[التويجري]

* خالد خضر.. مصور الملوك - بدأ عاملا بـ50 ريالا .. ويملك مليوني صورة






Friday, 18 August 2006 12:59
حليمة مظفر- الشرق الأوسط اللندنية


«ما كانت والدتي تنسجه بأناملها الرطبة من سعف النخل لتكون ستائر للنوافذ القديمة، وأنا طفل صغير، جعلني أتلمس الجمال بين أناملها، وأفكر بتلك اللحظات كيف أسجلها كي لا تضيع مني هذه الأمنية الصغيرة التي حلم بها الفنان الفوتوغرافي خالد خضر، كانت النافذة بعينها التي أطلقت روح الصبي منذ ما يقارب 40 عاما، للبحث عن الطريقة أو الآلة التي تعينه على تسجيل ضوء تلك اللحظات، حتى اهتدى إلى عشقه الأول والأخير كما يردد دائما «الكاميرا».

ويبدو أن رحم المعاناة والحاجة في حياة خالد خضر كان كفيلاً لكي يولد الإبداع منه، ويكون من ابرز الفنانين الفوتوغرافيين السعوديين على المستوى الرسمي الحكومي، فقد قام بتصوير شخوص بارزين من الأسرة المالكة السعودية، منهم الملك فهد رحمه الله، الذي يمتلك له خضر ما يقارب 5000 صورة، بينما يمتلك 4000 صورة للملك عبد الله.

إلا أن ولي العهد الأمير سلطان كان أكثر ما يمتلك له خضر من صور وكما يقول «لدي ما يقارب 10 آلاف صورة له في مختلف جولاته، وهو الأقرب لي، فلطالما افتخر بي، واصطحبني في جولاته الرسمية حول العالم «ويتابع» بدأت بتصوير الملك فهد منذ أن كان أميرا ووزيرا للداخلية، فوليا للعهد وحتى أصبح ملكا لـ24 عاما» أما على المستوى العالمي فقد حظي خضر بالكاميرا الذهبية على مستوى العالم من السويد عام 86م، بالإضافة إلى جوائز أخرى على المستوى العربي والعالمي.



ليس ذلك فحسب، بل على حد قول أمين مدينة جدة الأسبق وعاشقها الفنان الدكتور محمد سعيد فارسي «أصبح يمتلك بحق أهم أرشيف بصري للمشروعات المتميزة بمختلف المدن»، وكما أشار الفارسي الى أنه تعرف على خضر بعد أن اطلع على بعض صوره التي قال عنها «أعجبتني جماليات الصور، واكتشفت فيها فنانا يتمتع بحساسية عين المعماري، لم تفارق يدي.. يديه منذ ذلك التاريخ، لتستمر صداقتنا الفنية حوالي 30 عاما حتى الآن».

لكن هذه الشهادة من الفارسي لنجومية خضر لم تكن البداية في حياته، فالحكاية العتيقة بدأت منذ 40 عاما، ومفتاحها بدأ من مدينة الطائف الصغيرة عندما نشأ طفلا يتيم الأب لم يكمل من عمره حينها سوى 12 عاما، وليس ذلك فحسب، بل كان العائل الوحيد لوالدته وأخته وأخيه الصغيرين، وكما يقول «لقد سخرت أمي حياتها من أجل أن تعلمنا، ولم تكن ستائر السعف التي تنسجها لتبيعها بريالين فقط، تكفي معيشتنا وتعليمنا معا».



كان الحلم لديه هو أن يجد ضالته في تسجيل حبه للطبيعة، فحاول الرسم مرات ومرات إلا أنه فشل وكما يقول «بحثت عن طريقة أخرى أعبر بها عن حبي للطبيعة وما أصادفه من جمال» فكان أن سمع وهو صغيرا بما يسمى «كاميرا» تستطيع أن تهب اللحظات الماضية حياة، وإن كانت باللونين الأبيض والأسود فقط، لكن الحاجة لم تهبه ثمنها الذي كان غاليا حينها، وقد كانت أمه في حاجة لمن يعينها على شظف الحياة.
تعالت في نفسه معاناة والدته التي تسهر ليلا، لتنسج بأناملها سعفا قاسيا، وتبيعه نهارا، حينها فكر أن يعمل مساء في حين أنه يدرس صباحا، وأخذته خطواته بين شوارع وأزقة الطائف، تلك المدينة الجبلية الصغيرة باحثا عن عمل، حتى توقف أمام أستوديو تصوير صغير يملكه يمني اسمه أحمد العقلي احترف التصوير في زمن يجهل فيه الناس معنى الصورة، وببراءة الطفولة دلف داخل الأستوديو وبدا له الحلم أمامه، وطلب العمل لديه مصورا، الأمر الذي أثار دهشة وضحك العقلي، استخفافا به لصغر سنه، وجهله بهذه الآلة وأسرارها.
ويقول خضر «إصراري جعله يوافق على أن أعمل لديه، وأعطاني راتبا قدره 50 ريالا شهريا، فرحت به كثيرا، وعملت لديه في تنظيف الأستوديو، حتى تأكد من جديتي وحبي للكاميرا، حينها أخذ يعلمني» كانت فترة تعليمه تحتاج منه أن يمتلك الآلة السحرية والعجيبة التي تلتقط الأشياء لتشكلها على ورقة باللونين الأبيض والأسود، وحينها قرر خفية عن والدته أن يشتريها، وأخذ راتبه لثلاثة أشهر من معلمه اليمني واشترى به حلمه بـ150 ريالا.



وأخذها خضر فرحا لوالدته، لكن أم خالد لم ترض عنه، وكما يقول «غضبت بشدة، لأني أهدرت ثلاثة رواتب كانت مصدر قوتنا أنا وأخوتي، فهي كانت تظن الكاميرا مجرد لعبة نحن في غنى عنها، وحينها ضربتني بشدة، ولامتني على إهدار المال واستهتاري به، وقررت أمي إرجاعها واسترداد الـ 150 ريالا».
وكان شعوره بالألم مضاعفا «لقد أخذتني إلى صاحب العمل، وطلبت منه أن يسترجع الكاميرا وتسترد المال، لكنه رفض لمعرفته بشدة تعلقي بآلة التصوير، وطمأنها بأن راتبي سيستمر، مع خصم جزء من ثمنها شهريا، وحاول إفهامها ما ينتظرني من مستقبل من خلال الكاميرا التي اشتريتها» ويسكت لبرهة، أتذكر حينها أنها أخبرته بقولها «الأهم من ذلك هو أن نعيش».

واستمر خضر ثلاث سنوات لدى معلمه اليمني الذي توطدت علاقته به، حتى أتقن التصوير، وأصبح يعمل لحسابه الخاص، مع متابعة دراسته التي أنجزها حتى المرحلة الثانوية، وكما يقول «التحقت بعدها بالخطوط الجوية السعودية عام 1967م وعملت ملاحا، وبعد ذلك مصورا بها» واحتفت الخطوط السعودية بخضر الذي لمحت إبداعاته، وعملت على ابتعاثه لبريطانيا لتطوير إمكاناته وأدواته في الفن الفوتوغرافي، ثم إلى جامعة أميركية متخصصة ليمضي أربع سنوات، يصقل خلالها موهبته بالدراسة الأكاديمية.

لكن كان شخص آخر قد وقف إلى جانبه، ودعمه فنيا، وشجع موهبته، هذا الشخص الثاني في مشوار خالد خضر كان المهندس محمد سعيد فارسي الذي قال عنه خضر «لقد تبناني تبني الأب لابنه، وأخذ يطلق قدراتي التصويرية في مختلف الأنحاء والاتجاهات واصطحبني في مختلف رحلاته الرسمية حول العالم» ويتابع «قبل التحاقي بالخطوط الجوية السعودية وأثناء دراستي كان قد سمع الفارسي عني كشاب سعودي هو الوحيد الذي كان يحترف التصوير في ذلك الوقت، فدعاني ووظفني لديه في أوقات الفراغ مراعيا وقت دراستي، وكان قد أعطاني راتبا لم أكن أحلم به في تلك الفترة، وهو 1500 ريال، وهو مبلغ كبير حينها».

ويتابع «دعم الفارسي كان متواصلا معي، وأذكر أنه دائما يقول لي: أنت مسجل للتاريخ، ومن خلال الفارسي الذي اصطحبني معه لزيارة الديوان الملكي عدة مرات، في كل مرة يمتدحني ويعرف الشخصيات البارزة من الأمراء بي وباحترافي حتى حصلت على مكانتي وتقديري المعنوي والمادي منهم».

ويقول خضر «ثلاثة شخوص أعتبرهم قد وقفوا بجانبي، أولهم معلمي اليمني أحمد، وثانيهم محمد فارسي الذي ارغب بأن أعمل شيئا يحمل اسمه، وكذلك أحمد مطر المسؤول البارز في الخطوط الجوية السعودية الذي اكتشف مواهبي وساعدني على صقلها حينما بعثني للدراسة في دورات متخصصة ودراسة أكاديمية خارج المملكة».

وخضر بعد رحلة كفاح طويلة استطاع خلالها أن يرصد 2 مليون لحظة من الماضي ليسجلها عبر صور منها الأبيض والأسود ومنها الملونة، وهي في معرضه الشخصي الدائم والذي يمتلك به صورا نادرة لأفراد من الأسرة المالكة، إلى جانب ما يقارب 150 ألف صورة للحرمين الشريفين، وهي الصور التي يرى خضر نفسه بها كثيرا، وهذا المعرض كما يقول عنه «هو دائم، وكثير من الشخصيات السياسية البارزة قامت بزيارته، واتمنى أن يكون معلما سياحيا ثقافيا دائما».

وكما يقول «الصور التي التقطتها لمكة المكرمة والمدينة المنورة هي الأكثر قربا إلى نفسي كوني أميل إلى الصور الإسلامية» وقد لقيت صوره عن الحرمين الشريفين ترحابا في مختلف الدول الإسلامية التي احتفت بها، وهو لذلك يقدم على مشروعه الحالي الذي يعمل على تنفيذه، في جمع هذه الصور النادرة للحرمين الشريفين في كتاب خاص بهما، بالإضافة إلى كتاب آخر يضم صورا لمعشوقة الفارسي، مدينة البحر الأحمر العذراء «جدة» وكما قال الفارسي عن الكتاب «يعتبر بانوراما تاريخية جمالية لعروس البحر الأحمر، يرقى لأن يصبح الهدية القيمة لزوراها».

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط اللندنية

------

قرأت قصة كفاحه ..

وماآلت إليه ..

فأعجبتني ..

ونقلتها ..

[دعبل نجد]

اعجبتني القصة والكفاح . . .
واعجبني اكثر من ذلك قصة النملة والفيل ! ! !

[ابو عبد العزيز]

لكن المشكلة بحرمة التصوير

والسؤال عنها ؟


الصورة كيف مخزنها على الكمبيوتر أو صور ورق ؟؟ صراحة أنها وااااجد

[التويجري]

دعبل نجد ..

حياك الله ..

ويسرني أن القصة أهجبتك ..

أنا قصة النملة والفيل ..

فهي قصة دم ..

حكاية أمة ..

ذلت في ساعةٍ من نهار ..



أبو عبدالعزيز ..

يبدو لي أن الصور مطبوعة ..

وربما تكون كلاهما مطبوعة ومخزنة على جهازٍ ما ..

شرفت عزيزي ..

[طارق]

, موضوع رائع شكرا لك

[التويجري]

الله يحييك يبو محمد ..

[G M C]

موضوع رائع بارك الله فيك ,

[التويجري]

حياك الله قناص ..