[ولـد الـرفـيـعـة]

المجتمع يرسم أنماط معينة للحياة اللبس والاعتقادات والتصرفات , ويشتد فيها البعض خصوصا من طبيعته الإنغلاق والتشدد , ويتسامح من أفقه واسعه ولا ينظر لأمور ضيقة تعيقه عن ممارسة الحياة بشكل طبيعي وسليم .

أخي العزيز الإسلام سمح وبسيط للغاية , ولكن من يعيقه هم اثنان , أولاً المجتمع الذي يصعب عليه التحرك والفهم الواسع للدلالة النصية المقدسة فهو أبن بيئته لايستطيع أن يتحمل تفسيرات دينية مفتوحه والاسلام بطبعه مفتوح ومرن ولايركز على الأشياء الصغيرة بل غايته أن يتبع أمره فقط ويحافظ على وصاياه لكي تكون هناك حياة سليمة طبيعية , ومشكلة جماعتنا أنهم يشوهون الدين حينما يدققون في كل صغيرة وكبيرة بحجة الخوف من ارتكاب الأخطاء الدينية أو البحث عن مراد الله , وحينما تدخل تفسيراتهم البشرية الضيقة يكونون في مأزق كبير فلا تستغرب حينما ترى أن الأصل التحريم ولا ليست الإباحة .

ثانياً : علماء الدين الذين هم أصلاً نتاج لذلك المجتمع وتنعكس رؤاهم وفهمه للنصوص تبعاً للحكم العام الاجتماعي , لذلك كثيراً مانشاهد كثرة الإنغماس في قضايا جانبية وأبرازها والتشديد عليها على حساب الأصول الكبيرة والغايات المرجوة في الدين الإسلامي , إذاً وبإختصار تفسير النصوص الدينية احياناً خصوصاً بالأمور الصغيرة يأتي إنعاكساً للروؤية والطبيعة الاجتماعية في المجتمع , فلا تستغرب شدة الشروط والحذر من اشياء هامشية على حساب مضمون المرأة وموقفه من الأصول المهمة كاصفاء الدين لدى المرأة أو الرجل وكالأخلاق وأسلوب التعامل فدائماً هذين الجانبين ينحيان جانباً ليحل محلهما جانب الأمور الهامشية كالجوال والبنطلون وغير ذلك , وهذا دليل على أثر المجتمع في تشكيل الحرام والحلال والكبيرة والصغيرة .


تحياتي لك . .