بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » سلمان العودة يعاتب الروائي يوسف المحيميد؟صحفية عكاظ....

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-05-2008, 06:18 PM   #15
حفيد اعقيل
مجرد عضو ..
 
تاريخ التسجيل: Nov 2002
البلد: في بريدة دار العز ,,
المشاركات: 5,389
اقتباس
فأحدهم يعشق الشيخ ناصر العمر، والآخر الشيخ سلمان العودة

0
0
0

أولئك آبـائي فجئني بمثلهم ,, إذا جمعتنا ياجـرير المجــامع

0
0
0
__________________
.
.

كلن يحب اللي يود ويريدة // والقلب مايآخذ من الناس واجـد
وانا الحبيبة عندي اسمه بريدة // أحبها والله على الحب شاهد

.
.
حفيد اعقيل غير متصل  
قديم(ـة) 23-05-2008, 06:45 PM   #16
السكب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: جسدي ام روحي؟ جسدي على أرض محمد صلى الله عليه وسلم اما روحي فهي على أرض القدس تنتظر.
المشاركات: 146

الشيخ د. عائض بن عبدالله القرني

القلب بيت الحب، وقد سكن في قلبي حبّ سلمان، فصاح لسان الحال: (سلمان منّا آل البيت). جئت بقدر على غير موعد سابق لأصادف صديقي بين ملايين الناس، صديق في قلبه إيمان، وفي عينيه إصرار، وفي جبينه شَمَم وهِمم، وعلى تقاسيم وجهه مَضاء وإباء ووفاء
إنه الشاب الذي ظفرت به في الدراسات العليا بالرياض، فكان هو المشار إليه بالبنان عند ورود معضلة علميّة، وكلما دلفت مشكلة أدلى بدلوه، وكلما حزَبَنا أمرٌ تصدّر الجمع قائلاً: (أنا لها).


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]إِذا القَومُ قالوا مَن فَتىً خِلتُ أَنَّني=عُنيتُ فَلَـم أَكسَـل وَلَـم أَتَبَلَّـدِ[/POEM]


وكان منتدى لقاء الأصدقاء في بيت صديقنا الكريم الشهم د. عبدالوهاب بن ناصر الطريري حيث لا ينتهي الإفطار إلا بغداء، ولا يختتم الغداء إلا بعشاء، السخاء يجري في دمه، والمروءة حلّت في روحه، وكان صديقنا سلمان أكبرنا سنّاً.
فإذا رأيته تذكّرت السيف مسلولاً، وقد سألني عنه سائل: كيف وجدته في أحواله من عمل وتوقف، وشدة ورخاء، وجد وهزل، وحِلّ وترحال، فقلت: هو كما قال صديقي في صديقه:
فهو كالسيف إذا غمدته أو سللته أو طرحته أو علّقته، إنه سيفٌ وكفى، أزوره ويزورني والفضل في الحالين له، فإذا جلست معه نسيت الهموم والغموم:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]فرؤيتك البشرى ومجلسك المنى=وأقوالك السلوى وأنت الخلائق[/POEM]

ذاكرة لمّاحة تكاد تضيء بالفهم ولو لم تمسسها نار الدراسة، يغوص على درّ الحكمة في قعر بحر العلم، إذا حضر خطف الأضواء، وقد كنتُ معه في مؤتمرات في السعودية والبحرين ومصر وتركيا والكويت وأمريكا، فكان واسطة العقد، ولؤلؤة التاج رأياً وعلماً وسداداً وهمّة، يطرق عليّ الباب فإذا سمعت صوته أقبلتُ وكلّي شوق، فألقي قميص التّكلّف (لدى الباب إلا لبسة المتفضل)، يقرأ ما بين السطور، وإذا أعارك نظرة تأمّل فاعلم أنه قد أصاب المحزّ، وطبق المفصل، ولو لم تتكلم، تورد العبارة فيكملها، تذكر العنوان فيفهم الرسالة، تشير إلى الباب فيرى من بالدار:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وَقّاد ذهنٍ إذا جالت قريحتهُ=يَكادُ يُخشى عليه من تلهّبهِ[/POEM]


يبدؤني معتذراً لي إن قصّرت، مسلّياً لي إن حزنت، مذكّراً لي إن وهمت، دائرة معارف متنقلة، وموسوعة علم حاضرة، وإذا سافرت معه فلا عليك إن لم تصحب كتاباً؛ فهو مكتبة في إنسان، وجامعة في كيان: (وفي طلعة البدر ما أغناك عن زحل)، وأشهد ما رأيت أصبر على تحضير الدروس منه، يقرأ عشرات الكتب والرسائل لأجل درس واحد، ويفتّش عن كل جليل ودقيق ويسير، ويسْبر غور المسألة، ويعيد النظر، ويغوص في الأعماق، ويقلّب الفكر، ثم يأتي بما يبهر، ويورد ما يخلب الأذهان، أجاد في حقول المعرفة الثلاث: العلم، والفكر، والثقافة، فأبهج طلبة العلم، وأسعد أهل الفكر، وأتحف روّاد الثقافة.
قالوا: إن سلمان تحوّل وتغيّر، بل تجدّد وتطوّر (لتركبنَّ طبقاً عن طبق) ومن ذا الذي يبقى على حال إلا أهرامات مصر أو معبد كليوبترا أو متحف اللوفر؟ أما الإنسان الفطن الواعي فمن حسن إلى حسن، فكيف إذا كان عالماً متوقِّداً ماهراً لبيباً؟ للشافعي قديم وحديث، ولأحمد أربع روايات، ولعمر: ذاك على ما قضينا، وهذا على ما نقضي.
قالوا عن الزهري: كان لسخائه وهوان الدنيا عنده لا يميّز بين الدرهم والدينار، وكذلك كان أخي سلمان، فالريالات في جيبه ليست له، سواء عنده الريال والألف، لا يعدّها عدّاً، بل ينثرها نثراً، حتى ولو لم يبقَ معه إلا القليل لوهب هذا القليل وهو السعيد المبتهج:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]كَرَماً فَلَو حَدَّثتَهُ عَن نَفسِهِ=بِعَظيمِ ما صَنَعَتْ لَظَنَّكَ كاذِباً[/POEM]


وقد حصل لأخي سلمان فهد العودة من الحظوة والقبول والثناء ما فاق الوصف، ويكفيه هذا سلوةً وعزاءً بعد ثواب الله بإذن الله، حتى لقد وصفه علاّمة الزمان شيخنا ابن باز بأنه علاّمة، والشيخ ابن باز لا يلقي الأوصاف جزافاً.
وصديقنا ذو هِمّة وثّابة، لا تعرف النكوص، فهو (إذا همّ ألقى بين عينيه همّه) يقول له صبره إذا أضناه: لا أستطيع معك صبراً، فيناديه سلمان: (صبراً أيها الصبر). فهو ما بين صلاة مكتوبة، أو درس مشهود، أو محاضرة محبّرة، أو ندوة حافلة، أو تأليف للقلوب، أو تصنيف للكتب:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]كَثيرُ سُهادِ العَينِ مِن غَيرِ عِلَّةٍ=يُؤَرِّقُهُ فيمـا يُشَرِّفُـهُ الفِكـرُ[/POEM]


ومعه لسان صادق صارم كذباب السيف، ما مسَّ قطع، يقلّب به حلو الكلام ذات اليمين وذات الشمال، وأصبحت لديّ دُربة مع صديقنا، أعرف متى أنتزع منه الدمعة الساخنة الصادقة، وربما أخفاها من الجلاّس:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]كأنَّ رقيباً منك يرعى مسامعي=وآخر يرعى منطقي وجَنانـي[/POEM]

وأعرفُ متى أستلُّ منه الضحكة الموحية البريئة التي ينفجر بها في أريحيّة، أجالسه وأسامره، وكلما طال المجلس كان أنصع وأمتع، ثم ينقضي المجلس والشوق ما زال عارماً:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]بِكُلٍّ تَدَاوَينَا فَلَم يُشـفَ مَـا بِنَـا=عَلَى أَنَّ قُربَ الدَّارِ خَيرٌ مِنَ البُعدِ[/POEM]


وصاحبنا يقبل الحق ممن قاله، ويرجع إلى الصواب إذا ظهر له، كفَّ اللسان والقلم، كلما أجلب خصومه عليه زادهم تجاهلاً، وأشبعهم تغافلاً، وملأهم نسياناً، كما قال أبو الطيب:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أَبدو فَيَسجُدُ مَن بِالسوءِ يَذكُرُني=وَلا أُعاتِبُـهُ صَفحـاً وَإِهوانـا[/POEM]


له عشرات الكتب في أبواب المعرفة وفنون العلم ودروب الثقافة، وعشرات البرامج الفضائية، ومئات الأشرطة، دلف على الناس ببرنامج (حجر الزاوية)، فأفتى ووعظ، وخطب ونظّر، وحرّر وأجاب، واستدرك واستشهد، وأبدع وأمتع، تنهال عليه الأسئلة من شتى الدول وسائر القارات في العلم الشرعي والتاريخ والسياسية والتربية والفكر، فيأخذ دلو الحكمة، فيستحيل بيده غرباً حتى يصدر الرعاء من مورد عذب مبارك (عيناً يشرب بها عباد الله يفجّرونها تفجيراً)، شرح بلوغ المرام، فأورد ما أذهل الفقهاء، وأعجب العلماء، فهم دقيق بكلام رقيق من بحر عميق.
وفسَّر كثيراً من القرآن، فأورد المأثور، ثم حلّل وفصّل، وعلّل ودلّل، قطف أبكار الأفكار بكلمات قضب وهنّ فواصل :


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أَمّا المَعاني فَهيَ أَبكارٌ إِذا=نُصَّت وَلَكِنَّ القَوافي عونُ[/POEM]


يورد الآية ثم يفسّر، والدليل ثم يعلّل، والقول ثم يبيّن، يوافق بفهم، ويخالف بإنصاف، ويردّ بأدب، ويجيب بحكمة، ويدعو برفق.
يلتهم ما أمامه من كتب ونشرات ورسائل وصحف ومجلات، يمرّ بِها سريعاً، ويخطف فحواها خطفاً، ويستولي على معانيها (فإمّا منًّا بعد وإما فداء).
رائد في الأدب شعراً ونثراً قديمه وحديثه، يحفظ القصائد الطوال، وعلى طرف لسانه الشوارد والأمثال والحكم والنكت، فإذا أراد الحديث نظم ما عنده في عقد بهيج، ثم قدّمها للناس (صنوان وغير صنوان يُسقى بماء واحد).
رافقته حضراً وسفراً في ليالي علم وأدب ومذاكرة ومحاورة، وربما زرته فاستقبلني كرمه وبشره وضيافته، يتهلل ويحتفي:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]متى تأتِه تعشو إلى ضوء ناره=تجدْ خيرَ نارٍ عندَها خيرُ موقدِ[/POEM]


دلفتُ إليه في بيته بالرياض في ليلة شاتية، البرد قارس، والمطر منهمر، فحيّاني وأجلسني، وأدار عليّ القهوة العربية، ثم قام فأوقد بنفسه النار على جزل الحطب، فلمّا أجمر أحضر اللحم وأخذ يقلّبه على الجمر، ويرحّب، ثم أخذ يقدّم لي الشواء بيدٍ كريمة مع ما لذَّ من بُر وأرز وسليق، كلما أردت أن أرفع يدي أقسم علي، فشبعت طعاماً لذيذاً، وكرماً حاتميّاً، وحديثاً ماتعاً، ووجهاً طليقاً، وقلباً رفيقاً:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]نَدَامايَ عِندَ المُنـذِرِ بـنِ مُحَـرِّقٍ=أَرَى اليَومَ مِنهُم ظَاهِرَ الأَرضِ مُقفِرا
يُدِيـرُ عَلَينـا كَأسَـهُ وشِــواءَه=مُناصفـةً وَالحَضرَمِـيَّ المحـبَّـرا[/POEM]



ذهبت معه إلى مطار الرياض لنسافر معاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واشترطنا (فإن حبسني حابسٌ فمحلّي حيث حبستني)، فاعتذروا منّا لعارض، فعدنا وقد عزم هو ورفيقه الأثير خالد القفاري على اختطافي إلى بريدة دون إذن مسبق منّي، وخشيا أن أمانع، فأوكل لخالد قيادة السيارة، ولما يعلم من حبي للأدب أخذ يناشدني الأشعار والأخبار، ويظهر التعجب، فأخذتني نشوة، واسترسلت في الحديث، وما أفقت إلا وقد جاوز المجمعة، وقربنا من بريدة، واستسلمت للواقع، فضيّفني في بيته ثلاثة أيام كلما رفعت جفنة طعام وضعت أخرى، فبقيت في أكرم نزل وأحسن مقعد:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]ذمَّ المنازلَ بعدَ منزلة اللِّوى=والعيشَ بعدَ أولئكَ الأقـوامِ[/POEM]


غاب في دار أبي سفيان فما غاب احتسابه وصبره، وتفجّع بفلذة كبده عبدالرحمن فأرسل منشور الرضى بالقضاء، في أبيات تذوب لوعة وصدقاً، وتفيض إيماناً وتسليماً:


وداعاً حبيبي لا التقاء إلى الحشـرِ

وإن كان في قلبي عليك لظى الجمرِ

صبرت لأني لم أجدْ لـي مَخْلصـاً

إليك وما من حيلة لي سوى الصبرِ

ترآك عيني في السريـر موشَّحـاً

على وجهك المكدوم أوسمة الطهْـرِ

براءة عينيك استثارتْ مشاعـري

وفاضتْ بأنهار من الدمع في شعري

ويفارق صديقنا الغربة، ويعود من الغياب، ويلتقي بأمه لقاء هو مقدمة لسفرها الطويل عن الدنيا، فيكون هو وإياها كما قال أبو الطيب:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]بِأَبي مَن وَدِدتُـهُ فَافتَرَقنـا=وَقَضى اللَهُ بَعدَ ذاكَ اجتِماعا
فَافتَرَقنا حَولاً فَلَمّـا اِلتَقَينـا=كانَ تَسليمُهُ عَلَـيَّ وَداعـا[/POEM]



ثم نظم دمعه الحارّ الصادق في قصيدة آسرة مؤثّرة يقول فيها:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]تسهيدُ عينيَ نزرٌ فـي محبتكـم=قد طال تأريقهـا شوقـاً لمـرآكِ
وخفْقُ قلبيَ ما ينفـكّ يحفزنـي=إليك ما كان خفق القلـب لـولاكِ
لو اعترضتِ صلاتي لم يكن لَمَماً=فالله أردفَ نـجـواه بنـجـواكِ
يا بهجة العمر أنتِ البدر في أفقٍ=سبحان مَن بضروب الحسن حلاكِ
شوقي إليـك تسابيـح وأدعيـةٌ=وأدمع هي فيضٌ مـن عطايـاكِ[/POEM]


وهي من أروع وأجمل مراثي الأبناء البررة في الأمّهات البارّات.
وقد تأثرتُ بهذا التّفجّع الصادق، فعبّرتُ عن مشاعري برثاء في والدته ووالدتنا - رحمها الله تعالى- فقلت من قصيدة:


يا أمَّ سلمانَ في الجنّـاتِ مـأواكِ

وموكبُ الخُلْد في الرّضوان مسراكِ

وباكـرتْـكِ أهـازيـج مرتَّـلـة

في حضرة القدس حيّاها وحيّـاكِ

إلى البقاء رحلتِ والرضـا حُلـلٌ

الى بساطٍ مـن التبجيـل يلقـاكِ

سئمتِ عيشتنا يـا أمَّنـا فـذوتْ

مِمّا رأتْه مـن الإفـلاس عينـاكِ

وسرتِ لم تتركي إرثاً سوى رجلٍ

مقدم في المعالـي جـود يُمْنـاكِ



إنه سلمان العودة العالم والداعية والمفسِّر والمثقّف والأديب، ذهنٌ وقَّاد حين تتوقف الأذهان عن التفكير، وهمّةٌ وثّابة يوم تتلجلج الهمم بأصحابها من ظمأ المشقّة ووعثاء السفر، وطويل الطريق، ورأيٌ نضيج يوم تضلّ الآراء في بيداء مقفرة من التيه.
وصديقنا سلمان إذا داخلته وصاحبته أحببته، فهو يؤْثِرك على نفسه في المغانم، ويتحمّل عنك المغارم، يجوع لتشبع، ويسهر لتنام، ويتعب لترتاح:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أوزع جسمي في جسوم كثيرة=وأروي قراح الماء والماء باردُ[/POEM]

وإن تعجب فعجيب صبره وجلده في البحث والمحاضرة، والدرس والمناظرة، صحبته في سفرات عديدة فكان يحاضر الناس الساعات الطوال بلا كلل ولا ملل، ثم يجتمع بالناس في جلسات خاصة، فيتحدث بإسهاب، ويجيب بإطناب، متجدّد النشاط، مشبوب الهمّة، قويّ الأداء، ثم أميل معه ميلة واحدة إلى جلسات ومسامرات أخوية خاصة فيطارحنا إلى الهزيع الآخر من الليل وكأنه أول ساعة من الصباح الباكر، أسافر معه الساعات الطويلة من الرياض إلى نيويورك، ومن الخليج إلى المحيط، فكأن الساعات ثوانٍ تمرّ مرَّ البرق الخاطف ما بين بحث علمي، ومطارحة أدبية، وحديث ودّي، ونكتة بريئة، ومَثَل سائر، وقصيدة عامرة، وقصّةٍ موحية، أورد البيت فيكمل القصيدة، أشرع في القصة فيتمّها، أذكر أوّل المثل فيسوقه:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وتراه يصغي للحديث بقلبه=وبسمعه ولعلّه أدرى بـهِ[/POEM]


ولما شرع في برامجه الفضائية وأحسن في إيراده وإصداره تلقّى اتصالين من طرف خادم الحرمين الشريفين يثني ويبارك هذا الطرح الجميل، والقول المسدّد، والنظرة الواسعة الصائبة، وقد تعرّض لنقد، شأن كل نابغ، وسنّة كل لامع، فما شغل نفسه بالردود، ولا قلْبَه بالبغضاء، ولا لسانه بالتّشفّي، بل كان يستغفر لهم، ويَكِل سرائرهم إلى الله، ويعفو ويصفح، بل إن أحدهم لما توفّي اتصل صديقنا بأسرته فواساهم وعزّاهم، وترحَّم على أبيهم، وأخبرهم أنه محلّ والدهم. فهو في شغل شاغل عن الردود والملاسنة والقصاص بالعمل والمثابرة والتحصيل والنفع العام وارتياد حقول المعرفة وميادين الريادة مفيداً ومستفيداً:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]تراه من الذّكاء نحيلَ جسمٍ=عليه مـن توقّـده دليـلُ
إذا كان الفتى ضخمَ المعالي=فليس يضيره الجسمُ النحيلُ[/POEM]


إن الرجل الكبير مَن تكون إنجازاته تنغيصاً لخصومه، ومَن تكون إخفاقاته أول انتصارات أعدائه، ومَن تكون نقائصه كمالات مبغضيه، ومَن اشتغل به الناس قدحاً ومدحاً، وثناءً وهجاءً، فهو عظيم، ويحقّ في أبي معاذ قول الشاعر:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]قُل للّذي بِصُروفِ الدَّهر عَيَّرنـا=هَل عانَدَ الدّهرُ إِلا مَن لَهُ خَطَـرُ
ففي السَماءِ نُجومٌ لا عِدادَ لَهـا=وَلَيسَ يُكسَفُ إِلا الشَمسُ وَالقَمَرُ[/POEM]


ذلكم هو صديقي سلمان الذي عرفتُهُ طيلة خمس وعشرين سنة.






[ وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ ]
__________________
من قال سبحان الله وبحمده مائة مره غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

حفظه الله ورعاه

السكب غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)