[وليد التميمي]

وقعت هذه القصة عام 1417هـ، فقد كان أمير المدينةالمنورة حينها عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود (أصبح أميراً لمكة خلفاً لماجد) وهو رجل يحب الظهور والإعلام، قد استدعى عدداً من رؤساء تحرير الصحف والمجلات السعودية ليرافقوه في زيارته الى (مهد الذهب) في استعراض متكلّف لنشاطاته واهتمامه بالسكان! وكان من بين برنامج الزيارة، الإطلاع على وضع سجن مهد الذهب.
وفي داخل السجن، سأل الأمير سجيناً غريب الهيئة، كثّ اللحية طويل الشعر كان قد أثار فضوله:

ـ تعال أنت.. أيش جريمتك؟

* ما عندي فكرة، ما حد قال لي، ردّ السجين.

هل كان الجواب مزحة، تساءل الأمير في نفسه، وعاد وطرح السؤال بطريقة أخرى:

ـ طيّب! كم لك من مدة في السجن؟

* سنين طويلة، لا أدري عددها!

ترى هل أراد السخرية من الأمير، الذي توقّع أن يكون من هو أمامه مجرماً محترفاً طالت إقامته في السجن.

بعدها التفت الأمير الى مدير السجن متسائلاً: أيش جريمته؟

فقال مدير السجن وعلى الفور: لا أدري، تمّ تعييني قبل عشر سنوات في موقعي، ولا علم لي بسبب اعتقاله.

قال الأمير: ألا يوجد له ملف وأوراق توضح القصة؟

مدير السجن: لا!

إذن، قال الأمير للسجين، سنفرج عنك؟ صاح السجين: أرجوك لا! كنتُ على دابتي وفجأة أخذوني وسجنوني. والآن لا أدري أين أهلي وأولادي بعد هذه الغيبة الطويلة. اتركني هنا أحسن. قال الأمير ساخراً وكأن ما يجري مجرد نكتة باردة تحتاج الى تسخين ملكي: نعطيك دابّة ونطلقك!

وقد أطلق سراحه، ولكن الى المجهول!

[الصيوان]

خله على الله يا رجال ....