بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » إنني في حيرة شديدة

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 24-08-2002, 11:41 PM   #4
برق1
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
دراســـــــــــــة نقديــــــــــة :
===============

أختي الفاضلة ألم :
اسمحي لي بأن أنثر هنا بعض ما تراءى للذوق من ملامح هذا النص :
أولا :
النص مترع بسيل من عواطف متلاطمة متضاربة تلتقي عند نهاية هي متعة البوح بالخوالج ( التجربة الشعورية ) بدافع من غريزة حب المشاركة الوجدانية , وهي من نعم الله على الناس
ثانيا :
من ملامح الإبداع الأسلوبي هنا المراوحة بين أسلوب الإنشاء بأكثر من مظهر ( كالاستفهام , والتعجب , التمني , والأمر )
وأسلوب الخبر بأضرب مختلفة :
من مؤكد
((إنني لا أفتقدها إلا حينما أكتب لك ..!!
لقد خانني قلمي وورقتي وذاتي ..))
وغير مؤكد
(( احتار في اختيار لغتي ..
احتار في أسلوبها ..
أتحير أكثر كيف أبدأ ..
تتراوح الكلمات ..
ولكنها كلها لا تعجبني ..
أحترق ..
أجن ..
أرمي بأوراقي ..))
ومن مثبت , ومنفي
وهذا دافع قوي لشعور القارىء بأن يظل متيقظا مع النص إلى نهايته كلما فتر جاءه حافز من تغيّر لون الخطاب
ثالثا :
اعتمدت هذه الخاطرة على قصر العبارة , وهو أمر مريح لذهن المتلقي الذي يسلم عناء الاحتفاظ بمعنى عبارة طويلة ليضمن فهم آخرها , وهذا مما يجعل التذوّق ممتعا غير مصحوبا بعقدة تشعب فكرة العبارة
رابعاً :
النص مشحون بألم الفراق , وفقد غالٍ ألفه القلب :
(( إنني بحيرة كبيرة ..
ولكنني أعلم يقينا ..
أنني لا أستغني عن تلك الكلمات ..
ولا يضيق صدري إلا بفقد ذاك الصوت ..
إنه الصوت الأكثر لطفا ..
الأكثر حبا ..
الأكثر حنانا ..
الأكثر ألما ..
الأكثر إحساسا ورقة وعطفا ..
الأكثر صدقا .. ))

وبأمل اللقاء :
(( فلنكن أكثر قربا ..
وأكثر ودا .. ))
وهذا الألم والأمل هما محور النص ( فكرته العامة )
خامسا , وما أدراك ما خامسا! إنها مآخذ أراها في ثنايا الخاطرة :
1- برأيي أن بداية النص تكتسب قوة لو تخلصت من كلمة ( أحتار ) الثانية , وكلمة ( أتحير ) الأخرى , ليكون الاستهلال :
أحتار في اختيار لغتي
في أسلوبها
وكيف البداية ؟
وبم أبدأ ؟
2- منذ بدأ النص والقاريء لا يدري هل هذه الخاطرة غزلية , أو هي مشاعر الألفة والشوق لشخص لا مقام للغزل به كصديقة للكاتبة , أو شقيق لها مثلا , والنص يكاد أن يصرّح بالغرض , ولكنه يحتفظ بشيء من غموض الفكرة , وكأن الكاتبة تريد حفظ خط الرجعة , وعدم جرح الكرامة من ذلك الإنسان لو أظهر عدم اكتراث , وهكذا أن يشمت الآخرون , وهذا احتياط ذكيّ .
وبما أننا ذكرنا غرض الغزل فالحق أنني لا أرتاح لقصيدة الغزل بشخص معيّن تعلق به قلب الأديب , ممن لا تربطه به علاقة شرعية , مهما قالوا في سلامة الغزل العذري , فلا أرى هذا إلا مدخل للفساد على القلب يتشربه مع الأيام , ويتكفل الشيطان بتغذية .
3- من عبارات النص :
((إنني أستجمع كل كلماتي ثم أفتقد نفسي ..
ولما أستجمع نفسي أفقد كلماتي ..))
ورأيي أن تختاري أحدى الكلمتين ( أفقد , أفتقد ) لتعبري بها في الموضعين ؛ ليسير النص متناسق الأعضاء على وتيرة واحدة
4- لم أستطع العثور على تفسير مقنع لتناقض الشعور في النص في المقطعين المتضادين الآتيين :
المفقطع الأول ينفي مشاعر العشق , والحب , والمودة ...... :
(( لم ..؟؟!!
هل لإن العشق يملؤني ..؟؟!!
لا .. لا ..
هل لإن الحب يغمرني ..؟؟!!
لا .. لا ..
هل لإني أميل وأستلطف ..؟؟!!
لا .. لا ..
هل لإني أتودد ..؟؟!!
لا .. وألف لا ..
إنني لا أعرف أبدا ..
تضيع كلماتي حتى عن أسئلتي .. ))
والمقطع الثاني يثبت تلك المشاعر بإعلان أن اتصاف ذلك الشخص بها هو سبب الانجذاب إليه :
(( إنني بحيرة كبيرة ..
ولكنني أعلم يقينا ..
أنني لا أستغني عن تلك الكلمات ..
ولا يضيق صدري إلا بفقد ذاك الصوت ..
إنه الصوت الأكثر لطفا ..
الأكثر حبا ..
الأكثر حنانا ..
الأكثر ألما ..
الأكثر إحساسا ورقة وعطفا ..
الأكثر صدقا .. ))
فقد لا أكون أدركت المراد أو أن الكاتبة أخفقت في توحيد شعورها , بسبب الموجات المتضاربة من المشاعر , والقارىء لا يستطيع أن يعيش التجربة بنفس القوة من الكاتب , ولهذا يفطن لهذا التضارب بينما المؤلف يعيش غمرة المشاعر ( التجربة الشعورية .
5- مما على الكاتب الاهتمام به جيدا , الحرص على سلامة النص من الأخطاء الإملائية والنحوية واللغوية , فوجود هذه الأخطاء ينفّر القاىء , ويفقد النص بهاءه , مما يفوّت المتلقي شيئا من متعة التذوّق , فهذه الأغلاط في النص كالحفر والمطبات في طريق سيارة سائح , تزعج السائق وتصرفه عن المناظر الخلابة حوله
ومن مظاه تساهل الأخت ألم في مراجعة لغة النص :
(( احتار , لإني , اه ))
انتهت , ومن الله السداد
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا

***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له

آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 25-08-2002 الساعة 12:12 AM.
برق1 غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)