[الـصـمـصـام]

..


الانغلاق الفكري مصطلح مطاطي ..
و باختصار ، يجب أن يكون هناك شيء من الانغلاق ، نظراً للخصوصية الدينية أو الحضارية و من ذلك ،أننا نجحد و نتنكر و لا نعترف بكل مناقض لديننا و شرعتنا و يجب أن نفتخر بهذا المبدأ و نعتز به وهو و إن سماه البعض انغلاقاً ، إلا أنه استقلالية عن الشرق و الغرب ، و استقلالية في المعتقد و التشريع و الإدارة و القيم و الأعراف ، و كل ذلك في ظل حدود الله .

ولو أطلقنا الانفتاح هرباً من الانغلاق فسوف تذوب حضارتنا لتتحول إلى خليط فاسد ، و مزيج بين حضارات ، و هذا مما ينافي مراد الشارع الحكم و النبي الكريم ، و من أجل هذا قال عليه الصلاة و السلام كما في الحديث المتفق عليه : (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة وفي لفظ شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال (فمن) .

و من هنا يحسن التنبيه إلى أنه ليس كل تعصب مذموم ، إذ أن التعصب للثوابت و عدم الانفتاح على غيرها - اعتقادا- محمود وهو الثبات ، و يجب على الإنسان ألا يكون هش الفكر ، مذبذب الرأي ، بل يكون لديه مسلّمات محسومة يغلق علقة عن سواها لأنها يقينية لا مراء فيها و لا جدال ، و لا حاجة للبحث عن غيرها ..

و هناك أمور أخرى من عادات و تقاليد و أعراف يسوغ تعريضها للنقد بلغة شرعية في المقام الأول ولا يجوز الانغلاق عندها على هيئة الذين قالوا : {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون} أو الذين قالوا باستنكار : {قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا}

فالانغلاق المطلق مذموم ، و هناك شي من انغلاق محمود
كما أن الانفتاح المطلق مذموم ، و هناك شيء من الانفتاح محمود .

:: هذه إضافات عامة تتعلق بموضوع الأخ راشد ::