[برق1]

ميمون :

شكرا لهذا البيان ( التاريخي )
عرّفتني بأمور مهمة .

ومعذرة عن السهو , فقد أسميت الهيثم بالمهند , ولعل فطنة القراء الكرام دلّتهم على السهو .

آخر عبارة من حديثك أرهبتني , والله عفو حليم , أسأله سبحانه أن يعفو عن الأخ أحمد ويكرمه ويسخّر قلمه لخدمة دينه وشرعه , ويجعل مآلنا ومآله الفردوس الأعلى وأهلينا أجمعين .

[الصباخ]

اقتباس ومن هنا فإني أطالب الإدارة بإعادة موضوع (المهوس) عن العقيلات وهو آخر موضوع كتبه باسمه الصريح، وبعدها كاد أن يطرد من وظيفته.. أطالب بإعادة الموضوع لأن الحذف إنما كان بتعاطف الإدارة معه بعد أن تذلل لهم، وهو إنما طرح الموضوع باختياره فليتحمل تسرعه، وليجازه الله عما قاله بحقه وحق رسوله صلى الله عليه وسلم..

تأكيداً على ماقاله ميمون فإن أحمد المهوس قد تذلل تذل الذليل المنكسر لدى الإدارة وكل ذلك بغية حذف هذا الموضوع الذي كاد أن يودي بمستقبله وحياته، لكن يبدو أن الإدارة قد تعاطفت معه وما كان لها أن تتعاطف لأن هذا إنسان بلا كرامه وبلا إنسانية ويستحق أكثر مما وصله وسيصله بإذن الله.

[برق1]

أخي الصباخ :
أهلا بك وبإضافاتك
وفق الله الأخ أحمد للخير
وما زلت أنتظر من الهيثم أن يجيب عن سؤالي :
من أين جئت بأن المرتد يقتل , عندما قلت عن الذين يكفرون ممن ولدوا ونشؤوا مسلمين بأنهم لا ينطبق عليهم حكم المرتدين ؟

[ميمون]

أنت تنفخ في رماد..
فليس من عادته إلا إلقاء القاذورات ثم الفرجة على ما يفعل الناس حيالها..
ليست لديه الشجاعة الكافية لكي يجيب على أدنى استفسار.. وهذه صفة مشتركة في جميع معرفاته..

مرة من المرات أورد على أبوس إشكالاً (وهو بالمناسبة يكرهه كرهاً شديداً لأنه سبق أن مسح بكرامته البلاط على صفحات جريدة الجزيرة في حلقات ردود ماراثونية) المهم أن أبوس رد عليه، فلم يقتنع هذا السفيه وألح يريد الجواب فإذا بأبوس يفتح له موضوعاً خاصاً ويلجمه الصواعق تلو الصواعق.. وبعدها لم نر له أثراً بمعرفه ذاك.. بل ولى وله ضراط كسمييه حين فر يوم بدر..

تحياتي

[برق1]

الهيثم :

وما دمت لم تجب وقد انتظرتك طويلا ! فقد آن لي أن أتمم ما بدأت , سأكمله منفردا رغم حرصي على أن تجادل لنصل إلى الحقيقة بإذن الله , لكنّي الآن مضطر للتتمة وحدي من باب أداء واجب النصيحة والبيان الذي أعلم .

أقول :
أنت أثبت أن المرتد يقتل .
وهذا لا يحتاج إثبات أصلا
فقد ورد في حديثين صحيحين صريحين بالبخاري
وطبق الحد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وطبقه الصحابة من بعده كأبي بكر وعمر وعثي - رضي الله عنهم -
وقد ( أجمع ) العلماء على الأخذ بهذا الحد بحمد الله .
فأمر الحد مفروغ منه لا مجال لنقاشه

لكنك ظننت بجهلك أن حد الردة يطبّق فقط على من كان كافرا ثم أسلم ثم رجع للكفر , وظننت أنه لا يشمل من نشأ على الإسلام ثم كفر .

فإليك ما يدلّك على ما كان خفي عنك إن كنت تبحث عن الحق :

كنت سألتك عن دليلك من نصوص الشرع على أن المرتد يقتل , وكنت أعلم أنك ستذكر - لو أجبت - أحد هذين الحديثين ’ لكنك بهروبك عن مواجهة الحقيقة لم تجب لعلمك مقصدي !
فإليك ما كنت هربت منه
الدليل الأول : قوله صلى الله عليه وسلم : " من بدل دينه فاقتلوه " رواه البخاري
الدليل الثاني : قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزان والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة " رواه مسلم

وهاهما دليلان يقومان حجة دامغة على من ظن كظنك السقيم , فهما حديثان عاما لم يتحدثا عن قتل ((( المرتد ))) - حسب فهمك - وحده , بل فيهما الأمر بقتل كل من ترك الإسلام سواء كان كافرا فأسلم فكفر أو كان مسلما منذ نشأته فكفر , فتأمل الحديثين مليا .
أرأيت الحق

ولعل الذي سبب لك ضياع الرأي أمران :

أحدهما : أنك بدل أن تنظر للفظ الحديث , ضعت بالنظر إلى مصطلح وضعه الناس وهو كلمة (( المرتد ))
فظننت أن النصوص الشرعية هي التي اقتصرت على كلمة ( مرتد ) بينما هو مصطلح حادث وأما الأدلة فهي شاملة لكلا الخارجَين عن الإسلام
ومع هذا فليتك يوم نظرت لمعنى كلمة ( مرتد ) استقصيته , بل أخذت من معانيها ما تبادر لذهنك دون كدّ أو بحث , ولو على الأقل في قواميس اللغة .
وقد ألمحت لك سابقا أن مصطلحات الشريعة تكسب ألفاظ اللغة معان جديدة
فلتعلم أن الارتداد أوسع معنى مما قصرته عليه بفهمك القريب .
فمن معاني الارتداد أنه يعني الرجوع مطلقا , ولا يلزم من الرجوع العودة إلى النقطة التي انطلق منها الجسم المرتد فلو ركلت الكرة لحائط فهي سترتد أي ترجع عن الجدار , ولا يلزم أن تصل إلى المكان الذي ركلتها منه
ولهذا فأنت معي بأن من كان نصرانيا مثلا ثم أسلم ثم خرج من الإسلام للبوذية فإنه مرتد , وفحوى كلامك يثبت هذا .
وهذا دليل لك على أن معانى الارتداد أعم مما تظن
ليست كلمة ارتد تعني الرجوع إلى حال معهودة دائما . ولهذا فأنت تقرّ بأن من كان نصرانيا مثلا ثم أسلم ثم رجع عن الإسلام
وليس هذا ما تعنيه كلمة ارتد فقط بل خذ مثالا آخر على سعتها:
1- قال تعالى : ولا يردّ بأسه عن القوم المجرمين }} فهاهنا الرد بمعنى ( المنع ) لا إرجاع البأس إلى الله - تعالى عن هذا علوّا كبيرا -
2- قال تعالى عن المنافقين : { ثم تردّون إلى عالم الغيب والشهادة .... } فهل كانوا عنده سبحانه حتى يرجعوا إليه مرة أخرى ؟!
3- قال الله تعالى : { إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد } أي إلى يوم القيامة , فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء من يوم القيامة حتى ( يرتد ) إليه ؟!
4- قال تعالى : { فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها ... } فهل تحيتي لرجل سلم علي هي ذات كلامه أمسكته ورددته عليه ؟! أم أنه تحية أخرى بصوتي ولهجتي , قد قلت ألفاظا مشابهة أو مماثلة لألفاظة .

ومما يوضّح لك سعة كلمات اللغة أنك تقول للرجل الواقف أمامك : " ارجع إلى الوراء " حتى لو لم يكن تقدم أصلا بل قد يكون جاءك من جهة اليمين أو الشمال ثم واجهك بوجهه .
فكلمات اللغة لاتؤخذ بجفافها وكأنها جوامد لا حياة ولا حراك فيها , بل عليك أن تأخذها بسعتها مراعيا الدواعي البلاغية والتناوب وكل ملمح تعبيري جميل .
ولعل أطرف ما يمكن أن يعبر به عن هذا كلمة ( فنّان ) فلو جمّدتها على معنى لكانت تعني حمار الوحش الذي يفتن أتنه أي يطردها بألوان من الطرد يمينا وشمالا وباستقامة على أنواع بديعة من الجري , فهل وصفنا للخطاط والرسام وغيرهما بأنهم فنّانون يعني أنهم حمير تطارد أتنها ؟!

ثانيهما :أنك لم تتنبه لعلل قتل المرتد :
فأسباب قتل المرتد موجودة في من كان كافرا في الأصل ثم أسلم فكفر وفي من نشأ مسلما ثم كفر

منها مثلا : أن الكافر الذي لم يسلم أصلا يعطى فرصة للتعرف على الإسلام , أما من كان مسلما فكفر فقد أخذ فرصته وعرف الدين وقامت عليه الحجة , فقد نكص عن غاية خلقه بعد أن عرفها جيدا , فهذا لا قيمة لحياته أو فائدة ؛ لذا يقتل .
وهكذا باقي العلل , فتأملها .
وختاما :

فلتعلم أنه حتى الكافر لذي لم يسلم والذي ظننت أن من كفر ممن نشؤوا في الإسلام يجب أن يعاملوا مثلهم , فهؤلاء الكفار الأصل فيهم القتل إلا إن جد مانع كإسلامهم أو دفعهم الجزية أو الاستئمان أو العهد ......
وإنما لم يحكم بقتل الكافر حتى يأخذ فرصته بمعرفة الإسلام , أما من كان مسلما فكفر فكما سبق فقد أخذ فرصته وعرف الإسلام وقامت عليه الحجة ولم تعد لحياته غاية فهذا من أسباب قتله إن لم يتب

ولعلي أجد نشاطا ووقتا لأعود لتتمة ما في النفس عن المسألة .


وفقني الله وإياك للهدى والخير في الدارين

-----------------------

أخي ميمون :
يبدو هذا واضحا , والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا :