[غصن السلام]

من للمستأجرين في ظل نظام(حلالي وانا حرفيه)
__________

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لايخفى على الجميع الزيادة المفاجئة في إيجارات المساكن خلال العامين الماضيين في العاصمة الرياض وبخاصة العام الحالي 1428هـ

حيث وصلت الإيجارات في هذه العام إلى أسعار فلكية مقارنة بما كان عليه الوضع
من قبل

فبعد ان كانت افضل شقة ( في غرب الرياض على سبيل المثال ) لاتتعدى قيمتها ثلاثة عشر ألف ريال أصبح الآن إيجار الشقق يتعدى العشرين والاثنين وعشرين
ألف ريال.!!!.

وبعد ان كان ثمن الدور لايتعدى العشرين الف ريال وصل الآن إلى خمسة وعشرين وثلاثين وخمسة وثلاثين ألف ريال.!!!.

والسبب الرئيسي في هذا الارتفاع يعود إلى :
عدم وجود نظام من قبل الدولة لتسعير الإيجارات

فالأمر يعود أولاً وأخيراً إلى أصحاب العقارات ، فصاحب العقار هو من يحدد السعر الذي يريده دون الرجوع إلى نظام أو جهة مسئولة

بل ان مرجع أصحاب العقارات في تسعير عقاراتهم ليس نظام صادر من قبل الدولة ولكنه بناء على نظام مستمد من شريعة الغاب اسمه:

(حلالي وانا حر فيه) .!!!.

وأعرف أمثلة واقعية لجشع أصحاب العقارات في الزيادة على المستأجرين منه ا:أن أحد الأخوة كان مستأجراً شقة بسبعة عشر ألف ريال فإذا بصاحب العقار يتصل عليه ويقول :
(ترى رفعنا الايجار إلى ثلاث وعشرين الف ، انت تبي الشقة بثلاث وعشرين الف والا تبي تطلع اطلع) .!!.

وآخر ذو عيال مسكين يبلغ عددهم السبعة أطفال يفاجئه صاحب العقار بينما هو جالس آمن مطمئن مع أهله وأطفاله ليقول له :
(ترى الايجار صار بثنين وعشرين الف) ، وعندما حاول المسكين أن يناقش صاحب العقار رد علي صاحب العقار بأسلوبه المتخلف المعروف عنه :

(انت جايز لك هالقيمة والا اطلع اناماقلت لك اقعد)

بل حكى لي أحد الأخوة معاناة رجل طاعن في السن خرج على جماعة المسجد بعد صلاة العشاء وهو يبكي بل ويذكر اسم صاحب العقار تحديداً باسمه ويقول : (بن فلان بيطلعني من بيتي سوّو خير وساعدوني ادفع له اجار بيته)

وهكذا واصل أصحاب العقارات في زيادة الإيجار على المستأجرين دون أدنى وازع ديني أو أخلاقي ودون مراعاة لنظام أو قانون يردعهم ، وترى شعارهم المعروف في حالة مناقشة المستأجر المسكين:

(جايز لك والا اطلع) .!.

وفي النهاية لابد للمستأجر المسكين من الرضوخ لجشع وطمع صاحب العقار الذي هو في الغالب شخص جشع طاعن في السن نسي الموت ونسي القبر والنعيم الزائل
وأصبح كل همّه هو جمع المال وكأنه سيذهب بماله معه إلى حفرة القبر نسأل الله العافية.!.

إن غالبية المستأجرين إن لم يكن جميعهم هم من أثقلهم كاهل الدين ، دين الزواج ، ودين خسارتهم في سوق الأسهم ، ودين الاحتياجات الضرورية وغيرها ووالله إنهم في حالة من العوز والفقر والحاجة لايعلمها إلا الله وحده ولكنهم يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف

ونحن لانؤمّل في وزارة التجارة خيراً فقد عرفناها في موقف غلاء اسعار المواد الغذائية ولم تكن على قدر تحمل المسؤولية

ولكن أملنا في الله سبحانه وتعالى ثم في خادم الحرمين الشريفين
أن يوجه حفظه الله بدراسة هذه المأساة التي يعاني منها غالبية الشعب وهي : ارتفاع الإيجارات ، وأن ينظر بعين العطف إلى هؤلاء المستأجرين وأن ينظر في سوء الحالة التي وصل إليها هؤلاء المساكين المستأجرين ، وذلك بتوجيهه حفظه الله بوضع نظام يتم بموجبه تسعير الإيجارات من قبل الدولة لامن قبل أصحاب العقارات الذين أعماهم الجشع والطمع وتسلطوا على هؤلاء المساكين

وأنا واثق كل الثقة أنه لو علم حفظه الله بتلك القصص المأساية للمستأجرين وبتلك الأساليب اللاإنسانية التي ينتهجها أصحاب العقارات
واثق تمام الثقة أنه لو علم بذلك أنه سيوجه حفظه الله بالتوجيه المناسب الذي يضع حداً لهذه المشكلة ومعاناة المستأجرين مع أصحاب العقارات

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم