بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » للعقلاء فقط (منقول من الوطن)

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 01-09-2002, 11:56 AM   #1
علوان
عـضـو
 
صورة علوان الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2002
البلد: بريده
المشاركات: 476
للعقلاء فقط (منقول من الوطن)

عطوناء رائيكم بلمقال هو صادق ولاء يدس السم بلعسل
علي سعد الموسى

[c]لم يجد شخص نكرة مثل محمد عبدالحكيم دياب، وعسى أن أكون قد كتبت اسمه صحيحاً، من حجة يدعم بها افتراءاته على قناة الجزيرة سوى القول إن السعودية تتحمل 90% من مشكلات العالم العربي وعندها تنفس الزميل الدكتور فهد العرابي الحارثي الصعداء بعد أن نسف السيد دياب بنفسه كل حججه وافتراءاته التي أدلى بها على مدار حلقة "الاتجاه المعاكس" بجملة واحدة. مقدماً للحارثي وللمتلقين دليلاً على عدم الموضوعية في الطروحات التي قدمها. فإن صحت هذه النسبة فلا معنى لها إلا أننا شعب خارق للمألوف وإن لم تصح، كما هو الثابت، فلا معنى لها إلا أننا طيبون ساذجون أكثر مما ينبغي نعيش وسط عالم مليء بالجحود ونكران الجميل ومع هذا يبدو أننا لا نتعلم من دروس الماضي وأننا شعب تحكمه العاطفة لا نسق العقل.
في الأسبوع الماضي، أشرت بشكل سريع ومقتضب في زاويتي اليومية إلى حيثيات الدعوى التي أقامها ضحايا برجي مركز التجارة العالمية التي طالبوا فيها برقم خرافي كان في جلّه اتهاماً لهذا البلد وهنا ليست القضية. القضية أن هذه الدعوى استندت بشكل كبير من إثباتاتها المزعومة إلى تقارير جهاز المخابرات البوسني الذي زودهم بكل شاردة وواردة عن أسماء الهيئات والأفراد التي ساندت هذا الشعب في محنته وإذا بهذا الدعم الشعبي السخي يتحول إلى شاهد إثبات أمامنا في المحكمة الأمريكية وإذا بنوكنا تدخل دائرة التهمة لمجرد أنها قامت بفعلها الإنساني كما يجب وإذا بكشوفاتها المالية تتحول إلى "تقرير أمني" غاية في الخطورة قد نذرف الدموع على أطلاله بالقدر نفسه الذي ذرفناها ونحن نهب إلى الشوارع محملين بالحلي والمال نهبها لهم دون أن ندرك أننا في عالم محكوم بالقانون المتقلب بحسب المزاج ودون أن ندرك كما أشرت بالحرف "إلى أن مفردات الأخوة والدم والعقيدة قد تصلح أن تكون منهجاً في كتب المرحلة الابتدائية لكنها تتحول إلى مقطوعة قانونية بالغة التعقيد في عالم السياسة والعلاقات الدولية والمصالح المتضادة". لعل أبلغ ما قيل تعليقاً على الانجراف الأعمى نحو العاطفة ما قاله الزميل سمير عطا الله في الشرق الأوسط مساء قبل الأمس "من أن المدارس الدبلوماسية لا تقيم سياستها على المبادئ والمشاعر والفروسية"، وهو قول يصلح لأن يكون مدخلاً واسعاً إلى لب الإشكال حين تتحول هباتنا وتبرعاتنا إلى شاهد إثبات يقف وراءه الأشخاص نفسهم الذين استلموا هذه العطايا في وقت المحنة قبل أن يغريهم بريق الدولار وباعوا ذممهم وتحولوا إلى "ملف أمني" ضد الريال. بالأمس فقط نشرت هذه الصحيفة مقابلة مع مدير عام مؤسسة الحرمين الخيرية في الرياض ويؤسفني أن يصل الحال به وبجهازه الموقر الكريم لأن يقفا في محاولة لإثبات البراءة وأن يعلن أن أموال هذه المؤسسة الرائدة قد جمدت لمدة شهرين من قبل حكومة البوسنة وأن تضطره غوائل الدهر وتقلبات الأحوال أن ينشر قصاصة رسالة وردت إليه من الحكومة نفسها تشير إلى فك الحصار عن هذه الأموال بعد إزالة اللبس وسلامة الأوراق المالية للمؤسسة. إنه جزاء سنمار ومع هذا لم نعقل الأمور في إطارها الصحيح. على الصفحة نفسها يتحدث والد السعودي سعود الرشيد عن براءة ابنه من كل تهمة أمريكية بالضلوع في الإرهاب ويشير إلى أن اسم ابنه ربما أعطي للسلطات الأمريكية عن طريق أفغانستان وباكستان وهو قول مؤكد لا يحتاج إلى إثبات فالاسم انضم إلى قائمة طويلة من كتائب "الجهاد" المشروع التي تحولت إلى قائمة "للإرهاب" تحت إشراف الحكومة الأفغانية وقد يتحول الشيء إلى نقيضه بمجرد تغير الحكومات ومع هذا ما زلنا نتعامى عن هذه الحقيقة.
الفروسية والشهامة التي تدفعنا نحو أعمال الخير هي نفسها التي تقودنا إلى دائرة الشبهة لأنها مصطلحات مغروسة في جينات شعب كامل لكنها قد تنسف بجرة قلم، وهي كذلك لا تدخل إلى قواميس المحامين ولا تعترف بها نواميس العالم الجديد. كنت أستمع إلى أنور السادات في طفولتي عبر الإذاعة يتحدث عن زيارات الفجر التي كان يقوم بها الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز إلى غرف عمليات حرب رمضان وامتد بي الزمن لأقل من عقد واحد كان فيها الشخص نفسه ينسف كل الأدوار ويصغر كل الدعم ويستفرد بالبطولة لوحده لمجرد أن الطيف الأمريكي مر به ذات يوم فذهب إلى القدس وكان للرياض رأي مخالف في العملية. كلنا بالتأكيد نتذكر المواقف السعودية المشرفة التي وقفتها مع العراق خلال حربه الخليجية الأولى لأننا شعب مسكون بالنخوة، وكلكم بالطبع تعايشون اليوم واقعاً مختلفاً، فالكبرياء((يقصد العراق)) التي دعمناها غيرت بوصلتها إلى اتجاه الجنوب ولولا الوقفة العملاقة للقيادة السعودية لذهبنا إلى قبورنا معاً في نعش المبادئ والفروسية والشهامة. كلنا نعقل اليوم هذه الذاكرة ونشاهد صورة بلدنا في إعلام صدام حسين وقد نزعت منه الهوية والاسم وأصبح مجرد أراضي نجد والحجاز، وهو لن يقرر تاريخنا وهو لن يقرر تاريخنا ولن يخترع اسمنا ولهذا أحذر من الوقوف في طابوره باسم المستجدات فكفانا من دروس الدهر ما مضى. لقد حضرت بنفسي محاضرة مطولة لشيخ أفغاني جاء إلى الجامعة الأمريكية التي كنت أدرس فيها وأعطى حديثاً حماسياً مفعماً فيه كل الود والشكر للشعب السعودي المعطاء وأسعفني الزمن مرة أخرى لأشاهده على قناة عربية شهيرة يتلفظ بكل شوارد النكران والجحود ويسفه كل وقفاتنا مع الجهاد الأفغاني لمجرد أن عاصمة مناوئة اختطفت فكره واحتضنت أطروحاته. نحن بالفعل في حاجة ماسة لوقفة مع النفس، فباستثناء قضية القدس الشريف، لا أعتقد أن قضية أخرى تستحق منا العاطفة أو العقل وسيأتي اليوم الذي تكون فيه طوابيرنا واتصالاتنا وأرقام حساباتنا شهوداً علينا لا بفضل الاستخبارات الغربية فحسب، بل على ألسنة مسلمة ستقف أمامنا شهود إثبات، وهي قد بدأت بالفعل.
[/c]

__________________

آخر من قام بالتعديل علوان; بتاريخ 01-09-2002 الساعة 12:13 PM.
علوان غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 02:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)