[الفدائي]

أشكرك أخي كبير المحايدين

وأنا أجزم وأعرف أنك لم تدافع عن قرطبة، فالكتاب يبين من العنوان، ومن يدافع عن قرطبة تشم من كتابته رائحة نتنة خبيثة، وحاشا كتاباتك أن تكون منها وهذا واضح للبصير، فلا تظنن بي سوء أني أظن بك هذا

أما عن قولي تفقه فالمقصود بها الجميع أنا وأنت وغيرك وحتى ابن باز رحمه الله يوم أن كان حياً لم يقل أنه وصل إلى درجة الكمال بالعلم، بل العلم من المحبرة إلى المقبرة كما قال أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه وعن مشائخنا

أما عن حجتك بقصة ابن عباس فقل لي بماذا ناقشهم هل ناقشهم بأمور تمس الذات الإلهية أو تمس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو تمس القرآن وتمس ثوابت الدين، لو رجعت إليها لوجدتها كلها أمور تخفى على الكثير

أما أن يمس الرسول فهذا لا يصدر إلا من جاهل به أو متكبر متعالي، ولا أرى صاحبنا إلا من الصنف الثاني

وكما قلت لك راجع قصة الاستهزاء بالرسول وماذا كان الحكم عليهم
بينما كما قلت أنت أن المشركين يسبون الله ومع ذلك لم ينزل الله عليهم عذابه لأنهم يجهلونه

فهل عرفت مقصدي، آمل ذلك

أنا لا أنفي الحوار إذا كان مع شخص يجهل


أما قولك أن الشعارات الحماسية هي التي ضيعتنا فأقول نعم إذا كان الشخص جاهلاً بأمور الدين ونظر إلى الواقع من جهة واحدة، أما من عرف الواقع من جميع الجوانب فلن يتحمس فوق المراد منه

وراجع كذلك ألقاب الصحابة رضي الله تعالى عنهم
هل تجد فيها غير سيف الله المسلول وأسد الله والفاروق والصديق، كلها تدل على الصرامة
إيتني بألقاب حيادية أو تقدمية وغيرها

بل هم صارمين مع المخالفين للشرع - كبرياء لا جهلا - وهم أيضاً أذلة على المؤمنين بالحق

والخلاف لا يفسد للود قضية
وتقبل تحيتي