بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » رسالة من غريب إلى أسير

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 12-09-2002, 10:56 AM   #1
راشد الراشد
عـضـو
 
صورة راشد الراشد الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2001
البلد: الدمــــ AL-DAMMAM ـــام
المشاركات: 3,293
رسالة من غريب إلى أسير

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم فضيلة الشيخ / سليمان أبو غيث ( المتحدث الرسمي ) .

الحمد لله رب العالمين القائل ( ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأ ون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدواً نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ، ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون وادياً إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون ) ، والصلاة والسلام على إمام الصابرين والمبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد القائل ( إن أمر المؤمن كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ولا يكون ذلك إلا للمؤمن ) صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
بالأمل لا بالألم.. باليقين لا بالقنوط.. بالثقة لا باليأس.. بالعزيمة لا بالخور.. بالإصرار لا بالتراجع.. أبعثها صرخة حق مدوية ورسالة تشق جدار الصمت ، وتنير دياجير الظلام، وتتحدى جموع الظلم رسالةً غريب في غربته إلى:
الأسد الرابض في عرينه.. إلى البطل الثابت رغم العذاب.. إلى الصامد رغم قهر الجلاد.. إلى الأبي في زمن الخضوع.. إلى الشامخ في زمن الانبطاح.. إلى الرافض ذل العبيد.. إلى الحر وراء قضبان الحديد.. إلى من أبى الانحناء إلا للواحد المولى المجيد.

أخي الأسير(الحر):
أخي أنت حر وراء السـدود أخـي أنت حر بتلك القيـود
إذا كنت بـالله مستعصـمـاً فماذا يضيرك كيـد العبيد؟!

نعم أخي ماذا يضيرك كيد العبيد وأنت تعلم أن الحرية الحقيقية هي أن يعيش الإنسان لدينه وعقيدته ومبدئه، أن يعيش رافع الرأس، شامخ الجبين، عزيز النفس، يومه أفضل من أمسه، وغده أفضل من يومه ولو لاقى في سبيل ذلك ما لاقى. أما من يريد أن يعيش الحياة لمجرد الحياة، وأن يحي بلا مبدأ، وأن يموت بلا هدف فهو لا يعدو أن يكون كائناً حياً من الكائنات على هذه الأرض ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ) أية حياة! ولو كانت حياة الذل!! حياة الهوان!! حياة الاستكانة والخضوع!! أما أنت فقد رفضت إلا أن تكون عزيزاً والعزيز يصارع الأهوال ويركب الصعاب لتحقيق عزته ولو لم يكن إلا الموت ثمناً لتلك العزة فإنه لن يتردد أن يتجرع كأسه ولسان حاله ومقاله يردد:
أتحسب المجد تمراً أنت آكله؟! لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

أخي الأسير(الحر):
إن قيودك هي المفاتيح التي فكت أغلال أمة بأكملها فعرفت الأمة كلها أن هناك رجالاً يفنون أغلى لحظات أعمارهم في سبيل عزتها، ويحرقون أوراق أعمارهم ليضيئوا طريقها، ويخنقون حريتهم لتتنفس وتشتم عبق حريتها.
رجالاً آثروا قيود الحديد على قيود الحرير ما دام في الأخرى الرضا على الذل، والسكوت عن الحق، وغض الطرف عن الظلم، والتسليم لحكم الطاغوت، والقعود عن محاربة من اعتدى على ديننا وعقيدتنا وأعراضنا ومقدساتنا.
رجالاً يرون المحنة منحة، والسجن خلوة، والنفي من البلاد سياحة، والقتل في سبيل الله شهادة يرون ذلك حقيقة لا خيالاً، وواقعاً لا تنظيراً، وعملاً لا قولاً، وممارسة لا ادعاءً.

أخي الأسير(الحر):
إن الله إذا أحب عبده أصاب منه وابتلاه، ومن نحن حتى ينظر الله إلينا فيصب منا؟! ( فيكون منا الطريد ومنا الشريد ومنا الخائف ومنا الأسير ومنا الكسير ومنا ومنا ...) إن هذا محض فضله عز وجل. قال تعالى ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون ) وقال  ( إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه ) ولقد كان الصالحون من سلف هذه الأمة يفرحون بالبلاء كما يفرح غيرهم بالعافية وما ذاك إلا لأنهم يعلمون أنه علامة حب المولى عز وجل.

أخي الحبيب:
إن لك في الأنبياء ومن سار على هديهم وطريقهم أسوة وقدوة حسنة وتسلية لمصابك. فهاهو موسى عليه السلام يدخل حياة النفي والمطاردة والخوف والترقب سنين طويلة لتكون له بعد ذلك العاقبة على فرعون وملئه، وهاهو يوسف عليه السلام يدخل مدرسة السجن ظلماً وزوراً ليخرج منها ملكاً على خزائن الأرض ويجمع الله بينه وبين أبويه وأخوته، وهاهو النبي  يدخل الحصار الجائر ثلاث سنين ليخرج فاتحاً منتصراً يرى الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، وهاهو أحمد بن حبل رحمه الله يدخل السجن وينهك جسده من الجلد ليحفظ على الأمة عقيدتها فيكون بذلك إماماً يقتدى به، وهاهو ابن تيمية يحبس في القلعة لا يرى النور (يتعرف على مواقيت الصلاة من مواعيد الطعام) لينال بذلك شرف الإمامة في الدين فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، ولن يمكّن الإنسان حتى يبتلى كما قال الإمام الشافعي رحمه الله. ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) ، وأنت أيها البطل الحر ستخرج من سجنك وأسرك_ بإذن الله تعالى_ ولكن عزيزاً منتصراً، حراً أبياً فالانتصار الحقيقي هو انتصار الروح.. انتصار العقيدة.. انتصار المبادئ والقيم إنه الانتصار الحقيقي في الحياتين الدنيا والآخرة ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) وقال سبحانه ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يردون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ) .
ولو مت في أسرك فماذا يضيرك فإنما هو ما خرجت من أجله الشهادة في سبيل الله فماذا سيفعل بك أعداءك؟!
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) .

أخي الأسير(الحر):
إن هذا الدين يطلب منا الكثير ويريد منا الكثير مهجاً تبذل، وأرواحاً تزهق، وأوقاتا تنفق، وأموالاً تضيع وترك لمحبوبات النفس من المال والأهل والولد وما ذاك إلا لتحقيق الغاية العظمى والهدف الأسمى وهو التمكين لدين الله ولا يستطيع أن يتحمل كل تلك التكاليف إلا أنت وأمثالك ممن آثروا الحياة الدنيا على الآخرة ومن فهم غير هذا الفهم أو ظن غير هذا فليقرأ قوله تعالى ( قل إن كان ءاباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )
يقول العلامة أبو الحسن الندوي رحمه الله :
" وكانت قضية الإنسانية أعظم من أن يقوم لها أفراد متنعمون، لا يتعرضون لخطر ولا لخسارة ولا لمحنة، لهم النعيم الحاضر والغد المضمون !، إنما تحتاج هذه القضية إلى أناس يضحون بإمكانياتهم ومستقبلهم في سبيل خدمة الإنسانية وأداء رسالتهم المقدسة، ويعرضون نفوسهم وأموالهم ومعائشهم وحظوظهم من الدنيا للخطر والضياع، وتجاراتهم وحرفهم ومكاسبهم للتلف والكساد ويخيبون آمال آبائهم وأصدقائهم فيهم، حتى يقولوا للواحد منهم كما قال قوم صالح ( قالوا يا صالح لقد كنت فينا مرجواً قبل هذا )
إنه لا بقاء للإنسانية ولا قيام لدعوة كريمة بغير هؤلاء المجاهدين، وبشقاء هذه الحفنة من البشر _كما يعتقد كثير من معاصريهم_ تنعم الإنسانية وتسعد الأمم، ويتحول تيار العالم من الشر إلى الخير. ومن السعادة أن يشقى أفراد وتنعم أمم، وتضيع أموال وتكسد تجارات لبعض الأفراد وتنجو نفوس وأرواح لا يحصيها إلا الله من عذاب الله ومن نار جهنم..... إن العالم لا يسعد وخيرة الشباب في العواصم العربية عاكفون على شهواتهم، تدور حياتهم حول المادة والمعدة لا يفكرون في غيرهما، ولا يترفعون عن الجهاد في سبيلهما ولقد كان شباب بعض الأمم الجاهلية الذين ضحوا بمستقبلهم في سبيل المبادئ التي اعتنقوها اكبر منهم نفساً وأوسع فكراً، بل كان الشاعر الجاهلي " امرؤ القيس" أعلى منهم همة إذ قال:

ولو أني أسعى لأدنى معيشة كفاني ولم أطلب قليلاً من المال.
ولكنمـا أسعى لمجـد مؤثل وقد يدرك المجد المؤثل أمثـالي.

إن العالم لا يمكن أن يصل إلى السعادة إلا على قنطرة من جهاد ومتاعب يقدمها الشباب المسلم. إن الأرض لفي حاجة إلى سماد وسماد أرض البشرية التي تصلح به وتنبت زرع الإسلام الكريم هي الشهوات والمطامع الفردية؛ التي يضحي بها الشباب في سبيل علو الإسلام وبسط الأمن والسلام على العالم، وانتقال الناس من الطريق المؤدية على جهنم إلى الطريق المؤدية إلى الجنة.
إنه لثمن قليل جدا لسلعة غالية جدا ) أهـ. 

أخي الأسير(الحر):
نحن _ في أسر الغربة وقيودها وحياة الخوف والترقب _ وأنت _ في أسر العدو وقيوده _ كلنا يحترق ليضئ للإسلام، ويخسر ليربح الإسلام، ويضحي ليمكّن الإسلام، ويموت ليحيا الإسلام، ويخاف ليأمن أهل الإسلام.
فكن يا أخي متفائلاً فالمستقبل لهذا الدين.. كن مستبشراً فالنصر للمسلمين.. كن واثقاً فالعاقبة للمتقين.. كن مستيقناً فالله لا يضيع أجر المحسنين.. كن صابراً ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .

متفائـل واليأس بالمرصاد
متفائـل رغم القنوط يذيقنا
متفائل بالغيث يسقي أرضنا
متفائل بالزرع يخرج شطأه
متفائل يا قوم رغم دموعكم
والبحر يَبقى خيره أتضـره
فدعوا العدو بمكره وذيولـه
متفائل بشرى النبي قريبـة
قسماً بمن أسرى بخير عباده
لتـدور دائرة الزمان عليهم
هذا يقيني وهو لي بل الصدا
فاجعل يقينك بالإلـه حقيقة
متفائل بالسبق دون جيـاد
جمر السياط وزجرة الجلاد
وسماؤنا شمس وصحو بـاد
رغم الجراد ومنجل الحصاد
إن السما تبكي فيحيا الوادي
يا قومنا سنارة الصيـاد ؟!
نمل يدب بغابة الآســـاد
فغداً سنبصر طلعة الأمجاد
وقضى بدائرة الهلاك لعاد
ويكون حقاً ما حكاه الهادي
والكأس غامرة لغلة صادي
واصنع بكفك صارماً لسداد


أخي الأسير(الحر):
أخيراً أبعث بكلمة للأمة الإسلامية لأقول لها ولست بذلك مستجدياً أو متمنياً بل طالباً لحق شرعي تأثم الأمة كلها إن لم يقم منها من يحققه ألا وهو الجهاد من أجل فك أسرى المسلمين فإنه يجب الجهاد على الأمة ويتعين إذا وقع مسلم بأسر الكفار فكيف ومئات من المؤمنين الصادقين والمجاهدين المحتسبين أسرى بيد الكفار ؟! كيف يهنأ مسلم بشراب أو يستلذ بطعام أو يغمض له جفن وإخوانه في العقيدة يسامون سوء العذاب ويلاقون ألوان الذل والهوان على أيدي الأنجاس وأراذل الخلق؟! .
أما سأل كل مسلم نفسه لماذا يلاقي هؤلاء ما يلاقون؟ أما استشعر كل مسلم أنه لو كان مكان أخيه الأسير بماذا سيفكر وماذا سيطلب؟ انسينا قول الله تعالى ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ..) ، أنسينا قول النبي  ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ؟ أم أن الكفار نجحوا بتمزيقنا عقدياً كما نجحوا في تمزيقنا جغرافياً؟؟!! أنسينا ما قام به هارون الرشيد لما جاءته رسالة امرأة مسلمة أسرها الروم ؟ أم هل لم ننتبه لما يفعله الكفار وما يقومون به من حركة دءوب وإخلاص كبير في سبيل إنقاذ أسراهم ورهائنهم؟ أيكون الكفار أرحم ببعضهم البعض منا نحن المسلمين ببعضنا البعض؟ ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) .
فإلى كل مؤمن ومؤمنة ، إلى كل من يؤمن بالله واليوم الآخر، إلى كل من يحسب حساباً ليوم الحساب إن إخوانكم المجاهدين الأسرى أمانة بأعناقكم جميعاً وستسألون عنهم بين يدي الله عز وجل فماذا أنتم قائلون؟؟.
أما نحن أخي الأسير الحر فلن يقر لنا قرار حتى نراك بيننا حراً طليقاً بإذن الله عز وجل .

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على نبينا محمد وعلى آله
وصحابته أجمعين
http://66.197.181.234/index.php
__________________

من الدنيـا أنـا مابـي سوى عـفـو العلي التـواب
ويحسـن خـاتمـة فعـلي ويغـفـر لـي ضـلالاتـي

أبمـلا العمر "بالتوبة" و "نوح" و "هود" و"الأحـزاب
متى كـانت سنيـني عمـر انـا عمري في ركعاتـي

راشد الراشد غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 02:48 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)