بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » "اســـتـــمــــتـــــع بــــحــــيــــاتــــك"..للدكتور محمد العريفي....(موضوع متجدد)

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 21-06-2008, 09:21 PM   #141
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
بعير البحار
آآمين أخي وأنت كذلك..وشكراً من الأعماق لمرورك العطر,,

دمت بخير,,
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 21-06-2008, 09:33 PM   #142
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
انظر بعينين..

نحن نبدع دائماً في رؤية أخطاء الناس وملاحظتها..وربما في تنبيههم عليها..ولكننا قلّما نبدع في رؤية الخير الذي عندهم..والانتباه إلى الصواب الذي يمارسونه..لنمدحهم به..
قل ذلك مثلاً في المدرس مع طلابه..
فكل المدرسين يذمون الطالب البليد المهمل في واجباته..الكسول المتأخر في الحضور دائماً..لكن القليل منهم من يمدح الطالب المجد..الذي يحضر مبكراً وخطه حسن وكلامه جيد..
كثيراً ما نُنبّه أولادنا إلى أخطائهم..لكنهم يحسنون ولا ننتبه إلا قليلاً..
مما يجعلنا أحياناً نفوت فرصاً كثيرة كنا من خلالها نستطيع أن ننفذ إلى قلوب الناس..
فمن أبدع مهارات الكلام..أن تمدح الخير الذي عند الناس..
كان قوم أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لهم اهتمام بتلاوة القرآن وحفظه..وربما فاقوا كثيراً من الصحابة في كثرة تلاوته وتحسين الصوت به..
فرافقوا النبي صلى الله عليه وسلم يوماً في سفر..فلما أصبح الناس..واجتمعوا قال عليه الصلاة والسلام:إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل..وأرفع منازلهم..من أصواتهم بالقرآن بالليل..وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار..
فكأنك بالأشعريين وهم يستمعون هذا الثناء أمام الناس يتوقّدون حرصاً بعدها على الخير..
وفي ذات صباح..
لقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى..فقال له:لو رأيتني البارحة أنا أستمع لقراءتك..لقد أوتيت من مزامير آل داود..فابتهج أبو موسى ..وطار فرحاً .. وقال:لو علمت أنك تستمع لقراءتي..لحبرتها لك تحبيراً..

نعم..كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكتم مشاعره..بل يفضي بها إلى أهلها..فهو كما يقول للمسيء:أسأت..يقول أيضاً للمحسن:أحسنت..
كان عمرو بن تغلب رضي الله عنه رجلاً من عامة الصحابة..
لم يتميز بعلم كما تميز أبو بكر..
ولا بشجاعة كما تميز عمر..
ولا بقوة حفظ كأبي هريرة..
لكن قلبه كان مملوءاً إيماناً..وكان صلى الله عليه وسلم يلحظ ذلك فيه..
فينما كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً يوماً..إذ جيء إليه بمال فجعل يقسمه بين بعض أصحابه وهو عليه الصلاة والسلام له منهج واضح في قسمة أموال الصدقات..والغنائم..أو قسمة ما يأتيه من هدايا..فلم يكن الأمر عنده جُزافاً..أو ضبط عشواء..كلا..وحاشاه..
فأعطى رجالاً..وترك رجالاً..فكأن الذين تركهم وجدوا في أنفسهم..وعَتبوا..لماذا لم يعطنا..
فلما علم صلى الله عليه وسلم بذلك أراد أن يسلّ ما في القلوب قبل أن يكبر..فقام أمام الناس..فحمد الله تعالى ثم أثنى عليه..ثم قال:
أما بعد..فوالله إني لأعطي الرجل..وأدع الرجل..والذي أدعُ أحبُّ إليّ من الذي أعطي..ولكني أعطي أقواماً لما رأى في قلوبهم من الجزع والهلع..وأكِلُ أقواماً إلى ما جعل الله في قلبوهم من الخير..منهم:عمرو بن تغلب..
فلما سمع عمرو بن تغلب هذا الثناء على الملأ..طار فرحاً..
وكان يُحدّث بهذا الحديث بعدها..ويقول:فو الله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم..
وفي يوم آخر..
أقبل أبو هريرة رضي الله عنه..فسأل النبي صلى الله عليه وسلم..قائلاً:من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟..فعلاً سؤال رائع..أحسن ممّ يشغله صلى الله عليه وسلم بسؤاله متى الساعة..
فقال صلى الله عليه وسلم-مشجعاً-:لقد كنت أظن أن لا أحد يسأل عن هذا قبلك..لما رأيت من حرصك على العلم..أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة..من قال:لا إله إلا الله خالصاً من قلبه..وسلمان الفارسي..
كان من خيار الصحابة..لم يكن من العرب..بل كان ابناً لأحد كبار فارس..وكان أبوه يحبه ويقربه..لدرجة أنه كان يحبسه في البيت خوفاً عليه..
أدخل الله الإيمان في قلب سلمان رضي الله عنه..
خرج من بيت أبيه..سافر إلى الشام باحثاً عن الحق..احتال بعض الناس عليه وباعوه إلى يهودي على أنه عبد مملوك..وحصلت له قصة طوييييلة ..حتى وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقدر له ذلك..
فبينما كان صلى الله عليه وسلم جالساً لين أصحابه يوماً..إذ أنزلت عليه سورة الجمعة..فجعل صلى الله عليه وسلم يقرؤها على أصحابه..وهم يستمعون..وهو يقرأ:
"هو الذي بعث في الأميين رسولاً يتلو عليهم آيته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"..
فلما قرأ
:"وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم"..
قال رجل من الصحابة:من هؤلاء يا رسول الله؟
فسكت النبي صلى الله عليه وسلم..فأعاد الرجل السؤال..من هؤلاء يا رسول الله؟
فلم يرد عليه..
فأعاد:من هؤلاء يا رسول الله؟
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى سلمان..
ثم وضع يده عليه وقال:لو كان الإيمان عند الثريا..لناله رجال من هؤلاء..



وجهة نظر..
تفاءل وأحسن الظن بالناس..
وشجعهم..لينطلقوا أكثر..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 22-06-2008, 04:41 PM   #143
المنبر1
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 408
جزيت خيرا ..
جعله الله كل ما خطته يدك في موازين حسناتك ..
سلام عليك ..
المنبر1 غير متصل  
قديم(ـة) 22-06-2008, 09:00 PM   #144
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
المنبر1

وإياك عزيزي,,
وأشكرك من قلبي لمرورك العطر,,

دمت بخير,,
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 22-06-2008, 09:23 PM   #145
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

فن الاستماع..

مهارات جذب الناس و كسب قلوبهم متنوعة..بعضها يكون بفعل الشيء..,بعضها يكون بتركه..فلابتسامة تجذبهم..كما أن ترك العبوس يجذبهم..
والأحاديث الجميلة والنكات واللطائف تجذب الناس..كما أن الاستماع إليهم والتفاعل مع أحاديثهم..يجذبهم..
فما رأيك أن أتكلم هنا عن:الهدووووء الجذاب!!
نعم..بعض الناس لا يتكلم كثيراً..ولا تكاد تسمع صوته في المجالس والمتجمعات..بل لو راقبته في جلسة أو نزهة..لرأيته لا يتحرك منه إلا رأسه وعيناه..وقد يتحرك فمه أحياناً..لكن بالتبسم..لا بالكلام!!ومع ذلك يحبه الناس..ويأنسون بمجالسته..
تدري لماذا؟!
لأنه يمارس الهدوووء الجذاب..
فن الاستماع له مهارات متعددة..بل حدثني أحد المهتمين أنه حضر أكثر من خمس عشرة دورة تدريبية في مهارات الاستماع..!!
قارن بين اثنين:رجل تكلمت بين يديه بقصة وقعت لك..قاطعك في أولها وقال:وأـنا أيضاً وقع لي شيء مشابه..
فتقول:له اصبر حتى أكمل..فيسكت قليلاً..
فإذا انسجمت في قصتك..قاطعك قائلاً:صحيح..صحيح..نفس القصة التي وقعت لي وهو أنني ذات مرة ذهبت..
فتقول له:أخي انتظر..
فيسكت..ثم ما يصبر فيقاطعك قائلاً:عجل..عجل..
هذا الأول..
الثاني..كان وأنت تتحدث معه أو معهم..يلتفت يميناً ويساراً..وقد يخرج جهاز هاتفه من جيبه..ويكتب رسالة أو يقرأ شيئاً من الرسائل..أو من يدري لعله يلعب بالألعاب الالكترونية الموجودة فيه!!
أما الثالث..فيملك مهارات الاستماع..تجد أنك تتحدث وقد ركز عينيه برفق ينظر إليك..وتشعر بمتابعته..فهو تارة يهز رأسه موافقاً..وتارة يبتسم..وتارة يضمّ شفتيه متعجباً..وربما ردد:عجيب..سبحان الله..أي هؤلاء ستكون راغباً دائماً في مجالسته..وتفرح بزيارته..وتنبلج أساريرك في الحديث معه..؟
لا أشك أن الأخير..
إذن جذب قلوب الناس..لا يكون فقط بإسماعهم ما يحبون..بل وبالاستماع منهم لما يحبون!!
أذكر أن أحد الدعاة البارزين ممن أوتي منطقاً ولساناً..كان يتنقل متحدثاً دائماً..ما بين منبر جمعة..وكرسي فتوى..ومحاضرة في جامعة..فهو دائماً يتكلم..ويتكلم..ويتكلم..
وكان الناس يرونه على المنابر والقنوات الفضائية ويحبونه ويرغبون في استماع حديثه..
إلا زوجته..فهو معها في البيت دائماً..ولا يكاد يستمع منها حديثاً أو قصة..بل على عادته يتكلم..ويتكلم..
كانت كثيرة التذمر منه دون أن ينتبه إلى سبب ذلك..كل الناس يكرمونه ويمدحونه إلا هي..فقرر أن يصطحبها معه يوماً إلى إحدى محاضراته لترى ما لم تر..
قال لها يوماً:ترافقيني؟

قالت:
إلى أين؟
قال:محاضرة لأحد الدعاة..نستفيد منها..
ركبت معه في سيارته..مشيا..وقفا عند المسجد..
كانت الجماهير غفيرة..كلهم جاؤوا يستمعون إلى هذا المحاضر الفذ..
دخلت إلى قسم النساء..
ودخل هو وسط جمهرة الناس اعتلى الكرسي وبدأ محاضرته..
كان الناس ينصتون معجبين..
حتى زوجته يبدو أنها كانت معجبة..! انتهت المحاضرة..خرج إلى سيارتاه وسط نشوة النجاح..وأقبلت زوجته وركبت السيارة بجانبه..
لم يدع لها فرصة..بدأ يتكلم فوراً عن زحمة الناس..وجمال المسجد..و..
ثم سألها: ما رأيك في المحاضرة؟
فقالت:كانت جميلة ومؤثرة..ولكن..من المحاضر؟
قال:
عجباً! لم تعرفي صوته!!
قالت:مع زحمة الناس..وضعف سماعات الصوت لم أنتبه كثيراً..
فقال-منتشياً-:أنا..أنا المحاضر..
فقالت:آآآآ..وأنا أقول في نفسي طوال جلوسي:ما أكثر كلامه..
إذن..
الاستماع إلى الناس فن ومهارة..بعض الناس ينسى أن الله جعل لك لساناً واحداً وأذنين..ليستمع أكثر مما تكلم..وأظنه لو استطاع لقلب المعادلة فجعل لنفسه أذناً ولسانين..من شدة محبته للحديث..
فعوّد نفسك على الإنصات لكلام الآخرين..حتى لو كان لك على الكلام ملاحظة..فلا تستعجل..
في أوائل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم..كان عدد المسلمين قيلاً..وكان الكفار يكذبونه وينفرون الناس عنه..ويشيعون أنه صلى لله عليه وسلم كاهن وكذاب..وربما أشاعوا أنه مجنون أو ساحر..
في يوم من الأيام قدم إلى مكة رجل اسمه ضماد..وهو حكيم له علم بالطب والعلاج..يعالج المجنون والمسحور..

فلما خالط الناس سمع سفهاء الكفار يقولون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:جاء المجنون..رأينا المجنون..
فقال ضماد:أين هذا الرجل؟ لعل الله أن يشفيه على يدي؟
فدله الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فلما لقيه ضماد..وتأمل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم..فإذا وجه مشرق وزين..لكن ضماداً صرّح بما جاء لأجله وقال:يا محمد..إني أرقي من هذه الرياح..وإن الله يشفي على يدي من شاء..فهلم أعالجك..
وجعل يتكلم عن علاجه وقدراته..
والنبي صلى الله عليه ومسلم ينصت إليه..
وذاك يتكلم..
والنبي صلى الله عليه وسلم ينصت!!
أتدري ينصت إلى ماذا؟ ينصت إلى كلام رجل كافر جاء ليعالجه من مرض الجنون!!
آآآه ما أحكمه صلى الله عليه وسلم..

حتى إذا انتهى ضماد من كلامه..قال صلى الله عليه وسلم بكل هدوووء:
إن الحمد لله..نحمده ونستعينه..من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له..وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له..
فانتفض ضماد وقال:أعد علي كلماتك هؤلاء..فأعادها صلى الله عليه وسلم عليه..
فقال ضماد: والله لقد سمعت قول الكهنة,وقول السحرة,وقول الشعراء,فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات..فلقد بلغن ناعوس البحر..فهلمّ يدك أبايعك على الإسلام..فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده..وأخذ ضماد يخلع عن قلبه ثوب الكفر ويردد:أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..
فعلم صلى الله عليه وسلم أن له عند قومه شرفاً..فقال له:وعلى قومك؟-أي تدعوهم إلى الإسلام-فقال ضماد:وعلى قومي..
ثم ذهب إلى قومه هادياً داعياً..
إذن لتكون مستمعاً ماهراً:
أنصت..
هز رأسك متابعاً..
تفاعل بتعابير وجهك كتقطيب الجبين حيناً ..ورفع الحاجبين حيناً آخر..والتبسم ..وتحريك الشفتين بتعجب..
وانظر إلى أثر ذلك فيم يتكلم معك..
سواء كان صغيراً أو كبيراً..
ستجد أنه يركز نظره عليك..ويقبل بقلبه إليك..



نتيجة..
براعتنا في الاستماع إلى الآخرين..
تجعلهم بارعين في محبتنا والاستئناس بنا..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 25-06-2008, 09:54 PM   #146
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
فن الحوار..

ألا تذكر يوماً من الدهر أنك جلست في مكان فاحتد الحوار بينك وبين شخص آخر..فبقي في نفسك عليه بغض أو غضب أياماً..
أو لعلك تذكر جدالاً حصل بين اثنين-وقد يكون قضية تافهة- وأنت تنظر إليهما وقد ارتفعت الأصوات واحمرت العيون..ثم تفرقا..واستثقل كل منهما صاحبه بعدها..
إذن نحن نتعبُ في جذب بعض الناس إلينا بممارسة مهارات متنوعة..ثم نفرقهم عنا بموقف لا نحسن التصرف فيه..
ومن ذلك عدم إتقان فن الحوار..
المحاور كالذي يصعد جبلاً وعراً..ينبغي أن يعتني بموضع يده وموضع رجله..فتجد صاعد الجبل ينظر إلى الصخرة التي يريد أن يتعلق بها..ويفحصها بنظره ويتأمل في قوة ثباتها قبل أن يضع عليها قبضته..
وكذلك في الصخرة التي يثبت عليها قدمه..ثم إذا أردا أن يرفع قدمه عن صخرة نظر إلى صخر قبل أن يغادرها خشية أن لا يحسن رفع رجله من عليها فتهوى به..
لن أطيل عليك الكلام..فخيره ما قل ودل..
الدخول في الحوار أو الجدال أم غير محمود..ولعلك توافقني أن أكثر من 90% من الحوارات والمجادلات غير مفيدة..
فحاول تجنب الجدال قدر المستطاع..
ولا تغضب إذا اعترض عليك أحد أو جادلك..
خذ الأمر بأريحية قدر المستطاع..
ولا تعذب نفسك بالتفكير في نية المعترض..
ماذا يقصد..ولماذا أحرجني أمامهم..
لا تقتل نفسك بالهم..تعامل مع المواقف بهدووووء..
فالرياح لا تهز إلا الصخور الصغيرة..وأنت جبل..
لما قدم النبي صلى لله عليه وسلم إلى مكة فاتحاً..بعدما نقضت قريش العهد..كان صلى لله عليه وسلم قد دعا الله أن يعمي عنه قريش..ليبغتهم..قبل أن يستعدوا للقتال..
فلما أقبل النبي عليه الصلاة والسلام..إلى مكة نزل قريباً منها..ولم تعلم قريش بشء..ولكنهم كانوا يتوجسون ويترقبون..
فخرج في تلك الليلة التي نزل فيها النبي عليه الصلاة والسلام..أبو سفيان في نفر معه يتجسسون الأنباء..وينظرون هل يجدون خبراً..أو يسمعون به..وجعل النبي عليه الصلاة والسلام..يترقب الصبح ليُغِير على قريش..
فلما رأى العباس رضي الله عنه..ذلك..قال:واصباح قريش! والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة أي بالقوة..قبل أن يأتوه فيستأمنوه..إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر..
فقام العباس..فاستأذن النبي عليه الصلاة والسلام..فأذن له..
فركب على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء..ومضى يمشي بها..
وأبو سفيان في أصحابه..يقترب من معسكر النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم أنه هو وينظر إلى نيران المسلمين..ويقول:ما رأيت كالليلة نيراناً قط و لا عسكراً..ما أعظم هذا..من ترى هؤلاء..؟
فقال صاحبه:هذه والله قبيلة خزاعة حمشتها الحرب..
قال:خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها..
جعل أبو سفيان يقترب أكثر وأكثر..حتى وقع في قبضة جمع من حرس المسلمين..فاقتادوه إلى جهة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فينمنا العباس يسير على البغلة..إذا بأبي سفيان وأصحابه..قد قبضت عليهم خيل المؤمنين..فأقبل أبو سفيان فزعاً..فركب خلف العباس..وجعل أصحابه يتبعونه فزعين..والمؤمنين خلفهم..
فجعل العباس يسرع بأبي سفيان..إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..وكلما مر بنار من نيران المسلمين..قالوا: من هذا؟
فإذا رأوا بغلة رسول الله صلى عليه وسلم..ورأوا العباس عليها..
قالوا:عم رسول الله صلى عليه وسلم..على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم..والعباس يسرع بها..يخاف أن يفطنوا لأبي سفيان..حتى مر بنار عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال:من هذا؟
وقام إليهم..فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة..
صاح بالناس قال:أبو سفيان عدو الله!..الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد..
فمنعه العباس..ثم ذهب عمر يشتد..نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم..العابس يسرع بالدابة..حتى سبقه العابس..فلما وصل إلى موضع النبي صلى الله عليه وسلم..اقتحم العباس عن البغلة سريعاً..
فدخل على سول الله صلى الله عليه وسلم..
فدخل عليه عمر..وجعل يقول: يا رسول الله..هذا أبو سفيان..قد أمكن الله منه يغير عقد ولا عهد..فدعني فلأضرب عنقه؟..
كان أبو سفيان قد فعل الأعاجيب بالمسلمين..فهو قائد المشركين في معركة أحد..وقائدهم في معركة الأحزاب وطالما ضيّق على المسلمين..وقتل وعذّب ..وهاهو الآن في قبضتهم!!
فقال العباس:يا رسول الله..إني قد أجرته..
ثم جلس العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..فأخذ رأسه..وجعل يناجيه في أذنه..
وعمر يردد:
يا رسول الله..اشرب عنقه..
فلما أكثر عمر في شأنه..التفت إليه العابس وقال:مهلاً يا عمر! فو الله أن لو كان من رجال بني عدي بن كعب..ما قلت هذا..
أي لو كان من قرابتك..ما قلت هذا..ولكنك قد عرفت أنه من رجال بني عبد مناف..
فشعر عمر أن سيدخل في دال لا يتناسب مع الحال الذي هم فيه..ثم ما الفائدة المرجوة من النقاش في مسألة لو كان من بني كعب رغب في إسلامه أما من غيرهم فلا يهمه!!
قال عمر بكل هدووووه:
مهلاً يا عباس..مهلاً..فو الله لإسلامك يوم أسلمت..كان أحب إلي من إسلام أبي الخطاب لو أسلم! لأني قد عرفت أن إسلامك..كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب..
فلما سمع ذلك العباس رضي الله عنه ذلك سكت..
انتهى الحوار..
مع أنه كان في إمكان عمر أن يطلبه ويزيده..فيقول:ماذا تقصد؟!! هل تتهم نيتي؟!هل تعلم ما في قلبي؟!لماذا تثير النعرة القبلية؟!
كلا لم يقل ذلك..فهم جميعاً كانوا أرفع من أن ينزغ الشيطان بينهم..
سكت عمر والعباس رضي الله عنهما..
وأبو سفيان واقف ينتظر أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم فيه بشيء..فقال صلى الله عليه وسلم:اذهب به يا عباس إلى رحلك فإذا أصبحت فأتني به..فذهب به العباس..إلى خيمته..فبات عنده..فلما أصبح أبو سفيان فجر تلك الليلة..ورأى الناس يجنحون للصلاة..وينتشرون في استعمال الطهارة..قال للعباس:ما بالهم؟
قال:إنهم قد سمعوا النداء فهم ينتشرون للصلاة..
فلما حضرت الصلاة..وصفوا صفوفاً..وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبّر مصلياً بهم..
ورآهم يركعون بركوعه..ويسجدون بسجوده..عجب من شدّة الطاعة و الاتباع..
فلما انقضت الصلاة أقبل عليه العابس..ليمضي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فقال أبو سفيان:يا عباس ما يأمرهم بشيء إلا فعلوه؟
قال: نعم..والله لو أمرهم بترك الطعام والشراب لأطاعوه..
فقال أبو سفيان: يا عباس..ما رأيت كالليلة..ولا ملك كسرى وقيصر!
فلما دخل به العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..قال صلى الله عليه وسلم:
"ويحك يا أبا سفيان..ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله؟
كانت الليلة التي قضاها أبو سفيان بين المسلمين كفيلة بأن تخفف عداوته..
فقال:بأبي أن وأمي! ما أحلمك وأكرمك وأوصلك! والله لقد ظننت أن لو كان لي مع الله إلهٌ غيره لأغنى عني شيئاً!
فقال صلى الله عليه وسلم:ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟
كان أبو سفيان صريحاً فقال:بأبي أن وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك!
أما هذه والله فإن في النفس منها حتى الآن شيئاً!
فقال له العباس:ويحك يا أبا سفيان أسلم واشهد أن لا إله إلا الله..وأن محمد رسول الله..
فسكت قليلاً ثم قال:أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله..
فسُرّ النبي عليه الصلاة والسلام..سروراً عظيماً..
فقال العباس: يا رسول الله..إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً..
فقال صلى الله عليه وسلم: "نعم..من دخل دار أبي سفيان فهو آمن"..
فأنشد أبو سفيان رضي الله عنه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم..أبياتاً يعتذر إليه مما كان مضى منه..
لعمرك إني يوم أحمل راية *** لتغلب خيلُ اللات خيل محمد
لكا لمدلج الحيران أظلم ليله *** فهذا أواني حين أهدي وأهتدي
هداني هاد غيرُ نفسي ونالني *** مع الله من طرّدتُ كلّ مطرد
أصدّ وأنأى جاهداً عن محمد *** وأدْعَى وإن لم أنتسب من محمد


فقيل إنه حين قال:
ونالني..مع الله من طردت كل مطرد..
ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده في صدره وقال: " أنت طردتني كل مطرد"..


فكرة..
ليس الذكاء أن تنتصر عند الجدال..
وإنما الذكاء أن لا تدخل في الجدال أصلاً
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 26-06-2008, 12:01 AM   #147
حبة فستق
الباش مهندس
 
صورة حبة فستق الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: where I can live comfortably ~~
المشاركات: 5,052
كتاب جميل جداً !
سيكون صديقي الحميم في هذه الإجازة بإذن الله !
__________________
**
من المستحيل أن تعيش حياتك بالطريقة التي تحلم بها ..
لأن الحياة التي تحلم بها يشغلها أناس آخرون !
حبة فستق غير متصل  
قديم(ـة) 26-06-2008, 03:41 PM   #148
الاستاذ.د
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 260
رائـع جـداً ..

سلمـت وسلمـت أنـاملـك أخي صـافـي النيـة ..

لي وقفـات طوال مع هذا الموضـوع .
__________________
.

لكــي تشـاركنـي صنـاعـة النجـاح فـي مجتمعـاتـنـا .. يشـرفنـي زيـارتك لموضـوعـي :
ثقافة النجاح .. كيف يصنعها مجتمعنا؟!

.
موقع رائع لتستمع للقرآن وأنت تتصفح النت بصوت قارئـك المفضل..
http://www.tvquran.com
الاستاذ.د غير متصل  
قديم(ـة) 28-06-2008, 09:17 PM   #149
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
حبة فستق
أشكرك عزيزي لمرورك ..صداقة حميمة ومتينة إن شاء الله


الاستاذ

الأروع والله طلتك عزيزي فجميل شكري وتقدير لك,,


دمتم بخير,,
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 28-06-2008, 09:33 PM   #150
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

اقطع الطريق على المعترضين..

من أكثر ما يوغر صدور بعض الناس على بعض ما يجنيه اللسان من مفاسد..
ومن ذلك استعجال بعض الناس بالاعتراض على الحديث ومقاطعة المتكلم دون تروٍّ ونظر..فيثور عند ذلك جدال عقيم يوغر الصدور ويفسد النفوس..
لن تستطيع إصلاح جميع الناس وتأديبهم بالآداب الشرعية..أو تدريبهم على مهارات متميزة..
ودعنا نتجاوز مرحلة التنظير التي تحلو لبعض الناس أن يدنون عليها دائماً بقوله:
المفروض الناس أن يفعلوا كذا..والمفروض أن يتعودوا على كذا..
دعك من هذا..وأدّ الصلاة على الميت الحاضر-كما يقال-..
أعني أننا ينبغي عند تعاملنا مع الأخطاء ألا ننشغل ببحث ما يجب على الآخرين أن يفعلوه بل ماذا يجب نحن أن نفعله..عندما تريد أن تتكلم بشيء غريب قد يستعجل الآخرين الاعتراض عليه..ينبغي لك أن تغلق عليهم أبواب الاعتراض بمقدمات تجيبهم فيها عن أسئلتهم قبل أن يطرحوها..بل وتزيل بها استغرابهم قبل أن يتكلموا به..
وبعض الناس يحسن فعلاً أن يغلق الأبواب على المعترض قبل أن يشعره باعتراضه..
أذكر أن شيخاً كبير السن جلس في مجلس فتكلم عن حادثة خصومة رآها بين اثنين في محطة وقود..وكيف أن شجارهما زاد واشتد حتى حُمِلا إلى مخفر الشرطة..
فقفز أحد الجالسين-من الثرثارين- مشاركاً في القصة فقال:نعم صحيح..لكن لم يحصل كذا..وإنما حصل بينهما كذا..وفلان هو المخطئ..
وبدأ يذكر تفاصيل لم تحدث..
فالتفت إليه الشيخ وكأني به يكاد ينفجر..لكنه تماسك وقال بكل هدوووء:هل حضرت الحادثة بنفسك.
قال: لا
قال: فهل حدثك أحد ممن حضروها؟
قال: لا
قال: فهل اطلعت على محاضر التحقيق؟
قال: لا
عندها صاح الشيخ وقال: طيب يا..كيف تكذّبني وأنت لا تدري عن شيء!!
فأعجبني مقدماته قبل اعتراضه..ولو أنه اعترض دون أن يذكر مقدمات يغلق بها الأبواب على صاحبه..لكان لصاحبه مجال واسع للخروج من الموقف ولو بالكذب..
فنحن أحياناً نحتاج
عندما نريد أن نقرر أشياء أن نقدم بمقدمات نقنع بها المخالفين قبل أن يتعرضوا..
لما خرجت قريش لقتال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بدر..كان بعض العقلاء فيها لا يريدون الخروج..لكن قومهم أكرهوهم عليه..فعلم النبي صلى لله عليه وسلم بهم..وتأكد أنهم وإن حضروا المعركة فلن يقع منهم قتال للمسلمين..
فلما اقترب صلى الله عليه وسلم من ميدان المعركة..أردا أن ينبه أصحابه لذلك..وأن ينهاهم عن قتلهم..لكنه يعلم أنه سيقع في قلوب بعض الناس أسئلة:
كيف لا نقتلهم وهم خرجوا لحربنا!!
لماذا استثنى هؤلاء بالذات؟!
فقدم مقدمة أزال بها الاعتراضات ثم ذكر التوجيه..كيف؟
قام صلى الله عليه وسلم في أصحابه وقال:إني قد عرفت أن رجالاً من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهاً لا حاجة لهم بقتالنا..
انتهى هذه مقدمة..
ثم قال:فمن لقي منكم أحداً من بني هاشم فلا يقتله..
ومن لقي أبا البختري بن هاشم بن الحارث بن أسد فلا يقتله..
ومن لقي العباس بن عبد المطلب..عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقتله..فإنه إنما خرج مستكرهاً..
فمضى الصحابة على ذلك..وبدؤوا يتحدثون في مجالسهم بذلك..
فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة:أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا ونترك العابس..والله لئن لقيته لألحمنه بالسيف..فبلغت الكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم..فالتفت إلى عمر فقال: " يا أبا حفص"..
قال عمر: والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي حفص..
قال صلى الله عليه وسلم يا أبا حفص: (أيضرب وجهُ عمّ رسول الله بالسيف!)..
فاستبشع ذلك..
وانتفض..كيف يرد أبو حذيفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم..أليس مسلماً!!
فصاح عمر قائلاً: يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه بالسيف..فو الله لقد نافق..
فندم أبو حذيفة رضي الله عنه..على ما تكلم به..وقال: ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ..ولا أزال منها خائفاً إلا أن تكفرها عني الشهادة..فقتل يوم اليمامة شهيداً رضي الله عنه..




نصيحة..
كن ذكياً وتغدَّ بهم قبل أن يتعشوا بك!
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 30-06-2008, 09:07 PM   #151
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
انتظر .. لا تعترض..!!

أذكر أن محاضراً كان يتكلم عن فن الحوار..فعرض شيئاً من قصة يوسف عليه السلام..
فلما وصل إلى قوله تعالى: "ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر إن أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه"..جعل يتأمل في الحاضرين ثم سألهم:
ودخل معه السجن فتيان؟! أيهما دخل قبل الآخر..يوسف أم الفتيان؟
فصاح أحدهم : يوسف..
فصاح آخر:لا..لا ..الفتيان..
فانطلق الثالث:لا..لا..بل يوسف..يوسف..
فاستذكى رابع وقال: دخلوا مع بعض!! وتلكم خامس..وارتفع اللغط..حتى ضاع الموضوع الأساسي..
ويبدو أن المحاضر قصد ذلك..فجعل يتأمل وجوههم..والوقت يمضي..ثم ابتسم ابتسامة عريضة..وأشار لهم بخفض الأصوات وقال:
وما المشكلة!! دخل قبلهم أو دخلوا قبله!! هل تستحق المسألة كل هذا الخلاف؟!
فعلاً..لو تأملت واقعنا لوجدت أننا في أحيان كثيرة نكون ثقلاء على الآخرين بكثرة اعتراضنا على ما يقولون فيكون أحدهم متحمساً في قصة يحكيها..
ثم يفاجأ بمن يعترض ويفسد عليه متعة الحديث بالاعتراض على أشياء لا تؤثر في القصة شيئاً..

نعــم ..
لا تكن ثقيلاً تعترض على كل شيء..
أذكر أن أخي سعود لما كان طفلاً في السابعة..دخل المسجد لصلاة العشاء..ويبدو أنه كان مستعجلاً وتأخر الإمام في المجيء لإقامة الصلاة..
فلما ضاق بذلك ذرعاً توجه نحو المؤذن وكان شيخاً كبيراً ضعيف السمع ووقف خلفه..
ثم قبض على أنفه بيده محاولاً تغيير صوته:
أقم الصلاة..ثم ولى هارباً!!
أما المؤذن فما كاد يسمع ذلك
حتى تحرك ناهضاً ليقيم الصلاة..فنبهه بعض المأمومين..فجلس وجعل يتلفت مغضباً يتمنى رؤية الغلام لعقابه..
كان موقفاً طريفاً..
لكني لم أورده لطرافته..
وإنما لأني جلست بعدها في مجلس فذكر أحد الجالسين القصة وقال في أثنائها:
وكان سعود مستعجلاً لأنه سيذهب إلى البحر مع أبيه-مع العلم بأن الرياض في صحراء ولا تقع على ساحل-..فتحيرت هل أفسد عليه قصته وأعترض..أم أن المعلومة غير مؤثرة في القصة فلا داعٍ للاعتراض واكتساب العداوات..فآثرت الثاني وسكت..
وأحياناً قد تعترض على شيء أنت غير فاهمه أصلاً..لعل له عذراً وأنت تلوم..
كان زياد لطيفاً حريصاً على نصح الناس..وقف يوماً عند إشارة مرور فإذا به يسمع صوتاً عالياً لأغان غربية..تحير من أين هذا الصوت..وأخذ يتلفت يبحث عن مصدره..فإذا هو من السيارة المجاورة له..
وإذا صاحبها قد زاد صوت المذياع إلى أعلى درجاته..حتى أسمع البعيد والقريب..
جعل صاحبي يضرب على منبه سيارته ويحاول أن ينبه ذاك الرجل إلى خفض صوت مذياعه..
لكن الرجل لا يتلفت ولا يرد..
يبدو أنه لشدة انسجامه مع ما يسمع صار لا يدري عما حوله..
حاول زياد أن يتبين وجه السائق الذي أسدل غترته على جانبي وجهه..وبعد جهد رآه فإذا لحيته تملأ وجهه!!
ازداد العجب..شخص بهذه الهيئة بدل أن يستمع إلى القرآن يستمع الأغاني!!
لا..وبصوت عالٍ أيضاً!!

أضاءت الإشارة خضراء..ومشى الجميع..
أصرّ زياد على مناصحة الرجل فجعل يمشي وراءه..وقف الرجل عند دكان..وتزل ليشتري منه حاجة..
أوقف زياد سيارته
وراءه وصار يتأمله وهو يمشي فإذا الثوب قصير..واللحية تملأ عارضيه..تسابقت إلى قلبه الوساوس..أظنه نزل ليخرج الآن بعلبة سجائر!!
خرج الرجل فإذا في يده مجلة إسلامية!!
لم يصبر زياد..وأخذ ينادي بلطف:يا أخي..أو سمحت..هيه..لم يرد عليه الرجل ولم يلتفت..
رفع صوته:هيه..هيه..لو سمحت..يا أخي ..اسمع..
وصل الرجل سيارته وركبها..ولم يلتفت..
نزل زياد وقد غضب وأقبل إليه..وقال: يا أخي..الله يهديك..ما تسمع!!
نظر الرجل إليه وابتسم
وشغل سيارته..فاشتغل المذياع مباشرة بصوت مزعج جداً..
فثار زياد..وقال:يا أخي حرام عليك..أزعجت الناس..
فجعل الرجل يزيد من ابتسامته..والأغاني بأعلى صوت..ثار زياد أكثر..وجعل وجهه يحمرّ..وصار يرفع صوته ليسمعه..
فلما رأى الرجل
أن الأمر وصل إلى هذا الحد..جعل يشير بيديه إلى أذنيه وينفضهما..
ثم أخرج دفتراً صغيراً من جيبه مكتوب على أول ورقة منه:أنا رجل أصم لا أسمع..فضلاً اكتب ما تريد!!




لمحة..
قال الله تعالى "وكان الإنسان عجولاً"
فانتبه لا تغلب عجلتك تؤدتك..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 02-07-2008, 05:25 AM   #152
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
قبل نجواكم: صدقة..

الطلبات الكبيرة تحتاج إلى تهيئة المطلوب منه قبل طلبها..لئلا يسارع إلى الرفض..
وهذا عام في الطلبات الشفهية والمكتوبة..
فلو أردت أن تكتب إلى غني تطلب منه حاجة..فمن المناسب أن تكتب قبل حاجتك شيئاً من الثناء على جوده وكرمه ومحبته للخير..ثم بعد ذلك تكتب حاجتك..
ومثله لو أردت حاجة من أبيك أو أخيك..
أو-من يدري ربما- زوجتك..يناسب أن تقدم قبلها بمقدمة..
فلو دعوت نفراً من أصدقائك إلى مأدبة غداء..وأردت أن تخبر زوجتك لتعد الطعام وتهيئ البيت..لناسب أن تقول قبل ذلك..بصراحة طعامك لذيذ..جميع أصدقائي يفرحون إذا دعوتهم لأجل أن يأكلوا من عمل يدك..
تصدقين!! لقد أكلت في أرقى المطاعم..وما ذقت لذة كلذة طعامك أبداً..
وبصراحة رأيت البارحة صديقاً لي جاء من سفر..ومن باب المجاملة قلت له تغدّ معي غداً..فتفاجأت به أن وافق..!!
فدعوت معه بعض الأصدقاء..فليتك تعملين لنا طعاماً..
فتجيبك: لبيك..ـأنا قادمة..وهي تظن أنك ستدعوها إلى نزهة..
فتقول لها: بسرعة..بسرعة..المطبخ..المطبخ..عندي رجال سيأتون..لا تتأخري بالغداء..وانتبهي أثناء إعداده..و..
ومثله لو أردت أن تطلب إجازة من مديرك..أو تخبر أمك أو أباك بخبر..
وقد قرأت في سيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم..ما يدل على ذلك..
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد رضع في صغره قريباً من ديار هوازن..وكان يرجو أن يسلموا..
فبلغه..أن هوازن قد جمعت جموعها وتهيأت لقتاله..فخرج إليهم..وقاتلهم..
فنصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم..فساق الغنائم..
فأقبل بعضهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..وهو نازل بالجعرانة..وقد قُتِل من قُتِل من رجالهم..وقتل أيضاً من المسلمين رجال..فهي معركة..
فأراد عقلاء من قبيلة هوازن أن يكلّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفك أسْر نسائهم وصبيانهم..فاختاروا رجلاً مفوّهاً منهم..له أسلوب رائع..ومنطق حسن..
فقام منهم خطيبهم زهير بن صرد وقدّم بمقدمة..فقال:يا رسول الله غ،ما في الحظائر من السبايا خالاتك..وحواضنك..اللاتي كن يكفلنك..ولو أنا ملّحنا لابن أبي شمر..أو النعمان بن المنذر ..
ثم أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك..رجونا عائدتهم وعطفهم..وأنت رسول الله خير المكفولين..ثم أنشأ يقول:
امنن علين رسول الله في كرم *** فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن على نسوة قد كنت تَرْضُعها *** إذ فوك تملؤه من محضها الدرر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته *** واستبق منا فإنا معشر زهر
إنا لنشكر آلاء وإن كُفِرتْ *** وعندنا بعد هذا اليوم مدّخر


فأطلق له النبي صلى الله عليه وسلم السبايا من النساء والصبيان..
فتأمل: كيف قدّم بمقدمة رائعة قبل طلبه..ذكّر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيام طفولته في ديار هوازن بني سعد..
ثم استنهض المروءة في سول الله صلى الله عليه وسلم بأننا لو أكرمنا غيرك من الملوك لأكرمنا..وأنت أولى بالكرم..فما أجمل ذلك..
وقد أدب الله المؤمنين..فقال:"يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة"..
وكانت العرب .. إذا أرادت أن تستنجد بأحد..أو تطلب عونه..أول ما تستفتح قولها بالكلام الحسن والأشعار..وكذلك لو أرادوا إهانة أحد أو قتاله استفتحوا بالخطب والأشعار..فتحدث في النفوس ما لا تفعله السيوف..
لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم..يريد العمرة..خافت قريش..
وكاد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقاتلهم..لولا أنهم ألحوا عليه حتى كتب بينه وبينهم..هدنة لمدة عشر سنوات..وقف القتال..
وكان في صلح الحديبية..لما كتب ..أنه من شاء من القبائل أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل..
فتواثبت قبيلة خزاعة وقالوا: نحن ندخل في عقد محمد وعهده..
وتواثبت بنو بكر وقالوا:نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم..
وكان بين هذين الحيين دماء وقتال..واشتدت ضغينة قريش على خزاعة..لكنهم خافوا أن يصيبوهم بشيء فينتصر لهم صلى الله عليه وسلم..
فلما مضى من هدنة الحديبية..نحو السبعة أو الثمانية عشر شهراً..وثب بنو بكر على خزاعة..ليلاً بماء يقال له الوتير..وهو قريب من مكة..وطلبوا الإعانة من قريش..
فقالت قريش:ما يعلم بنا محمد وهذا الليل وما يرانا من أحد..
فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح..وقاتلوهم معهم..
ففزعت خزاعة..وقتل من قتل من رجالهم ونساءهم وذراريهم..
فلما رأى رجل منهم وهو عمرو بن سالم..ما حل بقومه..ركب بعيره..وهرب من يد قريش..حتى قدم رسول الله صلى عليه وسلم في المدينة..فدخلها فرزعاً..مصاباً مكروباً..
ثم أقبل إلى المسجد..عليه أثر الطريق ووعثاء السفر..ووقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم..فقال:
يا رب إني ناشد محمداً *** حلف أبيه وأبينا الأتلدا
قد كُنتمُ وِلْداً وكنا والداً *** ثمّت أسلمنا فلم ننزع يدا
فانصر رسول الله نصراً أبداً *** وادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا *** إن سيما خسفاً وجهه تربدا
في فيلق كالبحر يجري مزبدا

ثم صاح بأعلى صوته قائلاً:
إن قريشاً أخلفوك الموعدا *** ونقّضوا ميثاقك المؤكدا
وجعلوا لي في كداء رصداً *** وزعموا أن لست أدعو أحدا
فهم أذل وأقل عددا *** هم بيتونا بالوتير هجدا
وقتلونا ركعاً وسجدا


فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام .. والشعر..والنداء..انتفض..وغضب..وقال:
"نُصِرْتَ يا عمرو بن سالم"..ثم قام..مسرعاً..وأمر الناس بالتجهز للخروج للقتال..
ففزع الناس يتجهزون..وهم لا يعلمون أين سيكون القتال..وقد خشي صلى الله عليه وسلم أن يخبر بوجهته..فيصل الخبر إلى قريش..وسأل الله أن يعمي على قريش خبره حتى يَبْغتهم في بلادهم..
ورسول الله صلى الله عليه وسلم..قد اشتد غضبه على قريش لخيانتهم..فكان يتجهز ويقول:
كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم يشد في العقد ويزيد في المدة".
ثم أقبل نفر من قبيلة خزاعة آخرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..فيهم بديل بن ورقاء..حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم..فأخبروه بما أصيب منهم..ومظاهرة قريش لقبيلة بني بكر عليهم..
فوعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالنصر..وقال لهم:"ارجعوا فتفرقوا في البلدان"..وخشي أن تعلم قريش بخبرهم معه..فتقاتلهم..قبل وصوله إليهم..
فانصرفوا راجعين إلى ديارهم..
فلقوا أبا سفيان في موضع بين مكة والمدينة اسمه"عسفان"..قد بعثته قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..يشد ويؤكد العقد المكتوب في الحديبية ويزيد في المدة..وقد رهبوا أن يكون بلغه ما فعلوا..
فلما لقي أبو سفيان بديل بن ورقاء..خشي أن يكون أقبل من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم..وأخبره بخيانة قريش..
فقال:من أين أقبلت يا بديل؟
فقال بديل:سِرْت في خزاعة في هذا الساحل في بطن هذا الوادي..
فسكت أبو سفيان..فلما جاوزه بديل..أقبل أبو سفيان إلى مَبْرك ناقة بديل..فأخذ من بَعْرِها ففته بيده..فرأى فيه نوى التمر..فعلم أن الناقة كانت بالمدينة..
فهم الذين يطعمون دوابهم نوى التمر..فقال أبو سفيان:أحلف بالله لقد جاء بديل من عند محمد..
ثم مضى أبو سفيان..حتى وصل المدينة..فتوجه إلى بيت ابنته أم حبيبة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم..فلما دخل أقبل ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم..فطوته من تحته..
فقال:يا بنية ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش..أو رغبت به عني؟
فقالت:بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت مشرك نجس..فلم أحب أن تجلس على فراشه..
فعجب منها..وقال:يا بنية والله لقد أصابك بعدي شر!
ثم مضى أبو سفيان إلى رسول الله صلى عليه وسلم..فقال: يا محمد اشدد العقد وزدنا في المدة..
فقال صلى الله عليه وسلم:ولذلك قدمت؟ هل كان من حَدَثٍ قِبَلَكًُم؟!
ولم يظهر له النبي صلى الله عليه وسلم أنه علم بخيانة قريش ولا أنه علم بقتالهم لقبيلة خزاعة..
فكأنه يقول لأبي سفيان:
لماذا تجددون العهد وتزيدون المدة..أليس العهد باقياً فلماذا يجدد أو يشدد..
قال أبو سفيان:معاذ الله! نحن على عهدنا وصلحنا يوم الحديبية لا نغير ولا نبدل..
فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم ..فكرر عليه أبو سفيان..ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجيبه..
فخرج أبو سفيان من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وأتى أبا بكر رضي الله عنه فقال: اشفع لي عند محمد..أن يجدد العقد..ويزيد في المدة..أو امنعني وقومي..
فقال أبو بكر: جواري في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم..ولا أمنع أحداً منه..وأما أنا فو الله لو وجدت الذر-صغار النمل- تقاتلكم لأعنتها عليكم..
فخرج أبو سفيان كسيراً..وتوجه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكلمه..فقال عمر بن الخطاب:
أنا أشفع لكم عند رسول الله صلى الله لعيه وسلم؟!
بل ما كان من حِلْفنا جديداً فأخلقه الله..وما كان منه مُثْبتاً فقطعه الله..وما كان منه مقطوعاً فلا طاعة وصله الله!
فلما سمع أبو سفيان ذلك..تغير وضاق صدره..فكأنما لُطم..فخرج أبو سفيان وهو يقول:جُزِيتَ من ذي رحمٍ شراً..
فلما يئس مما عندهم دخل على علي رضي الله عنه..فقال له: يا علي أنت أقربهم بي نسباً..فاشفع لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فقال علي: يا أبا سفيان..إنه ليس أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتات على رسول الله صلى الله عليه وسلم بِجِوار..أي لا يستطيع أحد منعه عن أحد إن أراد قتاله أو عقوبته..فهو لا ينطق عن الهوى..
وأنت سيد قريش..وأكبرها..وأمنعها..فَأَجِرْ بين عشيرتك..وامنع نفسك..يعني:صح بالناس إني قد منعت نفسي..ثم الحق بأرضك..
قال أبو سفيان: أو ترى ذلك يغني عني شيئاً..
قال: لا .. ولكن هو رأي أراه..
فخرج أبو سفيان إلى الناس في المدينة ثم صاح..ألا إني قد أجرتُ بين الناس..ولا والله ما أظن أن يخفرني أحد..ثم ركب بعيره فانطلق إلى مكة..
فلما أن قدم على قريش قالوا:ما وراءك؟ هل جئت بكتاب من محمد أو عهد؟
قال: لا والله لقد أبى علي..وقد تتبعت أصحابه فما رأيت قوماً لملك عليهم أطوع منهم له..
لقد جئت محمداً فكلمته..فو الله ما رد علي شيئاً..
ثم جئت ابن قحافة فو الله ما وجدت فيه خيراً..
ثم جئت عمر فوجدته أعدى عدو..
ثم جئت علياً فوجدته ألين القوم..وقد أشار علي بأمر صنعته..فو الله ما أدري هل يغني عنا شيئاً أم لا؟
قالوا:بماذا أمرك؟
قال: أمرني أن أُجير نفسي بنفسي بين الناس ففعلت..
قالوا: هل أجاز ذلك محمد؟ أي: هل وافق محمد على قبول طلبك الحماية لنفسك..وألزم أصحابه به؟!
قال: لا ..
قالوا: ويحك ما زادك الرجل على أن لعب بك..فما يغني عنا ما قلت..
فقال: لا والله ما وجدت غير ذلك..
فاغتمّ أبو سفيان..ودخل على امرأته فحدثها الحديث فقالت:قبحك الله من وافدِ قوم! فما جئت بخير..
ولم يمضِ أيام حتى أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم..إلى مكة فاتحاً..




بالإشارة يفهم..

اللقمة الكبيرة تحتاج لمضغ جيد قبل ابتلاعها..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 02-07-2008, 05:58 AM   #153
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
يبدو المشاركات التي نويت إعادة كتابتها أو تحميل الصور وهي مشاركات صور قد ظهرت فلا حاجة إلى إعادتها,,

شكراً لكم,,
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 02-07-2008, 06:13 AM   #154
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

ليس مهماً أن تنجح دائماً..

كان فهد يمشي مع صاحبه-العنيد المكابر- في صحراء شاسعة فرأيا شيئاً أسود رابضاً على التراب..تخفيه الريح تارة وتظهره تارة..
التفت فهد إلى صاحبه وسأله:تتوقع..ما هذا؟!
فقال صاحبه:هذه عنز سوداء!!
قال فهد:بل غراب..
قال صاحبه:أقول لك:عنز..يعني عنز..
قال فهد:طيب نقترب ونتأكد..
اقتربا .. وجعلا يركزان النظر أكثر وأكثر..كان واضحاً أن الذي أمامهما غراب!!
قال فهد:يا أخي..والله غراب..
هز صاحبه رأسه بكل حزام وقال: عنزززززز
سكت فهد..واقتربا أكثر..فشعر الغراب باقترابهما فطااار..
فصاح فهد: الله أكبر..غراب..أرأيت إنه غراب..طار..
فقال صاحبه: عنننز..حتى لو طار!!
لماذا أوردت هذه القصة؟
أوردتها لأجل أن أبين:
أن هذه المهارات التي تقدمت فيما مضى من صفحات..تصلح من الناس عموماً..لكن مع ذلك يبقى أن بعض الناس مهما مارست معه مهارات لا يتفاعل معك..
فلو مارست معه مهارة اللمح..فقلت:

ما شاء الله ما أجمل ثيابك..كأنك عريس..وأنت تتوقع منه أن يبتسم ويشكرك على لطفك..فإنه لا يفعل ذلك..وإنما ينظر إليك شزراً ويقول:
طيب..طيب..لا تجامل..لا تستخف دمك..
ونحو ذلك من العبارات السامجة التي تدل على عدم خبرته في التعامل مع الناس..
ومثله المرأة التي قد تمارس مع زوجها مهارات..كمهارة التفاعل مثلاً..فيحكي نكتة باردة..
فتتفاعل معه ضاحكة..فيقول:طيب..لا تغصبي نفسك على الضحك؟!!
إذا واجهت هذه النوعيات من الناس فاعلم أنهم لا يمثلون المجتمع..
ولقد جربت هذه المهارات بنفسي..نعم والله جربتها بنفسي فرأيت آثارها في الناس..كباراً وصغاراً..بسطاء وأذكياء..وأصحاب مناصب عليا..وطلاباً عندي في الكلية..
جربتها ومع أولادي..فرأيت لها أعاجيب..
بل جربتها مع مختلف الأجناس والجنسيات..فرأيت آثارها..
والله إني لك ناصح..


باختصار..
هل أنت جاد في التغيير؟
صافي النية غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)