[صالح أبو]

أخي العزيز:
شوَّه سمعة الحجاز تلك الفئة التي تتعامل مع الحجاج والعُمَّار؛ وتبتز الناس، ألسنة بذيئة، وأخلاق سيئة، مع أنهم في أطهر بقاع الأرض _وقل مثل ذلك في مجاوري الحرم المدني_.


ولذا فكل من لم يعاشر أهل الحجاز وإنما اقتصر في لقائه لهمم في المناسبات كالحج والعمرة فتأكد وتيقن أنه سيمتليء قلبه عليهم ويكرههم!!


أما من عاشرهم وعاش بينهم وسكن تلك الديار عرف أن فيهم مَن أخلاقه تساوي أخلاق نجد كلها؛ وفيهم من لا يُجَارَى في الكرم والجود، وفيهم من الأعراق والأصول من لا تساوي أعراق نجد وأصولها معهم شيئاً..

أجزم أنك ستقول: ولم تحكمون علينا لأجل فئة قليلة؟
أقول: وصاحبك حكم على أهل نجد بما حكم لأجل فئة قليلة ((والسبب أن هذه الفئة القليلة منكم وتلك الفئة القليلة منا هي التي يظهر صوتها ويعلو؛ في حين أن العقلاء لم يتكلموا))

هذه طبيعة البشر تحكم لأول وهلة ولا يتغير هذا الحكم إلا بمواقف يعايشها الفرد يسبر بها معدن الرجال..

أنا سكنت الحجاز وعايشت أهلها ولا أخفيك أني ألفتها وأحببتها؛ لكن من ناحية طباع الناس: ففيهم معادن، وأكثرهم متوسطون، وفيهم من لو سكن واحد منهم في بلد لأفسد سمعة البلد كله.
لكنهم يتميزون_ بمجملهم_ بحلو الكلام ومعسول الألفاظ والاندماج مع الصديق أكثر من أقرب الأقارب..


هذا رأيي فيهم

محبك/ صالح أبو