بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » نهر غزة الساخن ... [حسين بن محمود] 11 جمادى الآخر 1428هـ

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 26-06-2007, 02:49 PM   #1
نضح الدم
عـضـو
 
صورة نضح الدم الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 92
نهر غزة الساخن ... [حسين بن محمود] 11 جمادى الآخر 1428هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

نهر غزة الساخن



تجري اليوم دماء الفلسطينيون أنهاراً ويقتلون بدم بارد في لبنان أمام مرئى ومسمع العالم ، وكل يوم اجتماع ووسيط ، ومساعدات تصل إلى الفلسطينيين في غير "نهر البارد" وكأن الفلسطينيون في لبنان لم يحتاجوا قط إلى مساعدات ، وعمرو موسى يركض هنا وهناك ليخطف الأبصار ويصرفها بحركاته البهلوانية وكلماته الشيطانية ، كل هذا ليُعطوا الجيش اللبناني فرصة إكمال المجزرة بعد أن تلقوا دعما كبيرا من الجيش الأمريكي ممثلا بالسلاح وصور الأقمار الإصطناعية ، ودعما مادياً وسياسياً من الحكومات العربية ..

هذا في لبنان .. وفي فلسطين حدث بعض ما كنا نتوقع ، ووقع إخواننا في فخ السياسة الصهيونية بعد أن فشل يهود في تمييع ثوابت المسلمين في فلسطين : فلم يعترفوا بدولة المسخ رغم إغراءات المناصب ورغم التهديدات ، ولا لانوا ولا استكانوا ، فما كان من يهود إلا أن أعملوا "الخطة البديلة" (Plan B) عن طريق إخوانهم في السلطة الفلسطينية ، فأشعلوا هذه الحرب – المعد لها مسبقا - وتبعتها الأحداث ..

قمة رباعية في مصر يحضرها كل من : عبد الله بن الحسين وحسني مبارك وأولمرت ومحمود عباس : ماسوني ومرتد ويهودي وبهائي ، ليناقشوا الأوضاع في فلسطين !! لعل البعض لم تبلغه الصورة ، ولعلنا نعيدها عليه لتترسخ في الذهن : ماسوني ومرتد ويهودي وبهائي يجتمعون في أرض الكنانة ليناقشوا قضية مسرى رسول رب العالمين .. هذا من باب تسمية الأشياء بأسمائها !!

ينبغي أن نسمي الأشياء بمسمياتها ليُعلم حقيقتها ، لأنه بغياب المصطلح الصحيح تندرس الحقيقة ، فعن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن أمتي يشربون الخمر [في آخر الزمان] يسمونها بغير اسمها" . (رواه الطبراني ورجاله ثقات) ، شربوا الخمر وسموها "مشروبات روحية" و"شمبانيا" وغيرها من المسميات ، قال عليه الصلاة والسلام "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم فإنما هي : العشاء وإنما يقولون : العتمة لإعتامهم بالإبل" ‏(‏صحيح : صحيح الجامع‏ 7376).‏‌ أعلنوا حربا على "الإرهاب" وهو الإسلام ، وأعلنوا الحرب على "الإرهابيين" وهم المسلمون (كل من تمسك بدينه من المسلمين ، جاهد أم لم يجاهد) ، وأعلنوا عملية "السلام" في الشرق الأوسط ، وهو استسلام وتتسليم لليهود وخضوع لهم ، فينبغي أن لا يغلبنا الإعلام على مسمياتنا الشرعية ..

البهائية والماسونية كفر وعداء للإسلام صنعتهما اليهودية العالمية التي هي ألد أعداء الدين بشهادة القرآن ، وحاكم مصر كافر مرتد عن الدين لا يألوا جهدا في حرب الإسلام والمسلمين .. فلا يصلح أن نقول "أخ" أو "رئيس" لبهائي كافر خبيث ، ولا يجوز أن نتولى ماسوني ولا مرتد ..

ماذا يناقش هؤلاء في مصر !!

لا يحتاج الأمر إلى خبير سياسي ولا محلل استراتيجي ولا حتى نصف صحفي ليخبرنا :
أمريكا وأوربا واليهود وبعض حكام العرب اعترفوا بحكومة الطوارئ بعد دقائق من إعلان عباس ، تماما كما اعترف العالم بدولة يهود بعد إعلانها في فلسطين بدقائق ..
المساعدات وصلت إلى حكومة البهائي - الذي يحرسه جنود يهود وبأسلحة ومعدات يهودية – قبل أن يصل إلى الظفة الغربية ..
لقد أعلنوها : الآن تتدفق الأموال على "الشعب الفلسطيني" من جميع دول العالم لرفع معاناتهم المستمرة منذ خمسين سنة ، وربما تتدفق معها أسلحة ومعدات عسكرية متطورة لزيادة رفاهية الفلسطينيين ، على غرار ما يحصل في "نهر البارد" ..

هل يجدينا الآن أن نقول لحماس : لقد قلنا وحذرنا من دخول معاطن السياسة وترك الجهاد الذي كنتم عليه !! هل هذا وقت قولنا بأن أسامة وأيمن وأبو يحيى وغيرهم من قادة الجهاد ومن محبيكم والمشفقين عليكم نصحوكم بعدم خوض غمار الإنتخابات ، والبعد عن كراسي السلطة في هذا الوقت !! هل هذا وقت عتاب !! وهل هذا هو وقت تشفي (كما يفعل البعض ، هداهم الله) !!

إن الذي نخشاه الآن هو ما كنا نتوقعه بالأمس :
- حرب بين حماس وفتح ،
- إخلاء غزة من موالي اليهود ،
- حصار حماس في بقعة صغيرة ،
- تجويع قطاع غزة
- وضربه بالطائرات والدبابات وقتل الفلسطينيين فيه بإسم محاربة حماس وإرساء الديمقراطية والحرية والعدالة التي لا تحترمها حماس ،
والجديد الذي ما كنا نتوقعه : إظهار يهود بمظهر المخلص للشعب الفلسطيني المسكين الذي جثت حماس الدكتاتورية على صدره ، تماما كما هي أمريكا في أفغانستان والعراق ، وكما هي روسيا في الشيشان !! ثم يأتي عباس البهائي "المحرر" على ظهر الدبابات الصهيونية ليحكم فلسطين بالعدل والإنصاف والشفافية التي يحكم بها كرزاي المرتد أفغانستان ، والمالكي الرافضي العراق !!

لقد عبّر عن هذا كله "حسني مبارك" بقوله "إنها فرصة حقيقية للسلام ولن نضيعها" ، وقالها –ربما قبله أو بعده – أولمرت : "إن هناك فرصة جديدة لتحقيق تقدم في عملية السلام بالشرق الأوسط وإنه لن يضيعها. وأكد استعداد تل أبيب للتعاون مع الرئيس الفلسطيني وحكومة الطوارئ التي شكلها ، وقال أن "التصدي لحركة حماس ومعاقبتها لا يعنيان معاقبة الفلسطينيين في قطاع غزة". وأضاف "من المهم أن يفهم كل فلسطيني أننا نمد اليد لمن هم على استعداد لإقامة علاقات سلام ومصالحة معنا". وقال إنه "لا حل آخر سوى إقامة دولتين تعيشان بسلام وأمن جنبا إلى جنب".
، وقال عباس "أنا على قناعة تامة بأنه بإمكاننا التوصل إلى حل تاريخي من شأنه التأسيس لعهد جديد" وأكد "التزامه بالشرعية الدولية وعملية السلام وبالاتفاقات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي ونبد العنف والإرهاب". ومرتد الأردن يقول "إن مساندة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والإفراج عن الأموال الفلسطينية وإزالة الحواجز خطوات ضرورية" (كلامهم نقلا عن موقع الجزيرة) ..

ثم تأتي الأموال الخليجية التي تشتري المواد الخام من اليهود لتبني بيوت الفلسطينيين بإسم المساعدات فيهدمها اليهود من جديد في حلقة لا تنتهي ، فالعملية مجزية من الناحية الإقتصادية ، وهي تعويض عما خسرته من ذخيرة ومعدات في حربها ضد الإرهاب الحماساوي ..

معرفة هذا الكيد وهذا المكر ليس بالحدس السياسي وليست عبقرية ولا فضل تجربة وخبرة عالمية ، وإنما هو مصداق قول نبينا صلى الله عليه وسلم "ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب" (رواه الطبراني في الأوسط ، وحسنه ابن النحاس الدمياطي في "مشارع الأشواق") وقوله صلى الله عليه وسلم "إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة وتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله أدخل الله تعالى عليهم ذلا لا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم" ‌(رواه أحمد والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان ، وصححه الألباني في صحيح الجامع ‏:‏ 675) ..

نحن لا نخشى على حماس القنابل والصواريخ بقدر ما نخشى وقوعهم تحت قول الله تعالى {إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (التوبة : 39) ، ونحن على يقين بأن هذه النتيجة حاصلة إذا توفرت المعطيات لأنه قول لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والعذاب هنا إما أن يكون بفعل الله مباشرة أو أن يسلط الله على تاركي الجهاد من يسومهم سوء العذاب ، فهل يتدارك الإخوة الأمر ويرجعوا إلى سابق عهدهم من جهاد ونفير وحب للشهادة ، ويمشوا على درب الشيخ ياسين والشيخ الرنتيسي ، أم ينتظرون وعد الله ليستبدلهم بغيرهم ، ثم لا يكونوا أمثالهم !!

قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (المائدة : 54) ، قال ابن كثير رحمه الله "يقول تعالى مخبراً عن قدرته العظيمة : أنه من تولى عن نصرة دينه وإقامة شريعته , فإن الله يستبدل به من هو خير لها منه , وأشدّ منعة , وأقْوم سبيلاً" (انتهى) ، والله لا يحابي أحدا ، وسنته ماضية باقية ، وهو غني عن العالمين ..

هذا المكر اليهودي البهائي الصليبي كان الأولى أن يواجَه بالصلابة الإسلامية المتمثلة بالجهاد في سبيل الله ، فالجهاد أنجح وأمثل وسيلة لصد كل مكر وإفشال كل مخطط لإفساد الأرض ، فهو حل إلهي وقضاء رباني {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (الأنفال : 39) ، فالفتنة لا تنتهي إلا بالجهاد في سبيل الله ، ولم تنتهي فتنة في تاريخ الأمة بغير جهاد ، وهذا قدر الله وسنته سبحانه وتعالى {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج : 40) ، فهذه الآية فيها : حل لقضية اللاجئين ، وحل لقضية فلسطين ، وحل لجميع قضايا المسلمين ، الحل هو : الدفع ، الذي هو الجهاد ، فبه تحل أكثر مشاكل الأمة ، وبسببه ينصر الله الأمة ويعزها ..

إن مكر العدو الذي تزول منه الجبال ، والذي أخبرنا الله عنه في كتابه ، يتمثل اليوم في فلسطين في محاولة تشويه صورة حماس وإبراز عباس وإخوانه الكفار على أنهم الخيار الأفضل للشعب الفلسطيني ، فحماس اليوم أصبحت : خارجة على القانون ، قاطعة للصف الفلسطيني ، عميلة لإيران ، متمسكة بالمناصب على حساب دماء الفلسطينيين ومستقبلهم ، مضيعة لتضحياتهم ، بعيدة عن الإخلاص لقضيتهم ، هذا فضلا عن كونها : بعيدة عن ربها ، مخالفة لشريعتها ، منافقة في أعمالها ، تاركة توجيهات قرآنها ، مخطئة في جميع أعمالها {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} (إبراهيم : 46) ..

لا نشك بأن حماس ارتكبت بعض الأخطاء التي من أهمها : دخولها السلطة وانشغالها بالسياسة على حساب الجهاد ، وهناك أخطاء أخرى ليس هذا مجال ذكرها ، ولكن لنا أن نتسائل : هل كنا نعتقد بأن حماس معصومة ثم اتضح لنا غير هذا !! إن كان كذلك فالخلل فينا نحن وليس في حماس .. حماس كغيرها من البشر تُخطئ وتُصيب ، وليس الخطأ منقصة للإنسان ، وإنما المنقصة : التمادي في الخطأ ..

هل نطالب حماس بالتنازل عن السلطة !!

نقول : السلطة الحقيقية كانت لحماس قبل دخولها السلطة ، وإنما خسرت هذه السلطة بعد دخولها معترك السياسة ، فنحن نقول للإخوة في حماس : خذوا السلطة الحقيقية واتركوا السلطة الشكلية الزائفة .. السلطة الحقيقية هي قلوب الناس ودعاءهم ونصرتهم وحبهم ، وقبل كل هذا : رضى الله ونصرته ، أما لعبة الكراسي وشد الحبل (السياسة الحالية) فهذه ليست سلطة حقيقية ، ولا قريبة منه ..

هل إذا تركت حماس السلطة تكون خسرت وجاهتها أو احترام الناس لها !!

نقول : قد يكون هذا في البداية ، ولكن على حماس أن توضح الأسباب ، فقد قطع الناس عنها الأسباب ، وضاق عليها الحصار ، وتركها القريب قبل البعيد ، واتهمها من تحب بما تكره ، وأسباب أخرى كثيرة جعلتها توقن بأن الوقت ليس وقت مناصب ، بل وقت جهاد ..

وهل يحكم عباس ودحلان غزة إذا تركتها حماس !!

الجواب : لا ينبغي لعباس ودحلان ومن على شاكلتهم أن يبقوا أحياء ، فضلاً عن أن يدخلوا غزة ، فيجب استئصال هؤلاء وقتلهم ومن على شاكلتهم وتطهير الأرض منهم ، وقد دعونا لهذا سابقا ، وندعوا له الآن : يجب أن ينتدب لهؤلاء من يستأصلهم ، فهم الآن أشد خطرا على المسلمين في فلسطين من يهود ، وفي قتلهم مصلحة للمسلمين ، وقضية حكم غزة ليست بالصعبة ، وهناك خيارات كثيرة ، والأمر متروك للإخوة ، ولكن يجب استبعاد خيار هؤلاء الكفار والمرتدين ..

هذه الأحداث بينت لنا مدى رخص الدم المسلم ، وخاصة الفلسطيني الذي تاجر الحكام والمرتدين والمرتزقة بدمه على مدى عقود ، فهذه الأحداث في نهر البارد وغزة كشفت زيف وكذب هؤلاء ، ولو كان الذي يُقصف في نهر البارد "أصنام لبوذا" أو "صحفي بريطاني نصراني كافر" لرأينا التحركات الدبلوماسية الجادة ، والفتاوى الصاروخية الثاقبة ، والمؤتمرات العملية الفاعلة لاستنقاذ ما هو مهم ، أما دماء الفلسطينيين فهي لا زالت تُسكب منذ عقود كالنهر ، وقد اعتاد الناس على ذلك كما اعتادوا على دماء أهل العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها من دماء المسلمين ، هذه الدماء التي ليس لها قيمة اصنام بوذا أو دم خواجا أشقر تُستنفر إمكانيات دولة كاملة لاستنقاذه من أيدي القتلة المجرمين الذي اعتدوا على البشرية وخرجوا على الشرائع السماوية بدفاعهم عن أنفسهم !!

حماس هي المجرمة ، وعباس هو الضحية ، هذا هو سيناريوا المسلسل الفلسطيني الذي نشاهده في القنوات الإخبارية اليوم ، وقد لبّى الأشراف الطيبون في أوروبا وأمريكا ودولة يهود وبعض حكام العرب نداء عباس المسكين فأمدوه بالمال والسلاح والخبرات في مواجهة حماس الطاغية الظالمة الجبارة ، فهل بقي عقل أو نصفه أو ربع عُشره في رؤوس أفراد سرايا القدس وأمثالهم من الذين في الساحة يقارعون يهود ويسفكون دمائهم في سبيل عباس ودحلان وإخوانهم : أصدقاء شارون وبيريز وأولمرت !!

اجتهدت حماس فأخطأت ، وكان من أكبر أخطائها عدم أخذها بنصيحة إخوانها من أصحاب الخبرة والتجربة ، وها هي الأحداث تبين صدق ما نصح به إخوانها ومحبيها المخلصون من أبناء الأمة الذين لم تكن لهم مصلحة سوى نصرة المسلمين وإبقاء راية الجهاد مرفوعة في أرض الإسراء .. لقد أحزنهم – كما أحزن جميع المسلمين – إغماد سيف إسلامي كان يفتك بيهود ويقطع أوصال الخيانة المحلية والعالمية ويكذّب جميع الدعاوى التي تتاجر بدماء المسلمين في فلسطين ..

عشرات الملايين من مساعدات الحكومة الأمريكية تُنفق – لا على غذاء أو دواء للشعب الفلسطيني- بل لتدريب جيش دحلان الخاص الذي أنيط به اغتيال قيادات المجاهدين .. معدات وخبرات وتدريبات يهودية لحرس عباس الخاص من قبل يهود وأمريكا وأوربا والدول العربية .. مساعدات أوروبية وأمريكية ويهودية لفتحٍ فور تبرئها من الحكومة الفلسطينية المنتخبة (نصرة للديمقراطية) .. حكومات عربية تعترف بحكومة فتحٍ فور إعلانها وتدعمها مادياً وسياسيا نصرة للقضية الفلسطينية .. اليهود يُعلنون حصار غزة ويسمحون للأجانب (فقط) بالخروج من القطاع ، ويجمعون جيشهم لحرب مرتقبة مع المسلمين في غزة .. عباس يجمع قواه في الضفة بمساعدات يهودية أوروبية أمريكية عربية .. الدول العربية تعمل على تدريب أفراد فتح ، لا على جهاد يهود ، ولكن على التصدي للمجاهدين في حماس والجهاد وغيرهما ..

غزة محاصرة من قبل يهود ، ومن قبل عباس ، ومن قبل أوروبا وأمريكا والدول العربية ، والذين في غزة : إرهابييون خارجون على القانون ينبغي تطهير الأرض منهم !! أليست هذه هي قصة نهر البارد اللبناني ، إذا استبدلنا عباس بالموارنة النصارى !!

نريد من الفلسطينيين أن يعوا الأمر وأن لا يقعوا في كل حفرة تُحفر لهم ، وهذا لا يكون إلا بالرجوع إلى أصل ثابت وحقيقة مطلقة لا تقبل الجدل ، وهي قول الله تعالى {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة : 217) .. ليعلم الإخوة في حماس بأنهم إن أسلموا الأمر إلى هؤلاء الكفار فإن الله قال {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} (التوبة : 8) ، قد ذاقوا بعض الآية ، وهم أعلم الناس بها وبصدقها ..

وليعلم المسلمون في فلسطين بأن هذه البيانات والمؤتمرات والندوات والشعارات الزائفة الخداعة ما هي إلا لترويضهم كالحمير فيتركوا الجهاد ويعودوا إلى موقف الذل والصغار والعبودية ليهود وأذنابهم فيركبوهم ، فلا تسمعوا لهؤلاء الكذابين ولا تُطيعوهم {فَلاَ تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ} ولا تُلقوا سلاحكم {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} ولو أقسموا لكم الأيمان المغلظة {وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} واتركوا عنكم ما يقال في بياناتهم وتصريحاتهم وإعلامهم الكاذب {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} فهل رأيتم من هؤلاء - الذين سرقوا أموال المسلمين وأنفقوها في شهواتهم - خير {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ} هؤلاء الذين لا يؤمنون بالله ولا بدينه {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} (القلم : 8-15) .. ولتكن تسليتكم في دنياكم قول ربكم {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} (القلم 34) فاطلبوا الجنان برضى الرحمن والجهاد في سبيله ، لا برضى من لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، وعليكم بإخوانكم المجاهدين واتركوا عنكم الحكام المرتدين والخونة المجرمين {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (القلم : 35-36) ..

إن المسلمين في غزة اليوم بين خيارات عدة ، منها :

1- أن يستسلموا ليهود ويدخلوا جنة الدجال التي هي في الحقيقة نار. 2- أو يسلّموا الأمر للمرتدين ويدخلوا تحت رحمتهم التي هي في الحقيقة عذاب. 3- أو يجمعوا بين الأمرين بضبابية ، فيما يسمى بأنصاف الحلول. 4- أو يتوكلوا على الله ويصبروا ويصابروا ويقاتلوا فينالوا نصراً أو شهادة.


إن الخيار الطبيعي لأي مسلم هو الخيار الرابع ، وهو خيار صعب جدا ، ويحتاج – كما قال ربنا سبحانه – إلى صبر ومصابرة ، ويحتاج إلى جَلَد وحيطة وحذر وتضحيات كبيرة ، وذلك لأن العالم كله ضد وجود حماس (وليس بقائها في السلطة كما يقول البعض) ، وهناك العملاء والخونة داخل غزة ، وهناك حصار (اقتصادي-سياسي-عسكري) في بقعة صغيرة منبسطة يسهل تدميرها ، كما أن دخول المساعدات إلى غزة يحتاج إلى حرب حقيقية ضد حكومة مصر ، ودخول المجاهدين من الخارج إلى داخل غزة ليس بالمجدي عسكريا نظراً لطبيعة المعركة وأرضها ، فإذا بدأت المعركة فإن المسلمين في غزة سيُقصفون براً وبحراً وجوا ، وهم محاصرون لا تأويهم جبال ولا تقوم لقنابل الأعداء الخنادق ، فهم مكشوفون ، والعدو ليس في قلبه ذرة رحمة : سواء العدو اليهودي والصليبي والبهائي والمرتد العربي (الفلسطيني وغيره) .. ليس لحماس في هذه المحنة إلا الله {وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا} (النساء : 45) ..

هناك بعض الأمور والحلول التي قد تكون مجدية للتخفيف عن المسلمين في غزة ، وهي :

- إندماج حماس وكل مسلم مخلص في فلسطين في تنظيم واحد يعتصم بحبل الله ويغيظ الكفار ويفوت عليهم فرصة عزل حماس عن بقية فلسطين.

- يضرب المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها مصالح يهود الإقتصادية وسفاراتها ومقراتها السياسية في حال تحركهم اتجاه غزة.

- قتل أي رجل يهودي على وجه الأرض ، أينما وُجد ، وتصويره حال ذبحه (إن أمكن) ، فإذا حاصر يهود المسلمين في غزة فليحاصرهم المسلمون في كل الأرض.

- بدئ عمليات عسكرية نوعية في أفغانستان والعراق تضامنا مع "غزة" ، وإشغالاً للعدو الأمريكي – بعض الشيء – عن فلسطين.

- قصف اليهود من جنوب لبنان بالصواريخ وتدمير ما يستطيع المسلمون تدميره ، وهذا من شأنه أن يخفف على الإخوة في نهر البارد ، فالجيش اللبناني سينشغل بحماية يهود عنهم ، وهذا أجدى من ضرب بيروت.

- استغلال اعتداء اليهود على غزة (لا قدر الله) إعلاميا في حشد الجهود والطاقات الإسلامية ، فلا ينبغي أن تذهب دماء المسلمين هدرا دون استغلالها في صالح الأمة ، وهذا باب كبير يشترك فيه العلماء وطلبة العلم وقيادات المجاهدين وعامتهم وكل من يحمل في صدره هم الإسلام والمسلمين. نسأل الله أن يحفظ المسلمين في فلسطين.

- استغلال حالة الفوضى في تصفية بعض القيادات المرتدة ، كقيادات "فتح" السياسية ، وكل من وضع يده في يد يهود.

- رص الصفوف وتوحيد الجهود قد يكون سببا في توحيد المسلمين (المجاهدين منهم خاصة) في أكثر أقطار الأرض ، وهذا يحتاج إلى جهود حثيثة صادقة من قيادات المجاهدين وإعلامهم.

- بيان حال حقيقة الحرب العقدية الدينية بين اليهود والمرتدين من جهة وبين المسلمين ، ونشر عقيدة الولاء والبراء في صفوف المسلمين ، ونشر عقيدة التوكل على الله ، وإسقاط جميع الشعارات الوطنية والقومية والقطرية وغيرها من الشعارات المتهالكة الزائفة التي يرى الناس حقيقتها من خلال نافذة غزة وفلسطين. وهذا مهم جدا ، بل لعله أهم أمر اليوم.

هذه بعض الأمور التي ينبغي التحرك في اتجاهها والإعداد لها ، فالوقت يداهمنا ، ولو رأت حماس هذه التحركات من قبل المسلمين فسيقوى جانبها وسيعينها هذا على الثبات في وجه يهود والمرتدين ، وهذه فرصة تاريخية انتظرها كل مسلم موحد يحب دينه ويحب مسرى نبيه ويتمنى أن يموت في سبيل تحرير الأقصى ، فها هي الفرصنة سانحة ليقاتل المسلمون في كل الأرض من أجل فلسطين ، فهل يقف الشباب وقفة المتفرج أم ينفرون خفافا وثقالاً لنصرة إخوانهم في الدين !!

من لا يستطيع دخول فلسطين فإنه يستطيع القتال في الخارج ، وهذا ما نادى به الأمير الظواهري حفظه الله ، ومن لم يستطع القتال فعليه النصرة بالكلمة والمال والرأي والدعاء ، وعليه بالعمل مع إخوانه ردئا وظهرا لكل مجاهد ..

قد يقول قائل : أنا أخالف حماس في الرأي والمنهج وغيره !! وهذا نقول له : ليس هذا وقت خلاف ، فإن أصر !! قلنا له : لا تعمل من أجل حماس واعمل من أجل أطفال المسلمين وشيوخهم ونسائهم في فلسطين ، فإن تغابى وقال : هم يرضون بحماس (وهذا قد يقوله من لا عقل له) !! فنقول : اجلس في بيتك واكفِ المسلمين شرّك ودع الرجال يعملون ..

القرار في مسألة غزة قد يكون سهلا نوعا ما على من بخارجها ، أما من داخل غزة فالقرار صعب جدا ، فليس الذي يترقب قذيفة تقطّع ابنته الصغيرة ، أو صاروخا يسيّر ابنه الرضيع أشلاء ، أو رصاصا يخترق بطن أمه واخته وزوجته وأبيه بمثل الذي هو خارج غزة وفي بيته يملأ بطنه شراباً وطعاماً وينام قرير العين ثم يقول للمجاهدين في غزة : إختاروا هذا ولا تختاروا ذاك !! إن اختار المجاهدون أن يُعطوا بعض الأحزاب المجتمعة عليهم من سائر أرجاء الأرض "نصف تمر المدينة" ليشتتوا الجمع فقد يكونوا معذورين ، وإن اختاروا الجهاد والصبر والشهادة : فهم – إن شاء الله – مؤيَّدون مَنصورون ..

اللهم انصر إخواننا المسلمين في فلسطين .. اللهم اشدد وطأتك على يهود .. اللهم أرنا في يهود ومن والاهم عجائب قدرتك .. اللهم خذ المرتدين أخذ عزيز مقتدر ، اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا .. اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم ..

اللهم يا مجيب دعاء المضطرين : أجب دعوة الأيامى والثكالى في أرض أنبياءك .. اللهم إنهم ضعفاء فقوّهم ، وعرايا فاكسهم ، وجَوعى فأطعمهم .. ربنا إنه قد انقطع عنهم مدد الأرض ، وأنت مالك الملك ، وليس لهم إلا أنت .. اللهم كن لهم ولا تكن عليهم .. اللهم لا تكلهم إلى أنفسهم طرفة عين .. اللهم أرهم الحق حقا وارزقهم اتباعه ، وأرهم الباطل باطلا وارزقهم اجتنابه .. اللهم قوهم بالمسلمين وقو المسلمين بهم .. اللهم احفظ قادتهم ومجاهديهم وسائر رجالهم ونسائهم وأطفالهم وشيوخهم .. اللهم احفظ إخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا في فلسطين وسائر الأرض يا أرحم الراحمين ..


والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..


كتبه
حسين بن محمود11 جمادى الآخر 1428هـ
نضح الدم غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)