|
|
|
29-09-2007, 05:50 PM | #169 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 2,071
|
بارك الله فيك يا أبا عمر على إفادتك , ولكن أود إفادتك أيضاً أن أقوال السلف التي ذكرتـَها لنا لا تقول بمثل ما قال به أخونا برق1 .
فأقوال الحسن ومجاهد والسدي كلها ترى أن الإصرار عمل .. فالحسن قال : إتيان العبد ذنبًا إصرارٌ حتى يتوب . والإتيان يعني المواقعة . ومجاهد في قول الله عز وجل: (( ولم يصروا على ما فعلوا )) قال : لم يواقعوا . ومعناه واضح . وبالمناسبة : قول الحسن ومجاهد هو قول ثالث , إذ كلامهما يعني أن مجرد مواقعة الذنب إصرار . وهذا أضعف الأقوال . وقول برق1 شبيه بهذا القول من جهة المآل , أي أنه قد يؤدي إلى نفس نتيجة هذا القول الذي ضعفه ابن جرير الطبري في تفسيره , وقد وضحتُ ذلك في تعليقي على إجاباته . أما السدي فقد ذكرتُ قوله في المشاركة السابقة . طبعاً أنا أعلم أن هناك قول آخر في معنى الإصرار ( قريب من رأي برق1 ) , ولكني فعلاً لا أعلم هل قال أحد من السلف بقول برق1 في معنى الإصرار أم لا ؟؟! وعلى أي حال , فأنا أرى أن هذا القول ضعيف , وقد تقدم بيان ذلك . والله أعلم . أما بالنسبة لسؤالك , فهو ليس مبحثي هنا ( الذي لم تتفقوا معي فيه بعد ) . فدعنا نتفق على صلب مبحثي , ثم بإمكانك - بعد ذلك - الانتقال إلى المبحث الآخر ( الذي لم يتبين لي فيه أمر قاطع حتى الآن ) . وتقبل تحياتي 00 المتزن
__________________
في المجتمع المريض الاستشهاد بالرجال أولى من الاستشهاد بالأدلة والأفكار !!
|
29-09-2007, 06:59 PM | #170 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
|
لكن السؤال في صلب مبحثك لأن النتيجة ستكون واحدة .
فأنت تقول بمشاركة رقم 89 : ( يعني لو فعل مسلم صغيرة مئة مرة , فإن صلواته الخمس تكفرها كلها .. لكن إن كان عازماً على الاستمرار بمقارفة هذه الصغيرة غير مستشعر للذنب ولا آبهٍ به , فحينئذ نقول له إن فعلك هذا هو بحد ذاته ذنب بل قد يكون كبيرة بحد ذاته حتى وإن غـُفرت لك تلك الصغائر بفعلك الطاعات . ) ثم في مشاركة رقم 97 : ( إن كنتَ تراه ذنباً منفصلاً عن الصغيرة ( وأظنك ترى ذلك ) , فلماذا لا تقول إن الإصرار على الصغيرة هو بحد ذاته كبيرة بينما الصغيرة تظل صغيرة في جميع الأحوال ؟؟! إن قلتَ بهذا , فنحن متفقان تماماً في صلب ما أتحدث عنه في هذا الموضوع وهو أن الإصرار على الصغيرة لا يصيـّرها - بحد ذاتها - كبيرة . ) فالذي أفهم من كلامك هذا أنك ترى بأن الإصرار على الصغيرة بحد ذاته كبيرة بينما الصغيرة تظل صغيرة يعني بالمثال أن الإصرار على الدخان كبيرة بينما الدخان نفسه صغيرة . وهذا هو ما نقوله نحن ولكن الخلاف بيننا لفظياً أليس كذلك ؟
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية . |
29-09-2007, 08:32 PM | #171 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 213
|
اخي المتزن .. شكراً لك على هذا التطرح المتميز
اشكر الاخوة الذين تفاعلو مع الموضوع بأنضباط . اخي المتزن ... ارجو ان تبين لي معنى " الاصرار" حتى يزول اللبس عني وعن بعض الاخوة . ولك مني جزيل الشكر . |
29-09-2007, 09:01 PM | #172 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 213
|
: أنت تعلم وفقك الله بأن قول الصحابي بالمسألة التي ليس فيها نص ولم يخالف فيها صحابي آخر أن هذا القول حجة عند كثير من العلماء ، بل قال بعضهم بأنه إذا اشتهر القول ولم يعرف له مخالف فإنه يكون إجماعاً سكوتياً
اسف على المداخلة ... ولكن ماذا عنك انت هل تعلم بان قول الصحابي ..... حجة ؟ ارجو ان توضح لي فهمك لها من " دون قص ولصق " حتى لا يطول الكلام ويكون ردك في غير موضعه . اخي ابو عمر القصيمي |
29-09-2007, 09:20 PM | #173 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 2,071
|
عفواً : سؤالك ليس في صلب مبحثي , والنتيجة ليست واحدة حتى عند القول بأن الإصرار على الصغيرة بحد ذاته كبيرة . فالخلاف هو أقرب إلى الخلاف في اللوازم منه إلى الخلاف اللفظي .. أي أن قولكم إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة خاطئ لأن من لوازمه ما يجعله باطلاً .. أما القول بأن الإصرار على الصغيرة هو بحد ذاته كبيرة , فهو أهون من القول الأول بكثير . مع العلم أني لم أطمئن إلى القول الثاني بعدُ , ولم أجزم به . بل أنا متوقف فيه حتى الآن . أما كلامي الذي في اقتباساتك أعلاه , فقد كان موجهاً لك كحل للخروج من لوازم القول الأول , ولم يكن قناعةً لي . فهل تقبل بهذا الحل يا أبا عمر ؟؟ هل تقبل أن ترفض القول بأن الإصرار على الصغيرة يصيرها - بحد ذاتها - كبيرة لورود لوازم باطلة عليه , وتأخذ بالقول إن الإصرار على الصغيرة هو بحد ذاته كبيرة ؟؟ إن قبلتَ بهذا , فنحن متفقان في صلب ما أتحدث عنه في هذا الموضوع وهو أن الإصرار على الصغيرة لا يصيـّرها - بحد ذاتها - كبيرة , والحمد لله . مع العلم أن الحل الذي أعرضه عليك , يتوافق مع كثير من استدلالاتكم التي تستدلون بها عليّ في مسألتي هذه . ولهذا كنتُ ومازلتُ أنبهكم على عدم الخلط بين المسألتين . وتقبل تحياتي 00 المتزن
__________________
في المجتمع المريض الاستشهاد بالرجال أولى من الاستشهاد بالأدلة والأفكار !!
|
|||||||||||||||||||||||
29-09-2007, 09:53 PM | #174 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
|
حياك الله أخي دكتور . الجواب من دون قص ولصق : نعم .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية . |
|||||||||||||||||||||||
29-09-2007, 10:15 PM | #175 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
|
أخي المتزن :
يبدوا لي أنك لم تفهم المسألة جيداً وهي المسألة الثانية ( الإصرار على الذنب مطلقاً ) ولذلك تظن أننا نخلط بين المسألتين وليس كذلك . فكوننا نقول بأن الإصرار على الذنب أي ذنب يعتبر كبيرة لثبوت الوعيد به ولأن هذا قول الصحابة فقد قال أبو طالب المكي في حد الكبيرة : ( جمعتها من أقوال الصحابة فوجدتها أربعة فى القلب وهى الشرك بالله والإصرار على المعصية والقنوط من رحمة الله والامن من مكر الله وأربعة فى اللسان وهى شهادة الزور وقذف المحصنات واليمين الغموس والسحر وثلاثة فى البطن شرب الخمر وأكل مال اليتيم وأكل الربا واثنتان فى الفرج وهما الزنا واللواط واثنان فى اليدين وهما القتل والسرقة وواحدة فى الرجلين وهى الفرار من الزحف وواحدة تتعلق بجميع الجسد وهى عقوق الوالدين ) وبما أني ذكرتُ مثالاً وهو شرب الدخان فسأوضح المسألة على هذا المثال : فنحن نعلم أن شرب الدخان صغيرة من الصغائر فلو أن إنساناً شرب الدخان دون إصرار فإن الأعمال الصالحة تكفر هذه الصغيرة إن شاء الله . ولكن الإصرار على شرب الدخان هذا كبيرة من الكبائر لما تقدم ، فإن هذا الشخص المصر على شرب الدخان قد ارتكب كبيرة وهي الإصرار على المعصية فكيف تكفر عنه المعصية وهو قد أصر عليها فكانت معصيته في حكم الكبيرة بسبب الإصرار . أي أن الدخان نفسه صغيرة ، ولكن عندما أصر على الدخان تحولت هذه المعصية إلى حكم الكبيرة بسبب هذا الإصرار ، فالإصرار ليس مستقلاً وحده وإنما لا بد من إجتماع الأمرين ( الذنب والإصرار ) فالذنب وحده صغيرة والإصرار وحده لا يتأتى فإصرار على ماذا ؟ لا بد أن نقول بأن الإصرار يؤثر على هذا الذنب فالإصرار لا يقوم بنفسه فلا بد أن يدخل بأمر وهو في مسألتنا ( الصغيرة ) ثم يكون الحكم وهو الكبيرة . أتمنى أن يكون كلامي واضحاً لا إشكال فيه . وبعبارة أخرى وقد قلتُ ذلك في رد سابق : أي أن الصغيرة نفسها ( شرب الدخان ) ليست كبيرة ولكن تكون في حكم الكبيرة عندما ينضم إليها الإصرار . أي : لا نقول بأن شرب الدخان كبيرة ولكن نقول شرب الدخان بحكم الكبيرة بسبب الإصرار الذي انضم إلى الصغيرة . وأعتقد أنه لا فرق عندما نقول بأن الصغيرة أصبحت كبيرة أو نقول أصبحت بحكم الكبيرة فالثاني توضيح للأول وأنت تريد أن نقول بالثاني ولا نقول بالأول والنتيجة بين الاول والثاني واحدة وهي أن هذا الشخص قد ارتكب كبيرة وهذه الكبيرة التي ارتكبها سببها هذه الصغيرة عندما أصر عليها ، أي أن أصل وقوعه في الكبيرة كان سابقاً صغيرة ولكن بعد الإصرار يكون كبيرة والذنب واحد وهو ( شرب الدخان ) فبدون الإصرار يكون هذا الشخص مرتكباً لصغيرة ومع الإصرار يكون الشخص مرتكباً لكبيرة وهذا واضح والله أعلم .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية . آخر من قام بالتعديل أبو عمر القصيمي; بتاريخ 29-09-2007 الساعة 10:37 PM. |
30-09-2007, 04:05 PM | #176 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
بسم الله لرحمن الرحيم
عجيب أمرك ! تريد أن تجعل الإصرار على الصغيرر ذنب لا يغفر , بينما الصغيرة التي صحبها الإصرار تغفر !!!!!!!!!! أقل الناس إدراكا يستنكر هذا القول الساقط ! هداك الله على أية حال لنقف قليلا الآن عند تعقيباتك السابقة على أجوبتي لك : مع العلم أن أقوالك كتبتها بالأحمر , وتعقيباتي تركتها بالأسود قال المتزن : تعسف في الاستدلال واستشهاد في غير محله . فقوله عليه الصلاة والسلام : " ويل للمصرين ... " حديث عام يشمل الإصرار على الذنب عموماً وليس فيه تحديد للإصرار على الصغيرة دون الكبيرة فضلاً عن أن يكون فيه ما يشير إلى أن الإصرار على الصغيرة يصيرها – بحد ذاتها – كبيرة , فتأمل . هداك الباري ! كون الكلام عن الذنوب عامة , ولم يقصره المصطفى صلى اله عليه وسلم على الكبائر يعني دخول الصغائر ! وأنت تدري هذا . فلو لم يشمل الحديث الصغائر للزم استثناؤها حتما . وكان الأولى بك أن تسأل نفسك , لم لم يستثن صلى الله عليه وسلم الصغائر هنا ؟ ما دامت تغفر بالمكفرات حتى ولو مع الإصرا , فعلى رأيك , يلزم أن تستثنى الصغائر , فهي مغفورة مغفورة – على رأيك – حتى مع الإصرار والتكرار , فلماذا يحذرنا صلى الله عليه وسلم من الإصرار عليها ؟ أما حديث : " إياك ومحقرات الذنوب ... " ففيه تحذير نبوي من محقرات الذنوب , فما هي محقرات الذنوب أخي برق1 ؟؟! وهل محقرات الذنوب تعني أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ؟؟؟؟!!!!! ماهذا التعسف في الاستدلال يا هداك الله ؟؟!! . جواب : هي الصغائر قطعا ! وتحذير المصطفى صلى اله عليه لعائش رضي اله عنها دليل ناصع يرشدك لو تأملته . فعائش من المصلين , وهي ممن يصوم عرفة وعاشوراء , وممن يتوضؤون فيحسنون ويصلون بعد الوضوء , ويفعلون المكفرات فقرا إلى الله وذلا له . فهل ترى أنها كانت بحاجة إلى أن تنبه ((( شخصيا ))) بحديث خاص إلى عدم التهاون بالصغائر وهي التي تأتي بالمكفرات ؟! أنت تزعم أن المكفرات تذهب الصغائر دون توبة ومع الإصرار , فمن أولى الناس تكفيرا عائش لو كان الأمر لا يتطلب توبة وعدم إصرار ولو كان القصد أن تتجنب الصغائر لما استطاعت فكل البشر خطاء , وإنما الحديث يحذرها من التمادي والإصرار وعدم الخوف من عاقبتها . هل عرفت الآن موطن الاستدلال ؟ قال المتزن : واستشهادك الثالث بقوله عليه الصلاة والسلام : " لا تغتروا " , يؤكد عسفك لمعاني الأحاديث وفهمك الخاطئ لها , إذ ما علاقة قوله عليه الصلاة والسلام : " لا تغتروا " بمقولة إن الإصرار على الصغيرة يصيرها – بحد ذاتها – كبيرة ؟؟؟!!! أهكذا تـُفهم الأحاديث النبوية أخي الفاضل ؟؟؟!!! جواب : نعم هكذا وإلا فما معنى { لا تغترّوا } وقد وردت في ختام حديث التبشير بمغفرة الصغائر بأحد المكفرات ؟! مادامت الصغائر كثرت أو قلت , تيب منها أو لم يُتَب , أصر عليها أو لم يصرّ مغفورة مغفورة بالمكفرات فهل لختام الحديث بـ( لا تغتروا ) معنى ؟! قال : بحسب علمي القاصر , لا يوجد دليل لا من القرآن ولا من السنة النبوية الصحيحة يقول بأن الإصرار على الصغيرة يصيرها – بحد ذاتها – كبيرة . فلا تتعسف في فهمك واستدلالاتك هداني الله وإياك . جواب : بيّنت لك أن الحديثين أعلاه دليلان دامغان . ولا تغفل عن قول الحق تعالى : { ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون } قال الحق : على ما فعلوا , ولم يقل : على الكبائر , وبه فاللفظ شامل لكل فعل أثيم كبيرا أو صغيرا . قال : سبحان الله !! محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر " وبرق1 يقول إن الصلوات الخمس والجمعة وصوم رمضان لا تكفر الصغائر !!! محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يفرّق بين الصغيرة والكبيرة في المغفرة والتكفير .. وبرق1 يقول إن الصغائر كالكبائر !!!! لا تعليق . جواب : أصابني قرنك اسمي باسم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل التعارض بالرهبة واحتقار أمري كله فلا بارك الله فيّ يوم أتقدم بين يدي أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم مفندا معارضا ! اللهم ارحم ضعف نفسي وسوء فعلي , وأعوذ بحلمك ورحمتك أن تصيبني منك غضبة تقصمني وتخزيني , وتكب وجهي في النار غير عابئ بي . اللهم لم أقل إلا ما ظننته قول العلماء ناقلا عنهم مقلدا لهم , فالطف بي إن زللت وأسأت . قال : برق1 , تقول : " نطلق على فعل الصغيرة إصرارا إذا صاحبه استهانة بالمعصية وانشراح لها قبل وبعد فعلها وعدم خوف عقاب الله عليها وعدم تحرك القلب للتوبة منها وليس لذلك حد معيّن " ويلزم من كلامك هذا أنه يمكن أن نطلق على فعل الصغيرة ( لأول مرة ) إصراراً إذا صاحبها استهانة بالمعصية وانشراح لها قبل وبعد فعلها !!!! وهذا القول منك قول ضعيف جواب : لا ليس بضعيف , وليس بقولي , بل قول العلماء ولو أنك قلت بأن ( بعض ) العلماء عدّوا التكرار إصرارا لقلت لك : نعم , وتحتاج لمعرفة ما صاحب هذا التكرار من شعور . والذي أطمئن إليه أن التكرار بحسب حال الشخص , فشخص أذنب واستغفر ولو بقلبه , من هذا الذنب , مع نيته تكراره , فأخشى أن يكون هذا من الإصرار , أما شخص أذنب واستغفر , وكان يرجو الكف عن الذنب لكن نفسه غلبته ثانية وثالثة وغيرها , فهذا ليس مصرا , والله أعلم . قال : ولا أعلم هل قال به أحد من علماء السلف أم لا . جواب : نعم لا تعلم لأنك لم تقرأ كتبهم بل حتى لم تتابع ما كتبنا لك في الردود الماضية بحرص فاقرأ هذه النقول لعل فيها ما تريد : 1- من كتاب ( حلية الأولياء ) الذي أفدتنا أنت أنك تصفّحته : أ - باب عمر بن عبد العزيز : قال " عن عاصم بن رجاء بن حيوة قال: كان عمر بن عبد العزيز يخطب فيقول: أيها الناس من ألم بذنب فليستغفر الله وليتب، فإن عاد فليستغفر الله وليتب، فإن عاد فليستغفر الله وليتب، فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال، وإن الهلاك كل الهلاك الإصرار عليها. " ب - باب عطاء ابن ميسرة روى عنه أنه قال: " ومن أصر على الذنوب واستكبر عن الاستغفار خرج ذلك اليوم مصرا على الذنوب مستكبرا عن الاستغفار قاصه الحساب وجازاه بعمله إلا من تجاوز عنه المتجاوز الكريم فإنه لذو مغفرة للناس على ظلمهم وهو سريع الحساب " 2- وابن كثير في التفسير : قال : وقوله: { وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ }أي: تابوا من ذنوبهم، ورجعوا إلى الله عن قريب، ولم يستمروا على المعصية ويصروا عليها غير مقْلِعِين عنها، ولو تكرر منهم الذنب تابوا عنه، كما قال الحافظ أبو يعلى الموصلي، رحمه اللهُ، في مسنده: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل وغيره قالوا: حدثنا أبو يحيى عبد الحميد الحِمَّانيّ، عن عثمان بن واقد عن أبي نُصَيْرَةَ، عن مولى لأبي بكر، عن أبي بكر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا أصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَإنْ عَادَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً". 3- وابن جبرين قال ابن جبرين في أجوبته عند باب الصلاة من شرح أخصر المختصرات : ذكر عن ابن عباس أنه قال: "لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار". فمن أصر على الصغائر فمعنى ذلك أنه احتقر هذا الذنب، وإذا احتقره واستصغره فإنه يصير كبيرة؛ لأنه يحتقر ما حرم الله، وما نهى الله تعالى عنه.......... " قال : فالذي أعلمه أن العلماء يشترطون تكرر فعل الذنب حتى يعتبروا ذلك إصراراً . جواب : إذن فلم تعلم شيئا , ولعلك اطلعت الآن على نموذج لأقوالهم , وإن شئت مزيدا زدتك حتى ترضى . يكفيك قوله تعالى : { يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشرها بعذاب أليم } فهل الإصرار في الآية يعني التكرار ؟! الآية دليل كاف لك على أن الإصرار لا يلزم له التكرار . ثم تعال إلى لغة العرب : قال في لسان العرب : " وفي الحديث ما أَصَرَّ من استغفر أَصرَّ على الشيء يَصِرُّ إِصْراراً إِذا لزمه ودَاوَمه وثبت عليه وأَكثر ما يستعمل في الشرِّ والذنوب يعني من أَتبع الذنب الاستغفار فليس بِمُصِرٍّ عليه وإِن تكرَّر منه " " والمعنى يتخير الندامة والاستغفار عند مواقعة الذنب من غير تأْخير لأَن التأْخير من الإِصرار " ونقل عن أبي عبيدة قوله في حديثه عن الشهوات : " ولكنه في كل شيءٍ من المعاصي يُضْمِرُه صاحبه ويُصِرُّ عليه فإِنما هو الإِصرارُ وإِنْ لم يَعْمَلْه وقال غيرُ أَبي غٌبيد هو أَن يَرى جاريةً حَسناءَ فيفُضَّ طرْفَه ثم ينظُرَ إِليها بقلبه كما كان ينظُر بعينِه " قال : والتكرار يعني العدد , ولهذا فمن لا يعتد بتكرار الذنب لاعتبار الإصرار , فهو مخطئ . جواب : بل أنت المخطئ فالإصرار ليس التكرار أصلا , بل التكرار المقرون بالإصرار هو ما ضيّع ذهنك بعيدا قال صلى اله عليه وسلم " ما أصر من استغفر" فماذا تقول أنت ؟! قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " قال الله عز وجل : إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل , فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها , وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها , فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها " وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله تجاوز لأمتي عمَّا حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل " وهذان الحديثان يدلان على أن الإصرار لا يكون إلا مقروناً بالفعل والعمل . فالإصرار ذنب , وبما أن الإصرار ذنب , فلا يصح أن نعتبر مجرد انشراح القلب لفعل الصغيرة إصراراً فضلاً عن أن نعتبره إصراراً يصيـّر الصغيرة كبيرة . جواب : اختلطت عليك الأمور فتحديث النفس بالإثم غير انشراح القلب به مثال : رجل حدّثته نفسه وسوّل له الشيطان أن ينظر وجه جارة له ليتمتع بجمالها , فعزم على مخاتلتها وهو يتوجس اطلاع الله وتعتمل في نفسه مخافته لكن الهوى غلاب لكن مع وجود منادي الخوف والحياء من الله في القلب , فهذا عزم ولا إصرا , ولهذا تجده إذا ارتكب هذا الإثم ندم ولام نفسه , أمّا لو عزم أن ينظر غير مبال بالله وسخطه ولا مستشعر الخوف منه فعزم مع الإصرار , ولهذا لو ارتكب فلن يتحرك قلبه بندم أو ملامة أو خوف أو حياء من ربه . قال : لم أفهم ما تعنيه بالضبط , ولكن الذي فهمته يدل على أنك أتيتَ لنا بفهم جديد لا يخلو من اضطراب في المقاييس وتخبط في الموازين . فأنت تنظر لكل صغيرة على حدة . وهذا يعني أنه قد تكون الصغيرة الأولى كبيرة بينما قد تبقى الصغيرة العاشرة صغيرة . فهلا وضحتَ لنا هذا الأمر ؟؟!! وهلا أخبرتنا من أين أتيتَ لنا بهذا الفهم الجديد ؟؟؟!!! جواب : نعم , كل صغيرة بحسب حال فاعلها , من استشعار الخوف والحياء من الله والندم والاستغفار , من كان هكذا فصغيرة , ومن حمل قلبه الانشراح لها وعدم المبالاة بمقام ربه فكبيرة , وقس عليه كل صغيرة بعدها حتى تنتهي خانات الأرقام . وليس هذا بفهم جديد ولا هو قولي , بل قول العلماء . وقد ذكرت لك سابقا وذكر لك غيري ما يكفي , ومع هذا اقرأ قوله : " وأحوال المكلف بالنسبة لما يصدر منه من صغيرة وكبيرة خمسة : أحدها أن لا يصدر منه شيء فهذا ترفع درجاته . الثانية يأتي بصغائر بلا إصرار فهذا يكفر عنه جزما . الثالثة مثله لكن مع الإصرار فلا يكفر لأن الإصرار كبيرة ." تأمل قوله أن يأتي بـ( صغائر , مع الإصرار ) إذن فهناك صغائر من دون إصرار , وهذا ما أكده الشيخ في آخر النص كما ترى , قال : ( والثالثة مثله لكن مع الإصرار) فلاتعداد ليس إصرارا هنا وإنما الإصرار حال المذنب مع الذنب . قال : أما قولك ( وكل تكرار يعد معصية جديدة ) يدل على عدم اعتبارك التكرار أصلاً في مسألة الإصرار , وهذا عجيب غريب ! جواب : التكرار بعد الندم والاستغفار على ما سلف ’ هو معصية أخرى , والتكرار المصحوب بعدم الندم على مافات ولا الخوف من عاقبته هو أحد مظاهر الإصرار , وقد ذكره بعض العلماء وهو يعدد دلائل الإصرار فأنا لا أنكر أنه من علامات الإصرار , لكنّي أعلم أن المعصية لو تكررت بعد توبة فلا تعد من الإصرار ’ وإن كان بعضهم عد التوبة هنا عبثا , لكنّي لا أعتمده لورود ما هو أصوب منه من كلام العلماء موافقا للنصوص الشرعية , بشرط عدم تبييت النية للتكرار, فأخشى أن يكون هذا نوع من الإصرار كما أسلفت. قال : طيب : هل من الممكن أن تذكر لنا علماء السلف الذين قالوا بأن الإصرار على الكبيرة يحولها إلى فاحشة ؟؟!! وأبو عمر القصيمي يقرئك السلام ويقول لك : هل الفاحشة غير الكبيرة أم أنها درجة من درجاتها ؟ جواب : وما شأن هذا بالموضوع ؟! خاصة وأنك كررت كثيرا أنك لن تناقش إلا ما يدخل في صلب الموضوع وهو تحول الصغيرة مع الإصرار كبيرة ! أما أبو عمر فأقرئه منّي السلام , وقل له : لا بأس أن أقول بين يديك شيئا أنت أعلم به , فالفاحشة درجة من درجات الكبيرة . ثم اقرأ عليه قول ابن حجر بالفتح : " وقال الحليمي في المنهاج ما من ذنب إلا وفيه صغيرة وكبيرة وقد تنقلب الصغيرة كبيرة بقرينة تضم إليها وتنقلب الكبيرة فاحشة كذلك إلا الكفر بالله فإنه أفحش الكبائر وليس من نوعه صغيرة قلت ومع ذلك فهو ينقسم إلى فاحش وأفحش ثم ذكر الحليمي أمثلة لما قال فالثاني كقتل النفس بغير حق فإنه كبيرة فان قتل أصلا أو فرعا أو ذا رحم أو بالحرم أو بالشهر الحرام فهو فاحشة والزنا كبيرة فان كان بحليلة الجار أو بذات رحم أو في شهر رمضان أو في الحرم فهو فاحشة وشرب الخمر كبيرة فإن كان في شهر رمضان نهارا أو في الحرم أو جاهر به فهو فاحشة " قال : إذا كانت الصغائر لا تغتفر إلا بالتوبة , فما فائدة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر ؟؟؟!!! وما الفرق بين الصغائر والكبائر إذن ؟؟؟!!! جواب : الفرق أن الصغائر أهون من الكبائر وأن الكبائر نسأل الله - المعافاة والعفو- مع الاستغفار والمكفرات لم يضمن الشارع مغفرتها , بل هي إليه سبحانه , فيظل غفرانها موكولا إلى الله لا يطمئن المذنب إلى مغفرتها باستغفاره وصلاته وصيامه , أما الصغائر , فمع التوبة والأعمال الصالحة يستبشر قلب المذنب بمغفرتها .مغفرتها إلا أن يشاء الله . قال : إن كلامك هذا فيه تعطيل لأحاديث نبوية صحيحة صريحة بالتفريق بين الصغائر والكبائر . جواب : لا , لا تعطيل فيه , وقد بيّنت لك أعلاه . قال : على افتراض أن تفسير العلماء هو ما ذكرتَ " الصغائر لا تكفرها المكفرات مادام صاحبها غير تائب مستغفر " .. فهل لك أن توضح لنا ما فائدة الأعمال الصالحة في تكفير الصغائر ما دامت الصغائر تستلزم التوبة حتى تـُكفر ؟؟؟!!!! إن التوبة تـُكفر الصغائر , كما أن الأعمال الصالحة تـُكفر الصغائر أيضاً بنص الحديث النبوي .. واشتراطك التوبة والاستغفار لتكفير الصغائر يلغي فائدة الأعمال الصالحة أصلاً , فتأمل . إذن : حاصل كلامك الذي تزعم أنه تفسير العلماء يلغي قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر . جواب : تعبت من ترداد الشرح. ولذلك أرجو أن تشرح لي المراد بقوله صلى اله عليه وسلم : " لا تغترّوا " لجيب بنفسك على سؤالك هذا وقبل أن تشرح خذ شرح عالم خبير بالأمر : قال في شرح سنن ابن ماجة : " قوله - صلى الله عيه وسلم – { ولا تغتروا } من الغرة بفتح أو كسر بمعنى الانخداع أي لا تغتروا ولا تنخدعوا بهذه البشارة العظيمة حتى تجترؤا على الأعمال السيئة فإن هذا الحديث وأمثاله محمولة على الصغائر والصغيرة إذا اصر عليها تصير كبيرة كما قالوا لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار فما جاء في الأحاديث الجمعة الى الجمعة كفارة لما بينهما وكذلك في صوم رمضان والحج والصلاة محمولة عليها والا لم يكن بفرضية التوبة معنى " ولي معك وقفة وتساؤلات إن شاء الله . .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 30-09-2007 الساعة 04:21 PM. |
30-09-2007, 10:50 PM | #177 | |||||||||||||||||||||||
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
أضحك الله سنك ,,,, قصيرة قطعت طويلة . .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له |
|||||||||||||||||||||||
30-09-2007, 11:00 PM | #178 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2002
البلد: UK
المشاركات: 1,683
|
الظاهر يابو فهد إننا نبي ننتظر الجز الثالث من المفاهيم الخاطئة في رمضان القادم إن كتب الله لنا عمراً ..
__________________
Behind every successful man, there is a woman
And behind every unsuccessful man, there are two. |
01-10-2007, 12:30 AM | #179 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
قول السدي هو : " { ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} أما"يصروا" فيسكتوا ولا يستغفروا. " وأحب أن تتنبه إلى أن الحسن والسدي جعلا التوبة والاستغفار دليلا على عدم الإصرار . ورغم أن اللإمام الطبري رحمه الله قد ضعّف كلامهما وكلام مجاهد , فقد بنى هذا على ظاهر الفظ وإلا فإن ذكرهما التوبة والاستغفار دليل على أنهما يشيران إلى الفرق بين من يعصي ولا يرفع لذنبه شعورا تجاه ربه , وبين من يستحضر الخضوع والوف والندم فيستغفر . وهذا ليس من صلب موضوعنا . لكني أحببت التنبيه .
لم أقل بأن فعل المعصية ذاته إصرار , وأنت تعلم كلامي ! لعل عذرك عدم فهمه
!!! حديث المسألة عن ابن عباس وغيره من الصحابة لا تعلمه ! وأقوال العلماء تسألنا عنها وعمن قالها متحديا أن يكون لنا سابق منهم , وإذا عرضنا عليك أقوالهم هربت إلى مسائل أخرى ! وهنا أيضا تقول لا أعلم ! فأنت إذن لا تعلم كثيرا ! فما بالك تتحدث في موضوع لا تعلم عنه شيئا , وتوجّه كلام العلماء إذا عرضناه عليك و(( تفتي )) وأنت لا تعلم ! خذ قولي حتى لا تنساه مجددا : من فعل صغيرة ولم يستشعر الخوف من الله أوالحياء منه وانشرح صدره لذنبه ولم يندم , أو يستغفر صادقا , فهذا مصر تتحول صغيرته كبيرة بما صاحبها من سوء أدب مع الله . وأما من فعل صغيرة فندم , أو استحضر قلبه الخوف من الله , أو الحياء منه , أو استغفر صادقا فهذا غير مصر يرجى له أن تكفّر صغيرته المكفرات الواردة وأما تكرار فعل الصغيرة , فحسب حال المذنب , وفق ما ذكرت في الحالين , فلو تكررت منه وكل مرة يندم ويعزم على الإقلاع ثم تغلبه نفسه ثانية فيندم ويستغفر وهكذا , فهذا غير مصرّ والفضل من الله وهو الرحم الرحيم الكريم العفو الحليم . وكل هذا من بعد أن يشاء الله , يحكم لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل . وقولي هذ ليس تقليدا للعلماء ونقلا لمذهبهم الصحيح . ولا شيء من اجتهادي فأنا عامي , يعرف أن واجبه الأخذ عن العلماء .
رجّح المتزن بين أقوال العلماء , وهو ويعترف بأنه لا يعلم بالمسألة !
أنت أكثرت من التهرب إلى الضرب على ما تسميه اختلافنا . فما دام اختلافنا ( بزعمك ) كان في أمور خارج موضوعك , فلماذا تتطرق إليه كثيرا , لدرجة أن كررته هنا مرتين ’ رغم تأكيداتك أنك لن تتكلم عما هو خارج الموضوع ! ورغم اعترافك ( كما ترى في قولك هذا ) أن اختلافنا جاءفي مسألة خارج موضوعك اترك خلافنا إذن وابق في الموضوع كما أكدت لنا ولا تخرج عنه ثانية .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
01-10-2007, 01:03 AM | #180 | |||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2004
البلد: لـــهـــبُ الــشــوق ..
المشاركات: 5,458
|
لم أقرأ جميع المناظرات السابقة .. لكن بودي أن اشير إلى نقطة ذكرها الأخ المتزن في صدر الموضوع .. ولا أدري أعرجتم عليها أم لا .. إن كان ذلك فـ حسن ، وأتمنى أن ترشدوني لمن قاله ..
أولا : ذكر في أحد الردود السابقة طلب تعيين الإصرار ومعناه .. وأنا أوافق ذلك .. ويا ليت لو حدد معناه اللغوي كذلك .. ثانيا : ألا يختلف ما يفعله الناس من المعاصي الصغيرة ، عن الإصرار .. ؟ هذا الجواب سيأتي إذا جاوبنا عن النقطة الأولى .. والله يحفظكم ..
__________________
.. أعبدَ الله يا نجمًا تهاوى ** ويا قمرًا تبدّى ثم غــابْ
أيا خلاً طواه الموتُ عنّا ** لكم فرحت بلقياك الصحابْ .. لا تنسوا الدعاء لأخيكم العضو أفكار بالرحمة والمغفرة . |
|||||||||||||||||||
01-10-2007, 02:27 AM | #181 |
هوية صامتة
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: Buraydah City
المشاركات: 12,458
|
كان الله في عون الجميع .،
__________________
|
01-10-2007, 03:58 AM | #182 | |||||||||||||||||||||||
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
أخي الفاضل الفارس الملثم : ورد في تعقيبي السابق ما يلي : ((( قال في لسان العرب : " وفي الحديث ما أَصَرَّ من استغفر أَصرَّ على الشيء يَصِرُّ إِصْراراً إِذا لزمه ودَاوَمه وثبت عليه وأَكثر ما يستعمل في الشرِّ والذنوب يعني من أَتبع الذنب الاستغفار فليس بِمُصِرٍّ عليه وإِن تكرَّر منه " " والمعنى يتخير الندامة والاستغفار عند مواقعة الذنب من غير تأْخير لأَن التأْخير من الإِصرار " ونقل عن أبي عبيدة قوله في حديثه عن الشهوات : " ولكنه في كل شيءٍ من المعاصي يُضْمِرُه صاحبه ويُصِرُّ عليه فإِنما هو الإِصرارُ وإِنْ لم يَعْمَلْه وقال غيرُ أَبي غٌبيد هو أَن يَرى جاريةً حَسناءَ فيفُضَّ طرْفَه ثم ينظُرَ إِليها بقلبه كما كان ينظُر بعينِه " )))) ولسان العرب كما تلم من أهم معاجم اللغة . وإليك مزيد : المصباح المنير : و ( أَصرَّ ) على فعله بالألف داومه و لازمه و ( أَصرَّ ) عليه عزم المحيط في اللغة : والإصرار: العزم على الشيء لا تهم بالإقلاع عنه المخصص : نقل عن الأصمعي قال : " أَصرَّ على الأَمر - عزم " تاج العروس : " أصرّ على فعله يصرّ إصرارا : إذا عزم على أن يمضي فيه ولا يرجع " مختار الصحاح : " أصَرَّ على الشيء أقام عليه ودام " وكل هذه المعاني تنطلق من أمر واحد هو العزم والتصميم , ولهذا ضرب في ( التهذيب ) مثالا من الفرس فقال : " قال ابن السكيت : يقال صرّ الفرس أذنيه , فإذا لم يوقعوا قالوا أصرّ الفرس , وذلك إذا جمع أذنيه وعزم على الشدّ " انظر : فالفرس قد أصرت وعزمت على الشد بضم أذنيها إلى الوراء جهة العنق فأين التكرار من الإصرار ؟! ثم تأمل أنت معنى الإصرار , فهل تجده يعني التكرار ؟! انظر قولنا مثلا : " كرّر زيد السفر " أي سافر مرّة بعد مرّة . هل يصلح أن نضع ( أصرّ على ) محل كلمة ( كرّر ) فنقول " أصر محمد على السفر ) ويبقى المعنى هو هو ؟! فالإصرار يا أخي الكريم وااااضح المعنى , نستخدمه بالعامية كالفصحى تماما , ولا صلة له بالتكرار لغويا , أما كون تكرار المعصية إصرارا فهو كما أسلفت بحسب شعور المذنب . فقد يكون إصرارا وقد لا يكون .فليس الضابط التكرار بل غيره , وإنا قد نستدل بالتكرار على أن المذنب مصر ليس في نفسه ندم أو خوف أو حياء من الله أو توبة . ============ الأخ : الصباخ : ولك بمثل . ============= تنويه : قلت في أسفل تعقيبي السابق : " وقولي هذ ليس تقليدا للعلماء ونقلا لمذهبهم الصحيح . ولا شيء من اجتهادي فأنا عامي , يعرف أن واجبه الأخذ عن العلماء ." سقطت كلمة (( إلا )) بعد (( ليس )) , وآخر النص يدل على المراد .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 01-10-2007 الساعة 04:24 AM. |
|||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
|
|