المشرف لما علم أنني أظن بأن القصيم مدينة ؛ وأخوكم في الله مستغرب من ضحكه ، فنبهني أن القصيم منطقة ، وبريدة مدينة في منطقة القصيم وهي مركز إمارتها .

في السنة الدراسية التالية 1422 – 1423 هـ ، دُعِينا لزواج أحد المدرسين من أهل القصيم ممن عُيِّن في مدينتنا ، ثم نُقل عنها ، وكان مسئولا عن التوعية الإسلامية وله فضل كبير علينا ، وأنتج خيرًا للتوعية لم أرَ مثله في حلقة أو مركز ، وفقه الله أينما حل ، وسدد خطاه ، اسمه عبدالعزيز الغنيم ، من عرفه فلينقل سلام معترف بفضله وقدره – وفقه الله تعالى - ، قررنا إجابة دعوة الأستاذ عبدالعزيز ، وسافرنا لبريدة ، وحضرنا العرس ، وأذكر أنني حضرت صلاة استسقاء للشيخ عبدالله القرعاوي – وفقه الله تعالى – في أيام الزيارة ، وكانت – ولا زالت – أجمل خطبة حضرتها في حياتي .

كانت تلك تعتبر زيارة سريعة جدا لبريدة ، ثم تتابعت الزيارات في السنتين الأخيرتين قبل الجامعة ، وكلها مع الحلقة ، أو مع المركز الصيفي ، فعلمت أننا نزور مدينة تستحق لقب ( مدينة العلماء ) هي ومدينة عنيزة ، في زياراتنا تعرفت على المدينة أكثر وأكثر ، لكن هذه المعرفة تدور حول أمور محددة ، المكتبات ، ومطعم الطازج ، و بعض العلماء الذين زرناهم كالعلامة سليمان العلوان ، الذي سمعت عنه الكثير قبل أن أقابله – عجل الله تعالى بفرجه - ، والشيخ علي الخضير – فرج الله عنه - ، والشيخ عبدالكريم الحميد – وفقه الله تعالى - ، وفي كل زيارة ورحلة كان لي من المواقف ما يستحق الوقوف عندها للتأمل ، لكن هذه الذكريات جامعية فقط ؛ لذا لن أسهب فيما لا يتعلق بها ، هذه الأمور المحددة التي عرفناها من بريدة ، إضافة إلى أهم أمر أعجبني في هذه المدينة ، أمرٌ ربما قد اعتدتم عليه هنا ، لكنه كان مميزًا جدًّا بنظري ، تلك الاستراحات الجميلة التي تتوزع في أطراف المدينة ، بمسابحها الجميلة ، وملاعبها المزروعة ، كانت رفحاء – في ذلك الوقت – تفتقد إلى مثل هذه الاستراحات ، خصوصًا المسابح ، لحبي الكبير للسباحة ، واسألوا الخليج العربي الذي يزحف حتى مدينة الخفجي !

في آخر رحلة لحلقتنا قبل أن نتخرج من الثانوية قمنا بزيارة بريدة ، واصطحبنا مدرس الحلقة ( أحد مشايخنا وأصله من أهل القصيم ومن طلاب الإمام ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - ) إلى جامعة الإمام محمد بن سعود ، ولم يدر بخلدي أبدًا أنني سألقي بقطع من قلبي ، وشيئا ليس بالهين من تفكيري في أزقتها ، وبين جدرانها ، جلسنا في المطعم قرابة الساعتين وأعين طلاب الجامعة ترقبنا باستعلاء .

في تلك الزيارة حضرنا درسًا لشيخ اسمه سلمان العودة ، ما إن انتهى اسمه إلى سمعي ، حتى تذكرت لقاءا أجري معه في مجلة كويتية – منعت لاحقا عن التوزيع في السعودية – أظن أن اسمها ( القمة ) - إن لم أكن واهمًا - ، ولم أتذكر الكثير ، واعتقدت أنني أمام شيخ كبقية المشايخ الذين عايشتهم في مدينتي ، أو سمعت لهم .. أو قرأت ؛ حدثنا مدرسنا عن الشيخ سلمان العودة مادحًا إيّاه ، ومثنيًا عليه ، لكن كل ذلك تبخر لما أطال الشيخ درسه الذي لم نفهم منه شيئا ، وقد أصابنا الملل الشديد ، خرجنا من الدرس ومدرس حلقتنا يعتذر بأن الدرس فكري .. إلخ إلخ ، فلم يَعْلق الدرس ولا حتى الشيخ برأسي ، ولم أعلم أنه سيكون لي مع هذا الإنسان متابعة ، ثم حبا ، ثم حبا وارتيابا ، ثم حبا وركونا وثقة .

هذه بريدة عندي قبل الجامعة ، دار علماء ومكتبات واستراحات و ... مطعم الطازج ، ولم أتخيل حينها أن هذه المدينة ستكون دار مرحلة مهمة من مراحل حياتي ، حيث الفتور والنشاط ، والإدبار في نفسيتي والإقبال .. باختصار : دار مرحلة حياتية كاملة ، هي دار داجن و كنتاكي وماكدونالدز ولمعة الشرق والبحار و .... كودو بالطبع ، دار العثيم وبندة وجيان ، دار جرير والعبيكان والرشد والمجتمع ، دار بينات وأحد وأصداء المجتمع ، دار جامع القرعاوي والونيان ، دار الخالدية والضاحي وشارع المستودعات ، دار قاعة ابن عثيمين والمبنى الثالث و " راجع المليداء " ، دار ( عبدالحق ) و ( بلال ) و ( سيف ) و( أبو كلام ) .. ! دار مكتبة المساعي وركن المجتهد ، دار أظلمت حتى استوطن الحزن فؤادي ، وأنارت حتى ذابت السعادة في وجداني ، دار دخلها بعض ممن أعطيتهم قطعا من قلبي أخيارًا عبّادًا روادا لحِلق العلماء ، فخرجوا منها وقد تساقطوا واحدًا بعدَ الآخر حتى قضى الجيل الأول من أصحابي ، غير أن هناك من دخلها والتفاهة بين عينيه ، وهاهو الآن وحب العلم والصلاح بين جنبيه .

دار المؤذن " أبو محمد " الشيخ العراقي .. أعمى البصر ، ودار الشيخ القصيمي الوقور ، حمامة المسجد ، وخليل القرآن ، ذي اللحية البيضاء ، والوجه المنير ، في جامع القرعاوي ، دارٌ صَدَمْت بها ( حقيقة ) بشرًا وحديدًا ، وكدت أن أموت دعسًا ، وغرقًا ، ومرضًا ، دارُ الحمزاوي ، وحرب ، والبطشان ، والمحمود ، والفاضل عبدالعزيز المقبل ، وإبراهيم التركي ، والجزائري حلام – رحمه الله تعالى – ، وربيع ، والسيف ، دار خالد المشيقح ، والمصلح ، والصقير ، دار العم أحمد ، والتوم ، والصقعبي .... دارُ .. !!

أين أذهب بكم ؟!

إنها – باختصار - داري ، موطن أحلامي وهمومي ، و حاضنة أجمل سنوات عمري ... !

إنها ... بريدة !
[/CENTER]
__________________
يا صبر أيوب !

آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 21-06-2007 الساعة 01:26 AM.
الثائر الأحمر غير متصل  
قديم(ـة) 21-06-2007, 01:18 AM   #3
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
[align=justify]
[ 4 ]

الطريق إلى الجامعة ( 1 – 2 ) !


نحن ثلاثة من الأصدقاء ، لم تكن لي معهم قبل الثالث ثانوي شرعي أية علاقة ، أحدهم أكبر مني بسنة وقد درس متأخرًا ، وهو من طلبة العلم الشرعيين منذ طفولته ، دعوني أسميه ( محمد ) ، والآخر في مثل سني ، وهو طالب مُجدّ له ميل لعلوم اللغة العربية ، اسمه .. ( نايف ) .

اتفقنا على الذهاب بسيارتي ( الطائر الأزرق ) وهذا هو أسمها حقيقة ، وهي منتج تابع لشركة نيسان ، وقد توقف إنتاجها منذ عام 94م – إن لم أكن واهمًا - .

في خريطة العلاقات تُرسمُ علاقة جديدة مع شاب مقارب لعمري ، غير أنه لم يكن مستقيمًا بالمنظور المعتاد ، لكنني أعجبت بثقافته العالية ، وبالتقارب الشديد بيني وبينه في الهوايات والهموم ، فكنا نتقابل يوميًّا على أحاديث أعجب منها اليوم – بعد مرور خمسة أعوام على هذه الصداقة – إذ كنا نتحدث عن الكتب ، وعن أمور فكرية ، وعن الأحداث الجارية ، وعن ... آخر منتجات السينما الأمريكية من مسلسلات وأفلام وسيناريوهات ، وهذه أمروها كما جاءت ، و أريد أن أنبه بألا تحكموا علي أنا ، أو على أي شخص يمر ذكره في أحداث هذه الذكريات بمجرد موقف أو موقفين أو سنة أو سنتين ؛ لأن سنن التغيير ملازمة لشخصيات الذكريات على مدى السنوات الأربعة إن سلبًا أو إيجابًا .. فانتبهوا أحبتي ، دعوني لا أنسى أن أسمي الصديق الجديد بـ ( راكان ) .

حُدد تاريخ التسجيل في الجامعة ، وأنبأت محمدا و نايف بذلك ، ثم أسرعت إلى راكان وأخبرته بوقت التسجيل ، فوجدته حزينا كئيبًا ، وكان السبب أن والده قد أصر عليه مُسْبقا بالتسجيل في كلية المعلمين بعرعر ، تألمت لذلك وحاولت إقناعه ، لكن ما باليد حيلة ، حيث ذهب للتسجيل في قسم الإنجليزي في كلية المعلمين بمدينة عرعر ، وكانت نسبته أكثر من 85% ... القسم العلمي ، والحمدلله على كل حال .

جاء يوم التسجيل ، وقد تجهزت أنا وأصحابي للذهاب بـ ( الطائر الأزرق ) ، خرجت من البيت و ... : أين ( الطائر الأزرق ) ؟!! سيارتي مفقودة ، ووالدي مفقود ، و " جيب " الوالد موجود .. ! اتصلت على الوالد – حفظه الله تعالى على الطاعة والعافية - ؛ وأخبرته الخبر ، فمد صوته قائلا : " ووووووووووه ... أجل وراك سفر ؟! " أجبت : نعم .. والتسجيل غدًا صباحًا ، ونحن في منتصف العصر ، فأجابني أنه اضطر لأخذ السيارة للسفر إلى حفر الباطن ؛ لأن سيارته ليست على ما يرام ، ابتلعت الموقف وقلت : لا بأس سنذهب بالمشاوير !

لعلمكم .. أنا مستعد أن أذهب على حمار – وانتم بكرامة - ، أو على حمار الدولة – وانتم بكرامة أيضا – ( النقل الجماعي ) ، لكن من سابع المستحيلات – إن كانت موجودة – أن أذهب بالمشاوير ، لسابق تجربة سلبية جدا مع تلك الفئة ، لكن الغاية تبرر الوسيلة ، والتسجيل غدًا ، اتصلت على محمد و نايف وصورت لهم الحال ، وطبعًا - بعدما غضبوا واستنكروا وصرخوا - استسلموا .. وقررنا السفر بوسيلة سيارة المشوار ، اخترنا شخصا ارتحنا له – على غير العادة مع أمثال أولئك - ؛ فكان اختيارنا موفقا ، رجل صالح هادئ ، يقود باعتدال ، وتمتلئ سيارته بأشرطة دينية وإنشادية .

بعد خمسة ساعات وصلنا إلى بريدة ، وتوجهنا إلى إحدى الشقق التابعة لطلاب الجامعة والذين يستمتعون بعطلتهم الصيفية في تلك الأيام ، أخذت أغراضي ودخلت هذه الشقة الغريبة علي ، والتي سأكون – فيما بعد - من عامريها سنة كاملة ، قضيت فيها آخر مرحلة حملت فيها سمت طالب الحلقة الذي حملته ثلاثة سنوات قبلها ؛ وأنعم به من سمت ، أنعش روحي سنوات ، وغمرني بكنوز لازلت أحملها بين جنبي ، وإن فقدت شيئا ليس بالهين من نورها ، إذ تمكن منها الجانب المظلم ، الذي تمكن من سمت طالب الحلقة فقضى عليه حينا من الدهر ، حتى أفاق حامله وأخذ يبحث عنه إلى اليوم ... لعل وعسى .

ولحياتي في بريدة بقية ذكرى ، مدعومة بالعَبرة ، بعد أخذ العِبرة ، لا تسلطوا الضوء على ظاهر المواقف ، وأسطح الأحداث ؛ بل مرحبا بكم من داخلين إلى قلب محب يرغب لكم – يشهد الله تعالى - ما يرغب لنفسه ، وقد أخذ على نفسهِ عهدًا أن يكون صريحًا معكم ، معينًا على أخذ العظة مما تقرؤون قدر ما يستطيع .

والله تعالى هو المعين بفضله وكرمه ورحمته .
[/CENTER]
__________________
يا صبر أيوب !

آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 21-06-2007 الساعة 01:44 AM.
الثائر الأحمر غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)