لو تأملنا ظاهرة التزاوج في المخلوقات دون الإنسان لوجدنا أن الأنثى هي من تستـثير الذكر بطرق متنوعة على الأغلب , ولكل مخلوق طريقة يقف عندها المتأمل موقف العجب , فلا يخرج بتأمله ذاك إلا أن سر البقاء الغريزي مودع فيها , ولله في خلقه شئون .
بنات حواء لهن الطرق ذاتها , لكنهن غير صريحات , فقد قيل إن الفرق بين الوحش من السباع وبين الإنسان هو الصراحة , فالوحش صريح بافتراسه , فحين يراك ينقض عليك مباشرة , بينما الوحش الآدمي ينقض عليك ولكن بطرق ملتوية مغلفة , فالافتراس واحد ولكن الأسباب متباينة .
في بنات حواء طرق عدة لجذب بني آدم , وقد حفل التأريخ بالقصص العديدة التي تروى , فقد علم بني آدم تلك الميزات التي تستهويه كيما يحافظ على جنسه من الانقراض , والفتاة مولعة بمن يشيد بصلاحيتها للوقوف ضد هذا الانقراض .
حين توصم الفتاة بفقد ميزة واحدة من تلك المميزات التي يبحث عنها الذكر ؛ فإنها تعيث استياء , وتسود الدنيا من حولها , فكأنها ناقصة يدًا أو رجلاً , فتحنق على واصمها , وتدعو عليه بالويل والثبور .
جرّب – عزيزي القارئ – أن تقول لفتاة : لست بجميلة , أو عيونك صغيرة , أو قامتك قصيرة , أو لون بشرتك غير جذّاب . . . ؛ إنها لن تقف محبوسة اللسان , فستنهال عليك بكلام لا يبقي ولا يذر , وربما تحدثت يداها كأن تضربك على وجهك .
قد تغضب البنات من واصفهن بما يدعو اقتراب الذكر منهن , كأن يصف مواضع حساسة في جسمها , بينما تشيد هي بمن يصف كيانها كامرأة , لها روح ومشاعر , لها عقل وفكر متّقد .
غضب البنات من رجلين : رجل ساخر من جمالها , ورجل ساخر من كيانها حين يصف أعضاءها دون روحها وفكرها . وتزداد غضبًا حين تكون زوجة لرجل فيه خصلتين : خصلة البخل , وخصلة الغضب السريع " الحرارة " .
تم المقال .