[تركي الناصر]

أعتقد أن قراءة هذه الظاهرة يجب أن تكون أكثر هدوءاً وعمقاً..
الجنس الثالث -غالباً-.. (نتيجة).. لظواهر سلبية تساهم في ظهورها بالمجتمع..

من الأسباب:
قد يكون السبب لبعضهم داخل الأسرة من إهمال الأب والأم وغياب الرقابة الإيجابية.. والفراغ العاطفي..
وقد يكون السبب للحياة الناعمة والحماية المبالغ فيها من الأب -وخصوصاً- من الأم ويدفع ثمنها الأطفال..
وقد يكون السبب بالإعتداءات التي تقع على الأطفال من قبل المحيطين بهم من (الأقارب) و(العمالة المنزلية) خصوصاً السائق وكذلك (الأصدقاء) و (الجيران).. وكذلك الضغوط والإعتدءات الجنسية المباشرة وغير المباشرة مثل النظرات والكلمات والإشارات والتي يتعرض لها الأطفال والمراهقين بل وحتى الشباب في الأماكن العامة مثل (المدرسة والشارع و الملاعب)..

هذه الأسباب وغيرها تساهم في نشوء مثل هذه الظاهرة..
نرى هنا أن المسببات والمتهمين الأساسيين غائبين عن التشخيص.. من يسمون (الجنس الثالث)... كثير منهم (ضحية).. لوحوش بشرية وإهمال الوالدين ومال الكثير والحماية المبالغ فيها..
إن من من يسمون بـ(الجنس الثالث) وجدوا في بيئة لم يختاروها.. وساعد في تفاقم مشاكلهم أناسٌ غيرهم..
للأسف يغيب هؤلاء المجرمون عن مبضع الجرّاح..
إن كان أحدٌ يستحق القسوة هو من ساهم في وقوع هؤلاء أُسارى لمرض لم يتسببوا به..

هم أناس عاديون (لا) يعانون من ضعف بالهرمونات الذكرية.. ولكن وقوع الكثير منهم ضحية للإستسلام والمرض النفسي وغياب المراكز المتخصصة في علاج مثل هذه الحالات يعقد المشكلة..

للأسف الكثير منا عند نقاش مثل هذه القضية تغيب عنه المسببات ويركز على النتيجة.. فتسمع العبارات الحادة والساخرة.. رغم أن كثيراً منهم غير راض عن واقعه... ويحتاج منا الوقفة والمساعدة منا -جميعاً-.. على الأقل بالكلمة الطيبة والرحمة والنصيحة الصادقة والمطالبة بمراكز علاج متخصصة بهم.. تكفل العلاج والسرية..

أما من استمرأ المنكر.. فجهات الضبط يجب أن تقوم بدورها.. وكذلك القضاء.. ليساهم الجميع في القضاء على هذه الظاهرة أو على الأقل تحجيمها..