بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ،،،... رحيل قلبي ...،،،

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 23-01-2008, 11:40 PM   #1
abuelyas
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 30
،،،... رحيل قلبي ...،،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
.
.
.

(( رحيل القلب ))
مع زحمة الدنيا وكثرة مشاغلها جلست مع نفسي في ليلةٍ من الليالي الباردة متقرفصاً في فراشي ،، أُقلب شريط الذكرياتِ ... وإذا بشريط ( ذكريات أمي ) يمر أمامي بكل تفاصيله وهي ممددة بجسدها الطاهر على ذاك السرير الأبيض أو على تلك العربة وقد أنهكها المرض ..
يترائى أمام ناظريّ وسمعي
صوت أنينها وآهاتها وآلامها في أيامها الأخيرة .
ولا يزال صدى صوتها يرن في أذناي ،،
آه .. يا أمي
كم كنت أتمنى أن أقبض بكلتا يديّ على آلامك وأحزانك
وأطردها بعيداً عن روحك الطاهرة ..
كم كنت أتمنى لو أنها كانت بمنأى عن جسدك الشريف
(ولا اعتراض لقضاء الله)
ولكنها الأمانى ،،
التي تولدت من الحب الكبير ومن الرحمة
لمن ربتني صغيرا وعطفت علي كبيرا .
أمي .. (البيت من بعدك كالجسد بلا روح وكالأرض الجدباء لايخرج زرعها)
لقد كانت رحمها الله تعاني من (مرضٍ عضال) ألم بها أخيراً ..
فأصبحت أسيرةً له متنقلة في بيوت أبنائها وبناتها ثم أخيرا في المستشفى .
كانت تكثر الثناء والحمد لربها جل وعلا عندما تسأل عن صحتها راضية بماقسم الله لها ..
آه ... رحمك الله ياصاحبة القلب الكبير
فقد كان تعد الأيام والليالي منتظرةً إنتقالي من الرياض إلى بريدة لأكون إلى جوارها في بيتها وتأنس بحبيبها (إبني)الذي طالما أنتظرته كل يوم أربعاء ..
ولكنها الأيام وصروف الدهر
التي قضى الله فيها أمراً كان مفعولاً ،
أبت حكمة الله وقضائه وقدره جل وعلا أن ترحل والدتي الحنونه قبل ان تهنأ بمقدمي إليها وبحفيدها
وعندما أتذكر ان آخر بيتٍ خرجت منه للمستشفى هو بيتي وأخر كأس حليب دخل إلى جوفها كان بيدي وكان ذاك ليلة الأربعاء الذي نقلت في صبيحته إلى المستشفى أحمد الله جل وعلا وأسأل الله جلت قدرته أن يبلغني برها
وفي يوم الجمعة ١٥/١٠/١٤٢٨ وبعد صلاة الصبح جاء الإتصال من أخي مخبرا بانتقال أعز الناس إلى قلبي الى الدار الآخرة ،
وبعد صلاة الجمعة خرجت أنا واخواني وأحفادها مودعين ذلك الجسد الطاهر والعزيز
إلى قلوبنا ، ثم واريناها التراب في قبرها ، أسأل الله أن يجعله روضة من رياض الجنة ،
وبعد إنقضاء أيام العزاء انصرف الجميع لإستقبال أعمالهم والإنشغال بدنياهم
اما أنا فقد استقبلت أحزاني وآلامي ، وتجرعت مرارة الفراق ، وفراق الأحبة صعب ،،، بل وصعبٌ جداً ، ولكن هي الدنيا ، وهذه سنة الحياة .
من أُعزي فيك يا والدتي
هل أعزي نفسي المنكسرة ام أعزي إخوتي وأخواتي وأبنائهم وبناتهم ،
ام أعزي عموم أحبابنا وأصحابنا الذين كنت لهم والدة حنونه مشفقة . .
أم أعزي يا أمي ثلة من الأمهات والزوجات
وهن الاتي مافتئن يجرن إليك الخطى
يأتين إليك وبعضهن بأقدام ثلاثة .!
يأتين إليكي حباُ وكرامه
ليأنسن بك وتأنسي بهن
ولينثرن لكي من قصص الصابرين والصابرات أمثالك ...
ختاماً ،،،
هي طاحونة الموت
لا زالت تسير وتسير دواليبها
لازالت تواصل طحن رحاها في الناس
فـــــ ...
((كل ابن أنثى وان طالت سلامته .... يوماً على آلة حدباء محمولُ))
حملناك ياوالدتي كما حملنا من قبلك الكثير من الأحبة
وسيأتي اليوم الذي سنُحمل فيه جميعاً
فهذه هي سنة الله في خلقه
ف( كل من عليها فان )
والحمد لله من قبل ومن بعد
(اللهم أرحم والدي ووالدتي وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة .. آمين يارب))
أبنك : عبدالله
abuelyas غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)