|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#14 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
أخي نزف :
ولك بمثل أمّا معارضة بعض الأئمة لكلامي , فأمر متوقع مقبول , فالأمر كلّه محل خلاف لم يحسم , ولهذا فلا إجد إشكالا في اختلاف الرأي هنا إلا أني أرجوا أن نكون ربانيين أكثر حرصا على تخليص هذه الشعيرة العظيمة عند الله من كل محل إشكال وكل متشابه وكل مابه ريبة قد يصرف الله الغني الحميد وجهه الكريم عنّا بسببه . --------------
هذا من حسن ذاتك
نعم , تحسين الصوت والتغنّي بالقرآن أمر مطلوب شرعا , وقد ورد في هذا الشأن أحاديث كثيرة منها { ليس منا من لم يتغن بالقرآن } سواء بالصلاة أو خارجها هذا محل إجماع لكن الذي أتحدّث عنه ( استخدام الآلات ) في التحسين فلم يرد هذا لا بسنة قولية ولا فعلية ولا أثرناه عن الصحابة رضي الله عنهم . وعليه فاستخدام المكبّر لتحسين صوت الإمام أمر هناك ما يدل على ( عدم مشروعيته ) , ومن هذا ما قدّمت به من عدم ورود ذلك , ومنه ما سأشرحه أثناء حديثي عن مسألة تحريم المزامير كما قلت أنت في تعليقك الكريم ..
حتى لا نفهم تحريم المزامير فهما خاطئا دعني أوضّح المسألة بشيء من التفصيل : لنبدأ بالخلاصة : فالخلاصة أن المزامير ليست محرمة لذاتها , فليس المحرم هو هذه القصب أو نحوها مما يتخذه الإنسان للتصويت . بل المحرم هو مجال استخدامها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم روى البزار عن أنس بن مالك بسند صحيح , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة ". وقد ورد في المزمار أحاديث أخرى بهذا المعنى , ولا أعلم نصا بتحريم المزمار دون تقييده بهذا الاستخدام الوارد بالحديث . فانظر ماورد عن الحديث في فيض القدير شرح الجامع الصغير - للمناوي رحمه الله - , قال المحقق : " هو الآلة التي يرمز بها بكسر الميم قال الشارح : والمراد هنا الغناء لا القصبة التي يرمز بها كما دل عليه كلام كثير من الشراح (ورنة) أي صيحة (عند مصيبة) قال القشيري: مفهوم الخطاب يقتضي إباحة غير هذا في غير هذه الأحوال وإلا لبطل التخصيص انتهى وعاكسه القرطبي كابن تيمية فقالا: بل فيه دلالة على تحريم الغناء فإن المزمار هو نفس صوت الإنسان يسمى مزماراً كما في قوله لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود انتهى وأقول: هذا التقرير كله بناء على أن قوله نغمة بغين معجمة وهو مسلم إن ساعدته الرواية فإن لم يرد في تعيينه رواية فالظاهر أنه بعين مهملة وهو الملائم للسياق بدليل قرنه بالمصيبة. " انتهى لاحظ أن المناوي نقل عن كثير من الشراح أن المحرّم الغناء به لا المزمار ذاته , فالمزمار إذن بحسب استخدامه . وانظر تعليق القشيري - رحمه الله - بأن المزمار يكون محرما إذا ارتبط بالغناء , بدليل تقييد لعن المزمار بحال ارتباطه بالغناء كما هو واضح في الحديث . إذن فلم يرد تحريم للمزمار بذاته مطلقا بل الأحاديث تخصص ذلك بارتباطه بالغناء . وهذا يدل على أن استخدام المزمار في أمر مشروع لاحرج فيه , والله أعلم . لنأت إلى المكبّر الآن :
وما الميكرفون ؟ إنه بوق أو مزمار حديث ! فالمزمار قصبة مجوفة يحسّن بها المغنّي صوته , فلا يشك ناظر بأن المكبّر نوع من المزامير . فإن استخدم في منهيّ صار صار منهيّا , وإن استخدم في مباح استثني . والمزمار والبوق كانا موجودين ولم يستخدمهما صلى الله عليه وسلم ولم يحثنا على ذلك . وبعد هذا للنظر في أمر آخر أخوف علينا , يحسن بإخوتنا الإئمة أن يتأملوه متقين الله قبل التمادي في تحسين أصواتهم بالمكبّر دون بصيرة , ليستبرؤوا لدينهم ودين المأمومين خلفهم , ويخلصوا شعيرة الصلاة من كل منكر أومتشابه : عن عابس الغفاري قال : سمعته يقول ( يعني النبي صلى الله عليه وسلم ) : { بادروا بالأعمال ستا : إمارة السفهاء ، و كثرة الشرط ، و بيع الحكم ، و استخفافا بالدم ، و قطيعة الرحم ، و نشأً يتخذون القرآن مزامير ، يقدمون أحدهم ليغنيهم ، و إن كان أقلهم فقها } رواه الطبراني , ورواه أحمد والبزار وغيرهما بنحوه , وصححه الألباني , ولم يجمع على تصحيحه , وله طرق عدة تقوّيه . قال المناوي في الفيض : " { بادروا بالأعمال ستاً } من أشراط الساعة قالوا: ما هي يا رسول اللّه؟ قال: { إمارة السفهاء } بكسر الهمزة أي ولايتهم على الرقاب لما يحدث منهم من العنف والطيش والخفة جمع سفيه وهو ناقص العقل والسفه كما في المصباح وغيره نقص العقل { وكثرة الشرط } بضم فسكون أو فتح أعوان الولاة والمراد كثرتهم بأبواب الأمراء والولاة وبكثرتهم يكثر الظلم والواحد منهم شرطي كتركي أو شرطي كجهني سمي به لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها والشرط العلامة { وبيع الحكم } بأخذ الرشوة عليه فالمراد به هنا معناه اللغوي وهو مقابلة شيء بشيء { واستخفافاً بالدم } أي بحقه بأن لا يقتص من القاتل { وقطيعة الرحم } أي القرابة بإيذائه أو عدم إحسان أو هجر وإبعاد { ونشئاً يتخذون القرآن } أي قراءته { مزامير } جمع مزمار وهو بكسر الميم آلة الزمر يتغنون به ويتمشدقون ويأتون به بنغمات مطربة وقد كثر ذلك في هذا الزمان وانتهى الأمر إلى التباهي بإخراج ألفاظ القرآن عن وضعها { يقدمون } يعني الناس الذين هم أهل ذلك الزمان { أحدهم ليغنيهم } بالقرآن بحيث يخرجون الحروف عن أوضاعها ويزيدون وينقصون لأجل موافاة الألحان وتوفر النغمات { وإن كان } أي المقدم { أقلهم فقهاً } إذ ليس غرضهم إلا الالتذاذ والإسماع بتلك الألحان والأوضاع ...... " انتهى ولكي نفهم مسألة تحسين من شقيها , المندوب , والمنهي , فلنقرأ معا قول الإمام السيوطي في الحاوي للفتاوي , قال : " مسألة : قراء يقرؤون القرآن بأصوات حسنة محترزين من الزيادة والنقص فيه عالمين بأحكام القراءة فهل يمنعون من ذلك؟ الجواب : قراءة القرآن بالألحان والأصوات الحسن والترجيع إن لم تخرجه عن هيئته المعتبرة سنة حسنة وإن أخرجته فحرام فاحش هذا منقول المذهب صرح به النووي في الروضة والتبيان ويدل للشق الأول أحاديث منها حديث البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الفتح في السفر يرجع فيها ويقول آ آ آ، ومنها حديث البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { زينوا القرآن بأصواتكم } رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم ورواه الدارمي والبيهقي بلفظ : { حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا } ومنها حديث فضالة بن عبيد الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لله أشد أذانا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته } رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين، ومنها حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن} رواه الشيخان وأذن بمعنى استمع، وفي معناه حديث سعد بن أبي وقاص وابن عباس وعائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ليس منا من لم يتغن بالقرآن } على أحد التأويلين في الحديث وهو في المستدرك . وفي لفظ عن سعد : { أن هذا القرآن نزل محزن فإذا قرأتموه فابكوا وتغنوا به فمن لم يتغن به فليس منا } رواه البيهقي في شعب الإيمان، ومنها حديث بريدة أنه صلى الله عليه وسلم سمع قراءة أبي موسى فقال : { لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود } رواه مسلم ويدل للشق الثاني ما رواه البيهقي عن ابن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس قراءة فقال : { من إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله } وما رواه أيضا عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتاب فإنه سيجيء قوم يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم } وروى أيضا عن عابس الغفاري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر خصالا يتخوفهن على أمته من بعده إمارة السفهاء واستخفافا بالدم وقطيعة الرحم وكثرة الشرط ونشوا يتخذون القرآن مزامير يتغنون غناء يقدمون الرجل بين أيديهم ليس بأفضلهم ولا أعلمهم لا يقدمونه إلا ليغنى لهم، وروى الدارمي عن الأعمش قال قرأ رجل عند أنس يلحن من هذه الألحان فكره ذلك أنس، وروى عن محمد بن سيرين قال كانوا يرون هذه الألحان في القراءة محدثة، والأحاديث والآثار في الشقين كثيرة وفيما أوردناه كفاية. " انتهى
هذا القول من حسن خلقك , وكل تعقيبك على حسن خلق جم , زادك اله حسنا على حسن . هذا , والله أعلم .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|