|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
24-10-2002, 07:15 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 276
|
وسائل الدعوة ( ضوابط ، ونماذج ، وخصائص ) [2]
بسم الله الرحمن الرحيم
( المبحث الأول ) * ضوابط مشروعية الوسائل الدعوية : لما كانت الدعوة الإسلامية دعوة إلى الله ، وعملاً أساسيًا من أعمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه ، كان لابد أن تكون منطلقة من كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، منضبطة بأحكام الإسلام في مناهجها وأساليبها ووسائلها . فإن الإسلام لا يعرف فصلاً في الحكم بين المناهج والأساليب والوسائل ، ولا يُقر بأن الغاية تبرر الوسيلة - كما هو الحال في المبادئ البشرية - بل إن للوسائل حكم الغايات ، وللأساليب حكم المناهج . وإن أي تجاهل لحكم الشريعة في جانب المناهج أو الأساليب والوسائل يُعد انحرافًا للدعوة عن مسارها ، وخروجًا بها عن مصادرها . ونظرًا لغموض هذا الجانب في حياة بعض الدعاة ، وظَنَّ بعضهم استثناء الوسائل من هذه الأحكام ، وتَصَرُّفِهم فيها دون قيود من جهة ، ونظرًا لاعتقاد آخرين بتوقيفية أحكام الوسائل وإعطائها أحكام المبادئ الدعوية وأسسها التي لا دخل للاجتهاد فيها من جهة أخرى . رأيت ضرورة عقد هذا المبحث في فصل الوسائل ، وبيان الموقف العدل في حكم الوسائل الدعوية ، دفعًا لهذا الغموض ، وتجنبًا لذلك الإفراط أو التفريط . ويمكننا تلخيص ضوابط مشروعية الوسائل الدعوية في خمسة ضوابط : 1- النص على مشروعية الوسيلة في الكتاب أو السنة ، أو طلبها بوجه من أوجه الطلب . 2- النص على تحريم الوسيلة في الكتاب أو السنة ، أو النهي عنها بوجه من أوجه النهي . 3- دخول الوسيلة في دائرة المباح . 4- خروج الوسيلة عن كونها شعارًا لكافر . 5- الترخيص في استعمال بعض الوسائل الممنوعة في بعض الأحوال . (1) النص على مشروعية الوسيلة في الكتاب أو السنة أو طلبها بوجه من أوجه الطلب : فإن أي وسيلة نص الشارع على مشروعيتها بأن أمر بها وباستخدامها على سبيل الوجوب أو الندب ، أو صرح بإباحتها وجواز استخدامها ، فهي وسيلة مشروعة بحسب نوع مشروعيتها من وجوب أو ندب أو إباحة ، يلتزم الداعية باستخدامها ، أو يسعه التوصل بها إلى دعوته . وقد وردت نصوص شرعية كثيرة في ذلك ، منها : الأمر بوسيلة القول ، والحركة ، والكتابة ، والتعليم ، والجهاد ، والصدق وما إلى ذلك من وسائل مادية ومعنوية . قال تعالى : ( وقولوا للناس حسنًا ) [ البقرة ، 83 ] ، وقال : ( قل هو الله أحد ) [ الإخلاص ، 1 ] ، وقال : ( وقولوا قولاً سديدًا ... ) [ الأحزاب ، 70 ] . وقال تعالى : ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ) [ النمل ، 69 ] . وقال : ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ... ) [ الملك ، 15 ] ، وقال : ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك ... ) [ لقمان ، 19 ] . وقال تعالى : ( ن ، والقلم وما يسطرون ... ) [ القلم ، 1 ] ، وقال : ( اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ) [ العلق ، 3-5 ] . وجاء في الحديث الشريف : ( اكتبوا لأبي شاه ) [ الحديث رواه البخاري ، انظر : صحيح البخاري مع الفتح (6880) والفتح (12/205) ] . وجاء : ( ... ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ... ) [ الحديث رواه مسلم ، انظر : صحيح مسلم بشرح النووي (18/129) ] . وقال تعالى : ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافين واغلظ عليهم ... ) [ التوبة ، 73 ] . وقال : ( وجاهدهم به جهادًا كيرًا ) [ الفرقان ، 52 ] . وقال تعالى : ( إنه كان صادق الوعد ، وكان رسولاً نبيًا ) [ مريم ، 54 ] ، وقال : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) [ الأحزاب ، 23 ] . وجاء في الحديث الشريف : ( إن الصدق يهدي إلى البر ) [ الحديث متفق عليه ، انظر : صحيح البخاري مع الفتح (6094) (10/507) ، وصحيح مسلم رقم (2607) ] . وما إلى ذلك من نصوص شرعية كثيرة تنص على مشروعية بعض الوسائل صراحة أو إشارة ودلالة . * يتبع ... المرجع : المدخل إلى علم الدعوة [ دراسة منهجية شاملة لتاريخ الدعوة وأصولها ومناهجها وأساليبها ووسائلها ومشكلاتها في ضوء النقل والعقل ] ، تأليف : محمد أبو الفتح البيانوني ، ص285-288 . رابط الموضوع الأول : http://www.muslm.net/cgi-bin/showfla...collapsed&sb=5
__________________
( اتق الله حيثما كنت )
من السهل جدًا أن نستخدم الإسلام ، ولكن من الصعب جدًا أن نخدم الإسلام |
الإشارات المرجعية |
|
|