[أحلى بريدة]

مقال للدكتور / محمد الصالح الربدي
أستاذ جغرافية السكان المشارك
رئيس قسم الجغرافيا - كلية العلوم الاجتماعية بالرياض

هل تصدق أن الذكور أكثر من الإناث ؟
نتيجة الإحصاء الاخير 2004م
المقال قديم نسبياً

نشرت مصلحة الإحصاءات العامة في المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء الموافق (1425/10/11هـ) نتائج أولية للتعداد العام للسكان والمساكن الذي نفذ خلال شهر شعبان الماضي (سبتمبر 2004م)، وقد اقتصرت البيانات المنشورة على العدد الإجمالي للسكان وتوزيعهم حسب الجنس (ذكور وإناث) وإلى سعوديين وغير سعوديين، وكذلك العدد الإجمالي للمساكن.
وتعداد 1425هـ (2004م) يعد ثالث تعداد رسمي وشامل في تاريخ المملكة، فقد نفذ أول تعداد عام 1394هـ(1974م)، ثم التعداد الثاني عام (1413هـ /1992م)، ويفصل بين التعداد الأول والثاني ثمانية عشر عاما، وبين الثاني والثالث 12عاماً، وبين أول تعداد والتعداد الأخير 30عاماً.
وحيث ان مثل هذه النتائج الأولية لها أهميتها وينتظرها قطاع كبير من المهتمين بالدراسات السكانية وغيرهم من المواطنين والمقيمين في المملكة، فقد وجدت أنه من المناسب تقديم قراءة سريعة لهذه النتائج ومقارنتها بمثيلاتها من نتائج تعداد 1394هـ وتعداد 1413هـ.
لقد ارتفع العدد الإجمالي لسكان المملكة من حوالي سبعة ملايين قبل ثلاثين عاما، إلى زهاء 17مليوناً عام 1413هـ، ثم إلى 22.7مليون نسمة عام 1425هـ. وبين عامي 1394-1413هـ بلغ حجم الزيادة العددية ( 10221922نسمة)، أي أنه كان يضاف لسكان المملكة في المتوسط 567885نسمة سنوياً طيلة فترة ثمانية عشر عاماً. أما نسبة النمو السنوي خلال الفترة فكانت مرتفعة جداً (5.26%)، ويعزى جزء كبير من ذلك إلى زيادة غير السعوديين التي بلغت خلال الفترة (10.31%).
وبين عامي 1413-1425هـ بلغت الزيادة العددية لإجمالي السكان 5725150نسمة، أي أنه كان يضاف لسكان المملكة في المتوسط 477096نسمة سنوياً طيلة فترة اثني عشر عاماً. أما نسبة النمو السنوي خلال الفترة فكانت (2.45%).
أما حجم الزيادة العددية لإجمالي سكان المملكة بين عامي 1394-1425هـ فبلغت 15947072نسمة، وبمتوسط زيادة سنوية تجاوزت نصف مليون نسمة سنوياً، وبالتحديد ( 531569نسمة) سنوياً طيلة ثلاثين عاماً الفاصلة بين التعداد الأول والتعداد الأخير.
وعند النظر إلى عدد السعوديين وحدهم نجد أنه كان في عام 1394هـ 5935361نسمة يمثلون 88.24% من السكان مقابل 11.76% من غير السعوديين، أما في عام 1413هـ فقد قفز عدد السعوديين إلى 12310053نسمة، بزيادة 6374692نسمة عن ما كانوا عليه عام 1394هـ، أي أنه كان يضاف للسكان السعوديين في المتوسط 354150نسمة سنوياً طيلة فترة ثمانية عشر عاماً. وبين عامي 1413-1425هـ بلغت الزيادة العددية للسعوديين 4219249نسمة، أي أنه كان يضاف للسعوديين في المتوسط 351604نسمة سنوياً طيلة فترة اثني عشر عاماً.
أما حجم الزيادة العددية للسعوديين بين عامي 1394-1425هـ فبلغت 10593941نسمة، وبمتوسط زيادة سنوية تجاوزت ثلث مليون نسمة سنوياً، وبالتحديد ( 353131نسمة) سنوياً طيلة ثلاثين عاماً الفاصلة بين التعداد الأول والتعداد الأخير.
وعند النظر إلى عدد غير السعوديين المقيمين في المملكة نجد أنه كان في عام 1394هـ 791105نسمة ، أما في عام 1413هـ فقد قفز عددهم إلى 4638335نسمة، بزيادة 3847230نسمة عن ما كانوا عليه عام 1394هـ، أي أنه كان يضاف لغير السعوديين في المتوسط 213735نسمة سنوياً طيلة فترة ثمانية عشر عاماً. وبين عامي 1413-1425هـ بلغت الزيادة العددية لغير السعوديين أكثر من مليون ونصف المليون ( 1505901نسمة)، أي أنه كان يضاف لهم في المتوسط 125492نسمة سنوياً طيلة فترة اثنا عشر عاماً.
أما حجم الزيادة العددية لغير السعوديين بين عامي 1394-1425هـ فبلغت 5353131نسمة، وبمتوسط زيادة بلغت (178438نسمة) سنوياً طيلة ثلاثين عاماً الفاصلة بين التعداد الأول والتعداد الأخير.
وعلى الرغم من الزيادة العددية المطلقة للسعوديين إلا أن نسبتهم لإجمالي السكان انخفضت من 88.24% عام 1394هـ إلى 72.63% عام 1413هـ، ولم تتغير كثيراً في التعداد الأخير عما كانت عليه عام 1413هـ. وفي المقابل ارتفعت نسبة غير السعوديين من 11.76% عام 1394هـ إلى 27.37%، وحسب نتائج التعداد الأخير يشكل غير السعوديين (27.01%) من مجموع السكان، أي أنهم حافظوا على نسبتهم قبل 12عاماً، لكن حجمهم العددي كما يلاحظ في تزايد مطرد.
ومن الجداول والأشكال المرفقة نجد أن نسبة النمو السنوي لإجمالي السكان كانت 5.26% خلال الفترة 1394-1413هـ انخفضت بحدة خلال الفترة الأخيرة 1413-1425هـ حيث بلغت (2.45%)، أما خلال كامل الفترة ( 30سنة) بين عامي 1394-1425هـ فهي (4.13%)، وهي نسبة نمو عالية بمختلف المقاييس العالمية. لكن نسبة من هذا النمو ترجع في الواقع إلى تأثير الهجرة الوافدة للمملكة. أما بالنسبة للسعوديين فقط فنسبة النمو السنوي كانت 4.13% بين عامي 1394-1413هـ، لكنها تراجعت خلال الفترة الأخيرة 1413-1425هـ حيث بلغت (2.49%)، أما خلال كامل الفترة ( 30سنة) بين عامي 1394-1425هـ فهي (3.47%)، وتبقى هذه النسبة عالية بكثير من المقاييس العالمية أو الإقليمية، حيث تبلغ نسبة النمو الطبيعي للسكان على مستوى العالم 1.3% وفي الدول النامية 1.6% وذلك عام 2003م.
أما غير السعوديين فقد كانت نسبة نموهم عالية جداً خلال الفترة 1394-1413هـ حيث كانوا يتزايدون بمتوسط نمو سنوي يتجاوز 10.3%، لكن نسبة نموهم تراجعت لتصبح أقل من نسبة نمو السعوديين (2.37%) خلال الفترة 1413-1425هـ، أما خلال كامل الفترة ( 30سنة) بين عامي 1394-1425هـ فهي (7.07%).
وكما هو موضح في الجدول رقم (5) ففي عام 1394هـ كان هناك 13نسمة من غير السعوديين مقابل كل 100من السعوديين، ارتفع العدد في عام 1413هـ وعام 1425هـ إلى 38و 37نسمة من غير السعوديين مقابل كل 100من السعوديين. وحسب الجنس فقد كان يوجد في عام 1394هـ 17من الذكور غير السعوديين مقابل كل 100من الذكور السعوديين، و 9من الإناث غير السعوديات مقابل كل 100أنثى سعودية. أما في عامي 1413هـ و 1425هـ فأصبح يوجد 52من الذكور غير السعوديين مقابل كل 100ذكر سعودي، و 23من الإناث غير السعوديات مقابل كل 100أنثى سعودية. أي أنه في الوقت الحالي هناك ذكر واحد غير سعودي مقيم في المملكة مقابل كل اثنين من الذكور السعوديين، وأنثى واحدة غير سعودية مقابل كل أربع من الإناث السعوديات.
ويتساءل بعض الناس في مجالسهم وفي مناقشاتهم، وبين هؤلاء بعض الأكاديميين غير المتخصصين، عن نسبة الذكور والإناث، حيث يعتقد بعضهم، بل قد يقرر البعض منهم، دون أن يعتمد على حقائق علمية أو رقمية، ليقول: إن نسبة الإناث السعوديات تتفوق على نسبة الذكور. لكن الحقائق والأرقام تؤكد غير ذلك، فنتائج التعدادات السكانية الثلاثة التي نفذت في المملكة خلال الثلاثين عاماً، بينت خلاف ذلك.
وكما هو موضح في الجداول والأشكال المرفقة نجد أنه بالنسبة للسعوديين وحدهم نوع من التوازن النسبي بين الجنسين مع زيادة محدودة في نسبة الذكور خلال الفترات الثلاث، ففي عام 1394هـ كانت نسبة الذكور (51.35%) تراجعت قليلاً إلى (50.49%) عام 1413هـ ثم إلى(50.13%) عام 1425هـ، لكن بقيت نسبة الذكور هي الأكثر.
وكما هو متوقع - فإن الذكور من غير السعوديين يشكلون غالبيتهم، كنتيجة طبيعية لنوعية الهجرة - حيث غالبية العمالة في المملكة من الذكور. ويشكل الذكور من غير السعوديين في الفترات الثلاث أكثر من ثلثي الوافدين، بينما أقل من ثلثهم من الإناث.
أما بالنسبة لإجمالي السكان، وهي تتأثر بالتركيب النوعي لغير السعوديين فكانت نسبة الذكور عام (1394هـ) تبلغ 53.17% ارتفعت إلى 55.93% عام 1413هـ، وبقيت فوق 55% حسب نتائج التعداد الأخير.
ويقودنا الحديث عن التوزيع النسبي للسكان حسب الجنس إلى الحديث عن ما يعرف بنسبة النوع، أي عدد الذكور مقابل كل 100أنثى. وكما في الجدول (7) نجد أنه بالنسبة لإجمالي السكان كان هناك 114ذكراً مقابل كل 100أنثى عام 1394هـ و 127ذكر/ 100أنثى عام 1413هـ و رقم قريب من ذلك عام 1425هـ (100/124). لكن يلاحظ وجود اختلاف كبير بين السعوديين وغير السعوديين. فبالنسبة للسعوديين كان هناك 106ذكور مقابل كل 100أنثى عام 1394هـ، و 100/102عام 1413هـ، و 101ذكر/ 100أنثى عام 1425هـ.
هذه النسبة النوعية للسعوديين تقع ضمن الأرقام العالمية، كما أنها قريبة من نسبة النوع عند الميلاد، حيث بينت الأرقام المنشورة في التقرير الصحي السنوي الذي تصدره وزارة الصحة أن نسبة النوع للمواليد السعوديين خلال العشر سنوات الأخيرة تراوحت ما بين 105- 101من المواليد الذكور مقابل كل 100مولود أنثى، وهذا دليل آخر يؤكد أن نسبة الذكور أعلى من نسبة الإناث. لكن ما سبق لا ينفي حقيقة وجود تباين بين المناطق الإدارية أو بين الريف والحضر، حيث بينت النتائج التفصيلية للتعدادات السابقة وجود مثل ذلك، بسبب تعرض بعض المناطق للهجرة منها وغالبيتها من الذكور مما يرفع نسبة الإناث فيها، بينما مناطق الجذب السكاني ترتفع فيها نسبة الذكور .. وهكذا. لكن على المستوى الوطني تبقى نسبة الذكور أعلى ولو كانت نسبة صغيرة.
وفي ختام هذه القراءة لا يسعني إلا الإشادة بمصلحة الإحصاءات العامة التي التزمت - نسبياً - بوعدها بنشر النتائج الأولية للتعداد بعد مرور ستة أسابيع على انتهاء عملية التعداد، لكن يبقى أن نحث المصلحة على سرعة نشر بقية البيانات الأولية، والبيانات التفصيلية بأسرع وقت حتى يتسنى للباحثين والمخططين الاستفادة منها، وأن تكون مثل هذه البيانات متاحة للجميع في نفس الوقت.

[AF3AL]

عن أنس بن مالك قال
ألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم أحد بعدي سمعه منه إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويفشو الزنا ويشرب الخمر ويذهب الرجال وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد
رواه مسلم

بوركت ..