[حوت البحر]

بسم الله الرحمن الرحيم
فَضْلُ ليلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ
ورد في فضل هذه الليلة عدد من الأحاديث النبوية الشريفة ، منها :
1. قوله r : (( إنَّ الله لَيَطَّلِعُ في ليلةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، فيغفرُ لجميعِ خَلقِهِ إلا لمشركٍ أو مُشاحِنٍ )) ، وفي رواية (( إلا مشاحنٍ وقاتلِ نفسٍ )) . رواه الإمام أحمد ابن حنبل وابن ماجه وابن حبان وابن أبي شيبة وعبدالرزاق والطبراني( مسند الإمام أحمد ( 2/ 176 ) ، وسنن ابن ماجه ( 1/ 445 ) ، وصحيح ابن حبان ( 12/ 481 ) ، ومصنف ابن أبي شيبة ( 6/ 108 ) ، ومصنف عبدالرزاق ( 4/ 316 ) ، والمعجم الكبير للطبراني ( 20/ 108 ) ، والأوسط له ( 7/ 36 ) . ) .
وفي رواية للطبراني : (( ويدَعُ أهلَ الحِقدِ بحقدِهمْ حتى يَدَعُوهُ ))( المعجم الكبير ( 22/ 223 ) . ).
2. قوله r : (( إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَنْزِلُ ليلةَ النصفِ مِن شعبانَ إلى سماءِ الدنيا، فيغفرُ لأكثرَ مِن عَدَدِ شَعرِ غَنَمِ كَلْبٍ )) رواه الإمام أحمد والترمذي وابن أبي شيبة(مسند الإمام أحمد ( 6/ 238 ) ، وسنن الترمذي ( 3/ 116 ) ، ومصنف ابن أبي شيبة ( 6/ 108 ) . ).
وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : (( بلغنا أنه كان يقال : إنَّ الدعاءَ يُستَجابُ في خمسِ لَيالٍ : ليلةِ الجمعةِ ، وأولِ ليلةٍ من رجبٍ ، وليلةِ النصفِ من شَعبانَ ، وليلتي العيدينِ ))( الأم ( 1/ 231 ) ، ورواه عن النبي r : عبدالرزاق في مصنفه ( 4/ 317 )).
فما معنى تشريف هذه الليلة إن لم يكن بقصد إحيائها بشتى أنواع الطاعات؟
والأمر في ذلك واسع. والله أعلم
ولهذا كان التابعون من أهل الشام يُعَظِّمونَ هذه الليلةَ ، ويجتهدون فيها بالطاعاتِ ، وكان بعضهم يَسْتَحِبُّ الاجتماعَ لإحيائِها في المساجدِ ، كخالد بن معدان ولقمان ابن عامر وغيرهما ، وكان آخرون يستحبون إحياءَها في البيوت ، كلٌّ يصلي فيها لخاصةِ نفسِهِ ، ومن هؤلاء الإمام الأوزاعي ، رحم الله تعالى الجميع .
فالخلافُ في المسألةِ قديمٌ ، والأمرُ فيها واسعٌ إن شاء الله تعالى .