|
|
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 285
|
عبرات مضيع الطريق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي وحده وبعد : نعم ضيّعت الطريق .. بعد أن سرت كثيرا أضعت الطريق ! حزنت كثيرا ..ووقفت حائرا .. التفت يمنة ويسرة تشابهت عليّ الطرق .. وصرت حائرا أيها أسلك ؟ رأيت طريقا حسبته هو الطريق الصحيح فرحت وسلكته وجريت مسرعا وإذا بي أسلك طريقا مظلما لا نهاية له . ذهبت إلى كل جادة ساعيا للحصول على الطريق الصحيح ولكن دون جدوى ! سرت في كل الطرق بحثا عن الطريق الصحيح حتى يئست وانتهى بي المطاف أن سقطت في الوحل ودموعي فوق خدي وعبراتي يسمعها من كان حولي وبعد جهد جهيد .. أضعت الطريق فإنا لله وإنا إليه راجعون . إخواني الكرام .. هي حقيقة وليست خيال وأقسم بالله أنني أضعت طريقي بعد أن كنت أعتقد أنني أسلك طريق الصواب ، وما ذلك إلا بذنوبي .. ودعوني أخبركم كيف أضعت الطريق ؟ في ليلة لا تقل جمالا وروعة عن الليالي التي قضيتها في أفغانستان ، بصحبة إخواني المجاهدين الأبطال ، بكامل عتادنا وأسلحتنا ننتظر إذن البدء بالتحرك لأحد المواقع لدك أحد معاقل الكفر في المنطقة . وجميع الإخوة في وضع الاستعداد ولا أجد أقرب وصف لتلك اللحظات إلا وكأننا متأهبين للذهاب لحفل زفاف وهذا ما تبادر إلى ذهني لحظتها ، فجميع الإخوة قبل الذهاب منهم من اغتسل ولبس أفضل ما لديه وتفوح منه رائحة أجود أنواع الطيب والبسمة تعلو محياه ، بعد أن جهز سلاحه ونظفه وملئه بالذخيرة وكأنه قد غسل سيارته وجهزها ليباهي بها أقرانه في حفل زفافه . وقببل التحرك تلتفت يمنة ويسره لأرى جميع الإخوة ما بين راكع وساجد ورافع أكف الضراعة يناجي ربه بأن يمكنه من رقاب الأعداء وأن يرزقه إحدى الحسنيين إما نصر وإما شهادة . ولا أخفيكم أنني عندما شاهدت إخواني على هذه الحال لم أتمالك نفسي إلا والدمعة تسقط من عيني وأنا أتذكر أن كثيرا من علماء المسلمين خذلونا في موقف نحن أشد ما نحتاج إليهم فيه . جاء الأمر بالتحرك وانطلقنا مستعينين بالله ، أما أخوكم المحروم فقد أُوكلت إليه مهمة تصوير المعركة ، حملت سلاحي وكاميرتي وتحركت مع إخواني بعد أن صلينا العشاء ، وسرنا في طليعة الصعاليك التي أرهبت أمريكا وأبادت جنودها . كأن لم يكن بين الجبال أو الغضى أنيس ولم يبرز بها أيّ ضيغم مما شدني وأثر بي كثيرا أنه ونحن في طريقنا للتعرض مررنا بإحدى القرى فخرج لنا أهلها واستقبلونا أحسن استقبال وفجأة ومن بين تلك الزقاق يخرج شاب من أبناء القرية حاملُ سلاحه وجعبته وأبى إلا أن يشاركنا عمليتنا !!!! وبالفعل كتب الله له ما تمنى وشاركنا بعد أن أذن له الأمير وأبلى بلاء حسنا ، ومن بعد تلك العملية انخرط في صفوف الطالبان . وبعد ساعات من التحرك اضطررنا للمسير في إحدى الطرق الوعرة وكنت في مؤخرة الركب و خلفي اثنين من أسود الإسلام من جنود الإمارة الإسلامية طالبان وعددنا ليس بالقليل . وقدر الله أن سقط أخي الذي أمامي مباشرة وشُغلت بمساعدته مما جعلنا نتأخر عن إخواننا وأصبحوا بعيدين عنا ، وعندما لحقناهم وإذا بفارق المسافة بيننا وبينهم والمصيبة أننا في أحراش غابة مظلمة حالت بين أبصارنا وإخواننا وأصبحنا لا نراهم ! إنا لله وإنا إليه راجعون ليس هذا الوقت المناسب للضياع ، هممت بأن أستخدم الكشاف وتذكرت أنه الأمير منع استخدامه في هذا الوقت وقد يلحق هذا الفعل الأذى بإخواني فنحن قريبون من موقع العدو ، ناديت بصوت متوسط ولكن خرير الماء قطع مسيرة الصوت وحال بينه وبين وصوله للمجموعة ، ولم يبق إلا الاجتهاد فاستعنا بالله وسلكنا إحدى الطرق وقدر الله أن نسلك الطريق الخطأ : التفت يمنة ويسرة صعدت على أعلى مكان لأرى أي أثر للإخوة ولم أرى شيئا ، تشاورت أنا وإخواني الطالبان وسلكنا أكثر من طريق ولكن دون جدوى . ولم أتوقف عن البحث إلا بعد أن سقطت في إحدى السواقي وابتل جسمي بالماء والوحل وغطست معي الكاميرا في الماء وانكسرت وقلبي يعتصر حزنا وألما على فراقي لأصحابي . أما إخواني في المجموعة فأسأل الله أن يغفر لهم فقد انتظرونا لأكثر من ساعة ولم يجدوا بداً من أن يتركوا اثنين من الإخوة يبحثون عنا ويكمل الباقي المسيرة . وبينما نحن نتنقل من طريق لآخر إذ بي أصادف أحد سكان المنطقة المناصرة للمجاهدين ومن توفيق الله وجدت مع الرجل مخابرة ففرحت وطلبت الإذن منه بأن أستخدمها . راسلت القيادة ، وفي المخابرة : المحروم : حامد .. حامد حامد : أرسل .. أرسل المحروم : السلام عليكم أنا ( فلان ) عذرا ضيعت الطريق حامد : وعليكم السلام الحمد لله على السلامة أين أنت ؟ المحروم : أنا في المكان الفلاني أرجوك أريد أن أشارك الإخوة ؟ حامد : أنتظر قليلا . وفي المخابرة : حامد : يونس .. يونس ( يونس أمير مجموعة الاقتحام ) يونس وبصوت خافت لقربه من مركز العدو : أرسل أرسل حامد : ما آخر التطورات ؟ يونس : أبشرك نحن قريبون من موقع العدو وننتظر الإذن ببدء الهجوم ( نسيت أن أخبركم أن هذه العملية تعتبر عملية نوعية ومن أفضل العمليات في الفترة الأخيرة ولله الحمد حيث أن العدو ضرب في أكثر من خمس مراكز وفي وقت واحد واستخدم فيها كثير من أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ) حامد : توزعتم والكل أخذ موقعه ؟ يونس : نعم على حسب الخطة المرسومة . حامد : جيد .. انتظروا وأكثروا من الدعاء والاستغفار وكما أخبرتكم لا تتركوا إخوانكم الجرحى . حامد : يا المحروم المحروم : أرسل حامد : تريد أن تشارك الإخوة . المحروم : أي وربي أريد أن أشاركهم الله يرحم والديك . حامد : شاركهم بالدعاء يا مضيع الطريق ما في وقت الإخوة سيبدؤون الآن . المحروم : يا حامد الله يرحم والديك والله مهب ذنبي تكفى شف لي حل حامد : الحل أنك تشارك الإخوة بالدعاء وتتفرج على العملية من بعيد وبعد ساعتين راسلهم حتى تلتقي بهم وترجعون للمركز . ( والله يا إخوة ما أستطيع أن أصف لكم كيف تلقيت التوجيه وما أصابني من حزن وألم ) المحروم : طيب الله يحفظك أريد رقم غرفة العلميات في المخابرة وأشارك الإخوة بالصوت على الأقل . أخذت الرقم وعندما أدخلته وسمعت ترتيب الإخوة وتنسيقهم ويا ليتني لم أدخله حسرة ولوعة ، وفجأة تأتي الأوامر من حامد : بسم الله يا إخوة الكل يرمي .. الكل يبدأ .. الكل يبدأ .. بسم الله و اللـــــــــه أكبر أفتُتِحت العملية بقذائف البي إم وبدأت مجموعة الإسناد الأولى ثم مجموعة الإسناد الثانية و مجموعة المدفعية صبت حمِم قذائفها على المراكز كل مجموعة على المركز الذي حُدد لها كثفت الرماية ، شاهدت الصواريخ كالشهب تضرب أحد مراكز المرتدين ثم ما لبثت إلا ورأيت الهاون تحرق الصليبيين وأذنابهم ما أن تسمع صوت خروج القذيفة إلا وتسمع انفجارها في الكامب ( مركز العدو ) أو قريب منه ، أتى الأمر لمجموعة الاقتحام ببدأ الهجوم ، بدأت المجموعة وإذ بالبيكا والآر بي جي تُعمِل في أعداء الله القتل والتنكيل والتدمير ( لله الحمد يوجد في المجموعة إخوة أتراك وعرب مهره جدا في استخدام البيكا والآر بي جي ) ، فتارة تضئ قمة الجبل الأيمن ثم تتطاير الشظايا وما تلبث إلا أن ترى لهب الآر بي جي وصلي البيكا يحرق مركز عباد الصليب وأذنابهم في المركز الثاني وهكذا ، استمرت العملية أكثر من ثلاثين دقيقة وأنا أشاهدهم من بعيد . فدت نفسي وما ملكت يميني فوارس صدقت فيهم ظنوني فوارس لا يهابون المنايا إذا دارت رحى الحرب الزبون من المفاجأت أن أحد أسود الطالبان نصب سلاحه الدشكا وبدأ برماية مباشرة على مركز العدو لفترة ليست بالقصيرة وما لبثنا قليلا إلا وجاءه الرد من العدو ، واستمروا فترة على هذه الحال ومن ثم تشتت العدو ولله الحمد لقوة العملية وعدم توقعهم لحصول مثل هذه العمليات أما أخوكم المحروم فقد جلس على تبة مرتفعة والحزن يلفه يتابع أحداث المعركة من بعيد ، متكئٌ على سلاحه بجانبه كاميرته المكسورة وثيابه المبللة واضع خديه على كفيه ودموعه تشق طريقها إلى الأرض . وما أن ترخي سمعك للمخابرة إلا وتزداد حزنا وهمَّاً مما تسمع من مراسلات الإخوة وتكبيرهم وآخر أخبار المعركة واقتحامهم لمركز العدو ( والله انقهرت ) ، سمعت الأخ خطاب الأنصاري من مجموعة الرصد يهلل يكبر فرحا لدقة الرماية وإصابة الصواريخ ووقوعها في الكامب ، وهذا أخونا حذيفة النجدي من مجموعة أخرى يبشر بتقدمه ومجموعته وتمركزه قريبا من موقع العدو وهكذا ، سمعت أيضا أحد الإخوة يكبر ويكبر وإذ بصوته ينقطع إثر قذيفة سقطت بجانبه ولكن الله نجاه . كل هذا يدور أمامي وبين مسامعي . أتى الأمر بالانسحاب وانسحبت كل المجموعات ولله الحمد دون إصابات قوية ، وذهبت كل مجموعة لمركزها وراسلت أمير مجموعتنا وتواعدنا في نقطة معينة وانتظرتهم مطرق الرأس. وما أن رأيت الأمير الذي قد جرح في تلك العملية ( هؤلاء هم أمرائنا في مقدمة الصفوف ) إلا وألقيت السلام عليه وحمدت الله على سلامته والحزن يعصرني وقال لي وهو يبتسم : أحسن الله عزاءك والقادم أكثر بإذن الله . خنقتني العبرة وقلت : أي والله أحسن الله عزائي فقد رجعتم بالأجر العظيم فهنيئا لكم ، أما أنا فالله أعلم بحالي . ونحن في الطريق وكان الوقت متأخرا وإذ بالأهالي يخرجون من بيوتهم مسروين فرحين يشكروننا ويدعون لنا وكثير منهم إما بيده ماء أو خبز أو ما تجود به يده فأسأل الله أن يرض عنهم . ونكرم ضيفنا ما دام فينا ونتبعه الكرامة حيث مالا زادت عبراتي في الغد وأنا أسمع من الإخوة تفاصيل العملية وكيف رأوا نصر الله لهم وجبن أعدائهم وفرارهم . ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) (التوبة:14) اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك . ولا تنسوا إخوانكم المجاهدين والأسرى من صالح الدعاء أخوكم المحروم : سنافي النصر |
![]() |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|