[عبدالله الصالح]

من أول السطور .. تستعصي الحروف .. يتوقف النثر .. ويعجز الحرف .. فضلاً عن الكلمة ؛ الجمله ؛ الفكره!!!

رحمة الله عليك يا أبي الغالي .. الحاني .. صاحب المبسم .. طيب القلب .. رفيق الصدقة .. مجافي الليل..

رحل وآآآلدي .. نعم رحل .. وقدرة الله فوق كل شيء .. وحكمته سائرة .. ومهما يكن فتلك الليالي أمانة نسلمها للغير .. شأنها شأن من سبقنا وسوف نكون سابقين يوماً ما!!.. رحل وترك ضجيج الدنيا خلفه ؛ ومن قبل كان شريك الهم عنده : نصرة الأمة والإشتياق لسماع أخبار النصر على الأعداء..

رحل .. وترك لنا رصيداً لا تعرفه البنوك .. ولم يسجل في الضمانات العقاريه .. ولا في الشركات الصناعية والزراعية والبتروكيماويه .. ترك لنا أرثاً يتجدد ويثمر مع مرور العمر وتقدم السنوات..

لقد ترك لنا محبة الناس له .. وتقديرهم وثنائهم عليه .. وعرَفنا كيف نصنع أنفسنا وأخلاقنا!!!

رحل ..وكان يوم رحيله موعظة .. ورساله .. ودعوه .. وتبيين ..

رحل .. يوم أن ترك له في الحياة بصمة .. وعنوان للمجد .. وصناعة للتاريخ ..

رحل ..وفي ساعات الرحيل ؛ ألف ألف معنى يتهافت على الذهن .. ويستمطر التفكير..

لقد رحل والدي رحمة الله عليه في يوم السبت 6/1/1430هــ قبل آآذآن الظهر الذي طالما نادى فيه العباد للقرب من رب العباد.. وذلك بعد طول عناء مع مرض لم يعرف الأطباء نوعه أو دوائه أو ما يسكنه!!!! وكان يوم رحيله لي كسقوط جبل على رأس المتغطرس بطول الأمل؟؟

كنت أنظر له وقد أغمضت عينيه .. وتوقف قلبه الحاني عن النبض .. وسلمت روحه لبارئها وأتعجب من طول أملي وقسوة قلبي ..فما كان مني إلا أن أنسحب من الموقف وأستسلم لشريط الذكريات !!!!!!

كان رحمه الله مدرسة في التواضع والسماحه .. لم يملك المال لكنه ملك القلوب .. ولم يكن ذا منصب ولكنه على المآذن ينادي.. وهنيئاً لمن يكون داعي الرحمن؟؟

كان صاحب صدقة لا يتوقف أبدا حتى حال مرضه حين طلب {{ فراطة }} من الخمسات والعشرات يضعها في يد طاقم التنظيف و...؟؟
كان يقوم الليل فيصلي ويقرأ القرآن وأسمعه خارج الغرفة حين اعود احياناً من سهرة الزملاء وأستسلم للنوم العميق؟؟

كان يؤذن النداء الأول ويحرص عليه حتى أني كنت مرافقه يوما للرياض في مناسبه فعجلني على العوده لنصل بريده الساعة الثالثه قبل الفجر وأنزله في المسجد ليؤذن؟؟؟

كان يختم القرآن كل ثلاث ليال وفي رمضان كل ليلة..؟؟؟

كان يبتسم للجميع .. لا يترك احداً دون أن يهتم فيه .. وكان يعطف على العمالة كثيراً كثيرا..

وفي يوم الوداع حظره من كنت لا أتوقع نصفهم ـــ ليس تقليلاً بحقه ـــ ولكن لأنه ليس من أصحاب المناصب في وقت المصالح .. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم شهود الله في أرضه..

لقد بكاه الصغير والكبير .. بكاه مسجده ومحرابه ومصحفه الذي لا زمه...

لقد كان مشهد جنازته رغم أن الجو بارد جدا وفي صلاة العشاء إلا أنه ملفت للنظر دافع للسؤال؟؟

من يكون المتوفى؟؟؟

رحمك الله يا أبي .. وعذراً فإن تناظري إليك أعاق حروفي عن المكنون.....

أردت أن أشرككم في مشاعري فلا تلوموني..

أبنك:
عبدالله بن صالح بن محمد العمرآذآن الوالد مرفق بالتوقيع