[الليث الجارح]

مخاطر العولمة الجديدة
العولمة مصطلح يراد به توحيد العالم في إطار واحد بحيث يشمل النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربية والتعليم والمعتقدات الدينية،بدأت فكرتها في عقد الثمانينات والتسعينات الميلادية .
وتهدف الى تحقيق انتشارها لتصبح متاحة للجميع في جميع أنحاء العالم.بالإضافة الى كسر حاجز الحدود بين الدول،لإفساح المجال لانتشار البضائع والخدمات والأفكار والمعتقدات بحيث تكون في بدايتها لمن يرغب،إلاأنها ستكون ملزمة للجميع مستقبلاًَ .
وتهدف إلى زيادة التشابه بين دول العالم والقضاء على الفوارق الخاصة بالدول،بحيث يصبح النظام الاقتصادي موحداً في العالم.
لكن الأخطر من ذلك هو العولمة الثقافية،لتدخلها في صياغة فكر وسلوك الآخرين..
وقد تكون الهيمنة للدول الغربية لفرض ثقافتها على بقية شعوب العالم ،بالاضافة إلى فرض أسلوب سياسي معين يعتمد على الأسلوب الغربي في الحكم تحت ذريعة الدمقراطية.
إلا إن الخطر الحقيقي من هذه العولمة يأتي من العولمة الاجتماعية التي تفتح باب الشر لتدمر القيم الدينية والأخلاق الحميدة من إباحة للجنس وزواج الشواذ والإجهاض وجميع الانحرافات المتفشية في المجتمع الغربي . يخدم هذه العولمة،أو مايسمى بالنظام العالمي الجديد،التدفق الإعلامي المتطور الذي حول العالم الى قرية صغيرة،ويتحكم في هذا السيل الجارف شركات غربية كبيرة تمتلك الامكانيات الضخمة.
ونحن كمسلمين،يتوجب علينا التنبه إلى هذا الخطر القادم بدراسة الإيجابيات والاستفادة منها،ومعرفة السلبيات والعمل على تحصين المجتمع المسلم منها،وأن نقدم النموذج الإسلامي الحنيف،الذي جاء قبل أربعة عشر قرناً مقدماً الحلول الصحيحة لحياة الإنسان الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية من خلال فكر صحيح للإنسانية جمعاء.
فمراكز البحوث والجامعات والقطاعات الإسلامية والعلماء والدعاة كل في مجاله مطالبون بالعمل لتقديم النموذج الإسلامي والاستفادة من هذا الانفتاح لتعريف الآخرين بما في الدنيا ،وألانلزم الصمت بحجة أننا بعيدون عن سيطرة العولمة فالشر قادم ولن يفك الحديد إلا الحديد ،
وصدق الله العظيم القائل )كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون
بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم *منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون).