[البُؤبُؤ]

أدعو المسلمين الى وحدة الكلمة... الى وحدة الصف... أن يتكاتفوا ويتعاونوا.. ينسوا الخلافات التي بينهم




كثيراً ماتُشّنف أسماعنا هذه الكلمات في أدبار المحاضرات والبرامج واللقاءات من علمائنا ودعاتنا الفضلاء...
وهذا أمرُ مأمولٌ ويُتمنى بل وحث عليه الكتاب والسنة قال الله عز وجل(واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
ولكن هذا قد يصعبُ ويُعجز ويحتاج تحقيقه الى وقت طويل لأن منابع الناس ومشاربهم مختلفة ومتنوعة و لجهل كثيرٍمنهم لاهمية هذه الوحدة

ياأيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم

العلماء هم سادة الناس ومصابيح الدجى وأعلام الهدى والقدوةُ المتَبعة والاُسوة المقتَبسة...وفي زماننا هذا استشرى داء الخلاف المذموم وأصبح وباءاً يُرى بين علمائنا ودعاتنا بل وصل بالقلة منهم الى التحذير والعداوة من الطرف الاخر يظهر ذلك في المجالس الخاصة وعلى الملأ بالتلميحِ ـالشبيه بضده ـ ولا أعني بذلك الاختلاف الفقهي السائغ فهذا جانب صحي انما أقصد الخلاف في قضايا الامة الرئيسة والكبرى التي ليست متعلقة بشخصٍ واحد أو مرتبطةً به لكن بأمةٍ بأكملها بذُلها وعزها بانتصارها وانهزامها
وانا مسلمٌ ــ من الأمة المكلومة التي تريد من أبنائها الإخلاص لها ــ ادعو علمائَنا وطلبةَ العلمِ والدعاة والمفكرين الى وحدة الكلمة واجتماع الصف ولا بد حينها من التنازل الذي يرفع وعدم التعصب للرأي وكبح النفس والتناصح والتواصل مع بعضهم البعض فإنه لاخاسرَ إلا الأمة ولا رابح إلا الأعداء...

وليأخذوا من سلفهم أسوةً وقدوة كخلاف الإمام احمد مع الشافعي وإسحاق بن راهويه وموقف شيخ الاسلام ابن تيمية من ابن مخلوف في حياته وبعد مماته والباب واسعٌ جداً لاستقراء المواقف وتتبعها....

وإذا لم يبادر العلماء العقلاء بلمِ الشمل وتجليةِ الغبار _وبالأخص فيما بينهم_ وإطفاء النار ورأب الصدع فكيف يريدونه من عامة الناس ودهمائهم؟
فإذا كان الخلاف والتراشق فيما بينهم فمن العامة من باب أولى!... والصغيرُ مفطورٌ ومجبولٌ على محاكاة الكبير..
ولن تقوم لإمتنا قائمة إذا مازلنا على تفرقنا وتباعدُنا ولا جانٍ إلا نحن...فكيف تريد لإمةٍ عزاً ونصراً وكبراؤها وأبناؤها متشتتون يتحمسون للعِدِاء فيما بينهم ولا يتفرغون للتجمعِ والإتحاد ضد عدوهم ؟
# ولن تتحد كلمة الأمة حتى تتحد كلمة علمائها #
وللتاريخ القديم والحديث شواهدٌ كثيرةٌ على ذلك (وإن شئت فافتح التاريخ واسئله) ؟؟

أسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يؤلف بين قلوبهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.






*أرجو الا يُفهم أنني أتقدم بين يدي العلماء أو أنال منهم فرتَبَهم عاليةُ وجاههم رفيع وليس لمثلي أن يتنقصهم أو أن يقلل من قدرهم ... إنما أردت الإصلاح مااستطعت

والله الموفــق
ودامت لكم مني التحية



28\3\1429هـ

[دعبل نجد]

بارك الله في قلمك ايها المقدام . . .