[موحد]

وهـــذا نـــص مـــا قـــالـــه حـــفـــظــه الله وســـلـــمـــه مـــن كـــل مـــكـــروه :



وهذه قضية مهمة ، وبيان لمنهج السلف الصالح ، أهل السنة والجماعة ، وموقفهم من أهل الكلام ، وغيرهم ، وهــــجــــرهــــم ، وفـــــضــــحــــهــــم ، والــــتـــحــــذيـــــر مـــنـــهـــم ، وهذا هو الموقف الصحيح ، مواجهتهم عملياً ، حتى لا يكثرون ، ويجاهرون ، ويـــجـــب الأخـــذ عـــلـــيـــهـــم ، حتى لا يؤثروا في غيرهم .


فلم يــــــســــكــــــــــــت عنهم السلف ، وهذا هو الموقف الصحيح ، لا تساهل ، ولا سكوت .


تعال إلى أي بدعة ، إذا كان أصحابها يخافون من أهل السنة ، ولا يجاهرون بها ، انخنســـــــــــوا ، بل يستعملون التقـــــــية مع غيرهم ، أما إذا تركوا ، فإنه تبدأ تزداد ثقتهم بأنفسهم ، وبصحة بدعهم ، ويقولون : لولا أن الحق معنا ، لما سكتوا عنّا ؛ ومن ثم يعظم خطرهم ، مع العامة وغيرهم ، وينتهي الأمر بأن هؤلاء ، قد نشروا بدعتهم ، وتشربت نفوس كثير من الناس شبهاتهم ، ثم تعال عالج المشكلة !! المشكلة يجب معالجتها قبل بدأها ، وانظـــــــــــــر إلى أهل البدع في بـــــلادنــــا ، ومن بعد سكــــــــــــــــوتــــــــــنا عنهم ، كيف نشـــــــــروا بدعهم ، ومنهم زنادقة الملاحدة ، وغيرهم ، من أصحاب الــعـــقـــــــــــــائـــــد الـــفـــاســـــدة .



* المصدر : ( الشريط الرابع من شرح فضيلته على عقيدة السلف وأصحاب الحديث لشيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني رحمه الله تعالى ) . فيراجع .



وروى يحيى بن سعيد ، عن ابن المسيب ، أن صبيغاً التميمي ، أتى أمير المؤمنين ، عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن : (( والذاريات ذروا )) ؟ قال : هي الرياح ، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته . قال : أخبرني عن : (( فالحاملات وقراً )) ؟ قال : هي السحاب ، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته . قال : فأخبرني عن : (( فالمقسمات أمراً )) ؟ قال : الملائكة ، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته . قال : فأخبرني عن : (( فالجاريات يسراً )) ؟ قال : هي السفن ، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته . قال : ثم أمر به فضرب مائة سوط ، ثم جعله في بيت ، حتى إذا برأ دعا به ، ثم ضرب مائة سوط أخرى ، ثم حمله على قتب ، وكتب إلى أبي موسى الأشعري : أن حرم عليه مجالسة الناس ، فلم يزل كذلك ؛ حتى أتى أبا موسى الأشعري ، فحلف بالأيمان المغلظة ، ما يجد في نفسه مما كان يجده شيئاً . فكتب إلى عمر يخبره ، فكتب إليه : ما أخاله إلا قد صدق ، خل بينه وبين مجالسة الناس .



ذكر هذه القصة كثير من أهل العلم والمحققين وقال ابن كثير في تفسيره : [ فإن قصة صبيغ ابن عسل ، مشهورة مع عمر ، وإنما ضربه ، لأنه ظهر له من أمره فيما يسأل ، تعنتاً ، وعناداً . والله أعلم ] .


الله أكبر .. الله أكبر .. ما أحوجنا والله هذه الأيام ، إلى مثل شدة الفاروق ، وأخذه على أيدي السفهاء ، والمبتدعة ، وأطرهم على الحق أطراً .. أرجو أن يفقه مثل هذا الكلام ، الكثير من جهال المسلمين ، الناقــــدون ، الثـــالــــبون ، المخذلـــــون ، القـــــاعـــدون ، الذين ليس لديهم سوى أخطأتم .. وأخطأتم .. والساحة الإسلامية ، خالية ، تنتظر جهادهم ، ودفاعهم عن السنة النبوية ، المنتهكة حرماتها ، فقد هاجمها الأعداء ، من كل حدب ، وصوب ، وليس لها سوى أبنائها المخلصين ، وأحفـــــــــــاد عمر ، وشيخ الإسلام ، وتلاميذه ، وابن بــــــــــاز ، قاهر الروافض والمبتدعة ، ومن سار على نهجهم ، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين .


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .