|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
27-12-2001, 09:50 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2001
البلد: درب التبانه !! دوار عنيزة
المشاركات: 73
|
قصة الانثى خير
خير
ولدت خير في أحد شوارع هذه المدينة المزدحمة والتي تعج بالناس والخلق من بشر وغيرهم . كانت أولى المشاهد التي رأتها غريبة عليها إلي حد لم تتمكن ن خلا له فهم ما يحيط بها من غموض !!! أمها كانت لطيفة جدا معها كانت تلعق فروها و تنظفه بلسانها الطويل والذي لا تستخدمه للكلام ولكنها تقتص الأصوات وتنثرها على شكل نباح مزعج فتصم آذان خير والتي أحست بشوق كبير إلي هذا الصوت والذي تداخل مع مشاعر الحب والحنان التي تحيطها بها أمها . مرت الأشهر وبدأت خير تترك مكان ولادتها وتتبع هذه المرأة إلى حيث تذهب . كانت المفاجأة أن ألام تبحث عن أكلها بين النفايات وفي الحاويات الصفراء المنتشرة في الشوارع فيوم يأكلن اللحم وتارة لا يجدون غير الورق !! دارت بها الأيام وحان الأوان !! لقد أفاقت خير من مرقدها في إحدى الحدائق الخضراء وكانت الصاعقة !! لم تجد أمها !! قالت لنفسها : أين تلك المرأة الطيبة ؟ إني جائعة أينهي يا ترى ؟ لم تجد إجابة فلم تعر الأمر اهتماما كبيرا فهي ترى البنات من أقرانها يعبرون سبل الحياة واحدا تلو الآخر فلماذا تهتم إذا !! أحست بالجوع . كان شعورا جديدا لديها فهي الآن تبحث عن قو تها بنفسها هنا وهناك . قالت لنفسها لماذا ما اكبر من هذا المحيط الذي عرفت أضلاعه الواحد تلو الآخر . أحست بشعور غريب بدأت تحس بالحرية و أخذت تتجول في الشوارع الواحد تلو الأخر ز من شارع هنا و ترقد في شارع آخر ونسيت أنها ابتعدت عن شيء ما لا تدري ما هو ! أخذت تسال نفسها ؟ لماذا لم اعد ا جد قوتي بنفس السهولة ؟ لماذا بخلت علي الأرض بما أعطتني من قبل ؟ لم تصل إلي الحل الصحيح ولمنها ضلت تحس بالتغير رغم أنها لم تفهمه . يبدو أن الصغيرة لم تدرك أنها تركت مجالها وحيزها الذي تعايشت معه من قبل ! لم تدرك أنها خرجت من وطنها ! يال البلاء . بدأت خير في البحث عن الطعام هنا وهناك ولم تألوا جهدا حتى تحصل على لقمة العيش . ذات يوم و فقت إلي حاوية كانت مليئة بمخلفات أحد الأعراس وكانت تطفح باللحم والأرز ! طارت خير من الفرحة ! غردت من أعماقها فلقد كاد الجوع أن يفطر قلبها فما بالك بمعدتها !!! أخذت في الأكل والأكل ولم تدري عن ماكان ينتضرها من مصير ! سعت صوتا جهوريا يتمتم خلفها !! قالت ما هذا يا ترى ؟ أتاها الرد من خلفها : مذا تفعلين أيتها البنت هنا . اذهبي عني فهذا مكاني . التفتت خلفها فإذا بذاك الكبير ذو النضرة القاتمة . قالت له : أنا أحاول أن أسد جوعي فقال لها : لم يكن لاا حد أن يشاركني فانقشعي من مكانك و لا تعودي ! ركضت وكلها الم و لم تنضر يمينها ولا يسارها راحت تركض تركض وسمعت صوتا كالفحيح يجلجل خلفها ! التفتت ! فلم تدري ما حدث بعدها !! لقد فقدت حياتها البائسة لقد دهستها إحدى السيارات المسرعة و حولتها إلي كومة من اللحم الذي يملا الطريق ودم حول المكان إلي لون قاتم يا خذ الأبصار!! مسكينة هذه الخير فلقد عانت في حياتها و تركت وطنها و كانت عرضة للأمواج تلطمها من كل مكان ولم تنتقم من الذين ضلموها و حولوا جسدها إلي عجين !! لم تدري أن رجلا حمل أجزاء جسدها من الطريق و جمعها في أحد الحاويات المتحركة ورفعها عن الطريق حتى لا تعطل المارة عن وجهاتهم و لا تعكر الجو برائحة جثمانها المتعفن ! ولكن القدر لم يرضى لها أن تظلم كل هذا الظلم فهاهي إحدى السيارات التي تسابق الريح تصدر أصواتا كتلك التي سمعتها خير وتصدم الرجل والحاوية ويموت في هذا الحادث سبعة أشخاص !!! تخيلوا سبعة من اجل خير تلك الكلبة الصغيرة !!.
__________________
: "إن الإسلام - الذي ظل طويلاً يمثل القوة والنور في العالم كله - ما يزال يملك ذخيرة ثقافية , وعظمة خلقية تتيح له أن يصل حلقات السلسلة المحطومة , وأن يعيد إيقاد الشعلات المنطفئة" قاسم امين ... تحياتي : عجيب والله ( مجلس عنيزة ) |
الإشارات المرجعية |
|
|