بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » رداً على أحمد المهوس في قضية فصل الدين عن الشعر

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 01-09-2007, 01:28 PM   #1
زهير العمري
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
البلد: السعودية
المشاركات: 54
رداً على أحمد المهوس في قضية فصل الدين عن الشعر

هذا نص لمقال لي نشر في جريدة الوطن في يوم الثلاثاء 26/5/1428هـ الموافق 12 يونيو 2007م في عدد ( 2447) . وأردت من نشره في هذا الموقع التوضيح والتأكيد من أن ماذهب إليه المهوس مغالط للحقيقة , وللعلم أحببت نشره مرة أخرى .

رداً على المهوس
فصل الدين عن الشعر وتهميش الشعر الجاهلي يناقض ثقافتنا
نشرت "الوطن" في عددها [ 2439] الصادر يوم الاثنين 18/5/1428في الصفحة الثقافية عرضاً لورقة الكاتب أحمد المهوس التي قدمها في الجلسة الأولى لجماعة الشعر في نادي القصيم الأدبي, وفيها جاء: " أنه شن هجوماً على الشعر الجاهلي, وطالب بفصل الدين عن الشعر ", وأرى أن هذه جرأة غير مبررة, وهذه الجرأة لم نعهدها إلا من أساتذة لهم باع كبير في دراسات الأدب وتاريخه, وهم لم يقوموا بهذه الجرأة إلا نتيجة عن دراسات وأبحاث مكثفة, وخبرة طويلة في مجال البحث والنقد, ومن هؤلاء الدكتور طه حسين, والدكتور شوقي ضيف, والدكتور ناصر الدين الأسد.
وأرى في أحكام المهوس التي أطلقها أنها تفتقد إلى رؤية عميقة, ودراسة متأنية, وهي تنبئ عن قراءة أولية, وتمثلت هذه الجرأة في أن ينسف أدب عصر هو من العصور الذهبية للشعر, وما ذكره في مقالته لا يستند إلى دراسات ولا أبحاث توثق ما رمى إليه, بل ما اعتمده لا يعدو عن كونه قراءات لكتاب أوربيين.
ولقد عدت إلى نص الورقة التي قدمها في الملتقى, وسأقف مع بعض القضايا التي عرضها بموقف الناقد الذي يدعم موقفه بأدلة علمية وهي كالآتي:
أولاً : قوله ( بفصل الدين عن الشعر ): وهذه الدعوة التي دعى إليها ( المهوس ) تبعاً لدعوات كثيرة نسمعها كل يوم وآخر, منهم من يدعو إلى فصل الدين عن الأخلاق, ومنهم من يدعو إلى فصل الدين عن الاقتصاد, ومنهم من يدعو إلى فصل الدين عن الدولة, ومنهم من يدعو إلى فصل الدين عن السياسة, عجباً كأن التزامنا بثوابتنا الدينية يقلل من إبداعنا ومن حضورنا الإنساني والفكري.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الدعوة ليست ابتكاراً من المهوس, بل هي دعوة قديمة ويطلق عليها في العرف الأدبي نظرية ( الفن للفن ), وهي نظرية تهدف إلى جعل الشعر فناً موضوعياً همه الأساسي الإمتاع لا غير, وتهدف إلى التحلل من أي عقيدة أو فكر أو أخلاق موروثة. ومؤسس هذه النظرية ( دي. ليل. ت1804م ) وقد تخلى عن نصرانيته واعتنق البوذية, وأيضاً ( شارل بودلير ت 1867م ) وهو الذي دعا إلى الفوضى الجنسية, ويكفيني القول في هذه النقطة إن مؤسسيها بهذه الديانة, وبهذه الأخلاق, فلا غرابة أن يدعوا إلى مثل هذه النظرية, ولكن المؤلم أن نستقي منهم ما قالوه, ونحاول تغذية آدابنا العربية والإسلامية بها.
ويكفي أن نعلم أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عزل النعمان بن نضلة؛ لأنه أرسل إلى زوجته رسالة شعرية يستثير بها غيرة الأنثى.
وكذلك أن عبد الله بن مصعب حذر من رواية شعر "عمر بن أبي ربيعة " وقال لمن رأى معها شعره " ويحك تدخلين على النساء بشعر عمر، إن لشعره لموقعا في القلوب ومدخلا لطيفا، لو كان شعر يسحر لكان هو فارجعي به ".
ثانيا: قوله ( إن الشعر الجاهلي أفسد الأدب ) من المتعارف عليه أن القصيدة الجاهلية كانت تعبر عن وجدان الإنسان الجاهلي وعن فكره وعن مجتمعه وعلاقته بالبيئة المحيطة به.
إن المهوس لم يوضح لنا الإفساد الذي أحدثه الشعر الجاهلي للأدب الحديث, وذكر بعض الألفاظ التي حفل بها الأدب الجاهلي, وتستخدم في أدبنا الحديث مع انعدامها, وأرى أن تلك الألفاظ والأمثلة لا تبنى عليها قواعد أدبية بهذه الصورة الكلية التي عمم بها.
إن الشعر الجاهلي فرض على الشعر الحديث سطوته لجماليته وصوره المستنبطة من الحياة, التي عجز عن تحقيقها رواد القصيدة المعاصرة, والتي امتلأت بالرموز والطلاسم, ولقد حدث لي أن حضرت أمسية شعرية قبل فترة وجيزة في أحد الأندية الأدبية لثلاثة من شعراء التفعيلة, فلم أسمع تصفيقاً ولا انفعالاً من بداية الأمسية إلى نهايتها , ولاحظت علامات التعجب على محيا الجمهور, وكأنهم لا يفهمون ما يقوله الشعراء, حتى إني رأيت أحدهم يهمس لمن بجانبه وكأني به يقول: " هل فهمت شيئاً ؟", بل أقول إنه خيل لي أن المتلقي وكأنه يستمع إلى محاضرة فلسفية فأين تحقيق التميز والإبداع في هذه القوالب الحديثة مادام الشاعر المعاصر يبتعد عن الواقع, ويحصر شعره في النخبة المثقفة؟.
إن إلغاء ارتباطنا بالشعر الجاهلي كأننا نلغي أصل الشعر وبدايته؛ وذلك لأن الشعر الجاهلي هو الأصل وبقية الآداب عالة عليه مروراً بالأدب الإسلامي, والأدب الأموي, والأندلسي, والعباسي ونهاية بالعصر الحديث.وعندما يهاجم الشعر الجاهلي بهذه الصورة الكلية فكأنه ينسف الأدب العربي. فجميع الآداب السابقة تأثرت بالشعر الجاهلي, فيصبح الفصل على ما ذكر المهوس فصلين: فصل الأدب الحديث عن الدين, وفصل عن الآداب السابقة. والسؤال هنا ماذا بقي لنا من الشعر؟ وإلى أين يسير الأدب الحديث إذاً ؟ وما هي هويته التاريخية ؟ أسئلة كثيرة يفرزها لنا حكم المهوس.
ثالثاً: قوله إن الشاعر الجاهلي يصف جسد المرأة, و لا يصف روحها ) لا أعزو هذا الحكم إلا إلى قصر اطلاع من الأستاذ المهوس؛ وذلك لأن الأدب الجاهلي حفل بكثير من القصائد التي تصف روح المرأة وتثني على خصالها الحميدة, ومن ذلك ما قاله الشاعر الصعلوك الشنفرى:
لقد أعجبتني لا سقوطاً قناعها
إذا ما مشت ولا بذاتِ تلفتِ
كأن لها في الأرض نسياً تقصه
على أمها, وإن تكلمك تبلتِ
تبيت بعيد النوم تهدي غبوقها
لجارتها إذا ما الهدية قلتِ
وقال عمرو بن كلثوم في وصف بعض نساء قبيلته:
على آثارنا بيض حسان
نحاذر أن تفارق أو تهونا
ظعائن من بني بكر بن جشم
خلطن بميسم حسبا ودينا
وقال سويد بن كاهل في وصف امرأة:
من أناس ليس من أخلاقهم
عاجل الفحش ولا سوء الجزع
أخيراً أرجو من دارسي الأدب ومتذوقيه أن يعلموا أن الكلمة التي يقولونها أو يسمعونها إما أن تكون نوراً يضيء سبل الخير, وإما أن تكون ناراً تقلب القيم وتحول الحق باطلاً والباطل حقاً, ولا أجد خير ختام من ذكر قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما معناه" إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم ".
زهير حسن العَمري ـ محاضر في جامعة نجران
زهير العمري غير متصل  


قديم(ـة) 02-09-2007, 10:33 AM   #2
زهير العمري
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
البلد: السعودية
المشاركات: 54
إن المهوس دائما ما يكرر طرحه الذي سبق أن أشرت إليه في هذا المقال , وكأني به يريد أن يقنع بأن ما ذكره جديد , ولكنه لا يعدو كونه تكرراً لدعوات سابقة , فلم يأتي بجديد وإنما هو تطبيل للأدباء الغربيين .
زهير العمري غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 04:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)