[ولـد الـرفـيـعـة]

الإنسان بطبيعته يصعب عليه التعرف على أخطائه , ولربما يولد أحدهم ويعيش ستون عاماً ومن ثم يمت دون أن يعلم عن سلبياته وأخطائه , ولو قــُدر له واطلع عليها لتمنى أن دفع كل مايملك في سبيل التخلص منها سواء كانت سلوكية أو لفظية أو تفكيرية أو غير ذلك , وكثيرٌ منا إن لم يكن جميعنا يصعب عليه التعرف على هفواته ولذلك اتخذ البعض من الصديق الوفي مرآة صادقة تُبين له أخطائه , وإذا كان الحال ذلك على صعيد الفرد فإن المجتمع ينتشر فيه هذا الامر بكثير بل بأكثر من الفرد فالمجتمع لايتعرف على أخطائه ولاعلى خط سيره وإلى أين يتجه وماهو الحراك الذي يدور داخله , ولهذا بعث الله عزّ وجل الأنبياء والرسل ليبينوا للناس أخطائهم ويرشدوهم إلى سواء السبيل ويرسموا لهم منهاج الحياة , وهكذا العلماء والدعاة والمفكرون والنقاد والاجتماعيون وجميع المتخصصون في أمر الأناسي .

ونحن هنا في حديثٌ عن التطرف , وأعني به التطرف المذموم وهو الكراهية للآخر والحقد عليه , وإذا كان الكثيرون يرفضون التطرف ويشمئزون منه باعتباره منافياً للفطرة وللدين السمح فإنهم في الوقت نفسه يحملون هذه الجينات التطرفية والاستعداد لها دون أن يشعروا بذلك , فإنهم قد لايمارسون التطرف عملياً ولكن التطرف موجود في دواخلهم حيث وفي ألفاظهم , فيحملون كرهاً ما لفئة معينة أو لمعتقد معين , ويجري على اللسان وفي داخل القلب ألفاظ تطرفية , هذه الألفاظ هي مرحلة ماقبل الممارسة العملية , فأولاً يأتي الاعتقاد وهو (النية ) ومن ثم القول وهو (النطق والتلفظ بالمعاداة ) ومن ثم الممارسة (أي القتل والعمل الفعلي ) , لأن الذي ينوي بموقف معادي للأخر ويتلفظ كثيراً بقذفه وتمني موته فإنه على أستعدد كبير لممارسة القتل وسفك الدماء , خصوصاً إذا تمّ تدعيم ذلك بأدلة شرعية قد تُشرع ذلك الفعل حسب مفهومهم للنص .

مثال لهذا التفكير:الموقف من الأخوة الشيعة فلك أن تيمم بصرك أنى شئت في كثير من المنتديات السلفية أو السنية ولك أن تنظر حينما يكون محور الحديث عن الشيعة فالسباب واللعان وتمني القتل وغير ذلك كثير من العبارات التي توحي بفكر تطرفي لو أتيح له الحرية لسفك دمائهم لفعل ذلك , بالرغم من أنهم مسملون يحرم قتلهم إلا أن معاداتهم وتمني هلاكهم لايكف عنها الكثيرون فما بالك بالموقف من الأخر الغير مسلم كاليهودي أو النصراني فإن الدعاء عليهم وسبهم آنى الليل وأطراف النهار لايتوقف , بالرغم من أن فعلهم ذلك مخالف لأوامر الله ونبيه من حيث التعامل مع الغير مسلم ومخالف بشكل أدق لسيرة الرسول مع جيرانه اليهود والنصارى , ولكنها الثقافة تكييف الدين حسب تصورتها وتفسر السيرة النبوية حسب رسمها هي مثالك ذلك : حينما قال السلفيون أن زيارة الرسول لليهودي المريض كانت بنية الدعوة له للاسلام !! , ولا أدري كيف عرفوا ذلك وإلى أي سند نصي شرعي استندوا إليه !! , وهذا التفسير هو انعكاس ولي للأحداث والنصوص من أجل أن تكون موافقة لثقافتهم ورؤاهم للحياة وللأخر المختلف , ولم يريدون أن يفهموا ذلك الموقف من النبي عليه الصلاة والسلام على أنه شيء يأمره الدين بأن على الإنسان أن يزور جاره وأخيه الإنسان فلم يريدوا أن يفهموا من ذلك تسامح الإسلام ورحمته , بل فسروه على أنه أسلوب استغلالي تخطيطي ليستغل النبي ذلك اليهودي في موقف ضعفه ومرضه كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي يسلم ! لا كي يعرف اليهودي مدى سماحة الإسلام وأصالته وموقفه من الإنسان , وقس على هذا اليهودي العديد من المواقف التي كان يعملها الرسول الكريم والصحابة رضوان الله عليهم والتابعين من بعدهم مع جيرانهم و أبناء مدينتهم الكفار .

وبما أني استشهدت بموقف الكثيرين من الشيعة وأقصد التطرف الخفي الذي قد لا نشعر به , فإني سأضع مقتبسات لردود بعض الأخوة عن حديثهم عن الشيعة , مما يبين للجميع كيف أننا متطرفون بأقوالنا التي لو أتيح لها الحرية لكانت عملاً حركياً قتالياً , ولكن أحيانا يصبح عدم إتاحة الحرية والتضييق عليهم في بعض المجتمعات خيراً لهم , وهذه مقتطفات من موضوع واحد فقط :

اقتباس اللهم عليك بالرافضة الملاعين وسادتهم وكبراءهم إخوان الشياطين الأبالسة الملاعين

اقتباس آخ بس من ذبحهم .. كره ..

اقتباس اللهم العنهم ..

اقتباس اللهم يلعنهم لعناً كبيراً الله يقاتلهم ,,

اقتباس اللهم عليك بالرافضة الملاعين وسادتهم وكبراءهم إخوان الشياطين الأبالسة الملاعين

اقتباس الله لا يكثر جنسهم ولا يبيحهم

اقتباس اللهم عليك بهم اللهم اشغلهم بانفسهم عن الاسلام والمسلمين

اقتباس اللهم العن الروافض وطهر بلدك الحرام منهم

اقتباس اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك واجعلهم عبرة للمعتبرين

اقتباس اللهم امحهم عن وجه الارض أصحاب الافعال الدنيئة والروائح الكريهة , شوهوا سمعة الاسلام .