|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
17-11-2007, 11:19 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 2
|
هل تعرف قانون الوفرة ؟
يعاني المجتمع اليوم من ثقافة"الندرة"كما يسمّيها ستيفن كوفي في كتابه "العادة الثامنة" ، وهي الأسلوب المعتمد على أن كل شي نادر وغير موجود ، غير متوفر حاليا و ..و... هكذا تسبق لغة ال(غير) أو (مافي) بينما تؤكّد سنن الحياة العملية وتجارب الناجحين بأن عملية التفكير هذه تحجبنا عن رؤية كثير مما هو متاح في واقع الحياة ، بل يتجاوز هذا إلى أهل العلم والمعرفة والفتوى من نفي وجود قول "ببساطة" مع أن من القواعد المسلّمة شرعا وعقلاً أن عدم العلم ليس علماً للعدم ، وبالتالي أصبح النفي أسهل ، وقد تتجرأ في يوم من الأيام على رئيسك في العمل لطلب حقوقك ، فيُفاجئك بأنه "لايوجد" في النظام ، والصلاحيات "غير" متاحة ، مع أن جهله بالنظام جهل مركّب ، ولكن التشدّق بالنظام "شفهياً" أصبح سهلا جدا على الجميع ، وذات يوم وأنا أمارس عملي النظامي بالإشراف على المدارس ، اشتكى لي مجموعة من المعلمين الجدد عن مديرهم بأنه سيوزع أنصبة الحصص بشكل غير متساوي زعماً منه بأن النظام ينصّ على توزيع المعلمين ليدرّس المعلم صفا لكل مواده "المرحلة المتوسطة" فطلبت منه إعطائي رقم المادة والفقرة ، فاستثمرها فرصة ليُلبّي لي طلبي "بالفزعة" للمعلمين بالتساوي بالحصص !!!
المهم أن أولادنا تلقّوا منا هذا المفهوم بالسلوك والتطبيق العملي ، فإذا سألت عن عدم وجود الإبداع والابتكار ؟ جاءتك الإجابة : "مافيه" أحد يشجع ! "ومافيه" معامل ! وإذا سألت الجهات الخيرية والمنظمات التطوعية عن سبب ركودهم وعدم قيامهم بما أوكل إليهم وأسند إليهم حق القيام ، جاءتك الإجابة التي تتجلى فيها "عقلية الندرة" بأبلج صورها وأشكالها : "ما فيه" متطوعين ! و"ما فيه" فلوس ، بينما هو لم يضع نظاماً للمتطوع ، ولم يكلّف نفسه بالتفكير بأساليب تنمية الموارد المالية ، وهو ينتظر في مكتبه أن تأتيه الدنيا !!! (والسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة) ، قد ينظر البعض من الفضلاء في الجهات الخيرية إلى أن طاقته محدوده بحكم وجود تضييق "بزعمه" على جمع التبرعات و...و... من نواتج امتلاكه لـ"عقلية الندرة بجدارة" ولكن حينما تلتفت الجهات ذات النفع العام للأفكار الجديدة والعقول المستنيرة فإنه "بالتأكيد لا حدود لأعمالهم ، ومن المؤسف جدا أن هذه الجهات قد مُنحت ترخيصاً بالعمل ، وأتيحت لها الفرصة ، ومع ذلك تجد التواني والكسل والتذمّّر واللغة"الندرية" وأنا أقترح بدوري أحد أبناء هذا البلد المعطاء على وزير الشؤون الاجتماعية ووزير الشؤون الإسلامية محاسبة المقصّر ، وعمل تدوير كل أربع سنوات يتغيّر مدير المنشأة الخيرية ، علّها تتجدد الدماء ويزيد العطاء ويستنير المجتمع بالقيام بهذه الجهات خير قيام . وأنا أقول هنا "مافيه" مشكلة ... لنبدأ الآن بتغيير طريقة تفكيرنا لتتحوّل من الندرة إلى الوفرة ، بأن نعمل وفق المتاح ، وأن كل شي متوفر لكن يحتاج البحث والتنقيب عنه ، وينبغي أن نعلم بأن الله وهبنا قدرات ومواهب لم نستثمر منها عشر معشارها ، وأن الجاد دائماً يبحث عن الفرص ، والكسول يبحث عن العقبات والمعوّقات ، ولابد أن ندرك أن الله سائلنا عن هذه النعم ، ولا ينفع أمام علام الغيوب أعذار المتخاذلين والكسالى والحمقى ، فالجدية والعمل الدؤوب من سمات المسلم الحق ، وبشكل عام نحتاج أن نقرأ في كتب التفكير طويلاً لنتعلّم بشكل أفضل ولننظر إلى الحياة بمتعتها البهية ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . |
18-11-2007, 08:04 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 2
|
ولا واحد يرد
|
18-11-2007, 10:28 AM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 480
|
فنان : شكرا مقال جميل
لفت نظري مقولة الكسول يبحث عن المعوقات. في بداية حديثك عن بعض المشتغلين في العمل التطوعي ذكرت أنهم يذكرون المعوقات كثيراً وتلبستهم عقلية الندرة -على حد وصفك-. ولكنهم ليسوا كسولين، بدليل اشتغالهم بهذا ورؤية نتاجهم وان كان على غير ماتريد من الاتقان والضبط . أظن أن الكسل لايفسر المشكلة بقدر مايفسرها قلة الادراك والوعي ببعض الأمور منها على سبيل المثال لا الحصر : الكفاءة ، التنمية ، الفعالية ، التراكمية .. الخ وهذا لايطالب به الكثيرون بقدر مايطالب به القادة والمحركون. اعذرني على المداخلة أردت فقط قول هذا أشكرك مرة أخرى على طرحك الرائع
__________________
في مجالسنا قد نغلط ونغلط ونقسوا ولا نعلم الا بعد أن تهدأ النفس فليس هناك شيئ أسهل من التلفظ بما تمليه النفس الأمارة بالسوء , خصوصاً حال الغضب . ولكن هنا ... في المنتدى تنفعل .. ثم تكتب وتكتب فتفكر, ثم تضحك على نفسك بعد أن تقرأ الرد قبل اعتماده فتقول هل هذا حقاً كلامي , فتلجأ إلى القص والتعديل وفي بعض الأحيان الحذف الكامل . :) abufahd@hotmail.com
|
الإشارات المرجعية |
|
|