|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
01-11-2002, 02:32 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 36
|
أقبَل نحوك فأقبل عليه ..
ما أجمل ذلك الشعور ، حينما يوافق المرء لحظة سعد ، وعندما يجلس على مقعد ذلك الزمن المريح المنتظر ، فتجده فاغراً فاه من البهجة ، بارقة أساريره من الفرحة ، وكل هذه البوادر يرجع ظهورها إلى أحرف لغــة الملامح، تلك التي يقرؤها الأمي وكبير الأدباء . فما أسهلها من لغة وما أوفاها لمكنون الضمير ..
وأهداف الناس مختلفة ، فبعضها يجاري الثرى في الدناءة ولأصحابها من مبتغاهم نصيب ، وبعض الأهداف على قِنن الحياة ، قد ارتفعت لارتفاع ذويها ، فهذه هي المحمدة الحقيقية .. وإن من الأوراق التي تدرج ضمن دفتي هذه الأهداف الأخيرة ؛ تلك الأيام التي يتشوف المرء إلى لقائها ، فتجده في شوق لا يوصف ، بل يدرك بعضه عن طريق لغة الملامح ، بل عن طريقٍ أخرى يسلكها المرء المسلم بعد أن تتسع أمامه آفاق البيان ، وتتشكل أمامه صنوف الطرائق من أدعية مأثورة ، وتهليل وتكبير لله .. حتى إذا أناخت تلك الأيام رواحلها في الوجود ، وبلغ المسلم بغيته لم يكتف بالبلاغ ، بل سارع إلى الاجتهاد ، وأمعن في الحصول على الأمنية من الأجر .. وهذه الأيام هي الأيام التي تحل دورنا كل عام مستضيفة ، فمن أقراها نال أجراً ومثوبة ، ومن غفل عنها أوشك أن ينال عقوبة .. تلكم هي أيام شهر رمضان المبارك ، ذاكم الشهر الفضيل ، لكأني به ممحاة أعطيها المسلم ليمحو عن نفسه درن المعاصي ، وشائب الذنوب ، بل هو قلم لك أن تجري مداده بصالح الأعمال ، فتعوِّض عن سالف الأيام ، وتعتاض عن سابق النقص ، وتتعظ ليومك وغدك .. فهاك رسول بشْر يلوح ، فكن من المسارعين لاغتنام ساعاته ودقائقه ، ولايفوتنك شيء من عظامه ودقائقه ، فإنك لاتدري علام يوسم القبول ، ولك في السابقين من السلف أسوة ، فحذار من التساهل ، وحذار من التسويف ، فإنه لامجال لكسلان ، ولامجلس لنشوان الدنيا وسجينها ( يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار ) فقس وانظر الفوارق ، وتأمل جيداً النتائج ؛ لعلك أن تحظى بمطلوب ، و تحوز ما ترغب .
__________________
ما عسى يغني غريق عن غريق !! |
الإشارات المرجعية |
|
|