[رجل الثلج]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها O s a m a حسناً ... يبدو أن كلمة { الفكر } ذهبتْ بي بعيداً قليلاً ، ما رأيك أخي الكريم لو استبدلتَ بها كلمة : الثقافة كأسلوب حياة ؟

مرحباً أبا عبدالله ...مرحباً ...عدد مامررت من هنا ...

استبدل ماتريد بما تُريد فأنت حرٌ بما تقول , لكن لو طلبت رأيي خليك على الفِكر لأن الثقافة هي مصنعُ الانتاج الفكري , ولابد لتحيا الأفكار من شبكة علاقاتٍ ثقافيّة ويوجد في هذه الشبكة الثقافيّة الدفء الإنساني , انظر إلى توقيعك الجميل ( فإن طلب الابتكار يكون من تولد الأفكار وتولد الأفكار يكون من شبكة العلاقات الثقافيّة التي تكسو الفرد بالدفء الإنساني ليعطي ويبذل حتى ينتج ) , إن فكرة الرأسماليّة التي تجعل من شعار ( دعه يعمل دعه يمر ) هو طريق للابداع الفرديّ الذي أمن له شبكة من العلاقات الثقافيّة ...
وحتى اختصر ... ماهي الثقافة قبلُ ؟
هي _ بصورة شاملة _الجو العام الذي يطبع أسلوب الحياة في مجتمع معين وسلوك الأفراد بطابعٍ خاص يختلف عن مجتمع آخر ...وحتى نصل للفرق بين مثقف ومفكر , علينا أن نفرق بين مثقف وعالمٍ .. فهذه الشعرة الدقيقة هي _ بزعمي _مثل الفرق بين النبي والرسول , ومسلم ومؤمن , فيدخلها التفاصيل التي تجعل لكل طرفٍ أطره التي تحدده ...

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها O s a m a أرى أن هيمنةَ الفكرِ تكون في أن التقنيةَ في الأصلِ (أفكارٌ) عملية لها فلسفاتُها النظرية ، فرضها الواقعُ والحاجةُ المُلحّةُ ; فالهاتفُ الجوالُ إنما هو فكرةُ الاتصالِ البعيدِ ، وتكون هيمنةُ الفكرِ كذلك في أن التقنيةَ أو كثيراً منها نَشَأَتْ لخدمةِ أفكارٍ مُعينة ، كظروف نشأة الشبكة العالمية أو Internet . ولكن أعتقد أن التقنيةَ باعتبارها علماً حديثاً فرضَتْ هيمنتها على الفكر في حُقبةٍ زمنيةٍ بعينها ، ذلك أن شعوباً كانت رهينةً لأفكارٍ دينيةٍ خاضعةً لسلطاتٍ دكتاتورية تريد لها ما لا تريده ; فلما تطوّر العلمُ الحديثُ وثار أصحابُه على تلك الأفكار (القيود) ووجدتْ تلك الشعوبُ في العلم ما لم تجدْه حين كانت مغلوباً على أمرِها ، تحرّرتْ من تلك الأفكار وتبرّأتْ منها وظهرتِ الدعواتُ لفصل الدين عن الحياة ، ونشأت العلمانية وغيرُها من المذاهب الفكرية . أعتقد أن كلَّ ذلك من مُفرزاتِ العلمِ الحديث الذي تُعتبر التقنيةُ من مظاهرِه الواضحةِ الجليّة . وتظهر هيمنةُ التقنية أيضاً بطبيعتها التوسّعيةِ المُذهلة ، فبعد أن نشأتْ الإنترنت كفكرة حكومية عسكرية أخذت في التوسعِ المُدهش حتى أصبحت تؤدي أغراضاً استعماريةً ، وتفرض ثقافاتٍ وتلغي أخرى ، وتكسر الحدود الإقليمية والثقافية بين شعوب العالم ، كلُّ ذلك مؤشراتٌ خطيرة تهدد الفكر والثقافة . هذا ما أثاره سؤالُك العميقُ في رأسي ولعل لي عودةً لهذا الموضوع الشجيّ !

سؤالي آثار جواباً عميقاً ربحناه هنا ...

سبقُ الفِكر للتقنية هو أمرٌ قطعي اتفق معك فيه , واتفق معك أن التقنية_ ربما _ فرضت نفسها على الفِكر_ وهذا ما دعاني للتساؤل! ...
إن النظريات الفلسفيّة هي مجموعات أفكار بعض مات وبعضها تطورّ ,ومن يقرأ في نظرية داروين أو نيوتن أو آنشتاين وغيرهم , أو يتأمل كيف أعدم جاليلو ؟ لأجل فكرة ...
يجد أن التقنية بدأت تمد جسورها المعرفيّة بنقل هذه النظريات الفلسفيّة وغيرها إلى البعيدين عنها بدون أي جهد سوى أن يكتب الانسان في محركات البحث عما يريد وسيجد المئات من الأبحاث التي تتحدث عن طلبه , وسيصل حتماً إلى ملخص مايطرحه المفكرون حول نظرية ( ما ) سواءً شرحاً لها أو تبسيطاً أو نقداً أو اختلافاً في أثرها وأبعادها ...



تحياتي لك وشرفتني أيها الكريم !