بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » لقاء جريدة الرياض مع العائد من العراق أحمد الشايع يروي فيها كامل قصته

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 21-11-2007, 01:23 PM   #1
الصاعقة
عـضـو
 
صورة الصاعقة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2001
البلد: القصيم
المشاركات: 333
لقاء جريدة الرياض مع العائد من العراق أحمد الشايع يروي فيها كامل قصته


أحد ضحايا الاستدراج بحجة الجهاد في العراق.. الشايع لـ "الرياض":
ذهبت طالباً الجهاد فجعلوني طعماً لقتل الأبرياء.. وذهابنا إلى هناك خطأ فادح




حذر علماء المملكة وغيرهم من الذهاب الى مناطق القتال في العالم لتعدد آثاره واضراره على الأشخاص والمجتمعات..
أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن الشايع مر بتجربة قاسية ونتائج تجربته وماهي نصائحه لحماية الشباب من القاء أنفسهم في مناطق الصراع..




@ ملخص قصتك:

كنت قد ذهبت الى العراق بقصد الجهاد وقتال المحتلين للعراق حسب ما كان تفكيري في ذلك الوقت فكان ان طلب مني امير مجموعتي (ابوعبدالرحمن) ان اقوم بتوصيل صهريج وقود الى مكان يقع في حي المنصور السكني في بغداد حدده لي في رسم كروكي فذكرت له اني لا اعرف قيادة السيارات الثقيلة فذكر لي انه سهل القيادة، وصراحة كان هذا العمل الذي يعتبر اول "واجب" طلبوا مني ان اقوم به منذ دخولي الى العراق كان جدا مريب فكيف اذا يطلب مني ايصاله وانا لا اعرف قيادة السيارات الثقيلة ثانيا يستطيع هو او اي شخص عراقي آخر في التنظيم توصيل الصهريج لهيئته ومعرفته بالطرق ولكن لم استطع ان ارفض العمل لخوفي ان يقتلوني فانا منذ ان دخلت العراق وانا اراهم يعاملوننا بطريقة مريبة ولم يدربوني على السلاح للمشاركة في القتال، لكن كعادتنا نحن السعوديين بطيبتنا الزائدة واحساننا الظن كل من اتى الينا عن طريق الدين فقلت في نفسي انا اراهم يصلون ويصومون فهم مسلمون ومجاهدون فكيف يقتلونني او يتسببون في أذيتي فقبلت بذلك وطلبوا ان اقوم بتوصيله في الساعة التاسعة مساء وعندما اتى الموعد المحدد ركبنا في الصهريج فقد كان طويلاً جدا ثم طلب مني السائق أن أقود الصهريج عن طريق التجربة فحاولت إلى أن تعلمت عليه ذهبنا بعدها إلى الشارع المراد ان استلم فيه الصهريج وهو شارع المنصور العام ثم اوقفوا الصهريج ونزلوا منه ثم ذهبوا بسيارة أخرى فلما اصبحت لوحدي فكرت بالهرب ولكن الى أين فلا اعرف احداً غيرهم توكلت على الله واحسنت النية وذهبت الى ما طلبوا مني ثم انعطفت الى اليمين إلى شارع الأميرات لمسافة 500متر وعندما وصلت المكان الذي يجب ان اقف فيه انفجر الصهريج فجأة وقد كنت ارى النار وهي مشتعلة فكان بالنسبة الى كابوسا فلم اكن اصدق ما ارى من هول الموقف فكانت حصيلة هذا الانفجار اثنا عشر شخصا من القتلى وعشرات الجرحى من الابرياء الذين لا ذنب لهم وقد علمت فيما بعد ان الانفجار هو ضمن سلسلة من الانفجارات استهدفت السفارة الاردنية، وان هذا النوع من الشاحنات يحمل 26طنا من الغاز السائل.



حديث الالتزام

@ من الذي شجعك للذهاب الى العراق؟ وماذا قلت لأسرتك؟

- كانت البداية عندما اتى الي صديق قديم كنت لم اره منذ سنوات وبعد عدة لقاءات عادية بيننا بدا بالتحدث عن موضوع الجهاد وبدأ بسرد الاحاديث والآيات الدالة على كلامه كما اعطاني عدة اشرطة تضمنت افلاماً جهادية عدة كان ابرزها واكثرها تأثيرا علي فلم فيديو يحكي قصة (خطاب) وقصة جهاده في افغانستان والشيشان وقد كنت وقتها حديث الالتزام ولم اطلب العلم الشرعي فتأثرت بما سمعت وشاهدت ثم ذكر لي بعد ذلك انه يعرف طريقا الى العراق وانه سيذهب هو وسألني ان كنت اريد مرافقته فوافقت على ذلك، وقد اوهمت اهلي باني اريد التوجه الى البر ولم اخبرهم بنيتي لعلمي برفضهم لذلك وقد احضر هو شخصيا فتوى لا اذكر من كتبها تجيز الخروج الى الجهاد حسبما تقول بدون اذن الوالدين او ولي الامر، واذكر وقتها انه صدرت الفتوى الموقعة من " 26من المشائخ وطلبة العلم" فاعطتني دافعا اكثر وقد كان ذلك في العشر الأواخر من رمضان لعام 1425هـ .



@ صف لنا رحلتك للسفر الى العراق؟

- بعد اسبوع تقريبا من كلامه لي ترافقنا من بريدة متوجهين الى الرياض ومنها الى سوريا هناك في دمشق قابلت منسقاً سعودي الجنسية يكنى ب (ابوعبدالله) عرفني عليه صديقي الذي خرج معي الذي بدوره اوصلني الى أمير التنظيم في حلب المكنى ب "مازن" الذي استقبلني في مدينة حلب وعندما قابلته انهال علي بالأسئلة ثم سألني عن اسمي وقبيلتي واين اسكن ومستواي الدراسي وهل سبق أن طلبت العلم الشرعي وهل عندي تزكية من احد المشائخ المعروفين وان كان معي اي شهادات تعليمية اخرى وهل اعرف انه لا عودة بعد دخولي الى العراق فهناك بيعة على الموت، بعدها قال لي "نظرك الى موضع قدمك" ثم أخذني الى مضافة مكثت فيها ليومين قابلت فيها شخصين سعوديين وشخصين مغربيين اخذني بعدها الى مضافة اخرى في ضواحي حلب قابلت فيها سعوديين ومغاربيين مكثت فيها الى بعد عيد الفطر ثم طلب مني مازن بعدها التوجه الى مدينة الرقة في طريقنا الى العراق لمقابلة المنسق الآخر توجهنا بعدها انا وشخص اخر مغربي الجنسية وقد اعطانا مازن بطاقتي هوية مزورتين الأولى سورية والثانية عراقية عندما وصلنا الى الرقة كان قد طلب منا مازن التوجه الى شارع تل ابيض وعند آخر تقاطع نقف عند الصيدلية المقابلة فقد كان المنسق هناك في انتظارنا وعند وصولنا المكان المحدد اتى الينا شخص يلبس لباس بادية سوريا ثم قال لنا "المهلي ما يولي" فقد كانت هذه الكلمة السرية التي سنعرفه بها تبين لي فيما بعد انه سعودي الجنسية ويكنى ب "ابوصالح" اخذنا بعدها وقال لنا قول مازن لي "نظرك الى موضع قدمك" دخلنا بعدها الى مضافة قابلت فيها صديقي الذي خرجت معه فمنذ ان خرجنا من السعودية لم اقابله الا مرة في حلب عندما قابلت مازن وأربعة شباب سعوديين مكثت في هذه المضافة ليلة طلب بعدها ابوصالح مني وثلاثة معي جميعهم سعوديون كان من ضمنهم صديقي، طلب أن نتوجه الى مدينة دير الزور لمقابلة المنسق الأخير الذي هو قبل (المهرب) وامّر علينا واحدا منا توجهنا اليها بالمايكروباص فقد كانت تنقلاتنا تتم بها وهناك عند الحديقة العامة انتظرنا المنسق ثم اتى بعد ان تأخر علينا وذكر ان المهرب قد تعطلت سيارته ثم سلمنا الى المهرب نحن الاربعة وثمانية شباب آخرين متعددي الجنسيات كان منهم المغاربي والسوري والاردني والخليجي واليمني، وهو حسبما ذكر لنا مزدوج الجنسية يكنى ب (ابومحمد) كان كبيرا في السن اخذنا هو ايضا بسيارة مايكروباص وكان عددنا 12راكباً توجهنا من دير الزور إلى البوكمال الحدودية مع العراق فحصل انه كان يوجد في تلك الليلة نقاط تفتيش فلم نستطع المرور ثم رجعنا الى دير الزور وبتنا فيها الى الغد توجهنا بعد صلاة المغرب الى الشارع شخصين شخصين وقد طلبوا منا ذلك لكي لا نلفت الانتباه ثم نتوجه الى الشارع العام بعدها ستأتي سيارة مايكروباص حددوها لنا طلبوا منا ايقافها في سبيل اننا نوقف سيارة أجرة ثم لما ركبنا جميعنا وقبل الطريق الى البوكمال توقفت السيارة خلف شاحنة وطلبوا منا ان نركب في القاطرة الأمامية وقد كانت الشاحنة تحمل بضائع الى البوكمال، ثم انطلقت الشاحنة لمسافة خمسة كيلومترات بعدها توقفت ثم ركب معنا 12شخصاً اضافياً من جنسيات مختلفة وانطلقت الشاحنة لمسافة ثم توقفت ركب بعدها 7اشخاص سوريي الجنسية فأصبح عددنا 31شخصا داخل الشاحنة توجهنا بعدها الى البوكمال وعند وصولنا انزلونا في مزرعة على ضفة نهر الفرات ثم اتى بعدها قارب عن طريق النهر بدأ بنقلنا الى جزيرة في وسط النهر ومنها الى الضفة الثانية سبعة سبعة وكان السبب في ذلك على ما ذكروا لنا انه يوجد نقطة تفتيش على الجسر الذي يعبر النهر وكان الوقت حين ذلك الحادية عشرة مساء، بعد عبورنا النهر اتت الينا سيارة مايكرو باص ركبنا وتوجهت بنا الى منزل المهرب فقد كان على الحد مباشرة ارتحنا قليلا اخذ بعدها المهرب رشاشاً ومنظاراً ليلياً ثم انطلقنا الى الحدود من دون السوريين السبعة وكنا نركض ونهرول ونمشي وقد صلينا صلاة الفجر صلاة الخوف، في منتصف الطريق سمعنا اصوات صفير من بعيد بادر بعدها المهرب بالرد على هذا الصوت بالتصفير ايضا فكان ان اصبح القادمون من بعيد هم العراقيون الذين سيستلموننا من المهرب وعندما وصلوا كان معهم شابان يمنيان مصابان من حرب الفلوجة الثانية، رجع المهرب بعدها واخذنا العراقيون فقد كانوا صغاراً في السن وطلبوا منا ان نجد في السير قبل اشراق الشمس فكيشف امرنا فواصلنا الركض حتى وصلنا العراق ودخلنا العراق بعدها عن طريق مدينة القائم اول من كان في مستقبلينا هو امير العرب في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين المغاربي الجنسية المكنى ب (ابواصيل) بعدها سألنا ابواصيل ان كنا نريد ان نكون استشهاديين حسب زعمه وطلب لمن يريد ذلك أن يرفع يده فلم يرفع احد منا يده بعدها بدأ بذكر محاسن الاستشهاد وفضائله وفي النهاية لم يغير احد منا موقفه ثم اخذ منا المبالغ المالية التي كانت بحوزتنا واعطى لكل واحد منا 100دولار واخذ منا جوازات السفر ثم طلب من اتباعه اخذنا الى منطقة راوة في محافظة الانبار في مضافة هناك هي اكبر ما رأيت كانت تضم 40شخصا من العرب فكنا في هذه المضافة ننتظر التدريب المهم في ذلك انه بعد مكوثي اسبوعاً في هذه المضافة طلب مني امير راوة في تنظيم القاعدة المكنى ب (ابوعبيدة الانصاري) وشخص سعودي آخر الذهاب الى مدينة الرمادي ثم اخذونا وقد ذكروا لنا انه يوجد معسكرات تدريب في الرمادي التي مكثت فيها لمدة شهر ولم يدربوني كما زعموا انما يماطلون في ذلك ولم يكن لدي اي نشاط في ذلك الوقت بعدها شكونا الوضع الى أمير الانبار المكنى ب (ابواسامة) وذكرنا له وضعنا وجلوسنا بلا تدريب وقد اتينا الى المشاركة في القتال فقال لنا سنأخذكم الى بغداد ثم في الغد اخذونا اليها وقد كنت وقتها انا وشخص آخر سعودي الجنسية هناك استقبلنا شخص عراقي يكنى ب (ابوعمر الكردي) اتضح لي فيما بعد انه امير التفجيرات في تنظيم القاعدة اخذنا هذا الشخص الى بيته في حي الدورة السكني ببغداد وبتنا عنده الى الغد بعدها طلب مني الذهاب معه واتجه بي بعدها الى منزل آخر في نفس الحي كان في استقبالنا هناك شخص عراقي يكنى ب (ابوعبدالرحمن) ثم قال لي ابوعمر الكردي ان اميري في المجموعة هو "ابوعبدالرحمن" ذهب هو بعدها وبقيت مع المجموعة الجديدة وكان عددهم 9اشخاص جميعهم عراقيون وللاشارة ان جميع الأسماء والكنى المذكورة هي حركية ولا احد يصرح باسمه في العراق ولا في غيره من مناطق الصراع.

@ ما هي أخبار صديقك الذي سافرت معه؟

- صراحة لا أعلم عن مصيره وكان آخر مكان رأيته فيه كان في مضافة راوه وقد سمعت أنه قتل في العراق بعدما غرر به وغرر بي.

أوضاع صعبة

@ كيف وجدت الوضع هناك؟

- كان الوضع هناك جداً صعباً لاخوتنا العراقيين وعلى جميع من يعيش في العراق فالأوضاع الأمنية الصعبة التي يعيشها العراقيون إلى هذا اليوم هي طبعاً نتيجة للاحتلال (اسأل الله ان يجليه عن كافة البلدان الإسلامية المحتلة)، ولكن يوجد مع الاحتلال من يزيد الطين بلة ويذكي النار بالحطب وللأسف فإن ذهاب الشباب السعودي خصوصاً والعربي عموماً إلى العراق يزيد من اشتعال هذا الخليط من القوات والمخابرات الأجنبية والاقليمية والجماعات والأحزاب والملل والنحل المعروفة في العراق.

@ ما هي أبرز الأحداث التي شاهدتها هناك؟

- كان من أبرز الأحداث التي شهدتها في العراق الهجوم الثاني على سجن أبو غريب فكنت وقتها موجود في مستشفى السجن فكان وقعها شديداً ليس علي فحسب بل على الأمريكان أنفسهم وجميع السجناء وهي أول وآخر معركة شاهدتها في حياتي فكان من شدة القصف والرد عليه والاشتباكات الرشاشة عدة من الجرحى والقتلى من كلا الطرفين وكانت الحصيلة هي صد هذا الهجوم فلم يتحقق مرادهم من اخراج الأسرى والمعتقلين علاوة على مقتل 30شخصاً من المهاجمين.

@ هل هناك سعوديون أو عرب في العراق؟ وكيف هي أفكارهم؟

- نعم يوجد الكثير من السعوديين والعرب في العراق. أما أفكارهم أعتقد أنها أكثر من مظلمة فمن يكفر العلماء والحكام المسلمين بغير دليل ولا برهان كيف نقبل منه عدلاً أو صرفاً فقد سمعت بنفسي كلاماً من أحد قادتهم يكفر الشيخين العالمين ابن باز وابن عثيمين "رحمهما الله رحمة واسعة" هذه هي للأسف أفكارهم.

@ من يدفع الشباب السعودي إلى الذهاب إلى مناطق الصراع؟

- أعتقد ان الذي يدفع الشباب إلى مناطق الصراع يحتاج إلى موضوع كامل لأهميته وهي كثيرة منها الفتاوى فقد أنبرى من أنبرى لإصدار الفتاوى والرخص التي ما أنزل الله بها من سلطان فجميعنا يعرف قول هيئة كبار العلماء في المملكة بعدم جواز الذهاب إلى العراق أو غيره من مناطق الصراع لخطورة هذا على من يذهب هناك وكان المنع لأسباب منطقية وجداً معقولة. وأعتقد أنه يوجد بعض الأسباب منها ما هو سبب مباشر ومنها غيره وأذكر أمثلة على ذلك أولاً: المواقع والمنتديات على الإنترنت فكثير من المواقع تبث سموماً على الإنترنت باسم الإسلام والإسلام منها براء فهي تنضح بالتكفير والغلو اسأل الله ان يهدي ضالهم إلى الحق ثانياً: الكتب والأشرطة والأناشيد والأفلام وقد تطرقت إلى أنه يوجد من الأشرطة والكتب ما تقشعر الأبدان منه من هول ما يذكر فيها. وهي للأسف موجودة في المكتبات.

@ هل العراقيون راضون بمشاركة السعوديين في محاربة الأمريكان؟

- قطعاً لا.. غير راضين تماماً عن هذه المشاركة وأنا سمعت بنفسي كلاماً من أعضاء وقيادات لجماعات جهادية عراقية وطنية أمثال (الجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين) في سجن أبو غريب ينم عن هذا وكلام من أناس عاديين يرفضون مثل هذه الأفكار. لأن هذا يعتبر تدخلاً في شؤونهم الداخلية. وحتى لو كانوا راضين عن هذه المشاركة فولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله" الولي الشرعي لهذه البلاد "حرسها الله" لم يسمح أو بأذن بالمشاركة في العراق أو غيره لأسباب منطقية. ومعلوم ان أمر الجهاد والنفير منوط بولي الأمر وبناء على هذا يجب طاعته.

@ هل تعرف شباباً ذهبوا إلى العراق أو لغيره؟ صف لنا مواقف أسرهم؟ أوضاعهم؟ مصيرهم في النهاية؟

- نعم.. فمن دلني إلى الطريق ذهب معي إلى العراق لكن بصراحة لا أعرف مواقف أسرهم لكنني متأكد أنها في ترقب لعودتهم وخائفة على مصيرهم وحزينة لفقدهم لأن من يذهب إلى هناك الله أعلم بمصيره فالأوضاع الأمنية الصعبة علاوة على الجماعات المسلحة والطائفية التي تنخر بالبلاد كلها تحيط بمن يذهب أينما حل. أما أوضاعهم فهي صعبة سواء داخل أو خارج السجن ومصيرهم معروف إما القتل أو الاعتقال.

@ كيف تعاملت معك السلطات العراقية؟ وقوات التحالف؟

- بعد الانفجار قفزت من النافذة بسرعة لاحتمي من اطلاق نار تلا الانفجار وسقطت على الأرض إلى ان أخذني الإسعاف إلى مستشفى اليرموك التعليمي وبعدها إلى مستشفى محمد باقر الحكيم بناء على الهوية التي أعطاني إياها التنظيم ثم علمت الاستخبارات العراقية بمكاني بالمستشفى أتى بعدها ضابط استخبارات عراقي وحقق معي بالمستشفى. أخذني بعدها إلى وزارة الداخلية العراقية ثم أدخلني على مكتب وكيل الوزارة لشؤون الاستخبارات الذي بدوره حقق معي أيضاً ثم مكثت بعدها ليومين بالوزارة سلمتني الحكومة العراقية بعدها إلى القوات الأمريكية التي ذهبت بي إلى مستشفى سجن أبو غريب لمعالجتي من الحروق والإصابات وقد مكثت في هذا المستشفى لمدة 6أشهر قدموا لي العلاج كما غيري من المساجين.

@ متى تسلمتك المملكة؟

- قبل ان تتسلمني المملكة أتى 3ضباط سعوديين من وزارة الداخلية إلينا في سجن أبو غريب وقابلوا المعتقلين السعوديين وأنا من ضمنهم لأخذ معلومات عنا ولأخذ احتياجاتنا وقد طلبوا مني كتابة رسالة إلى والداي وأخذوا مني معلومات ثم سألتهم ان كانوا سيستلموننا في المملكة من سجن أبو غريب فقالوا نحن نعمل على ذلك ولم نأت إلى العراق الا لمساعدتكم لكن أنتم من أوقعتم أنفسكم بهذه المشكلة وبعد شهر واحد طلبني المحقق الأمريكي وقال لي أننا سنسلمك للسعودية وفعلاً ولله الحمد والمنة بعد أسبوع واحد تم تسليمي إلى المملكة عن طريق طائرة خاصة وكان باستقبالي بقاعدة الرياض الجوية أحد كبار الضباط بوزارة الداخلية وقبل دخولنا صالة الاستقبال قال لي ان أهلك هنا في استقبالك فزادت الفرحة فرحتين ولله الحمد والمنة.

@ ما الفائدة التي خرجت بها من هذه التجربة؟

- أنا قبل ان أذكر الفائدة التي استفدتها أقول للشباب خصوصاً ولعامة المسلمين عموماً أني أنا بنفسي عبرة ودرس وتجربة ليتعلموا من خطئي ولا يقعوا فيه وليحذروا من تسول له نفسه الذهاب إلى العراق أو لغيره من مناطق الصراع أما الفوائد التي خرجت بها فهي لا تعد ولا تحصى واعتبر ان ما حصل لي هو "درس العمر" فهو ليس بالأمر الهين فقد كادت ان تزهق نفسي على ضلال وترتبت جراء هذا الانفجار دماء أناس أبرياء الله اعلم ان كان علي شيء من هذه الدماء التي اريقت والأنفس البريئة التي ازهقت "اسأل الله جلت قدرته بأن يجازيني على نيتي وحسبي هو على من تسبب فيه".

@ كيف نحمي ونحصن شبابنا من إلقاء أرواحهم في مناطق الصراع؟

- أولاً: ابداء النصيحة لهم وما هو أصلح لهم وشرح الأسباب التي تحول دون جواز الذهاب إلى مناطق الصراع فإذا كنا نعتقد أنهم في ذهابهم إلى مناطق الصراع هو إلقاء بأنفسهم إلى التهلكة فلنبين لهم لماذا؟ وأعتقد أننا مقصرون في ذلك. ثانياً: أعتقد أنه في جولة بسيطة على التسجيلات والمكتبات الإسلامية يجد المرء فيها ما يشعل الحماس في نفوس الشباب من الأناشيد المحرضة والكتب التي فيها كل محظور فأعتقد ان إتاحة هذه المواد على الرفوف وفي المحلات هو اهمال. فأتمنى من وزارة الثقافة والإعلام ان تعطى هذا الجانب قدراً من الاهتمام وأعتقد ان هذا مطلب لكثير من الغيورين وعلى من يعرفون الواقع ومن اكتووا بنار الإرهاب لأن كل هذا يهيج الشباب ويشعل نار الحرب في صدورهم وان كان بعض المعروض ليس بما ذكرت أي بمستوى أقل إلاّ أنه يؤدي إلى المحظور الذي لا نتمنى حصوله.

@ ما الذي تحتاجه الآن؟

- أنا الآن بأتم نعمة وعافية ولله الحمد، وأحب ان اختم بشيء مهم وهو ما وجدته من عناية ورعاية من وطني حيث قامت وزارة الداخلية بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية "الذي كان بعد الله سبباً في عودتي إلى أرض الوطن ولكثيرين غيري من الشباب" البدء بتقديم العلاج لإجراء العمليات ا لجراحية والتجميلة لآثار الحروق التي أصبت بها جراء الانفجار.

ثم نقلت من المستشفى إلى السجن وبعدها نقلت من السجن لبرنامج الرعاية والذي مارست فيه السباحة والرياضة واستفدت من اللقاءات الشرعية والنفسية والاجتماعية من مختصين متميزين والتي ساعدت في توضيح الكثير من المفاهيم، وكانت توجد بعض الدورات التدريبية التي استفدت منها ما زالت أتذكرها فأشعر بسعادة حقيقية. من غير مجاملة استفدت كثيراً من برنامج الرعاية ومارست هواية الرسم في جو مليء بالمحبة والمودة والمنة، أتمنى كل موقوف في السجون يستفيد من برنامج الرعاية التي تميزت به وزارة الداخلية فأشكر كل القائمين على البرنامج وبارك الله في جهودهم.

والد أحمد

تحدث ل "الرياض" الأستاذ عبدالله عبدالرحمن الشايع قال: في البداية أشكر وزارة الداخلية على جهودها في استعادة ابني أحمد كما أخص بالشكر وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية فموقفهما لا أنساه ما حييت فهما من استعاد "فلذة كبدي".

بعد ان دفعه المؤثرون لميادين القتل والتدمير في العراق وحول حماية الشباب من التورط بالذهاب إلى العراق وغيره قال والد أحمد يجب اشغال الشباب بما هو مفيد وايضاح الأمور لهم فعدم المعرفة بالعلم الشرعي وفقه الجهاد عوامل قد تدفع الشباب للذهاب إلى المناطق الساخنة.

كما لم يخف الشايع أسباب أخرى مؤثرة قائلاً: الأفلام والأناشيد الجهادية المهيجة مذكراً أولياء الأمور بضرورة معرفة أصدقاء أبنائهم وجلساتهم ومصادر معارفهم وعن تلك الأيام التي غاب فيها أحمد بالعراق قال مرت بكل صعوبة وثقة المسلم بربه وإيمانه بالقضاء والقدر هي المسلي بفقد الابن لا تعرف الظروف العلمية والنفسية فلله الحمد ان أعاد أحمد لرشده ولوطنه اسأل الله ان يحمي بلادنا وأولادنا من كل شر.


من صحيفة الرياض
الصاعقة غير متصل  


قديم(ـة) 21-11-2007, 03:40 PM   #2
الصاعقة
عـضـو
 
صورة الصاعقة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2001
البلد: القصيم
المشاركات: 333



أحمد الشايع قبل ذهابه للعراق




أحمد الشايع بعد عودته من العراق

أحمد الشايع سائق صهريج الموت في العراق :
"القاعدة " وجهتني لعملية انتحارية دون علمي


أكد الموقوف أحمد بن عبد الله بن عبدالرحمن الشايع من سكان حي الإسكان في مدينة بريدة بالقصيم ومن مواليد 1984م ندمه وتراجعه بسبب خروجه للعراق ومشاركته مع الجماعات المقاتلة، بعد خوضه هذه التجربة الدامية القاسية بعد أن استخدم في عملية تفجير الصهريج في حي المنصور السكني بالعاصمة العراقية ببغداد في 25 /12/2004م والذي راح ضحيته عدد من الأبرياء العراقيين، مؤكدا أنه ذهب للعراق بعد اقتناعه الشخصي بأنه يجب أن يقدم دورا واضحا لإخوانه المسلمين هناك وعزز ذلك سماعه لبعض الأصوات التي تنادي بالخروج والقتال على أرض العراق دون أن يستمع إلى آراء العلماء من وجوب طاعة ولاة الأمر والوالدين، وأوضح الشايع طريقة دخوله إلى العراق عن طريق التهريب وتعامل الجماعات العربية المقاتلة معه كما أوضح طريقة تعامل بعض الجماعات المشبوهة في إحدى الدول العربية معه، كان ذلك خلال برنامج "عودة البصيرة" الذي ستبثه قناة المجد مساء اليوم والذي أجري في أحد المستشفيات الحكومية الكبرى بالرياض لمدة نصف ساعة "مسجلة ".
و أوضح خلال اللقاء خطة سيره منذ اقتناعه الشخصي بهذا الموضوع حتى وصوله العاصمة العراقية.
كما كشف الشايع النتيجة التي حصل عليها خلال معاناته إضافة إلى أنه أوضح طبيعة واقع الجماعات المقاتلة وطبيعة تعاملها مع الموقف، وسيشارك في الحلقة عدد من المتخصصين في عدد من الجوانب الشرعية والأمنية والاجتماعية، وكانت الحكومة السعودية قد سمحت لأسرته باستقباله، كما سمحت بزيارته في المستشفى في لفتة إنسانية من السلطات السعودية.
وكان الشايع قد قاد صهريج وقود ليلة رأس السنة في حي المنصور وسط العاصمة العراقية بغداد، وانفجر به قبل وصوله للمكان الذي يستهدفه، والذي يعتقد أنه السفارة الأردنية. وكان قد حدث من جراء ذلك انفجار ضخم نتج عنه وفاة 12 شخصا، بينهم 7 أفراد من عائلة واحدة، ونجا الشايع من الموت بعد أن قذفته قوة الانفجار بعيداً عن الشاحنة، وكان يعاني من حروق بالغة في جميع أجزاء جسمه، وقد كشف الشايع في وقت سابق كيف جندته القاعدة في العراق وعن أساليب تعامل التنظيم مع الشبان وكيفية استخدامهم في العمليات الانتحارية.
وقال إن تنظيم القاعدة حاول أن ينفذ بواسطته عملية انتحارية دون علمه، أو إخطاره بطبيعة المهمة التي كلف بها.
وقال الشايع حسب تصريحات نقلتها "الوطن" مسبقا إن تنظيم القاعدة الذي دربه على أساليب القتال مع مجموعات من الشبان العرب من جنسيات مختلفة كلفه بقيادة شاحنة مفخخة وطلبوا منه أن يتوقف عند أحد الحواجز في بغداد وهناك سيتسلمها منه شخص آخر بحد زعم رؤسائه في التنظيم. إلا أن الشايع فوجئ بانفجار يدوي في الشاحنة، واكتشف أنه استخدم لتنفيذ عملية انتحارية عند أحد الحواجز الأمنية العراقية وطلب أحمد الشايع من نائب وزير الداخلية العراقي اللواء حسين علي كامل ألا يتم تسليمه للأمريكيين. وكشف الشايع للمحققين بعد ذلك موقفه من أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، وأجاب بأن بن لادن "يقتل المسلمين"، وأنه يريد الانتقام من بن لادن والزرقاوي على حد سواء.
وخلال التحقيق مع الشايع قال إنه جاء إلى العراق عبر دمشق التي وصل إليها جوا ثم عبر الحدود إلى العراق مستخدما جواز سفره وبمساعدة أحد المهربين. وعندما وصل قال إنه قابل رجالا قالوا له إنهم من جماعة "التوحيد والجهاد"، حيث تلقى التدريب لمدة شهر مع آخرين من تونس وليبيا واليمن وسوريين في غرب العراق. ويقول الشايع إنه وصل ومعه مبلغ 1800 دولار أمريكي لكن رؤساءه أخذوا المبلغ منه وأخبروه أنهم سيعطونه 100 دولار كلما احتاج لمبلغ مالي.
وقد أشارت "الوطن" إلى أن الشايع نقل إلى خلية مقاومة في جنوب بغداد في حي الدورة حيث تم تدريبه على قيادة شاحنة نفط، وفي الليلة التي تم فيها الانفجار قال الشايع إنه طلب منه قيادة شاحنة النفط إلى شارع المنصور والاقتراب من الحواجز الخرسانية المنتشرة في المدينة، ويقول الشايع: "طلبوا مني التوقف هناك والانتظار حتى يأتي أشخاص آخرون يستلمون الناقلة مني"، ويضيف: "وعندما توقفت انفجرت وأنا بداخلها.


من جريدة الوطن تاريخ 13 شعبان 1426هـ

الصاعقة غير متصل  
قديم(ـة) 21-11-2007, 03:51 PM   #3
أبو نادق
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
البلد: بـ ع ــد الأذان
المشاركات: 634
الله يعطيكـ العافية

على النقل

والله يصلح أحوال المسلمين


أشكركـ
أبو نادق غير متصل  
قديم(ـة) 21-11-2007, 04:04 PM   #4
الصاعقة
عـضـو
 
صورة الصاعقة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2001
البلد: القصيم
المشاركات: 333
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها أبو نادق
الله يعطيكـ العافية

على النقل

والله يصلح أحوال المسلمين


أشكركـ

آمين ،، شكراً لمرورك أبو نادق
الصاعقة غير متصل  
قديم(ـة) 21-11-2007, 04:40 PM   #5
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
إضافة إلى ملاحظتك أبا محمد، ما دخل بيان الـ 26 عالمًا بالتحريض الذي تعرض له أحمد؟!!

هذا نص البيان، فأين التحريض والدافع.. سبحان الله!



خطاب مفتوح إلى الشعب العراقي المجاهد

"الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه الأمين، وبعد:

فقد دعا إلى تدوين هذا الخطاب الحال الاستثنائية التي يمر بها أهلنا في العراق، والتي توجب التناصر والتضافر وتبادل الرأي والمشورة والنصيحة التي هي من حق المسلم على أخيه.

ولن نألوا جهداً فيما نراه صواباً ومصلحة لإخواننا المسلمين في هذا البلد العريق الذي يتعرض لحرب خطيرة على الأصعدة كلها، خاصة والبلد مفتوح على كافة الاحتمالات بغير استثناء من حرب داخلية إلى تفكك وانقسام إلى قيام حكومة مهيمنة تابعة للمحتل. ونوجز رؤيتنا في يلي:

1. وأعظم نصيحة هي الإخلاص لله وإرادة وجهه والتخلي عن المطامع الدنيوية والمصالح الشخصية والحزبية والفئوية، قال تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } (83) سورة القصص فليعلم الله في قلوبكم جميعاً يا أهل العراق -وخصوصاً من له رتبة أو جاه أو تأثير مادي أو معنوي - التوجه الصادق والنية الصالحة والتخلي عن حظوظ النفس واقتفاء سنة محمد عليه الصلاة والسلام؛ كما قال سبحانه:{ إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (70) سورة الأنفال

وليكن من أول ذلك التعاون وإمضاء العدل والإنصاف فيما بينكم، ورفق بعضكم ببعض، وتجنب أسباب الفتن وموجباتها التي تطل برأسها في هذه المرحلة الحرجة. ومن أعظم أسباب الفتن التعاند وإعجاب كل ذي رأي برأيه، وأن يظن بنفسه الصدق والصواب، وبالآخرين الريبة وسوء النية.وهذا يمهد للحرب التي ينتظرها الكثيرون من خصوم هذه الأمة، ويسعدهم أن تقع بأيدينا لا بأيديهم.

2. ثم إن من شروط النجاح فهم الظرف والمرحلة والواقع الذي يعيشه الإنسان فهماً جيداً؛ فإن أي طموح أو تطلع لا يعتد بالرؤية الواقعية ولا يقرأ الخارطة بكل تداخلاتها وتناقضاتها وألوانها؛ فإنه يؤدي به إلى الفشل وإذا كان الله تعالى قال: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ } (60) سورة الأنفال فإن أعظم القوة هي قوة العقل والنظر والرؤية الإستراتيجية.

وأكثر الإشكالات تأتي من جهة اختلاف الرؤية للواقع، وعدم تمثله بشكل صحيح، أو من النظر إليه من زاوية واحدة، أو من التعويل على صناعة المستقبل دون اعتداد بالحاضر، أو إدراك لصعوباته.

وهذا شأن يعز إدراكه على الكثيرين ويحتاج إلى رؤية جماعية ذات معايشة وفهم ودراية ودربة وتعقل وتجربة.

3. ولا شك أن جهاد المحتلين واجب على ذوي القدرة وهو من جهاد الدفع، وبابه دفع الصائل، ولا يشترط له ما يشترط لجهاد المبادأة والطلب، ولا يلزم له وجود قيادة عامة، وإنما يعمل في ذلك بقدر المستطاع كما قال تعالى : "فاتقوا الله ما استطعتم".

وهؤلاء المحتلون هم ولا شك من المحاربين المعتدين الذين اتفقت الشرائع على قتالهم حتى يخرجوا أذلة صاغرين يإذن الله، كما أن القوانين الأرضية تضمنت الاعتراف بحق الشعوب في مقاومتهم.

وأصل الإذن بالجهاد هو لمثل هذا، كما قال سبحانه: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (39) سورة الحـج. وقد قرر سبحانه سنة التدافع التي بها حفظ الحياة وإقامة العدل وضبط الشريعة فقال: "{ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (40) سورة الحـج.

فالمقاومة إذاً حق مشروع، بل واجب شرعي يلزم الشعب العراقي الدفاع عن نفسه وعرضه وأرضه ونفطه وحاضره ومستقبله ضد التحالف الاستعماري كما قاوم الاستعمار البريطاني من قبل.

4. ولا يجوز لمسلم أن يؤذي أحداً من رجال المقاومة، ولا أن يدل عليهم فضلاً عن أن يؤذي أحداً من أهلهم وأبنائهم، بل تجب نصرتهم وحمايتهم.

5. يحرم على كل مسلم أن يقدم أي دعم أو مساندة للعمليات العسكرية من قبل جنود الاحتلال لأن ذلك إعانة على الإثم والعدوان.

أما ما يتعلق بمصالح البلد وأهله - من توفير الكهرباء والماء والصحة والخدمات وضبط المرور واستمرار الأعمال والدراسة وديمومة المصالح العامة ومنع السرقة ونحوها- فلا بد من السعي في توفيرها بحسب الإمكان.

6. إن من مقررات الشريعة الثابتة المستقرة - التي لا خلاف عليها بين أهل الإسلام - حفظ دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم.

ولم يرد في القرآن وعيد على ذنب بعد الشرك كما ورد في وعيد من قتل مؤمناً متعمداً قال الله سبحانه {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء

وفي صحيح البخاري عن أبي بكرة مرفوعاً أن رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: « إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِى النَّارِ » .

وفي الصحيحين عَنْ جَرِيرٍ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ «اسْتَنْصِتِ النَّاسَ» فَقَالَ «لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».

وفي صحيح البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِى فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا ».

ولسنا نعرف لغة أقوى وأوضح وأصدق في إقامة الحجة وقطع المعذرة عن المتأولين والمتحايلين والمتساهلين وأكثر حفظاً لدماء المسلمين وأعراضهم من هذه اللغة النبوية المحكمة. ولهذا يجب أن يحفظ هذا الأصل الذي هو حقن دم المسلم وتحريم ماله وعرضه وعدم فتح باب التأويل في ذلك.

7. من المصلحة الظاهرة للإسلام والمسلمين في العراق وفي العالم ألا يستهدف المستضعفون ممن ليسوا طرفاً في النـزاع وليست دولهم مشاركة في الحملة العسكرية على العراق كمن يقومون بمهمات إنسانية أو إعلامية أو حياتية عادية لا علاقة لها بالمجهود الحربي، وقد قال تعالى: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين".

وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك قتل المنافقين وعلله بقوله صلى الله عليه وسلم: « لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ ».

فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداري مثل هذا ويدفعه بترك من قد يكون مستحقاً للقتل في الأصل فكيف بغيره؟! خاصة والإعلام اليوم قد سلط الأضواء كثيراً على مجريات الوضع في العراق، وعلى كل عمل يقوم به أهل الإسلام.

فالواجب تحري مردود الأعمال التي تقع ومدى تأثيرها على الشعوب من المسلمين وغيرهم.

8. إن المحافظة على وحدة العراق مطلب حيوي وضروري.

وهناك أصابع خفية تحاول إيقاد نار الفتنة، وتمزيق العراق إلى طوائف، وإثارة المعارك الداخلية بين الشيعة والسنة، أو بين الأكراد والعرب.

ومثل هذا الاحتراب الداخلي -الذي قد ينجر إليه المتسرعون من كل فئة- ضرر ظاهر وخدمة مجانية لليهود الذين يتسللون إلى العراق، ولقوى التحالف التي توظف الخلاف في ترسيخ سيادتها، وتسليط كل طرف على الطرف الآخر يقتل رموزه، ويفشي أسراره، والمحصلة النهائية أن كل فئة تقول : الأمريكان خير لنا من هؤلاء.ولهذا يجب أن يتواضع العراقيون جميعاً على أن حقهم أن يعيشوا بسلام - تحت راية الإسلام - بعضهم إلى جوار بعض. وهذا وضع تاريخي مرت عليه قرون طويلة، وليست هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق بالفرصة الذهبية التي يطمع كل طرف أن يوظفها لصالحه.والأولوية في هذه المرحلة هي لترسيخ وحدة البلد والمصالحة الداخلية وتجنب أسباب الفتنة والاحتراب، وكف بعض الطوائف عن بعض، فهذه مصلحة مشتركة.

9 . إذا استطاع أهل الإسلام عامة والمنتسبون إلى الدعوة خاصة أن يتجهوا إلى الإصلاح والبناء والإعمار المادي والمعنوي والأعمال الإنسانية والتربوية والعلمية والمناشط الحيوية، وكانوا قريبين من نبض الناس ومشاعرهم، متصفين بالحلم والصبر وسعة الصدر، وتركوا خلافاتهم جانباً - إذا استطاعوا ذلك - فسيكون لهم في بناء البلد وإعماره وقيادة مؤسساته تأثير كبير. والبلد الآن في مرحلة تشكل وتكون، والأسبقية مؤثرة ، خصوصاً إذا صحبها إتقان لفنون الإدارة والتدريب العملي والعمل الجماعي المؤسسي.

ولذا يجب الاستفادة من المساجد والمدارس وغيرها في توجيه الناس ومخاطبتهم واستثمار وسائل الإعلام من الإذاعات والقنوات الفضائية والصحف والمجلات وإقامة الدروس والمحاضرات والحلقات على هدى وبصيرة وعلم وتأسيس صحيح بعيداً عن التحيز والهوى والموقف الشخصي والحزبي، وبعيداً عن إقحام الناس في الانتماءات الخاصة والمواقف الضيقة والخلافات المذهبية التي تؤدي إلى الشتات والفرقة والاختلاف والتطاحن.

10. ونوصي إخواننا المسلمين في العالم بالوقوف إلى جنب إخوانهم في العراق بالدعاء الصادق والتعاطف والتراحم والنصرة قدر الإمكان كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم خصوصاً وهم يشهدون معاناتهم في قبضة المعتدين بالقصف العشوائي والتدمير والقتل الأعمى الذي طال معظم مناطق العراق، ولعل من آخرها ما نشهده اليوم في مدينة الفلوجة الصامدة المنصورة بإذن الله وما حولها.

ونوصيهم بإعانة إخوانهم بالرأي السديد والنظر الرشيد المتزن البعيد عن التسرع والاستعجال، وأن يكف عن إطلاق الفتاوى المربكة ذات اليمين أو ذات الشمال مما يتسبب في اضطراب الأمر بينهم.

ونوصيهم بمؤازرة الشعب العراقي في محنته الأليمة، وأن تسارع الجمعيات والمؤسسات الخيرية إلى السعي في سد حاجة العراقيين للغذاء والدواء واللباس وضروريات الحياة.

نسأل الله أن يحفظ شعوب الإسلام في العراق وفلسطين وفي كل مكان، وأن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه والحمد الله رب العالمين

الموقعون:

الشيخ الدكتور. أحمد الخضيري أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود

الشيخ الدكتور. أحمد العبد اللطيف أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى

الشيخ الدكتور. حامد ين يعقوب الفريح أستاذ التفسير بكلية المعلمين بالدمام

الشيخ الدكتور الشريف. حاتم العوني أستاذ الحديث بجامعة أم القرى

الشيخ الدكتور. خالد القاسم أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود

الشيخ الدكتور. سعود الفنيسان أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الإمام -سابقا-

الشيخ الدكتور. سعيد بن ناصر الغامدي أستاذ العقيدة في كلية الشريعة - أبها

الشيخ الدكتور. سفر بن عبدالرحمن الحوالي أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى سابقا

الشيخ الدكتور. سلمان بن فهد العودة المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم

الشيخ المحامي. سليمان الرشودي محام

الشيخ الدكتور. صالح بن محمد السلطان أستاذ الفقه في جامعة القصيم

الشيخ الدكتور. عبدالرحمن بن أحمد علوش مدخلي أستاذ الحديث في كلية المعلمين

الشيخ الدكتور. عبد العزيز الغامدي أ ستاذ الفقه بجامعة الملك خالد بأبها

الشيخ الدكتور. عبدالله بن إبراهيم الطريقي أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام

الشيخ الدكتور. عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام

الشيخ الدكتور. عبدالله بن وكيل الشيخ أستاذ الحديث في جامعة الإمام

الشيخ الدكتور. عبدالوهاب بن ناصر الطريري نائب مشرف مؤسسة الإسلام اليوم

الشيخ الدكتور. علي بن حسن عسيري أستاذ العقيدة في كلية الشريعة - أبها

الشيخ الدكتور. علي بادحدح أستاذ الحديث وعلوم القرآن - جامعة الملك عبدالعزيز

الشيخ الدكتور. عوض بن محمد القرني أستذ أصول الفقه في جامعة الإمام -سابقا-

الشيخ الدكتور. قاسم بن أحمد القتردي أستاذ التفسير في كلية االشريعة - أبها

الشيخ الدكتور. محمد بن حسن الشريف أستاذ القرآن وعلومه بجامعة الملك عبدالعزيز

الشيخ الدكتور. محمدبن سعيد القحطاني أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى سابقا

الشيخ الدكتور. مسفر القحطاني أستاذ الفقه بحامعة الملك فهد للبترول والمعادن

الشيخ الدكتور. مهدي محمد رشاد الحكمي أستاذ الحديث في كلية المعلمين - جازان

الشيخ الدكتور. ناصر العمر المشرف على موقع المسلم
__________________
يا صبر أيوب !

آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 21-11-2007 الساعة 05:00 PM.
الثائر الأحمر غير متصل  
قديم(ـة) 21-11-2007, 05:52 PM   #6
الصاعقة
عـضـو
 
صورة الصاعقة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2001
البلد: القصيم
المشاركات: 333
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها أبو محمد النجدي
هل هذا صحيح ؟

لا أعتقد يا أحمد !

ربما أن أحمد يقصد بذلك قبل ذهابه للعراق قبل 4 سنوات ، مع أني لا أظن وجود ذلك في السنوات الماضية فما بالك في هذا الوقت ، ولا تنسى كذلك الزيادات البهيرية المفروضة على النص !
الصاعقة غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)