[pity]

.

أطل القرن السابع بعد ميلاد عيسى عليه السلام , واتباعه من النصارى يعيشون حالا من الفوضى الدينيه , ويسبحون في مستنقع آسن من الظلالات العقديه , وهم طوائف وفرق , وأشتات ومزق لايجمعهم إلا الإنتماء الظاهري , بعيدا عن روح العثيده وعن جواهر الشريعه ,فقد طمست معالم النبوه , ودرست آثار الرسالات السماويه , لبعد العهد بالأنبياء , ولما نال شرائعهم من عبث العابثين , وتحريف المفسدين - في عهديها القديم والجديد - فحل الشرك والوثنية محل الإيمان وصفاء العقيده , وطمست معالم التوحيد وحقائق الشرائع الربانيه ,التي دعا إليها أنبياء الله ورسله , فأصبحت البشرية كلها تتطلع بشوق ولهفة إلى من يجدد عقيدتها , ويعيدها إلى رشدها , ويكشف حجب الظلام المدلهِمَّة عن طريقها لتبيين مسارها الصحيح .
وكانت رحمة الله قريبه , وحكمته بالغه , فهيأ عبده ورسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم لهذه المهمة الصعبه , وزوّده برساءل التأثير واالتغيير ؛ بعضها في ذاته وتكوينه جسما وعلقلا وروحا , وبعضها في رسالته المعجزة الخالده , التي تخاطب العقول , وتسمو بالنفوس , وتعلو بالهمم , وتربي على الفضائل ومكارم الأخلاق , وتعالج مشاكل الحياة بالعدل والحكمه ,
وأنزل معه الكتاب العزيز الذي ( لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) .
لقد كان محمدٌ - بحق - أعظم هدية أهديت لبني الإنسان من رب الإنسان , لينقذهم من الهلاك , ويرفعهم به من وهاد الجهل والوثنية إلى قمم التوحيد والكرامة البشريه , فلله الحمد والمنه .

.