أيّام القِطاف
مَن حبس لذّته مقتوراً على نفسه ، بكبرياء روحه العظيمة ، وقهَر قرم اللذّة هنيات ، بعزم ثابت ، ويقين مستبصر ، لا تدليساً يعنت به لأجل الناس ، بل خالصاً لله كالدرّ لا يشوبه شائب . بذخ يوم العيد فرحاً لما جناه ، فكان يوم حصاده.
وأماّ من تقحّم النار على بصيرة بذنوبه ، وانقلب يوم عيده إلى يوم وعيد ، خنس يوم تنثال الأعطيات . نسي فنُسي ، وقبض فلم يُكرم ، وفجر فلم يُهاب ، فكدّ وجهه للبلابل ، وأنشأ يتعامى عن النّور ، ويتعارج طريق الحقّ ، ويفضي للشيطان عوزه ، فوعظه ، ومن يعظه الشيطان ليَكون حسيراً ، حتى تعذّرت عنه الجنان.
قال بعضهم : طلب الجنّة بغير عوض أمانيّ وغرور ، وطلب القرب ممن لا تطيعه تعطيل ونفور !
جُمع الناس لصلاة العيد ، وتقصفوا بعضهم على بعض ، يحس أحدهم في خيالته ما يكون يوم الحشر : أنّ هذا من أيّام القِطاف.
يتبع –بإذن الله.
آخر من قام بالتعديل الكامل; بتاريخ 13-09-2008 الساعة 09:15 PM.
|