|
|
|
12-03-2008, 10:45 PM | #15 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
|
14-03-2008, 04:07 AM | #16 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
استمتع بالمهارات.. المهارات متعة حسية,لا أعني بها الأجر الأخروي فقط,لا وإنما هي متعة وفرح تشعر به حقيقة..فاستمتع بها,ومارسها مع جميع الناس,كبيرهم وصغيرهم,غنيهم وفقيرهم,قريبهم وبعيدهم..كلهم..مارس معهم هذه المهارات..إما لاتقاء أذاهم..أو لكسب محبتهم..أو لإصلاحهم.. نعم إصلاحهم.. كان علي بن الجهم شاعراً فصيحاً..لكنه أعرابياً جلفاً لا يعرف من الحياة إلا ما يراه في الصحراء..وكان المتوكل خليفة متمكناً..يغدي عليه ويراح بما يشتهي.. دخل علي بن الجهم بغداد يوماً فقيل له:إن من مدح الخليفة حضي عنده ولقي منه الأعطيات.. فاستبشر علي ويمم جهة قصر الخلافة..دخل على المتوكل.. فرأى الشعراء ينشدون ويربحون..والمتوكل هو المتوكل..سطوة وهيبة وجبروت..فانطلق مادحاً بقصيدة مطلعها: يا أيها الخليفة.. أنت كالكلب في حفاظك للود *** وكالتيس في قراع الخطوب أنت كالدلو لا عدمتك دلواً *** من كبار الدلا كثير الذنوب ومضى يضرب للخليفة الأمثلة بالتيس والعنز والبئر والتراب..بعدما كان يشبه بالشمس والقمر والجبال!! فثار الخليفة ..وانتقض الحراس..واستل السياف سيفه..وفرش النطع..وتجهز للقتل..فأدرك الخليفة أن علي بن الجهم قد غلبت عليه طبيعته.. فأراد أن يغيرها..فأمر به فأسكنوه في قصر منيف..تغدو عليه أجمل الجواري وتروح بما يلذ ويطيب.. ذاق علي بن الجهم النعمة ..واتكأ على الأرائك..وجالس أرق الشعراء..وأغزل الأدباء..ومكث على هذا الحال سبعة أشهر.. ثم جلس الخليفة مجلس سمر ليلة..فتذكر علي بن الجهم..فسأل عنه,فدعوه له..فما مثل بين يديه..قال:أنشدني يا علي بن الجهم.. فانطلق منشداً قصيدة مطلعها: عيون المها بين الرصافة والجسر *** جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري أعدن لي الشوق القديم ولم أكن *** سلوت ولكن زدن جمراً على جمر ومضى يحرك المشاعر بأرق الكلمات ..ثم شرع يصف الخليفة بالشمس والنجم والسيف,, فانظر كيف استطاع الخليفة أن يغير طبعا ابن الجهم..ونحن كم ضايقتنا طباع لأولادنا أو أصدقائنا فهل سعينا لتغيرها..فغيرناها.. ومن باب أولى أن تقدر أنت على تغيير طباعك..فتقلب العبوس تبسماً..والغضب حلماً..والبخل كرماً..وهذا ليس صعباً..لكنه يحتاج إلى عزيمة ومراس..فكن بطلاً.. ومن نظر في سيرة محمد -صلى الله عليه وسلم-وجد أنه كان يتعامل مع الناس بقدرات أخلاقية,ملك بها قلوبهم..ولم يكن-صلى الله عليه وسلم-يتصنع هذه الأخلاق أمام الناس..فإذا خلا بأهل بيته..انقلب حلمه غضباً..ولينه غلظاً.. لا..ما كان بساماً مع الناس عبوساً مع أهل بيته.. ولا كريماً مع الخلق إلا مع ولده وزوجه.. لا..بل كانت أخلاقه سجية..يتعبد لله تعالى بها..كما يتعبد بصلاة الضحى وقياك الليل..يحتسب الخلق عبادة..تحلى بها في جميع أحواله..في سلمه وحربه,,وجوعه وشبعه..وصحته ومرضه..بل وفرحه وحزنه.. نعم.. كم من الزوجات تسمع عن أخلاق زوجها..وسعة صدره..وابتسامته وكرمه..ولكنها لم تر من ذلك شيئاً..فهو في بيته سيء الخلق..ضيق الصدر..عابس الوجه..صخاب لعان..بخيل ومنان .. أما هو –صلى الله عليه وسلم-فهو الذي قال:"خيركم خيركم لأهله,وأنا خيركم لأهلي" وانظر كيف كان يتعامل مع أهله.. قال الأسود بن يزيد:سألت عائشة رضي الله عنها ما كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يصنع في بيته؟ فقالت:يكون في مهنة أهله..فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج للصلاة..وقل مثل ذلك مع الوالدين.. فكم هم أولئك الناس الذين نسمع عن حسن أخلاقهم..وكرمهم وتبسمهم..وجميل معاشرتهم للآخرين.. أما مع أقرب الناس إليهم..وأعظم الناس حقاً عليهم..مع الوالدين والزوجة والأولاد فجفاء وهجر.. نعم..خيركم خيركم لأهله..لوالديه..لزوجه..لخدمه..بل ولأطفاله.. في يوم مليء بالمشاعر ..يجلس أبو ليلى -رضي الله عنه-عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم-..فيأتي الحسن أو الحسين يمشي إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-..فيأخذه-صلى الله عليه وسلم-..فيقعده على بطنه.. فبال الصغير على بطن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-..قال أبو ليلى:حتى بوله على بطن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أساريع.. قال:فوثبنا إليه..فقال –صلى الله عليه وسلم- :دعوا ابني..لاتفزعوا ابني.. فلما فرغ الصغير من بوله..دعا –صلى الله عليه وسلم-بماء فصبه عليه.. فلله دره كيف تروضت نفسه على هذه الأخلاق.. فلا عجب إذن أن يملك قلوب الصغار والكبار.. رأي.. بدل أن تسب الظلام..حاول إصلاح المصباح.. |
15-03-2008, 12:57 AM | #17 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
مع الفقراء ..
عدد من الناس اليوم أخلاقهم تجارية .. فالغني فقط هو الذي تكون نكته طريفة فيضحكون عند سماعها .. وأخطاؤها صغيرة .. فيتغاضون عنها .. أما الفقراء فنكتهم ثقيلة .. يسخر بهم عند سماعها .. وأخطاؤهم جسيمة .. يصرخ بهم عند وقوعها .. أما الرسول صلى الله عليه وسلم فكان عطفه على الغني والفقير سواء .. قال أنس رضي الله عنه : كان رجل من أهل البادية اسمه زاهر بن حرام .. وكان ربما جاء المدينة في حاجة فيهدي للنبي صلى الله عليه وسلم من البادية شيئاً من إقط أو سمن .. فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج إلى أهله بشيء من تمر ونحوه .. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه .. وكان يقول : ( إن زاهراً باديتنا .. ونحن حاضرون ) .. وكان زاهراً دميماً .. خرج زاهر رضي الله عنه يوماً من باديته .. فأتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلم يجده .. وكان معه متاع فذهب به إلى السوق .. فلما علم به النبي صلى الله عليه وسلم مضى إلى السوق يبحث عنه .. فأتاه فإذا هو يبيع متاعه .. والعرق يتصبب منه .. وثيابه ثياب أهل البادية بشكلها ورائحتها .. فاحتضنه صلى الله عليه وسلم من ورائه, وزاهر لا يبصره .. ولا يدري من أمسكه .. ففزع زاهر وقال:أرسلني..من هذا؟ فسكت النبي عليه الصلاة والسلام.. فحاول زاهر أن يتخلص من القبضة ..فجعل يلتفت وراءه..فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فاطمأنت نفسه..وسكن فزعه.. وصار يلصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه..فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمازح زاهراً..ويصيح بالناس ويقول:من يشتري العبد؟.. من يشتري العبد؟..فنظر زاهر في حاله..فإذا هو فقير كسير..لا مال..ولا جمال.. فقال: إذاً والله تجدني كاسداً يا رسول الله.. فقال صلى الله عليه وسلم:لكنك عند الله لست بكاسد..أنت عند لله غال.. فلا عجب أن تتعلق قلوب الفقراء به صلى الله عليه وسلم وهو يملكه بهذه الأخلاق.. كثير من الفقراء..قد لا يعيب على الأغنياء البخل عليه بالمال أو الطعام..ولكنه يجد عليهم بخلهم باللطف وحسن المعاشرة.. وكم فقير تبسمت في وجهه.. وأشعرته بقيمته واحترامه.. فرفع في ظلمه الليل يداً داعية.. يستنزل بها لك الرحمات من السماء.. ورب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لا يؤبه له..لو أقسم على الله لأبره..فكن دائم البشر مع هؤلاء الضعفاء.. إشارة.. لعل ابتسامة في وجه فقير..ترفعك عند الله درجات.. |
15-03-2008, 09:17 PM | #18 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
|
15-03-2008, 09:18 PM | #19 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
أرجو من لم تخرج عنده الصور أن يخبرني بذلك,,
والله ولي التوفيق,, |
15-03-2008, 11:28 PM | #20 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 194
|
جزاك الله خيرا ووفقك لما يحب ويرضى
كتاب قيم ومفيد جدا قليله بحقه كلمة راااااااااائع .
__________________
|
16-03-2008, 01:08 AM | #21 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
ألوان الشروق
وإياك أختي ,, ولك كل الشكر والامتنان على المرور الطيب,, نعم صحيح كتاب جدا رائع ومفيد,,,, دمت بخير.. |
16-03-2008, 09:18 PM | #22 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
|
17-03-2008, 08:20 PM | #23 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 317
|
جزاك الله خير أخوي |
17-03-2008, 09:04 PM | #24 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
وإياك إن شاءالله,,بارك الله فيك,,
أشكرك لحد السماء على المرور العطر,, دمت بخر.. |
17-03-2008, 09:14 PM | #25 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
المماليك والخدم.. كان صلى الله عليه وسلم يحسن الدخول إلى قلوبهم بما يناسب.. لما توفي عم النبي –صلى الله عليه وسلم- اشتد أذى قريش عليه –صلى الله عليه وسلم-.. فخرج –صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف..يلتمس من ثقيف النصرة والمنعة بهم من قومه..ورجا أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله تعالى..خرج إليهم وحده.. وصل إلى الطائف .. وعمد إلى نفر ثلاثة من ثقيف وهم سادة ثقيف وأشرافهم وهم إخوة ثلاثة .. عبد يا ليل..ومسعود..وحبيب..بنو عمرو بن عمير.. فجلس إليهم –صلى الله عليه وسلم- فدعاهم إلى الله وكلمهم لما جاءهم له من نصرته على الإسلام والقيام معه على مخالفه من قومه..فردوا عليه رداً قبيحاً.. فقال أحدهم:هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك.. وقال الآخر:أما وجد الله أحداً أرسله غيرك؟ أما الثالث فقال –متفلسفاً: والله لا أكلمك أبداً! لئن كنت رسولاً من الله كما تقول لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام..ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك.. فلما سمع –صلى الله عليه وسلم- منهم هذا الرد القبيح .. قام من عندهم ..وقد يئس من خير ثقيف..لكنه خاف أن تعلم قريش بخبر ثقيف معه فيجترئون عليه أكثر.. فقال لهم: إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا علي.. فلم يفعلوا .. وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به.. حتى اجتمع عليه الناس وألجؤوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة .. وشبية بن ربيعة..وهما فيه .. ورجع عنه من سفهاء ثقيف ممن كان يتبعه.. فعمد –صلى الله عليه وسلم- إلى ظل حبلة من عنب فجلس فيه.. وابنا ربيعة ينظران إليه ويريان ما يلقى من سفهاء أهل الطائف .. فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة وما لقي تحركت له رحمهما.. فدعوا غلاماً لهما نصرانياً يقال له عداس..وقالا له: خذ قطفاً من هذا العنب فضعه في هذا الطبق..ثم اذهب به إلى ذلك الرجل فقل له يأكل منه..ففعل عداس.. وجاء بالعنب .. حتى وضعه بين يدي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ثم قال له: كل فمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده وقال:"بسم الله" ثم أكل.. نظر عداس إليه وقال: والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد.. فقال له –صلى الله عليه وسلم- "ومن أي بلاد أنت يا عداس؟ وما دينك؟".. قال: نصراني..وأنا رجل من أهل نينوى.. فقال –صلى الله عليه وسلم- "من قرية الرجال الصالح يوسف بن متى؟".. فقال عداس:وما يدريك ما يونس بن متى؟ فقال –صلى الله عليه وسلم:"ذلك أخي..كان نبياً..وأنا نبي".. فأكب عداس على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقبل رأسه ويديه وقدميه .. وابنا ربيعة ينظران إيهما..فقال أحدهما لصاحبه: أما غلامك فقد أفسده عليك.. فلما رجع عداس إلى سيده .. وقد بدا عليه التأثير برؤية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وسماع كلامه.. قال له سيده:ويلك يا عداس! مالك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه؟ فقال: يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا..لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إلا نبي.. فقال سيده: ويحك يا عداس لا يصرفنك عن دينك..فإن دينك خير من دينه.. فهل نستطيع نحن اليوم أن نجعل تعاملنا راقياً مع الجميع,,مهما كانت طبقاتهم؟ لمحة.. عامل البشر على أنهم بشر.. لا على أشكالهم..أو أموالهم..أو وظائفهم.. |
20-03-2008, 08:19 PM | #26 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
|
21-03-2008, 09:04 PM | #27 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
الحيوانات!!
من صارت المهارات الحسنة ديدنه..تحولت إلى طبع يخالط دمه وعقله..لاينفك عنه أبداً.. فتجده دائماً ليناً هيناً رفيقاً متحملاً عطوفاً..مع كل أجد..حتى مع الحيوانات..والجمادات.. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر..فانطلق ليقضي حاجته..فرأى بعض الصحابة حمرة معها فرخان .. فأخذ بعضهم فرخيها.. فجاءت الحمرة .. فجعلت تحوم حولهم وترفرف بجناحيها..فلما جاء النبي –صلى الله عليه وسلم- ورآها.. التفت إلى أصحابه وقال: من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها.. وفي يوم آخر..رأى –صلى الله عليه وسلم- قرية نمل قد أحرقت..فقال:من أحرق هذه؟ قال بعض أصحابه:أنا.. فغضب وقال: لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار.. وكان –صلى الله عليه وسلم- من رأفته..أنه توضأ وأقبلت إليه هرة..أصغى لها الإناء..فتشرب..ثم يتوضأ بفضلها.. ومر –صلى الله عليه وسلم- يمواً على رجل ملقياً شاة على الأرض..وقد وضع رجله على صفحة عنقها ممسكاً لها ليذبحها..وهو يحد شفرته..وهي تلحظ إليه ببصرها.. فغضب –صلى الله عليه وسلم- لما رآه..وقال:أتريد أن تميتها موتتين؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها؟ ومر يوماً برجلين يتحدثان..وقد ركب كل منهما على بعيره..فلما رآهما رحم البعيرين.ونهى أن تتخذ الدواب كراسي.. يعني لا تركب البعير إلا وقت الحاجة فقط..فإذا انتهت حاجتك فانزل ودعه يرتاح..ونهى –صلى الله عليه وسلم- عن وسم الدابة في الوجه.. ومن أطرف ما ذكر..أنه كان للنبي –صلى الله عليه وسلم- ناقة تسمى الضباء..ثم إن نفراً من المشركين أغاروا على إبل للمسلمين..كانت ترعى في أطراف المدينة..فذهبوا بها..وكانت العضباء فيها..وأسروا امرأة من المسلمين ..واستاقوها معهم..وهرب المشركون..بالمرأة والإبل..وكانوا إذا نزلوا أثناء الطريق..أطلقوا الإبل ترعى حولهم.. فنزلوا منزلاً فناموا..فقامت المرأة بالليل لتهرب منهم..فأقبلت إلى الإبل لتركب إحداها.. فجعلت كلما أتت على بعير رغا بأعلى صوته..فتتركه خوفاً من استيقاظهم..وجعلت تمر على الإبل واحداً واحداً..حتى أتت على العضباء.. فحركتها فإذا هي ناقة ذلول مجرسة..فركبتها المرأة..ثم وجهتها نحو المدينة.. فانطلقت العضباء مسرعة.. فلما شعرت المرأة بالنجاة..اشتد فرحها..فقالت: اللهم إن لك علي نذراً..إن أنجيتني عليها أن أنحرها..!! وصلت المرأة المدينة..فعرف الناس ناقة النبي –صلى لله عليه وسلم- ..نزلت المرأة في بيتها ومضوا بالناقة إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- ..فجاءت المرأة تطلب الناقة لتنحرها!! فقال –صلى الله عليه وسلم-:بئس ما جزيتيها..أو:بئس ما جزتها..إن أنجاها الله عليها لتنحرها!! ثم قال –صلى الله عليه وسلم- : "لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم". فلماذا لا تحول مهاراتك في التعامل –كالرفق والبشر والكرم- إلى سجية تلازمك على جميع أحوالك..مع كل شيء تتعامل معه..حتى الحيوانات بل والجمادات والأشجار..!! كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يقوم يوم الجمعة..فيستند إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس.. فقالت امرأة من الأنصار:يا رسول الله..ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه..فإن لي غلاماً نجاراً.. قال:إن شئت,, فعملت له المنبر.. فلما كان يوم الجمعة..صعد النبي –صلى الله لعيه وسلم- على المنبر الذي صنع له.. فلما قعد -صلى الله عليه وسلم- على ذلك المنبر..خار الجذع كخوار الثور..وصاحت النخلة..حتى كادت تنشق..وارتج المسجد.. فنزل النبي –صلى الله عليه وسلم- فضم الجذع إليه..فجعلت النخلة تئن أنين الصبي الذي يُسكت حتى استقرت.. ثم قال –صلى الله عليه وسلم-(أما والذي نفس محمد بيده..لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة..). إشارة.. الله كرم الإنسان.. لكن ذلك لا يفتح المجال له لاضطهاد بقية المخلوقات.. |
23-03-2008, 01:32 AM | #28 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
100طريقة لكسب قلوب الناس..
كل صاحب هم يتفنن في صيد ما يريد.. عاشق المال يتفنن في جمعه وتنميته..ويحرص على تعلم مهارات التجارة والربح.. القنوات الفضائية تتفنن في اصطياد الناس بتنوع البرامج واختيار الأساليب المتجددة.. وتدريب مقدمي البرامج على مهارات تجذب الناس لمتابعتها,, وقل مثل ذلك في وسائل الإعلام المقروءة..والمسموعة.. ومثله مروجو البضائع المختلفة سواء كانت حلالاً أم حراماً..كلهم يحرصون على إتقان المهارات التي تفيدهم في مجالهم الذي يحبونه.. وكسب القلوب فن من الفنون له طرقه وأساليبه..هب أنك دخلت مجلساً فيه أربعون رجلاً..فمررت بالناس تصافحهم.. فالأول..مددت يدك إليه مسلماً فناولك طرف يده..وقال ببرود:أهلاً..أهلاً.. والثاني..كان مشغولاً بحديث جانبي..ففاجأته بالسلام..فرد ببرود أيضاً وصافحك دون أن ينظر إليك.. والثالث..كان يتحدث بهاتفه..فمد يده إليك دون أن يتلفظ بكلمة ترحيب..أو يبدي لك أي اهتمام.. أما الرابع..فلما رآك مقبلاً قام مستعداً للسلام.. فلما التقت عينك بعينه ابتسم وأظهر البشاشة بلقياك .. ووصافحك بحرارة.. واحتفى بقدومك..وأنت لا تعرفه ولا يعرفك!! ثم أكملت سلامك على الناس..وجلست..بالله عليك!ألا تشعر أن قلبك ينجذب نحو ذلك الشخص؟ بلى..ينجذب إليه..وأنت لا تعرفه..ولا تدري عن اسمه..ولا تعلم وظيفته ولا مركزه..ومع ذلك استطاع أن يسلب قلبك..لا بماله..ولا بمنصبه..ولا بحسبه ونسبه..وإنما بمهارات تعامله.. إذن القلوب لا تكسب بالقوة ولا بالمال ولا بالجمال ولا بالوظيفة..وإنما بـأقل من ذلك وأسهل..ومع ذلك فقليل من يستطيع كسبها.. أذكر أن أحد طلابي في الكلية أصيب بمرض نفسي..كان نوعاً صعباً من الاكتئاب..كان والده ضابطاً يشغل منصباً عالياً..جاء مراراً إلى الكلية وقابلني وتعاونا على علاج ابنه.. كنت أذهب إلى بيتهم أحياناً فأراه قصراً منيفاً..وأرى مجلس الأب مليئاً بالضيوف..لا تكاد تجد فيه مكاناً فارغاً.. كنت أعجيب من محبة الناس لهذا الرجل وإقبالهم عليه.. مضت سنوات وتقاعد الأب من منصبه..فذهبت إليه زائراً..دخلت القصر..ثم دلفت إلى المجلس وفيه أكثر من خمسين كرسياً..فلم أر في المجلس إلا الرجل يتابع برنامجاً في التلفاز وخادماً يخدمه بالقهوة والشاي,,جلست معه قليلاً.. فلما خرجت جعلت أتذكر حاله لما كان في وظيفته..وحاله الآن.. ما الذي كان يجمع الناس فيما مضى؟ ما الذي كان يجعلهم يلتمون عليه مؤانسين متحببين؟! أدركت عندها أن الرجل لم يكسب الناس بأخلاقه ولطفه وحسن تعامله..وإنما كسبهم بمنصبه ووجاهته وسعة علاقاته..فلما زال المنصب زالت معه المحبة.. فخذ من صاحبنا درساً.. وتعامل مع الناس بمهارات تجعلهم يحبونك لشخصك..ويحبون أحاديثك وابتسامتك ورفقك وحسن معشرك.. يحبون تغاضيك عن أخطائم.. ووقفتك معهم في مصائبهم..لا تجعل قلوبهم معلقة بكرسيك وجيبك!! الذي يوفر لأولاده وزوجته المال والطعام والشراب لم يكسب قلوبهم..وإنما كسب بطونهم..والذي يغدق على أهله الأموال..مع سوء التعامل..لم يكسب قلوبه..إنما كسب جيوبهم.. لذلك لا تستغرب إذا وجدت شاباً تقع له مشكلة فيشكوها إلى صديق أو إمام مسجد أو مدرس..ويترك أباه..لأن الأب لم يكسب قلبه..ولم يحطم الأسوار بينهما..بينما كسب هذا القلب مدرس أو صديق..وربما كسبه عدو حاقد!! وأمر أخر مهم.. ألا تلاحظ معي أن بعض الناس إذا دخل مجلساً مزدحماً..وجعل يتلفت باحثاً عن مكان يجلس فيه..رأيت الجالسين يتسابقون عليه كل يناديه ليجلس بجانبه!..لماذا؟ هل دعيت يوماً إلى العشاء..وكان بنظام(البوفيه المفتوح)..بحيث إن كل شخص يأخذ طعامه في طبق ويجلس على إحدى الطاولات الدائرية..ألم تر بعض الناس ما إن يملأ طبقه بالطعام حتى يتهافت عدد من الناس يشيرون إليه بوجود مكان فارغ..ليجلس معهم.. بينما آخر يملأ طبقه بالطعام..ويتلفت ولا أحد يناديه أو يقبل عليه..حتى تسوقه قدماه إلى إحدى الطاولات.. لماذا حرص الناس على الأول دون الآخر.. ألا تشعر أن بعض الناس تقبل عليه القلوب أينما كان..وكأن في يده مغناطيسياً يجذبها به جذباً!! عجباً! كيف استطاع هؤلاء جميعاص كسب الناس؟! إنها طرق ذكية يستطيع بها الشخص أن يصيد بها القلوب.. قرار.. قدرتنا على أسر قلوب الآخرين..وكسب محبتهم الصادقة.. تمنحنا جانباً كبيراً من المتعة بالحياة.. |
الإشارات المرجعية |
|
|