بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » وماذا قال الشيخ سلمان في أخيه الشيخ عائض ؟؟

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 23-11-2007, 04:50 PM   #1
حفيد اعقيل
مجرد عضو ..
 
تاريخ التسجيل: Nov 2002
البلد: في بريدة دار العز ,,
المشاركات: 5,389
وماذا قال الشيخ سلمان في أخيه الشيخ عائض ؟؟

صحراء الجزيرة لاسعة، وهجيرها لا يمزح! فتعطش القلوب، وتظل النفوس بين القلق والتطلع، مشدودة بانتظار قطرة ماء باردة، يا الله..!

(وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ)

ولا الأرض العمار، ولا الغمار!

اكتَشِف هؤلاء العابرين! حتماً سيكون فيهم مَن روحه شقيق ورحِك، تتعارف فتتآلف، ولو لم تكن قادرة على التفسير، فتتدافع لقطع المفازة بفرح واغتباط، ولا تسمح لخطرات الحزن والإحباط أن تئد الطموح، أو توقف العطاء.

قد تلتقي صديق العمر عند أحد رفوف مكتبة، أو على قارعة طريق، أو أي صدفة أخرى تصبح هي الفصل الأول، لقصة صداقة عريقة.

في تلك المكتبة الحديثة بكلية أصول الدين بالرياض كانت تقام معظم الدروس، الطلبة يتحلقون حول طاولة ممتدة، يجلس في صدارتها الأستاذ، وبين يديه كتاب يقرأ فيه، أو يعلق عليه، ولا تبدو الحاجة ملحة إلى الكتابة على اللوح، وقد يتسلل الملل والخمول إلى الجو، ويستثقل الجماعة الدرس، فلا ينعشهم إلا تعليق ضاحك من أحد الطلاب.

(الفتى الجنوبي) هو أبو نكتتها، والطرفة تجري في دمه بلا تكلف، كأنما يلهمها إلهاماً، أو تساق له سوقاً، فهي تصادفه في كل مكان، وأطرف منها حكايته لها، وقد يصنع الطرفة على نفسه، فيضحك منها بأريحية، ويضحك!

توطدت العلاقة بين كوكبة كأصابع اليد الواحدة، وكان بيت الشاب عبد الوهاب في السويدي، ثم في العليا هو مكان السمر، حيث القلب المفتوح، والسرور، والكرم، والصحبة المأنوسة.

في جامع الملك عبد العزيز كانت أولى المحاضرات:

(احفظ الله يحفظك)

الجمهور الحاشد، والإلقاء المميز، والروح الوثابة كانت أهم الملامح، وتلك كانت الشرارة، فقد سُجلت المحاضرة في شريط شاع وذاع، وكان بداية لسيل من المواد السمعية، التي شرقت وغربت، وبيع منها الملايين في أنحاء العالم..

صوت شبابي جذاب، وعاطفة مشبوبة، وانسياب فقهي، واستشهاد شعري، ونصوص محكمة، مع مسحة من نقد الواقع.. تلك كانت مؤهلات (الشاب عايض بن عبد الله القرني) للنزول إلى الميدان.

ويتسلل الرجلان للخروج من المسجد من بين الزحام، وتأبى الطرفة إلا أن تلاحقه على صورة فتى يركض وراءهم وهو يصيحتكفى يا شيخ تكفى.. حديث علي في الفأرة)!

المعيد عايض القرني متفرغ للماجستير، فلا غرو أن تطول ليالي السمر، وأن يكون محفوظه الشعري والقصصي مادة الحديث، الذي يطرب له الجلساء، وربما وعظ فأبكاهم، أو مزح فأضحكهم فهو نديم يبكيك إذا شئت، ويضحكك إذا شاء، فلك الأولى، وليست لك الثانية.

يتكلم في مناسبة عامة مثنياً على أحد أصحابه: فلان بضعة مني!

وحين عاتبه وقال: إن مثل هذا يقوله النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة - رضي الله عنها -، ولكن لا يقوله القرين لقرينه وزميله؛ يجيب على الفور: أنا أذهب إلى حديث طلق بن علي، وليس إلى حديث فاطمة(!!).

يأتي إلى القصيم، ويلقي محاضرة (الشباب والطموح) مستهلاً بأبيات شعر تحمل الحب والترحاب، وتثني على شخوص ورجالات، مستطرداً بأن صاحبه عبد الوهاب قال له في الطريق: إنك تأتي قوماً (أهل كتاب) وسنة

وفي جامع أبي بكر بأبها حيث يصلي إماماً بالناس، ويلقي الخطب المؤثرة، منطلقاً على سجيته، مستعيناً بزاده الثقافي، ومحفوظه التراثي، على أنه ربما فاجأه الموقف وضايقه الوقت، فتحدث في شؤون شتى، وشرَّق وغرَّب، فإذا سألوه:

ما نضع عنواناً للخطبة؟

قال: (شعاع في الأفق!)

مسامرات وأسفار، وحب متبادل، وصوت أبي عبدالله لا يكاد يغيب وهو يحتسي كأس الشاي الأخضر، ويحك ناصيته، وقد تعارَّ الليل:

أعيدوا صباحي فهو عند الكواعب

ورُدّوا رقادي فهو لحظ الحبائب

إليَّ لعمري قصد كل عجيبة

كأني عجيب في عيون العجائب

إذا علويٌّ لم يكن مثل طاهر

فما هو إلا حجة للنواصب

يقولون تأثير الكواكب في الورى

فما باله تأثيره في الكواكب

وقد يسوق البيت لمناسبة مما تقتضيه تكاليف الحياة، كأن يسمع ذاماً فيقول:

إني وإن لمت حاسديَّ فما

أنكر أني عقوبةٌ لهم!

الشيخ ابن باز معنى مشترك لدى الجميع، هدوء النفس، والتواضع وقوة الاحتمال، وسلامة الصدر جعلته موئلاً للهموم، درس يتعثر، أو محاضرة توقف، أو مشكلة هنا، أو نازلة هناك.

ينتقل الشيخ إلى الرياض، ويستضيف كوكبة من طلبة العلم على رأسهم ابن باز، ويلقي قصيدة في مدحه.

ثم يلقاه في حفل التوعية قبيل موسم الحج بحي العزيزية بمكة المكرمة، حيث بيت الشيخ عبدالعزيز - رحمه الله -, ويلقي الشاعر عايض القرني قصيدة (أبي ذر في القرن العشرين):

دمعة الزهد فوق خدك خرسا

ووجيب الفؤاد يحدث جرسا

أنت من أنت.. يا محب.. وماذا

في حناياك.. هل تحمّلت مسا؟

ما لهذي الدموع.. مالك صبٌ

حالكم مأتمٌ وقد كان عرسا

لاطفوني هددتهم بالمنايا

هددوني لاطفت حتى أحسّا

أركبوني.. نزلت أركب عزمي

أنزلوني ركبت في الحق نفسا

وكعادة الشيخ يعلق على الكلمات والمشاركات، وحين يصل إلى قصيدة أبي ذر يقول: أما الشيخ عايض فإنه ذكر أن أبا ذر نزل في الرمال، ودخل في الرمال، وخرج من الرمال.. وليته وضَّح وبيَّن..

وعرف الشاعر من أين أُتي، وكان موعد الاستدراك في آخر الموسم، في حفل الزاهر، حيث ألقى منظومة سهلة مطلعها:

يا مركز الخير حيوا لي محياه

نداء حق من الفصحى سمعناه

كن كالصحابة في زهد وفي ورع

القوم هم ما لهم في الناس أشباه

عُبَّاد ليل إذا جن الظلام بهم

كم عابد دمعه في الخد أجراه

وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم

هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه

وعلق سماحة الشيخ وأشاد بالقصيدة، ودعا لصاحبها أن ينفع الله به، ويبارك فيه، ويوفقه لكل خير.

وقدم له في جامع الراجحي وخاطبه:

أدعوك للعلم الشريف روايةً

عن مالكٍ ومسدد بن مسرهد

وهي المحاضرة التي تحدث فيها رحمه الله عن السلام مع اليهود، وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم صالحهم، والأمر موكول إلى المصلحة.

وأحدثت هزة اعلامية واسعة.

وكتب في قصيدة (البازية):

قاسمتُك الحبَّ من ينبوعه الصافي

فقمت أنشد أشواقي وألطافي

لا أبتغي الأجر إلا من كريم عطا

فهو الغفور لزلاتي وإسرافي

وعلمك الوحي لا من علم حضرته

رأي الرجال ومن كاف وكشاف

و(الكافي) و(الكشاف) اسمان لكتابين محتملين، فهل قصد الشاب السلفي المقبل على علم الحديث التقليل من كتب المذاهب، كالكافي وكشاف القناع، أو قصد نقد كتب الفرق كالكافي للكليني والكشاف للزمخشري؟!

تتفرق الدروب، وتستحكم الحلقات، ويسكن الصوت الجهير، ولكنه يجد في خطبة الحرم ما يحرك لواعج الشعر، فينطلق على سجيته ممتدحاً:

أيها الشعر.. أنت أنت الحداء

غنِّ شعراً تصغي إليه السماء

رتل الحقَّ ساطعاً يفضح البهتان

فالحق عزة شماء

لا ترائي يا شعر واسكب شجوناً

فقبيح لدى الكرام الرياء..

فيدفع ثمنها في دار أبي سفيان شهوراً تسعة، أوحت إليه ب(حدائق ذات بهجة) وألقت في روعه فكرة الكتاب الذي سطره بعد، ووسمه ب(لا تحزن)، والذي بيعت منه ملايين النسخ، وترجم إلى أكثر من عشرين لغة، وتداولته أيدي الشباب والفتيات في كل مكان.

قارئ نهم لكتب الشريعة واللغة والأدب والشعر والتاريخ والتراجم، وصاحب ملكة فذة في الحفظ والاستيعاب والاستحضار، يحفظ الشعر، ويطرب له، وربما أعجب بالقصيدة فاندمج فيها ورددها وحاكاها، وزناً وقافية وموضوعاً.

يزيد محفوظه على عشرة آلاف بيت، هو صاحب هوى، ولكنه سنيّ، قرأ مرة في الأغاني:

وقالوا صحيراتُ اليمام وقدموا

أوائلهم من آخر الليل في الثقل

مررن على ماء العشيرة والهوى

على ملل.. يا لهف نفسي على ملل

فصاح، وقال: (خلاص الله يعوضكم في خير)، وكاد يفعل كما فعل ابن أبي عتيق، الإمام الجليل، حفيد أبي بكر الصديق، حين سمعها وهو يصلي، فلما فرغ من صلاته نام على جنبه، ورفع رجله، وقال: (فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها)!

استوعب النابغة وزهيراً والمتنبي وأبا تمام، وطوائف من المحدثين كالبردوني والقباني، وحفظ القصائد الطوال، وعن طريقه اتصل صاحبنا بالعديد من الأسماء والأشعار والطرائف، وهو يفوق صاحبنا وسائر أقرانه في سرعة البديهة، وكثرة المحفوظ من الأخبار والأشعار والأسماء والتراجم والأنساب.في قلبه حب صادق لهذا الدين، ولسيد المرسلين، عاش مع سيرته، قراءة وإلقاء وتدريساً، وربما غلبته دموعه فبكى، أو سالت هذه الدموع بحراً من الشعر الجميل:

محمد في فؤاد الغار يرتجف

في كفه المجد والتاريخ والصحف

مزمِّل برداء الوحي جلله

نورٌ من الله لا صوفٌ ولا خصفُ

ومن حبه لهذا النبي الكريم اتصل بهذه الأسرة المحمدية من الصحب الكرام، فعاش مع قصصهم وأخبارهم، ودرس علم أئمة السلف في مدوناتهم، فأحبهم وردد ذكرهم، وأكبَّ على كتب ابن تيمية، فقرأ الفتاوى وأعادها، وكان يقول في ظرف ودعابة:

ثلاثة كلهم أحمد، من نازعني فيهم شربت من دمه: أحمد بن حنبل وابن تيمية والمتنبي!

كتب له القبول حين كان صوتاً مسموعاً في الكاسيت، ثم كتب له مرة أخرى حين غدا كتاباً مقروءاً يطبع بالملايين، ولا يزال يدخر الموضوعات الأدبية الماتعة، والسياقات الجميلة في مثل (عز العزلة) و(الأسطورة).

ثم كتب له القبول ثالثة حين (غزا الفضاء)، عبر برامج عديدة، في السير والأخلاق والتفسير والأدب والتراجم، وغيرها.

وعسى أن يكون ذلك آية للقبول عنده جل وتعالى.

الصلة التي بدأت على مقاعد الدرس بالدراسة العليا، وتوطدت في منزل أبي محمد: عبدالوهاب، وكمنت زمناً لعوارض الحدثان، ظلت وفية قائمة، لا ينقصها البعد، ولا يزيدها القرب، قلوب تآلفت وتحابت، ووجدت بعضها في بعضها، الإخاء دثارها، والانس شعارها، والتغافر مبدؤها، والدعم والإسناد في مقابلة مشقات الحياة وصعابها، ولله جعفر الصادق حين قال: أخي كل أخي من إذا جلست معه كأنني وحدي!

الانطلاق على السجية، والتخفف من قيود العلاقة ورسومها، وزوال الكلفة هي أبرز ما يميز علاقة بين صفيّين، دامت لما يزيد على عشرين عاماً، تسعد أحياناً بالوصل حتى يقول:

سيدي، علل الفؤاد العليلا

واحيني قبل أن تراني قتيلا

إن تكن عازماً على قتل روحي

فترفَّق بها قليلاً قليلاً

وتشقى أحياناً بالحرمان حتى يقول:

أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل

دعا فلبّاه قبل الركب والإبل

ظللت بين أصيحابي أكفكفه

وظل يسفح بين العذر والعذل

وما صبابة مشتاق على أمل

من اللقاء كمشتاق بلا أمل

والهجر أقتل لي مما أراقبه

أنا الغريق فما خوفي من البلل

ويمتد الوصل حيناً حتى يقول:

مضى الليل والفضل الذي لك لا يمضي

ورؤياك أحلى في العيون من الغمض

إنها اللحظات التي تجدد الروح، وتزرع الفرحة، وتعيد للحياة شيئاً من عفويتها وصدقها، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف!النجم الذي ينتزع الابتسامة بين طلبة الصف صار نجماً حقيقياً وتمثل بقول القائل:

وكنت سمعت أن الجن عند اس

تراق السمع تُرجم بالنجوم

فلما أن علوت وصرت نجماً

رميت بكل شيطان رجيم..

علَّمته الأيام أن يتحمل التبعة، ويتجرع التجريح والإساءة، ويتذكر أنها ضريبة النجاح، وأن أهمية المرء هي بقدر النقد الموجه إليه، والذي يقصد المستقبل لا يلتفت للوراء، فالقافلة يجب أن تسير، والعربة الفارغة لا تصدر إلا الضجيج، وكلما أكثر الخائضون الضجيج علينا أن نكثر العمل، (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة 105).

الدكتور سلمان العودة
__________________
.
.

كلن يحب اللي يود ويريدة // والقلب مايآخذ من الناس واجـد
وانا الحبيبة عندي اسمه بريدة // أحبها والله على الحب شاهد

.
.
حفيد اعقيل غير متصل   الرد باقتباس


إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)