|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
21-09-2002, 12:01 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: جزيرة العرب ..
المشاركات: 2,497
|
العمليات الاستشهادية وتوقيتها
بسم الله الرحمن الرحيم ،،،،
عادت العمليات الاستشهادية الي قلب مدينة تل ابيب لتبث الرعب مجددا في نفوس الاسرائيليين، بعد فترة من الهدوء اسيء فهمها من قبل رئيس الوزراء ارييل شارون والكثير من صقور حكومته. فترة الهدوء لم تكن انعكاساً لحالة عجز او انعدام القدرة والفعل، كما انها لم تكن ثمرة سياسات الاغتيال والعقوبات الجماعية واعتقال المئات، وانما مجرد استراحة محارب قصيرة، وثمرة حوارات داخلية بين رفاق السلاح لتقويم الاوضاع، وبحث كل السبل للوصول الي الاستراتيجية المناسبة، والطرق الكفيلة بتخفيف معاناة شعبهم. كان باستطاعة شارون ان يستغل هذه الفترة التي استمرت قرابة الستة اسابيع، بان يتقدم بخطوات عملية علي طريق استئناف العملية السلمية، وانهاء احتلالاته لمناطق الحكم الذاتي، وتخفيف قبضته حول عنق السلطة، ولكنه، وهو الذي كان يتوسل اسبوعين من الهدوء التام في الماضي، اعتقد ان الشعب الفلسطيني استسلم، وان سياساته الوحشية اقتلعت المقاومة من جذورها. وها هو يكتشف كم كان ساذجاً في حساباته هذه. ومن المفارقة ان رجال المقاومة الفلسطينية يصعدون عملياتهم الفدائية داخل الارض المحتلة وخارجها، في الوقت الذي يعلن فيه زعماء عرب مساندتهم لعدوان امريكي علي العراق، ويكثــــفون ضغــــوطهم علي الحكـــومة العراقية للقبول بقرارات الشرعية الدولية، وهم الذين يدركون جيداً ان اياً من هــذه القرارات لم تطبق في فلسطين والجولان وجنوب لبنان. ہ ہ ہ العمليتان الاستشهاديتان الاخيرتان كانتا رسالة واضحة الي كل من شارون والرئيس الامريكي جورج بوش، تؤكد ان الحلول العسكرية لا يمكن ان تكون الخيار المناسب للتعامل مع ازمات المنطقة، فالقوة العسكرية الاسرائيلية علي ضخامتها وفاعليتها لم تنجح في كسر ارادة المقاومة في جنوب لبنان، وبالتالي لن تحقق اي نجاح في فلسطين المحتلة. شارون جرب كل ما في جعبته من اسلحة فتاكة، واخترق كل الخطوط الحمراء والصفراء، بحيث ضاقت الخيارات امامه، وانحصرت في اثنين لا ثالث لهما، فاما ان يقتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات او يرحله، او يرسل دباباته الي قطاع غزة لاعادة احتلاله كما فعل في الضفة الغربية. اغتيال الرئيس الفلسطيني او ترحيله لن يوقف العمليات الاستشهادية بل سيزيدها اشتعالاً واعادة احتلال قطاع غزة ستقابل بمقاومة اكثر شراسة، وستعيد الامور عشر سنوات الي الوراء، وبالتحديد الي ما قبل توقيع اتفاقات اوسلو سيئة الذكر. احوال الشعب الفلسطيني لن تكون اكثر سوءاً اذا ما ألغي شارون السلطة الفلسطينية عملياً، بعد ان الغي اتفاقات اوسلو رسمياً باعادة احتلال الضفة الغربية، بل ربما تتحسن، لان الحكومة الاسرائيلية ستكون مسؤولة عن تحمل تبعات ثلاثة ملايين فلسطيني، من حيث الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية وغيرها. وربما لا نبالغ اذا قلنا ان الغالبية الساحقة من الفلسطينيين ستشعر بالارتياح لعودة الاحتلال الكامل المباشر، لانها تشعر بحالة من القهر بسبب الاحتلال المقنع الذي تعيش تحته حالياً، وحالة الشلل التي تعيشها السلطة في الوقت نفسه. ہ ہ ہ الشعب الفلسطيني يقدم مثلا في المقاومة والصمود لاشقائه في العراق، وكل البلدان العربية الاخري. ويعري مواقف الحكومات العربية الخانعة المستسلمة. ولهذا تحاول واشنطن وأد هــــذا النموذج خشــــية ان تنتـــقل عدواه الي دول الجوار في هذا الوقت الحساس، باعطاء شارون كل الدعم والمساندة لالحاق اكبر قدر من القتل والتدمير في صفوفه. الحكومات العربية لن تهرع لنجدة الشعب الفلسطيني وباتت تخشي من مجرد التلفظ باسمه وقضيته، حتي ان بيانات وزراء الخارجية العرب، ومنذ الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) الاسبق لم تتطرق مرة واحدة، ولو بصورة مغمغمة لدعم الانتفاضة خشية اتهامها بدعم الارهاب من قبل سيد البيت الابيض وصقوره تشيني ورامسفيلد، ناهيك عن كونداليسا رايس. انها المرحلة الاسوأ في تاريخ هذه الامة: قمع وجوع وفقر واستسلام وديكتاتورية وخيانة، وكان الله في عون الشعبين العراقي والفلسطيني، والشعوب الاخري التي تعيش القهر ولا تستطيع ان تفعل شيئا. عبد الباري عطوان
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|