بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » دُرر لا حصر لها (من يشتريها الأن ؟)

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 07-02-2008, 09:22 AM   #1
تلميذة الايام
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: القصيم
المشاركات: 595
جزاك الله خيرا على هذه الدرر
__________________
...
ليتني علمت من قبل أن الحياة مثل اللجة ، يطفوا فيها الفارغ ويرتفع ، وينزل الممتلئ ويغوص .
علي الطنطاوي
تلميذة الايام غير متصل  


قديم(ـة) 07-02-2008, 01:55 PM   #2
المثنى 2007
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
السلم عليكم
الأخوات
بلامي نونا

تلميذة الايام
جزاكم الله خيرآ علي الرد
وجعلنا الله وأياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه



الدُره الثانيه

لا بد من قبول المحل لما يوضع فيه أن يفرغ من ضدّه

قبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضدّه. وهذا كما أنه في الذوات والأعيان فكذلك هو والاعتقادات والرادات. فاذا كان القلب ممتلئا

بالباطل اعتقادا ومحبّة, لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبّته موضع, كما أن اللسان اذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع,, لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه, الا اذا فرغ لسانه من النطق بالباطل. وكذلك الجوارح اذا اشتغلت بغيرالطاعة لم يمكن شغلها بالطاعة الا اذا فرغها من ضدها فكذلك القلب المشغول

بمحبّة غير الله وارادته, والشوق اليه, لا يمكن شغله بمحبة الله وارادته وحبه والشوق الى لقائه الا بتفريغه من تعلّقه بغيره. ولا حركة اللسان بذكره, والجوارح بخدمته الا اذا فرغها من ذكر غيره وخدمته. فاذا امتلاء القلب بالشغل بالمخلوق, والعلوم التي لا تنفع, لم يبق فيها موضع للشغل بالله ومعرفة أسمائه وصفاته وأحكامه.

وسر ذلك: أن اصغاء القلب كاصغاء الأذن, فاذا صغى الى غير حديث الله, لم يبق فيه اصغاء, ولا فهم لحديثه, كما اذا مال الى غير محبّة الله, لم يبق فيه ميل الى محبّته. فاذا نطق القلب بغير ذكره, لم يبق فيه محل للنطق بذكره كاللسان.

ولهذا في الصحيح عن النبي أنه قال:" لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا". أخرجه البخاري في الأدب 10\564 (6155), ومسلم في الشعر , وأبو داود, والترمذي, وجميعا من حديث ابو هريرة.

فبيّن أ، الجوف يمتلئ بالشعر فكذلك يمتلئ بالشبه والشكوك والخيالات والتقديرات التي لا وجود لها, والعلوم التي لا تنفع, والمفكّهات والمضحكات والحكايات ونحوها. واذا امتلاء القلب بذلك جاءته حقائق القرآن والعلم الذي به كماله وسعادته فلم تجد فيه فراغا لها ولا قبولا, فتعدته وجاوزته الى محل سواه, كما اذا بذلت النصيحة لقلب ملآن من ضدها لا منفذ لها فيه فانه لا يقبلها, ولا تلج فيه, لكن تمر مجتازة لا مستوطنة, ولذلك قيل:

نزّه فؤادك عن سوانا تلقنا فجنابنا حل لكل منزّه
والصبر طلسم لكنز وصالنا من حلّ ذا الطلسم فاز بكنزه
وبالله التوفيق.
المثنى 2007 غير متصل  
قديم(ـة) 08-02-2008, 11:56 PM   #3
المثنى 2007
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
السلام عليكم

الدُره الثالثه

نظرة الى سورة الفاتحة

للانسان قوتان: قوة علمية نظرية, وقوة عملية ادارية. وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه العلمية والادارية. واستكمال القوة العلمية انما يكون بمعرفة فاطره وبارئه ومعرفة أسمائه وصفاته ومعرفة الطريق التي توصل اليه ومعرفة آفاتها ومعرفة نفسه ومعرفة عيوبها.

فبهذه المعارف الخمسة يحصل كمال قوته العلمية. وأعلم الناس أعرفهم بها وأفقههم فيها. واستكمال القوة العملية الادارية لا يحصل الا بمراعات حقوقه سبحانه على العبد, والقيام بها اخلاصا وصدقا ونصحا واحسانا ومتابعة وشهودا لمنّته عليه, وتقصيره هو في أداء حقّه. فهو مستحيى من مواجهته بتلك الخدمة لعلمه أنها دون ما يستحقّه عليه ودون ذلك.

وأنه لا سبيل له الى استكمال هاتين القوتين الا بمعونته. فهو يهديه الى الصراط المستقيم الذي هجى اليه أولياءه وخاصّت, وأن يجنّبه الخروج عن ذلك الصراط,, اما بفساد في قوته العلمية فيقع في الضلال, واما بفساد في قوّته العملية فيوجب له الغضب.

فكمال الانسان وسعادته لا تتم الا بمجموع هذه الأمور, وقد تضمنّتها سورة الفاتحة وانتظمتها كمال انتظام. فان قوله تعالى:{ الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين}الفاتحة 2-4, يتضمّن الأصل الأوّل وهو معرفة الرب تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله.

والأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى, وهي اسم ( الله والرب والرحمن).

فاسم (الله) متضمّن لصفات الألوهيّة, واسم (الرب) متضمّن لصفات الربوبية, واسم (الرحمن) متضمن لضفات الاحسان والجود والبر. ومعاني أسمائه تدور على هذا.

وقوله:{ إيّاك نعبد و إيّاك نستعين} الفاتحة5, يتضمّن معرفة الطريق الموصلة اليه, وأنها ليست الا عبادته وحده بما يحبّه ويرضاه, واستعانته على عبادته.

وقوله:{ اهدنا الصراط المستقيم}الفاتحة 6, يتضمّن بيان أن العبد لا سبيل له الى سعادته الا باستقامه على الصراط المستقيم, وأنه لا سبيل له الى الاستقامة على الصراط الا بهدايته. وقوله:{ غير المغضوب عليهم ولا الضالّين} الفاتحة7, يتضمّن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم, وأن الانحراف الى أحد الطرفين انحراف الى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد, والانحراف الى الطرف الآخر انحراف الى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل.

فأوّل السورة رحمة وأوسطها هداية وآخرها نعمة. وحظ العبد من النعمة على قدر حظّه من الهداية, وحظّه منها على قدر حظّه من الرحمة, فعاد الأمر كلّه الى نعمته ورحمته.

والنعمة والرحمة من لوازم ربوبيّته, فلا يكون الا رحيما منعما وذلك من موجبات ألوهيّته, فهو الاله الحق, وان جحده الجاحدون وعدل به المشركون.

فمن تحقّق بمعاني الفاتحة علما ومعرفة وعملا وحالا فقد فاز من كماله بأوفر نصيب, وصارت عبوديّته عبوديّة الخاصّة الذين ارتفعت درجتهم عن عوام المتعبّدين , والله المستعان.
المثنى 2007 غير متصل  
قديم(ـة) 09-02-2008, 04:03 PM   #4
المثنى 2007
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
الدُره الرابعه

من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه

• من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه.
• للعبد ستر بينه وبين الله , وستر بينه وبين الناس, فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله , هتك الستر الذي بينه وبين الناس.
• للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه, فينبغي له أن يسترضي ربّه قبل لقائه ويعمّر بيته قبل انتقاله اليه.
• اضاعة الوقت أشد من الموت, لأن اضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة, والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
• الدنيا من أولها الى آخرها لا تساوي غم ساعة, فكيف بغم العمر.
• محبوب اليوم يعقبه المكروه غدا, ومكروه اليوم يعقبه المحبوب غدا.
• أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع في معادها.
• كيف يكون عاقلا من باع الجنّة بما فيها شهوة ساعة.
• يخرج العرف من الدنيا ولم يقضي وطره من شيئين: بكاؤه على نفسه, وثناؤه على ربّه.
• المخلوق اذا خفته استوحشت منه وهربت منه, والرب تعالى اذا خفته أنست به وقربت اليه.
• لو نفع العلم بما عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب ولو نفع العمل بلا اخلاص لما ذم المنافقين.
• دافع الخطرة, فان لم تفعل صارت فكرة. فدافع الفكرة, فان لم نفعل صارت شهوة. فحاربها, فان لم تفعل صارت عزيمة وهمّة, فان لم تدافعها صارت فعلا, فان لم تتداركه بضدّه صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها.
• التقوى ثلاث مراتب:
احداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات.
الثانية: حميتها عن المكروهات.
الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني.

فالأولى تعطي العبد حياته, والثانية تفيد صحته وقوته, والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته.
غموض الحق حين تذب عنه يقلل ناصر الخصم المحق
تضل عن الدقيق فهوم قوم فتقضي للمجلّ على المدقّ
بالله أبلغ ما أسعى وأدركه لا بي ولا بشفيع لي من الناس
اذا أيست وكاد اليأس يقطعني جاء الرجاء مسرعا من جانب اليأس
• من خلقه الله للجنّة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره, ومن خلقه الله للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات.
لما طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها. اقرأ الآيات 19-24من سورة الأعراف.
ولما طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤية لبث فيها بضع سنين. اقرأ يوسف آية 42.
• اذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستّة مشاهد:
الأوّل: مشهد التوحيد, وأن الله هو الذي قدّره وشاءه وخلقه, وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
الثاني: مشهد العدل, وأنه ماض فيه حكمه, عدل فيه قضاؤه.
الثالث: مشهد الرحمة,وأن رحمته في هذا المقدور غالبه لغضبه وانتقامه, ورحمةه حشوه أي ظاهره بلاء وباطنه رحمة.
الرابع: مشهد الحكمة, وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك, لم يقدّره سدى ولا قضاه عبثا.
الخامس: مشهد الحمد, وان له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه.
السادس: مشهد العبوديّة, وأنه عبد محض من كل وجه تجري عليه أحكام سيّده وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده, فيصرفه تحت أحكامه القدريّة كما يصرفه تحت أحكامه الدينيّة, فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه.

• قلّة التوفيق وفساد الرأي, وخفاء الحق, وفساد القلب, وخمول الذكر, واضاعة الوقت, ونفرة الخلق, والوحشة بين العبد وبين ربّه, ومنع اجابة الدعاء, وقسوة القلب, ومحق البركة في الرزق والعمر, وحرمان العلم, ولباس الذل, واهانة العدو, وضيق الصدر, والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت, وطول الهم والغم, وضنك المعيشة, وكسف البال... تتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله, كما يتولّد الزرع عن الماء, والاحراق عن النار.
وأضداد هذه تتولّد عن الطاعة.
المثنى 2007 غير متصل  
قديم(ـة) 10-02-2008, 03:38 PM   #5
المثنى 2007
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
السلام عليكم
الدُره الخامسه

من معاني الانصاف له تعالى

طوبى لمن أنصف ربّه فأقر بالجهل في عامه, وألآفات في عمله, والعيوب في نفسه, والتفريط في حقه, والظلم في معاملته. فان آخذه بذنوبه رأى عدله, وان لم يؤاخذه بها رأى فضله.

وان عمل حسنة رآها من منّته وصدقته عليه, فان قبلها فمنّة وصدقة ثانية, وان ردّها فلكون كثلهالا يصلح أن يواجه به.

وان عمل سيّئة رآها من تخلّيه عنه, وخذلانه له, وامساك عصمته عنه, وذلك عدله فيه, فيرى في ذلك فقره الى ربّه, وظلمه في نفسه, فان غفرها له فبمحض احسانه وجوده وكرمه.

ونكتة المسألة وسرّها أنّه لا يرى ربّه الا محسنا ولا يرى نفسه الا مسيئا أو مفرطا أو مقصّرافيرى كل ما يسرّه من فضل ربّه عليه واحسانه اليه وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه.

المحبّون اذا خربت منازل أحبّائهم قالوا: سقيا لسكانها. وكذلك المحب اذا أتت عليه الأعوام تحت التراب ذكر حينئذ حسن طاعته له في الدنيا وتودده اليه وتجد رحمته وسقياه لمن كان ساكما في تلك الأجسام البالية.
المثنى 2007 غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)